– أعرفك شيرين خطيبتي
رفعت جِنان عيونها إليهم لثوانِ أومئت بنعم و عادت تنظر أرضاً بشرود مره أخرى
لينظر كل منهم للآخر بحزن و قلة حيله
لكن ليس بيدهم شىء يفعلاه الأن … جلست شيرين جوارها بصمت و وقف رامي أمامهم يستند على الحائط و عقله سارح فى الأفكار
مرت أكثر من ساعة و لايعلمون شىء عن كِنان الموجود داخل تلك الغرفة المخيفة
وصمت جِنان أجبرهم على الصمت … مرت ساعة أخرى و خرج الطبيب لتركض إليه جِنان لحقها رامي و شيرين ليقول الطبيب
– الحمد لله أحنا قدرنا ننقذ باشمهندس كِنان صحيح الحالة لسه مش مستقره بس إحنا هنعمل كل إللى نقدر عليه
و عاد إلى غرفة العمليات من جديد ليعود الصمت بين ثلاثتهم
لكن صوت خطوات لحذاء ذو كعب عالي كسر ذلك الصمت و كان السبب فى حدوث ما لم يتوقعه أحد
فتلك القطة الصغيرة … الخائفة … التي كانت ترتجف الان خوفاً كطفلة تائه من والديها تتحول إلى قطة كبيرة شرسة لها مخالب جارحه تستطيع ان تخدش بها كل من يحاول اذيتها او اذيه من يهما
فلقد توجهت إلى لوجين ب و قوة و أمسكتها من ملابسها و هى تقول ب كبير
– بقى أنتِ تعملي كل ده … الغل و الحقد إللى جواكي يوصلوكي إنك تبعتي حد يعتدي عليا و ي كِنان بيه أنتِ أيه شيطان
كانت لوجين تصر,,خ بخوف و هى تحاول أبعاد يد جِنان عنها و هى تقول
– أنتِ يا بتاعه أنتِ أبعدي عني أنتِ أتجننتي تمسكيني كده إزاى و أيه إللى أنت بتقوليه ده
أقترب رامي سريعاً و هو يقول ب مكتوم
– أنا عايز أفهم فى أيه ؟
تجاهلت جِنان كلمات رامي و رفعت أصبعها فى وجه لوجين و قالت بتحذير
– أصبري بس لحد ما كِنان بيه يفوق و هو هيعرف يتصرف معاكى و لو فاكره إنك قادرة تخوفيني و لا حتى تأذيني تبقي غلطانه أنا شوفت من الدنيا إللى يخلي جلدي صخر يكسر سنان إللى عايز ينهشه
وأقتربت خطوة منها و قالت
– كنت ضعيفة و مسكينة و وحيدة وقدرت أنهش لحم إللى فكر يمد إيده عليا تفتكري مش هقدر أقف قدامك دلوقتي وأنا مرات كِنان الصوالحي
قالت إسمه بفخر و قوة و أنف مرتفعه ليبتسم رامي إبتسامة صغيرة بأعجاب لكنه أيضاً لا يستطيع تجاهل كلمات جِنان
لم يقف مكانه حين تراجعت لوجين مبتعده عن مكانهم ليخرج هاتفه و أعطى أوامره الذي يعلم جيداً أنها ستنفذ كما يريد و أفضل
و كأن التى كانت تقف أمامهم إنسانه أخرى عادت حِنان لتجلس مكانها بصمت من جديد
مر اليوم و هي على نفس حالتها صامته لم تتناول الطعام رغم كل محاولات رامي و شيرين التي حاولت التعرف عليها و جعلها تتحدث و تخرج ما بداخلها لكنها ظلت صامته
من داخلها الكثير و الكثير من الكلمات و لكنها لم تتعلم يوماً أن تعبر عما بداخلها و كيف ذلك و هى وحيدة طوال حياتها
خرج الطبيب من غرفة الر,عاية ليوقفه رامي و هو يقول
– أخبار كِنان أيه ؟
إبتسم الطبيب إبتسامة صغيرة و هو يقول
– مين جِنان ؟
رفعت جِنان عيونها له و قالت بصوت ضعيف
– أنا
نظر إليها الطبيب و قال
– المريض طول الوقت بينادي عليكي و من الواضح أنه محتاجك علشان كده هسمحلك بخمس دقايق بس
وقفت سريعاً و هى تومىء له بنعم ليشير لها أن تلحق به
