
انزلقت منها دمعه متالمه
داعيه من قلبها
بل من كل قلبها
………………………….
صعدت فاطمه الي شقتها بعد ان اطعمت شقيقتها
توجهت مباشره نحو الشرفه
رفعت يدها تتحسس عنقها بالم
تشعر انها تختنق
كان هناك من يطبق علي قلبها
تم*وت في كل يوم الف مره
وندمها تجاه ما اقترفته بامها يطاردها يوما بعد يوم
هي نادمه
والله نادمه
بل تكاد تم*وت مح*ترقه من شده الالم
لكن اندمها يكفي
تكاد دموعها تجف من شده بكائها
تبدلت حماتها واصبحت كام لها
لكن
لكن كونها لا تستطيع الحمل يؤرقها
يجعلها تشعر ان الله لم يتقبل توبتها بعد
تدعو ليلا نهارا
لم تيأس ولن تفعل
ف الله غفور رحيم
مهما طال الامر
مهما طال
تنهدت بتعب وهي تنظر لهاتفها
تريد اجراء مكالمه ما
لكن قبل ان تفعلها
ستصلي
ستتضرع لله
لعله يغفر لها
وخلال دقايق
كانت تقف بين يدي الله
تبكي بقوه ومن كل قلبها
تدعو وتلح في دعائها
وختمت صلاتها
اللهم تقبل توبتي
قالتها بروح ارهقت
قالتها بصدق حقيقي
وقلب عاد ينبض بنقاء ويقين
يقين ان الله غفور رحيم
………………………….
في منزل عبدالرحمن وفيروزة
كانت تقف تنظر لنفسها بنبهار طفولي حقيقي
في ذاك الفستان الاخضر الداكن الطويل
يظهر بطنها البارزه برقه
ملامحها الهادئه الجميله بلمسات خفيفه
شعرها المصفف بعنايه لينسدل علي ظهرها بجمال يماثلها
رفعت عيناها تنظر في المرآه للواقف خلفها
يستند علي الباب
عيناه تلتهماها بعشق يزداد يوم بعد يوم
ظلو هكذا
قبل ان يتحرك ببطي نحوها
وعيناه لا تفارق عينها
اقترب
واقترب
الى ان اصبح خلفها يتطلع الى جمالها الرقيق
فلم تشعر بنفسها سوا وهو يضمها الي صدره بقوه
يتحسس بروز بطنها بحب
عاده اكتسبها منذ اول يوم علم بحملها
يتحسس جنينها
يتحدث معه
يخبره كم هو مشتاق للقائه
اراحت راسها علي صدره تتطلع لهم في المراه
للصورة الحيه في احلامها
تلك الصورة التي لطالما تمنتها
اصبحت حقيقه
ابتسمت برقه وخجل وهي تستمع اليه يهمس لها: بحبك
فيروزة برقه وهي تعتدل لتقف امامه يضمها لصدره بقوه: انا بحبك اكثر
داعب انفه بانفها وهو يقول مشاكسا: اخ منك
هنفضل كده كل مره نتخانق مين بيحب الثاني اكثر
ضحكت وهي تقول بعند: انا بحبك اكثر الله
عبد الرحمن بعشق: احنا الاثنين بنحب بعض زي بعض
واكمل بتحذير: ولو قلتي غير كده هعضك
ضحكت بصوت عالي وهي تومئ له موافقه
وكادت ان تتحدث
ليقطعها صوت رنين هاتفها
ابتعدت عنه تلتقط هاتفها وهي تقول بهدوء: السلام عليكم
رفعت راسها تنظر له قبل ان تكمل: اهلا فاطمه
انا بخير انتي عامله ايه
دايما يا رب حببتي
بسم الله ما شاء الله تبارك الله
مبارك
ربنا يتمملها علي خير يا رب
صمتت قليلا
قبل ان تقول : اه يا فاطمه
مسماحكم
اكيد هدعيلك
ربنا يرزقك بالذريه الصالحه يا رب
ربنا يسعدكم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ظل عبد الرحمن ينظر لها وهي تتحدث في الهاتف
وملامحها تتبدل من الهدوء للابتسامه المشرقه
اقترب منها وهو يقول: مين
فيروزة ببتسامه: فاطمه
فاكرها الي جم هنا
اومأ لها عبد الرحمن متذكرا
لتكمل: كانت بتقولي
ما شاء الله ان وفاء حامل
وأكملت بشرود: سالتني سامحتهم
عبد الرحمن بهدوء: انتي فعلا سامحتيهم من قلبك
تطلعت لها تدقق في ملامحه التي تعشقها قبل
ان تمسك يده تضعها علي بطنها وتقول: سامحتهم
سامحتهم من وقت ما ربنا عوضني بيكم
ضمها عبد الرحمن لاحضانه يقبل رأسها بحب
لتستند هي علي صدره مبتسمه برقه
تحمد الله بكل للحظه علي ذاك العوض
كان خير عوض
………………………….
