
بعد يوم شاق ، ووقوف طيله النهار لخدمة الزبائن عادت مريم إلى منزلها وهي تشعر بالوهن في كل اجزاء جسدها. ذهبت إلى والدتها لكي تطمئن عليها اولاً ثم دخلت غرفتها ودون ان تشعر أخذت دموعها تنساب على خديها وهي تتذكر كلمات التجريح التي سمعتها من مديرها امام ذلك الرجل المتعجرف وكل هذا لانها احضرت له طلبًا بالخطأ وبالرغم من اعتذارها له مرارًا وجلبها له ما أراد لكن ظل يوبخها إلى ان جاء مديرها الذي لا يفرق عنه وأخذ يوبخها ويسبها ويلعن غبائها إلى ان طلب منها ان تعتذر للزبون.
كان ينظر لها بأبتسامه نصر عندما سمع اسفها بعد توبيخ مديرها .
تذكرت مريم نظراته البغيضة وكلام خيري مديرها يتردد في أذنيها. استمرت بالبكاء حتى انتبهت صوت والدتها.
ذهبت إلى والدتها سريعا بعد ان تأكدت أنها مسحت دموع …
سعاد بقلق : مالك يامريم ، انتي كنتي بتعيطي ياحببتي
مريم بحب وهي تجلس بجانب والدتها: مالي ياماما انا كويسه اه ، انتي بس الي بتقلقي عليا ذياده
سعاد : انا امك وبحس بيكي ، متخبيش عليا
مريم : ابدا ياماما ، بس شوفت حادثه وصعب عليا الناس الي ماتوا
سعاد بشفقة : ربنا يرحمهم ، ويجعل خاتمتهم حسنه ..
طب يلاا روحي غيري هدومك وصلي وكلي ياحببتي
مريم : حاضر ياست الكل
………………………………………….. ………
كانوا يجلسون سويا، يتناولون وجبه الإفطار… إنه يعتبر حدث في قصرهم الفخم فهم لا يجتمعون سويا إلا لمرات قليله.
أياد بمرح: صباح الخير يا ادهم
أدهم وهو يضع الجريدة جانبا : صباح النور يا أياد
اقتربت السيدة فاطمة وعلى وجهها ترتسم السعاده وهي تراهم مجتمعون سويا على طاولة طعام واحدة.
فاطمة بحب : ايوه كده اتجمعوا علطول ، ربنا يحفظكم ويخليكم لبعض ياحبيبي
أياد بدعابه: ياسلام علي شويه الدعاوي الحلوين دول يابطوط
الداده فاطمة بطيبه: احلي بطوط بسمعها منك يا بكاش انت
نهض اياد من مقعده واقترب منها لمداعبتها : اخص عليكي يابطوط ، ده انا لو كنت بكاش مع كل الناس ، إلا انتي ده انتي اللي في الحته الشمال
نظر لهم ادهم وسرعان ما أخفى أبتسامته من مزاح شقيقه الأصغر ، السيدة فاطمة هي من تولت تربية شقيقه بعد وفاة والدتهم.
في تلك اللحظة دخل احمد غرفة الطعام وهتف بمرح
: هي بس الي في الحته الشمال ، طيب ناني وبوسي وماهي ولي لي
فاطمة : مين دول يا احمد
احمد بضحك : دول الي في الحته الشمال كمان
اياد : متصدقهوش يابطوط الواد ده
فاطمة : انا شكلي لو فضلت واقفه معاك ، مش هخلص اللي ورايا … ثم ذهبت وتركتهم ليستمعتوا بتناول فطورهم.
اياد : هتسافر بكره الساعه كام
ادهم بهدوء وهو يرتشف من فنجان قهوته : على الضهر إن شاء الله ، يــاريـت الايام ديه تنتبهه على شغلك وتصرفاتك
نظر له اياد ولم يعقب
ثم ألقى ببعض الأوامر على احمد ، وما سوف سيفعله في غيابه.
………………………………………….. ……
دخلت مريم المطعم الذي تعمل به وهي ترفع رأسها لأعلى حتى لا تجعل أحد يظن أن كلمات السيد خيري المهينة ستجعلها تتقبل الإهانة مرة أخرى ، ورغم أن كلمات السيد خيري الجارحة مازال صداها يتردد داخلها إلا إنها حاولت تجاوز إهانته لحاجتها للمال كما إنها مضت عقد عملها لمدة عام.
وجدت نظرات السيد خيري عالقه بها ، كان يحملق بها وكأنه يريد ان يري كسرتها لكنها أبت ان تجعله ينال ما رغب برؤيته.
بدأت في عملها الذي اصبحت تكره. كانت تعمل بحرص شديد فهي لن تتحمل ان تسمع كلمة أخرى من احدهم … انتهي يوم عملها ببطئ شديد وكالعادة ذهبت إلى منزلها سريعا لتطمئن علي والدتها.
………………………………………….. ……..
أنهى عمله متأخرًا في شركته وبعد أن أعطى اوامره لمساعده الشخصي وسكرتيرته لمتابعة العمل كما اعتادوا في وجوده واطلاعه على كل امر هام يحدث حتى يعود من رحلة عمله…
خرج من شركته وهو يشعر بالأرهاق. أمر السائق أن يوصله للفيلا ولكن تراجع عن قرره وامره ان يذهب إلى مكان أخر اعتاد على الذهاب إليه مؤخرًا..
………………………………………….. ………….