
وكوبايه لبن
خد بتاعتك عقبال ما اصب اللبن
احمد برفض: قهوه
هزت راسها برفض : كلنا لبن الاول بس
اخفض راسه بهدوء يتلاعب باقراص المسكن
و هو يفكر كم تغيرت حنان
حنان تلك المراه التي دلفت اسرتهم
لتصبح واحده منهم
تعامله بكل احترام ومعزه كشقيقها
وتضع سحر بعينها
ولو كان لسحر اشقاء ما فعلو ما تفعله حنان ابدا
فهي بجانبها منذ بدايه الحمل حتي تلك اللحظه
تراعها والصغار
تسهر هي لتنام سحر
تفعل كل هذا بقلب فرح مرتاح
وربما
ربما متلهف للحصول علي ذالك الدفئ
ان تغمر به
افاق من شروده
علي دلوف سحر تحمل ليان الباكيه وهي تقول بتعب: حاسه ان حد طول الليل بيضر*ب فيا
ضحكت حنان وهي تقول: كلنا حضرتك
يلا خدو اشربو
واكملت: رضعتي العيال
اومئت سحر وهي تناول احمد كوبه
وتقول: ليان بس ريان الحمدلله نايم
بحس اني بهنج لما بيصحو سوا
حنان برفق: معلش يا حبيبتي هي اول فتره كده
اشربي اللبن
وقومي خدي دش وروقي نفسك
وشويه وابدأ تحضير فطار ملوكي كده
يكون الكل صحي ونفطر سوا
اومئت له سحر وهي تراقبها بإبتسامه شارده
حنان تغيرت وبشده
هي تري هذا يوما بعد يوم
وكم هي سعيده
………………………….
وقفت حنان بجانبها سحر تعدان الفطور للجميع
لتدلف حبيبه وهي تصفر وتقول:ايه الحلاوه دي
حنان بإبتسامه: ايه رايك
فول وفلافل وبطاطس محمره وبتنجان مخلل وبيض مسلوق وجبنه قديمه وجبنه قريش بالطماطم وسلطه وعيش مفقع
حبيبه بضحك:الله كل ده
كده انا هطمع وهطلب من ده كل يوم
ضحكت سحر وهي تقول: يا بت في اي انتي محرومه
حبيبه بحب وهي تقبلها:اصل شكل الصنيه يفتح النفس
ويخطف القلب
حنان بحب : تعالي يا بت انتي وحشاني
حبيبه بسرعه وهي تضمها: وانتي والله يا طنط
تحضير الجامعه وخداني منكم
سحر بهدوء: نقعد نحب في بعض ونسيب الاكل يبرد
يلا بسرعه
اومئت لها حبيبه
وهي تحملها مع حنان
لترتيب السفره
وقبل ان يضع احدهم لقمه في فمه
تعالي رنين الجرس
احمد بهدوء: انا هفتح
وما ان فتح الباب حتي تعالي صوته وهو يقول:اهلا اهلا
البيت نور والله
تعالي في حضن عمك يا غاليه
تعلقت فيروزة في عنقه تقبله
تبعها عبد الرحمن
بعد ان اخبرهم احمد بوجوده
سحر بإبتسامه: حماتك بتحبك
فيروزة بضحك: من الناحيه دي في هي حقيقه
حنان بسعاده: منور يا ابني
تعالي اقعد
عبد الرحمن بهدوء: ده نورك يا امي
بس انا جيت اوصل فيروزة وامشي
وقلت اسلم عليكم
احمد برفض: مفيش الكلام ده
يلا اقعد
ده بيتك
ومفيش نزول غير لما تفطر وتاخد معايا الشاي
مش انت النهارده اجازه
اومأ له عبد الرحمن بهدوء
ليكمل احمد بمزاح: يبقي لازم اغلبك في الشطرنج
انا لعيب قديم ومفيش حد قدر يكسبني
ضحكت فيروزة بشماته
وهي تجلس تلتهم الفلافل الساخنه بتلذذ وهي تردف: الله والله كان نفسي فيها
وأكملت التهامها
تحت نظراته المحبه العارمه
وبعد مده
وضعت سحر اكواب الشاي بالنعناع
