منوعات

رواية الخر.ساء والو.جه المقنع الاول بقلم يمنى عبدالمنعم

كانت همس فى هذه اللحظه مصدومه من وجودها معه فى هذا المكان المنعزل فى مدخل العماره وقربها منه أكثر وأكثر وقال ليرعبها مالك خايفه منى ولا إيه ثم صمت وهمس أمام وجهها ها يا سجينتى الخرساء فارتجف جسدها وكاد أن يغشى عليها من الرعب واستكمل يقول بغضب هامس ده جزاء اللى يدخل نفسه فى حاجه مالوش دخل بيها فاهمه علشان تانى مره متعمليهاش مش علشان قعدتك ثم صمت وقال باستهزاء لأ هو اللفظ الصحيح مش قعدتك هو اللفظ الصحيح سجنتك عندى وحظك السىء هوه اللى رماكى فى طريقى فى أول يوم إتقابلنا فيه وكان لو تفتكرى كان نفس جو المطر ده وزى ما يكون ما نتقابلشى إلا فى المطر ومع الأسف لازم تقبلى بالوضع ده لأنه ده قدرك يا يا ياسجينتى الخرساء نظرت إليه همس وقالت لنفسها بصدمه مش معقول كل اللى بمر بيه ده أنا مش مصدقه نفسى ليه ليه بيعاملنى بالطريقه دى ليه عملت إيه معاه علشان ينتقم منى كده وكل اللى بيعمله فيه كده ليه ونزلت دموعها ونظرت إليه تستعطفه أن يرحمها فضحك باستخفاف وقال مش بقولك غبيه أنا عمرى ما أتأثرت بدموع حد ولا هتأثر بدموعك فا متحاوليش تستعطفينى بس أول ما بس المطر يبطل هاخدك من هنا للبدروم تانى وهيبقى فيه معامله تانيه خالص وخصوصاً إن أنا فى أجازه بسبب كتفى وحظك بقى إنى واخد على اللى حصلى ده وأكتر ومستعد أتحمل وجع كتفى كمان وكمان علشان تشوفى إزاى تبقى تتعاملى معايه فاهمه فاهمه يا سجينتى الخرساء شعرت همس أن قلبها وقع بين قدميها من كلامه الموجع لها وجرح كرامتها بهذا الشكل وأبعدها عنه بقوه فجأه فاهتز جسدها وكانت ستقع على الأرض لولا أنها إستندت على الحائط بجانبها وتركها وخرج بره العماره ليرى إذا كان المطر توقف أم لا .
فى هذه اللحظه جلست همس على الأرض وهى تستند على الحائط ودموعها تزداد بغزاره وتسأل نفسها معقول هوه فيه حد يحب شخص بالقساوه دى معقول أنا أكون بحبه مش معقول أنا أكيد مجنونه مجنونه علشان أحب واحد بالطبع القاسى ده وأغمضت عينيها بألم وقالت لنفسها أنا بالتأكيد مجنونه مجنونه زى هوه ماقالى أنا مش عارفه أهرب منه يارب ساعدنى أنا مش عارفه أعمل إيه ولا أتصرف إزاى معاه وهوه معدوم الرحمه بالشكل ده .

وقف آدم بالخارج فى المطر يريد أن يقف تحته لعل نار قسوته تهدىء وألام جراح قلبه تهدىء وتذكر عندما حاولت همس أن تهرب منه لتانى مره فقد فتحت الباب وجريت بسرعه وشعر بغيابها عنه هذه الدقائق البسيطه أنها لابد أن يأتى بها وأن تكون سجينته وخصوصاً أن سيارته ليست هنا فقد أخذها مراد بناء على رغبته هو فى إخفاء السياره علشان والدته فوجد نفسه يسرع فى الجرى خلفها بالرغم من تعبه شعر أن لابد من اللحاق بها بسرعه وأسرع وراؤها بدن أن يأخذ جاكيته ويحمى نفسه من التعب وجرى وراؤها ولمحها من بعيد وهى تجرى بدون أن تعرف الطريق الصحيح ووجدها تنوى اللحاق بالعماره وتريد الوقوف بجانبها فأسرع هو من مكان آخر وسارع ليكون موجود قبلها ويفاجأها حتى لا تهرب منه إلى أى مكان آخر وكان من السهل عليه اللحاق بها لأنها أبطىء منه فى الجرى ومهما تجرى سيلحق بها ويجدها .

رن مراد على تليفون آدم لكى يطمئن عليه فوجد تليفونه مغلق فقلق وقال بصوت مسموع ماله ده يعنى قافل تليفونه ليه وهطمن عليه إزاى دلوقتى وتنهد بضيق وقال فى نفسه ياترى فيه إيه وكمان البنت المسكينه اللى عنده دى وحابسها عنده بالعافيه دى مش هينفع كده لازم يسيبها أنا مش قادر أفهم هوه بيفكر إزاى لدلوقتى ولا إيه اللى فى مخه بالضبط .
دخل آدم فى مدخل العماره من الأسفل فوجد همس تستند على الحائط ونائمه من التعب وتأملها وهى نائمه واقترب منها ببطىء ووقف ينظر إليها وابتسم لنفسه بسخريه وهو ينظر إليها وقال فى نفسه للدرجادى حاسه بالأمان وتنامى مكانك كده من غير خوف منى زى ما كنتى مرعوبه من شويه وجلس بجانبها وعينيه عليها وقال لنفسه الوقت إتأخر أوى والمطر لسه ما بطلش مش عارف هنفضل هنا لأمتى بالضبط وشعر بالنعاس هو الآخر وشعر بالتعب فى كتفه المصاب وتألم وتحمل الألم إلى أن ينقطع المطر وألقى على همس نظره وهى نائمه ثم أغمض عينيه بتعب ونام بجانبها .

انت في الصفحة 14 من 22 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل