
وكلما ذكرت اسم الله علي أحد اصابعه .. وجد جسدهه يرتشع .. وكأنه كان يفتقد منذ زمن مائا يريد ان يرتوي بيه
ظل يتأملهاا … وشعور الراحه التي طالما بحث عنها قد وجدها واصبحت تسري بين عروقه .. أغمض عينيه وكأنه يعيد ذكريات ماضيه حينما كان يري والدته تسجد ويسجد بجانبها وعنأثر طفيفا تنهي صلاتهاا ، تبتسم له وتضع يدها علي رأسه بحنان وتضمه بين أحضانهاا
نظرت إليه تتأمل ملامحه ، وبداخلهاا شعور بالتمني أن يزرع الله في قلبه الهدي ويرشدهه الي طريق الصلاح بعيدا عن هذا العالم المزيف
فتح عينيه برفق ، عنأثر طفيفا أحس بأن حركة اصابعهاا قد توقفت
نظر لهاا طويلاا .. وكأنه يبحث عن اشياء بعيده تسير امام اعينه… وبعد لحظات قال : ليه عملتي كده
مريم بأبتسامه : عشان تشاركني في الثواب
ويالها من كلمة قد سقطة علي اذنيه ، خدعها في كل شئ وهي تبحث له عن أجرا يتقرب به لربه ،يحطم قلبه بيدهه كي لا يمشاعر طيبةهاا ، يتركهاا وحيده وهي لا تنساهه وتذكرهه في صلاتهاا ….. نهض من امامها وهو يقول بهروب : انا كده أطمنت عليكي ، عايزه حاجه مني يامريم قبل ما امشي
وقفت امامه مثل الطفله الصغيره التي تترجي اباها ان يبقي معاها بأثر طفيفوعها ، ولكن سريعا ما أشاحت بوجهها وهي تقول : هو انا هفضل ممشاعر طيبةوسه هنا
أدهم : وانتي عايزه تخرجي ليه
مريم بحزن : عايزه أرجع اشتغل تاني
_
أدهم بحده وهو يقربها منه : خروج من هنا مافيش ، وشغل برضوه مافيش فاهمه
كانت أثر طفيفوعهاا هي من استطاعت ان ترد عليه ، ابتعدت عنه وهي تمسح أثر طفيفوعهاا وتقول : بس انا بقيت بخاف اووي صدقني ، مبضحكش عليك
حاول ان يلطف الوضع قليلاا بينهم وقال : انتي مش طفله صغيره يامريم ، الاطفال بس هما الي بيخافوا ولا انا متجوز طفله
نظرت له بعتاب شديد .. وهي تخرج بعض الكلمات من حلقها بصعوبه : صح انا مش طفله صغيره ، ولازم اعيش ديما لوحدي
وقبل ان يضعف قلبه .. التف بوجهه بعيدا عنها وهو يقول : تصبحي علي خير… ثم تركهاا ورحل من عالمها الذي يخشي ان يقع فيه بدون ان يشعر ..
تنهدت بأسي .. وهي تقول بين أثر طفيفوعها التي انسابت بعد رحيله : يارتني كنت طفله صغيره ، كنت أشفقت علياا وفضلت قاعد معاياا
………………………………………….. …………
وقفت تتطلع له بخجل شديد ، وهي تقول بشمهندس احمد
ألتف الي مصدر الصوت ، وهو ينظر لها متعجبا في حاجه ياهبه
هبه بتردد: بصراحه ، كنت عايزه أسأل حضرتك علي مريم
_
أحمد : مريم مين ، وبعد ان تذكرها : اه مريم مساعده بشمهندس اياد
هبه : ايوه يافنأثر طفيف .. بقالها مده كبيره مبتجيش الشغل ، وبتصل بيهاا ديما تليفونها مقفول ، ممكن تقولي عنوان شغلها الجديد الي الشركه حولتهاا ليه
أحمد : للأسف معرفش يا أنسه هبه ، لان موضوع النقل ده تم عن طريق ادهم
هبه بخجل : لو مش هضايق حضرتك ، ممكن تسألي مستر أدهم عن مكان نقلها
احمد : حاضر يا أنسه هبه ، عن أذنك
………………………………………….. …………..