وهي تقول: منورين يا ولاد
وأكملت وهي تضم فيروزة: البيت وحش من غيرك يا روزه
وأكملت:خدت جوهرتنا يا عبد الرحمن
اوعي تزعلها
عبد الرحمن بحب : في عيوني
مستحيل ازعلها
ابتسمت فيروزة بخجل وهي تغمز له تهدده من ان يتمادي في غزلها علنا
ليضحك هو ويكمل لعب مع احمد
تنحنحت فيروزة وهي تقول بقوه: ماما
حنان بهدوء وهي تنظر لها: ها
توقف عبد الرحمن عن اللعب وهو ينظر لها يشجعها
لتفتح حقيبتها تخرج تلك اللفه تضعها علي الطاوله
حنان بإستغراب: ايه ده
امسكتها تتفحصها لتجدها عده رزم ماليه
وأكملت: فلوس ايه دي
تنهدت فيروزة وهي تقص عليهم زياره فاطمه ووفاء لها كامله
سحر بإستغراب: معقول
سبحان مقلب الاحوال والقلوب
ربنا يهدي الجميع والله
احمد بهدوء: انتي مسمحاهم فعلا يا فيروزة
نظرت فيروزة لعبد الرحمن
ليومئ لها الاخر مشجعا مره اخري
لترد هي برضا: سامحتهم
الحقيقه مقدرتش مسامحش
كان واضح قد ايه هم بيتعذبو
حسيت ان ربنا عوضني والحمد لله
يبقي ليه لا
الحقيقه مكنتش هقبل الفلوس ابدا
بس هم كانو مصرين اوي
وكان واضح انهم عايزه يصلحو اي حاجه اتك*سرت قبل كده
كانهم بيحاولو يتعلقو في اي قشايه تخفف عنهم
حنان بهدوء: هقول ايه
ربنا يهدي الجميع يا بنتي
ويفرح قلبك
وأكملت بتساؤل: طيب هتعملي ايه بالفلوس
ابتسمت فيروزة وهي تقول بثقه: الجمله الصح
هتعملي ايه بيها انتي
قطبت حنان حاجبها بستغراب وهي تقول: انا
مش فهمه
فيروزة بتاكيد: الفلوس دي من حقك انتي واخواتي
انا مش هقدر اخدها ابدا
ده اقل تعويض ليكي وليهم بعد الي شفناه كلنا
ابتسم كل من سحر واحمد
وردت حنان بتوتر: وانا هعمل ايه بيهم
فيروزة بحماس: اي حاجه
واكملت مفكره: ايه رايك تعملي مشروع
مشروع خاص بيكي انتي
كده كده انتي كنتي عايزه تشتغلي
سحر بتفكير: والله فكره يا روزة
بس ايه المشروع
تدخل احمد قائلا: ايه اكثر حاجه حنان شاطره فيها
ردت فيروزة وسحر في نفس الوقت: الطبخ
واكملت فيروزة: انتي بتعشقي الطبخ
ليه متعمليش اكل وونعملك صفحه وتنشري عليها الاكل زي المطاعم
والناس تطلب وكده
سحر بتفكير: فكره هايله
علي الاقلل اكل بيتي مضمون ونضيف
وناس كثير بقيت بتتجهه للصفحات دي
بسبب الشغل وانها مش لاقيه وقت تطبخ
حنان بتوتر: بس انا عمري ما اشتغلت
فيروزة بثقه: اظن جه الوقت الي تخدي فيه الخطوه دي
وصدقيني كلنا معاكي وفي ضهرك
قالتها بثقه وصلت لحنان
اقتربت سحر تربت علي يدها وهي تقول: احنا جمبك
دايما
ابتسمت حنان واحتضنتها بقوه
لتقف بعدها تقترب من صغيرتها تشدها نحو احضانها
تضمها وبقوه
تاركا العنان لدموعها في الهبوط
حامده الله في تلك اللحظه وكل لحظه
انها عادت للطريق الصحيح
انها انتشلت نفسها من تلك البركه
قبل فوات الأوان
والعجيب انه وبعد كل ما فعلته وفعل بها
نجت
وصغارها
وكان فضل الله عظيما
ككل مره
………………………….