في منزل سحر واحمد
خرج احمد من الحمام وهو يقول: يلا يا ولاد
انا نازل يا سحر
سحر بسرعه من داخل غرفتها : لا استني
احمد باستغراب: ف ايه
عايزه مني ايه
سحر بصوت عالي : استني يا احمد لسه حنان بتلبس الولاد
احمد بهدوء : طيب يلا بسرعه
يحيى مستنيني تحت
لكن لا حياه لمن تنادي
جلس علي الاريكه يلعب في هاتفه الي حين خروج سحر
ولم يمر الكثير
واستمع الي صوت الباب
التف ينظر خلفه
ليجد سحر تخرج من الغرفه ترتدي فستان طويل الى حد ما باللون الاحمر
وحذاء عالي الكعب وتسدل خصلاتها علي جانب وجهها
وتضع بعض لمسات من مستحضرات التجميل
احمد بغيره: وانتي ناويه تنزلي كده
ضحكت سحر بمشاكسه وهي تقترب منه وتقول: بتغير عليا
احمد بتاكيد وهو يحيط خصرها: لا عشان حرام
قلبت شفتاها ورفعت يدها تضر*به في صدره بقوه
ليصر*خ ضاحكا وهو يقول: بهزر بهزر
واقترب منها يقبلها
لكن خروج جيش التتار منعه
وهو يدفعها بضيق ويقول: ما شاء الله تبارك الله
البيت بقي عامل زي السوق
ضحكت بقوه وهي تغمز له
قبل ان يفتح ذراعه يستقبل عزت بإبتسامه ابويه
عزت بفرحه: شوف انا حلوه ازاي
احمد بإبتسامه: ايه الحلاوه دي يا عم زيزو هتاخد مني الجو
انزله وهو يلتف لحازم وعبد السلام
يصفر باعجاب يثني عليهم هم ايضا
ليبتسم الصغار مبتهجين سعداء بذاك الاهتمام
اقتربت منه مروه وحبيبه
ليصفر مره اخري بإعجاب وهو يري فتياته الحسناوات
وقد زادتهم تلك الفساتين جمالا فوق جمالهم
احمد باعجاب وهو يفتح زراعه: بناتي زي القمر
اندفعا نحو احضانه يقبلاه بسعاده
ليبتسم بفخر وهو يقول : ما شاء الله تبارك الله
ربنا يحفظكم والله
واكمل: يلا بينا يا شباب احنا
اومأ له الصغار
قبل ان ياخدهم ويغادر
ويظل الفتيات وسحر في انتظار حنان
وبعد قليل أخرجت راسها من الباب وهي تقول بارتباك: سحر
انتي متأكدة ان الفستان ده ليا
ضحكت سحر بمكر ف قد كان فستان حنان نسخه طبق الاصل من فستانها
لكن مع اختلاف لونه
فقد كان ذا لون ذهبي مشع وبراق
اقتربت منها وهي تجذبها بالقوه
لتتسع عيناها قبل ان تطلق صفيره اعجاب
والجميع يهتف : مزه
تخضبت وجنتي حنان بخجل
قبل ان تلتف سريعا وهي تقول: لا انا هغيره
امسكتها سحر من يدها تمنعها وهي تقول: والله ابدا
ويلا بقي اتأخرنا
حنان برفض وخجل: لا بالله انا شكلي مش حلو
سحر بإستنكار: بس يا بنتي
ويلا
تحركت حنان صاغره بخجل
وهي ترتدي العبائه بتوتر
ويرتدي مثلها الجميع
عبائات ساتره تمام
تخفي ملابسهم
وحجاب يغطي راسهم
مسرعين للأسفل
فالليله الرقص للصباح
………………
في منزل هبه
وقفت تمشط خصلاتها بهدوء ونعومه
وهي تتطلع لنفسها ف المرآه بعيون لامعه متالقه
ف بعد مرور ثلاث اشهر
اصبحت الابتسامه لا تفارق شفتاها
اصبحت السعاده تنير حياتها
واشرقت شمس قلبها الصغير
انزاح الظلام اخيرا عن حياتها
ثلاث اشهر من السعاده
ثلاث اشهر ويحيى يخبرها بكل يوم
انه يحبها
لم يكن ينطقها ابدا
بل كان ينطق بها بكل فعل
بكل موقف
بكل ضحكه
وكل همسه
ثلاث اشهر استعداد لذالك اليوم
واخيرا
ستصبح زوجته
اغمضت عيناها وهي تتلذذ بطعم الكلمه
زوجته
واه من حلاوتها
بعد كل هذا بعد كل تلك المعاناه والالم
سيتوج صبرها باجمل العطايا
فتحت عيناها تبتسم بعشق
وهي تنظر لهيئتها الخلابه
كانت جميله حقا بذالك الساري الهندي الاحمر