وقفت تنتظر ان يتطلع بأعينه اليها ، حتي لو قليلاا ، وبدون أن يرفع نظرهه عن ما امامه من اوراق .. قال بصوته الجاد: أتفضلي اقعدي يامدام نانسي
نانسي : لو مشغول ممكن ،اجيلك في وقت تاني يا أدهم باشا
تطلع بنظرهه قليلا اليها .. وهو يشعر بالأشمئزاز من تلك المنظر بملابسهاا التي تجلس بها امامه .. وقال بعد ان نظر الي الأوراق التي امامه ثانية : خير يامدام نانسي
نانسي بتصنع للحزن : هو عزت مشاعر طيبةيبي مقلكش أني كنت عايزه ارجع أشتغل هنا تاني في الشركه
_
أدهم بجديه وهو ينهض من علي كرسيه : عزت باشا عنده شريكاته الي بيدرهاا ، تقدري تشتغل عندهه يا مدام ..
ثم ألتف اليهاا بأحتقار وهو يهم بالمغادره .. وقال : مضطر امشي عشان عندي اجتماع مهم ، وابقي وصلي تحياتي لعزت باشا
وقفت تتابعه بعيانهاا ، وهي تستشيط مشاعر متباينةا من تجاهله لهاا ، تطلعت الي ملابسهاا وهي تقول : شكل المهمه صعبه ، عشان أقدر اوقعك يا أدهم باشا ، بس مافيش حاجه بتصعب علي نانسي
………………………………………….. …………….
أفاق من نومته هذه ، وهو يشعر بالصداع الشديد ، تطلع بجانبه وجدهاا نائمه بجوارهه ..أخذ يتذكر ماحدث ليله أمس ولكن كل ما يتذكرهه هو عنأثر طفيفا خرج من حجرته وذهب ليحتسي مشروباا ، أستيقظت من نومهاا وهي تبتعد عنه وقالت بأرتباك : أصلك كنت جاي مرهق قليلاً من بره ، وفضلت ماسك في أيدي تقولي متسبينش خليكي جنبي ، ومحستش بنفسي غير دلوقتي
وكادت ان تغادر الغرفه وتتركه : ياريت تخف الشرب شويه ، يعني عشان صحتك …
أياد بتعب : متشكر ياشاهي
أشاحت بوجهها بعيداا ، وخرجت سريعا من غرفته قبل ان تفتضحها عيناهاا من اليقظة عليه
تنهد بتعب شديد ، ولاحت أبتسامة علي شفتاهه عنأثر طفيفا تذكرهاا .. ولكنه سريعاا ما رفضها عقله
تنهد بأسي .. وهو يخشي أن يكون فعل بهاا أخاهه شيئاا لا ذنب فيه سوا انها قد أحتلت جزء من تفكيرهه
_
………………………………………….. ……
أثر طفيفوعا لم تجف واعين قد تورمت من كثرة بكاء صامشاعر طيبةتهاا
نهضت من علي الفراش وهي تشعر ببعض السخونه تسري في جسدها النحيل ، تحركت بضعف نحو حمام غرفتهاا لتنعم ببعض الماء لعله يريح جسدهاا ، وبعد ان انهت حمامهاا ، ارتدت ملابسهاا بصعوبه وقد ازدادت سخونه جسدهاا
أستقلت علي الفراش بصعوبه ، وجسدهاا بدء يرتعش .. حاولت ان تنهض لتبحث عن دواء .. ولكن اعياء جسدها قد منعهاا … ظلت تتألم بصوت ضعيف .. لم يكن ألم حرارتها اقوي من ذاك الألم الذي جعلهاا تشعر بأنهاا إذا فارقت روحهاا جسدهاا لن تري أحد بجانبها سوا تلك الجدران … سالت أثر طفيفعه من عيناها وكأنهاا تشفق علي حال صامشاعر طيبةتهاا ، ونامت والعرق يصب علي وجههاا بسبب السخونه