دلفت إلى غرفته بعد أن أرتدت الملابس المعقمه ظلت واقفه لثوانِ جوار الباب تنظر إليه و تجمعت الد,موع فى عيونها من جديد حيث عادت إليها نفس اللحظات حين حاول ذلك الرجل الإء عليها بعد أن ها بقوة و و طعناته لكِنان بوحشيه و دون رحمه و نظراته لها قب,ل أن يغمضها
أقتربت من السرير و نظرت إلى جزعة العاري المغطى بتلك الضمادات البغيضة التى تحاوط كل خصره أثر كل تلك الطعنات القا,,سية
جلست على الكرسي الموجود بجانب السرير و نظرت إلى كل تلك الأسلاك الواصلة به
مدت يدها حتى تمسك يديه لكنها تراجعت عن ذلك ثم نظرت إلى وجهه و قالت
– طول عمري عايشه لوحدي حتى وقت ما كانت أمي عايشه ديماً كنت بحس بالخوف الوحدة الضياع لكن من يوم ما دخلت بيت الصوالحي لأول مره فى حياتي أحس أنا ليا ظهر و سند الحج مرسال بحنانه و قلبه الكبير الأب إللى كان نفسي فيه طول حياتي و أنت بقوتك و خوف كل الناس منك كلمتك إللى محدش يقدر يكسرها و الحق إللى ديماً معاك خلاني أغمض عيني و أنام براحة و أمان
صمتت لثواني سارحه فى أفكارها غير منتبهه لذلك الصوت الذي بدء فى العلو من ذلك الجهاز المجاور لها لتكمل كلماتها
– مش هنكر أنى بخاف منك رجلي مش بتشيلني قدامك … بس وجودك يعنى كل الأمان
عادت للصمت لعدة ثوانى ثم قالت و هى تنظر إلى وجهه
و قالت بألم
– وقت ما أت عليا الراجل ده … قاومت بكل قوتي قاومت وصوتي كان بيصر,,خ رغم أنه كان كاتم صوتي لكن قلبى كان بيصر,,خ بأسمك كنت بتوسل ليك إنك تيجي و كنت متأكدة إنك هتلحقني
عيونها زائغه فى كل مكان تحول منع د,موعها من الهبوط لكنها لم تعد تحتمل … ليرتفع صوت الجهاز أكثر و أكثر لتكمل هى كلماتها
– وقت ما شوفت الد,م مغرق هدومك أتمنيت المو,,ت … كرهت نفسي و لومتها أنها نادت عليك أن قلبي كان عايزك تيجي تنقذني ند,مت و قلبي من وقتها وقف نبضه
و دون أن تلمس يديه بيدها أقتربت تقب,ل يديه بأسف واعتذار وهي تقول
– أنا آسفه يا بيه … آسفه .. بس لازم تخلي بالك أنت حاوي أفعى هى السبب و رى كل ده
صمتت .. لكنها لم تغادر .. صوت أنفاسه هيئته فسوف تشتاق إليه بشده
خرجت من الغرفة و هى لا تعلم ماذا فعلت فى ذلك الذي أستمع إلى كل كلمه منها
************
حين غادرت الغرفة كان الحج مرسال يقف بالخارج يظهر على وجهه الحزن و القلق
رفع عيونه ينظر إليها بحنان حين وجد عيونها تمتلىء بالد,موع ليفتح لها ذراعيه لتركض إليه و خبئت وجهها فى صدره و بكت بصوت عالي ظل يربت على ظهرها بحنان حتى هدأت
لتبتعد عنه قليلاً و قالت بصوت مختنق
– رجعني البلد … أنا مش قد كل إللى بيحصل هنا ده
– و تسيبيه لوحده ؟!
إبتسم بهدوء و أكمل قائلاً
– رغم إللى هو فيه بس أنتِ كشفتي مين إللى بيح,به بجد و مين إللى عايز بيه الشر تفتكري صح إنك تسيبي جوزك فى الظروف إللى هو فيها دلوقتي و تمشي
هزت رأسها بلا ببرائة الأطفال التى ترتسم على ملامحها بطبيعتها لكنها قالت أيضاً بتوسل
– هفضل جمبه و معاه بس أول ما يخف هترجعني البلد
ربت على كتفها بحنان و قال مؤكداً
– وقتها لو طلبتي مني تاني ترجعي هرجعك و محدش هيقدر يمنعك
أنحنت تقب,ل يديه بإحترام ليقول هو بقلق
– طمنيني عليه ؟
عادت د,موعها تسيل فوق وجنتيها من جديد ليقول
– لا حول و لا قوة إلا بالله … لله الأمر من قب,ل و من بعد .
لتمسك يديه بحنان و قالت برفق