وخصلات شعرها القصيره الثائره
ووجهها الرقيق الطفولي
كانت تشع جمالا
سعادتها ظاهره للاعمي
اتسعت ابتسامتها علي صوت هاتفها
يعلن عن وصول رساله
وقبل أن تفتحها
كانت تعلم هويه صاحبها
ككل يوم منذ تسعون يوم
لم يتوقف يوما عن مراسلتها ومغازلتها
لكن كانت مغازله رقيقه هادئه
امسكت هاتفها تسبل عيناها بخجل
وهي تقرا بحب
ساعات قليله وستكونين لي
اتدرين ما معني تلك الكلمه
تلك اللحظه التي لطالما انتظرتها طويلا
في تلك اللحظه ستتسائلي كيف طويلا
سأخبرك حينها ان ساعه بدونك تساوي ايام وشهور انتظرا لحلولك
سأخبرك حينها اني احبك وساحبك
ساخبرك بكل لغات العالم ان استطعت
ساخبرك انك الداء والدواء
وان صدري يحت*رق شوقا لضمك
وان العشق خلق لاجلك وحدك
انتهت الرساله
وظلت تقرأها مرار ومرار
يحبها
واه من وقع الكلمه
احقا حصلت علي الحب
يا الله كم انت عظيم
كم عوضك عظيم مثلك
حينما ظننت انني اصبحت هالكه
انزلت علي رحمتك
عوضتني وجبرتي
وكم كنت عظيما كريما
انزلقت دمعه سعيده من عيناه
قبل ان تمسحها بهدوء ورقه
لقد وعدت نفسها ان لا تبكي
لقد ولي زمن البكاء
الان فقط السعاده
فقط
التفتت ببطي نحو الصغار الغافيين
حسن وحسين في فراشها
ومليكه بجوار ملاك تحتضنها بقوه
ابتسمت بسعاده
كم كانت علاقتهم رائعه ولطيفه
فمليكه تعشق ملاك وتخاف عليها
حتي انها تسارع بإحضار الببرونه عند بكاء الصغيره
وعلاقه الصغار كانت رائعه
والاجمل انهم يحبون بعضهم البعض وبشده
دثرتهم جيدا ببتسامه جميله
قبل ان تنقل عيناها
تنظر للغرفه بهدوء
الليله هي الاخيره لها هنا
ف غدا ستنتقل والصغار لمنزل يحيى
وسيصبح المنزل خاص بأمها
تنهدت براحه
قبل ان تخرج من الغرفه تغلق الباب خلفها
وهي تنظر للمهرجان القائم خارجها
من رقص واغاني وحنه والكثير
ضحكت بحماس
وهي تتقدم للخارج
عازمه علي الاحتفال
باقصي الطريق
وبكل الطريق
…………………………
اندلعت الاغاني والزغاريط بكل مكان
وفي المنتصف جلست هبه تبتسم برقه
خلفها اسماء تزغرط بقوه
وهي تراها تضع الحنه
وقالت بعبث: اكتبي اول حرف من اسم يحيى
بس خبيه كويس
ولو لاقاه يبقي بيحبك
فيروزة بضحك: ولو ملقوش
أسماء بخب*ث: ب الصابون ونزحلقه
ومعدناش بنات للجواز
ضحك الجميع بقوه علي اسماء
واندفعت سحر تجذب هبه
حيث يرقص الجميع ملفتين حول بعضهم البعض
وفي المنتصف تتوسطهم هبه الخجوله
شجعتها اسماء وهي تسمك يدها تراقصها بحماس
لتنطلق هبه تدريجيا
وترقص بكل حريه ورقه
أطلقت فيروزة زغروطه عاليه
تبعها سحر وحنان
كانو يتراقصون بقوه وطاقه
مهللين محتفلين
تحركت هبه ترقص وتغني معهم والأجواء تبهج قلبها الصغير
واستمر الاحتفال حتي الثانيه فجرا
بين رقص وغناء ورسم الحناء
الي ان سقط الجميع من التعب
ليغادرو بعدها للراحه
فغدا واخيرا
موعد الزفاف
………………………….
الثالثه فجرا
تحركت هبه بكسل تغلق الانوار بتعب
بعد ان استحمت وابدلت ثيابها لاخري مريحه للنوم
فالليله قد هلكت من شده الرقص والغناء
توجهت ببطي نحو غرفتها لكن وقبل ان تفعل
استمتعت الي رنين هاتفها
ردت ببتسامه وهي تقول: غريبه انك صاحي لحد دلوقتي
يحيى بحب: ومين ينام في يوم زي ده
كاني طفل صغير منتظر حصوله علي نجمه من السماء
تظني هيقدر ينام
انا مظنش
ابتسمت بخجل وهي تستمتع الي حديثه
وقد الجم حديثه لسانها بقوه
ظل الصمت حليفهم لبعض دقايق