
ادهم : اسف اني ازعجتك
صافي بهدوء: لاء ابدا ، مافيش إزعاج اتفضل
اغلقت الباب وسارت أمامه نحو غرفة المعيشة.
خلع أدهم معطفه وأعطاه لها بعدما مدت يدها له لتأخذه.
صافي : تحب تشرب إيه يا أدهم
جلس أدهم على الاريكة ثم ارجع رأسه للوراء وأغلق عينيه : ممكن قهوه ياصافي
هزت له رأسها بأبتسامتها الرقيقة واتجهت إلى المطبخ لتصنع له فنجان القهوه.
فتح عينيه بعد مغادرته وقد لفت نظره رقي شقتها وذوقها المميز بإختيار كل قطعه فيها. تعلقت عيناه بالرواية الموجودة على المنضده الصغيرة التي امامه، إنها إحدى روايات اجاثا كرستي. لفت أنتبه لتلك الصوره التي تضم فيها طفلا صغيرا يشبهها كثيرًا.
التقط الصورة متأملًا أياها مع ذلك الصغير.
اقتربت منه تحمل فنجان القهوه الذي اعدته له وعندما أنتبهت على ما يمسكه بيده ، بدأت معالم الحزن والأسى تظهر على وجهها.
رفع عيناه إليها ؛فجلست جواره والتقطت منه الصورة وضمتها لصدرها.
صافي بحزن : ديه صوره ابني
أدهم بتساءل : ابنك!
صافي بحنين لصغيرها : اه مازن ابني
أدهم بتردد من سؤاله: طيب هو فين دلوقتي مش عايش معاكي ليه
صافي بحزن وهي تشرد في ذكرياتها السابقه
فلاش بــاك!
للأسف يا مدام زوج حضرتك مش موجود في البلد كلها ، وانتي من الافضل تنزلي مصر بدل المشاكل الي هتحصل بسبب هروب زوجك والشيكات اللي عليه
صافي ببكاء: امشي إزاي ، وابني
المحامي: هو ده الحل الوحيد يا مدام صافي ، استاذ احمد أنهى كل شغله هنا واخد ابنه وهرب ، وانتي لازم تنزلي مصر حالا
ثم تركها وانصرف. بكت بحرقه علي صغيرها الذي لم يتجاوز عمر الست سنوات. عادت محطمه لوطنها الذي رحلت منه عندما تزوجت من رجل اجبرها عمها على الزواج منه بسبب الصفقات التي تجمعهم.
نظر لها أدهم بشفقة ثم مد لها يده بمنديل لتمسح دموعها التي فاضت على خديها.
نظرت له صافي واستمرت دموعها تنساب على خديها إلى أن مد يديه يمسحهما.
………………………………………….. ….
كانت مريم تمسك مصحفها وتقرء بعض آيات الله في خشوع إلى ان توقفت عند تلك الأية
(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)
..ظلت تردد الايه ، وتشعر بالحزن علي حال بعض الناس بل واغلبهم ، فكيف نكون خليفه الله في الارض ، ونحن نسـ،ـرق ونفـ،ـسـ،ـد ونظـ،ـلم وننصر الباطل علي الحق ، ونحب الحـ،ـرام ونبغض الحلال ، ونحلل الاشياء علي اهوائنا
كان كل هذا يدور بخاطرها ، انهت وردها اليومي ثم اتجهت الي والدتها لتطمئن عليها وتعطيها دوائها.
مريم بحب وهي تقبل كف والدتها : الجميل اخبار صحيته إيه النهارده
سعاد بتعب وبأبتسامه باهته: الحمدلله يابنتي على كل حال
مريم : هروح احضرلك الفطار واجيبلك الدوا ياست الكل
سعاد : ربنا يباركلي فيكي يابنتي ، ويحلي ايامك دنيا واخره
نظرت مريم لأمها بحب ، واتجهت الي مطبخهم المتواضع لتعد لها طعام الافطار وهي تحمد الله ان اليوم هو يوم الجمعه يوم اجازتها وسوف تقضيه مع والدتها لترعاها.
………………………………………….. ………….
سهرات وحياه يعيشها كما يقولون بطولها وعرضها ، ومال ورفاهيه يتمتع بهما وكل شئ يأتيه أسفل قد..ميه.
عالم يعيشه بعقل غائب عن كل شئ.
اشرب اشرب ياعم ، شكل السهره النهارده هتكون جامده
أياد بترنح: طب ما انا بشرب اه ، هو انت فاكرني زيك خرع
رامي : واو شايف المُزه الجامده ديه
أياد وهو ينظر نحو الفتاه التي ينظر لها صديقه: لاء جامده بصحيح ، بس ماليش مزاج النهارده
ثم اشاح وجهه بعيدا عنها..
رامي بتعجب : بقي أياد ، يشوف مُزه ويقول ماليش مزاج
أياد وهو ينهض من مكانه بعد ان القى بالنقود على طاولة البار : انا ماشي كمل انت سهرتك
………………………………………….. ……