في مكان اخر
ومدينه اخرى
حيث سافر هاربا من كل شي
تحديدا
دبي
كان يقف ينظر من نافذه مكتبه بشرود
رغم المشهد المهيب امامه في ناطحه السحاب تلك
بمكتبه في الطابق السابع والثلاثون
لكن شروده تغلب علي جمال المنظر امامه
وهو يفكر كم مر
شهر اثنان ثلاثه ام سنه
لا يعلم
منذ اتي هنا وهو فقد القدره علي عد الايام
أصبح امس كاليوم واليوم كالغد
كان الزمن توقف هناك
حيث ترك كل شي واتي هاربا
اصبح صامت
لا مبالي
ومن كان يشكو له همه
اصبح بعيد كل البعد عنه
وكيف يخبره انه هو دائه وقد اخد دوائه
زفر مستغفرا بتعب
منذ متي كان هكذا
لقد فقد الكثير ومع هذا لم يكن يوما قانتا
ابدا والله
كان راضيا
لكن لم يشعر انه مكبل
ام فقط هو عاشقا
وعند تلك النقطه
همس لنفسه
هل هو حقا كذلك
لما لا يشعر انه مح*طم كما كان يتخيل
هو حزين
لكن ليس مح*طم
هو يسير بحياته رغم ما حدث
لم يمت قه*را
اتري هو لم يعشق فيروزة من الاساس
سؤال قرأه في عين امه يوم بعد يوم
تخبره نظراتها ان فيروزة لم تكن هذا العشق
و حتي وان كانت
فلم تكن نصيبه
لم تنطق بها
لكن عيناها كانت كفيله بسردها
لن يلومها
هي تريده بخير
لكنه حتي لا يستطيع ان يظهر انه بخير
فهو ليس بخير
ام انه بخير
تنهد بضيق
فهو لا يعلم
مشاعره مضطره
بات لا يفهمها
اهو حزين ام لا
تنهد مره اخري
وهو يعاود الجلوس علي مكتبه ينشغل بعمله لعله ينسي
ولم يمر الكثير
واستمع الي صوت دق علي الباب
رد بهدوء دون ان يرفع وجهه:اتفضل
وبمجرد أن فتح الباب
اقتحمته زوبعه صغيره تردف بحماس: شوف جبتلك ايه
رفع رأسه ينظر لتلك الواقفه امامه
بتول
الزوبعه بتول
لا يعلم اين ومتي اتت ودلفت لحياته
تاتي باي وقت وكل وقت لتنتزعه من كل شي
كانها تتعمد ان تقحم نفسها بين طيات الماضي
لتنتشله
منذ اول يوم وهي تق*تحم عزلته
مصممه علي دفعه خارجها
ضحك بخفوت وهو يتذكر تعارفهم المجنون مثلها
تلك الصغيره التي تكاد لا تصل لنصف صدره
بوجهها الابيض المستدير وجنتاها المنتفخه
تدعوك لقرصها كالاطفال
وفمها الصغير المنتفخ المبتسم في كل وقت
حتي انه لا يصدق انه هناك من هو مبتسم دايما
وعيناها
اه من عيناها
كانت داكنه للغايه
تلمع بقوه وضعف في ان واحد
تدفعه ان يتعمق بها
ان يغوص بهما عله يجد نهايه لجمالهم
واخيرا
وملابسها
مثلها تمام جميله
كطفله صغيره ترتدي ملابس امها
ملابس فضفاضه لا تظهر منها شي
وخمارها الطويل الملون
ورغم حشمتها
الا انها كارثه من الالوان المتنقله
وفي نهايه الامر
رغم كل هذا
كانت دائما جميله
افاق من شروده عليها
عليها وهي تدفع ملفاته بإهمال وعدم اكتراث تحت نظراته المتسعه
تضع محتويات الحقيبه بسرعه وحماس
وهي تقول: جبتلك شويه كبده ومخ
إنما ايه
دولي
اشمئزت ملامحه وهو يقول كانه يبصق الكلام: مخ
اؤمت له بحماس
ليردف ب*شر: مخ يا بتول
مخ
في المكتب
رفعت عيناها تنظر له ببرائه وهي تقول: ماله المكتب
ما احنا لسه واكلين
ورق عنب بالكوارع اول امبارح
اغمض عيناه يهز راسه بجنون
وما لبث ان انفرجت شفتاه في إبتسامه تحولت لضحكه يائسة
لتهمس هي بعيون لامعه: ايوه كده
خلي الشمس تطلع
فتح عيناه ورفع حاجبه بمكر ينظر لها بخب*ث
لترتبك وهي تعي ما نطقت به للتو
لتكمل بسرعه: يلا ناكل
الاكل هيبرد
وجلست تاكل ليشاركها هو
وما ان انتهو حتي طلب الطلب المعتاد
شاي بالقرنفل
جلست امامه تمسك بيدها كوب الشاي
ترتشف منه بستمتاع وهدوء
مغمضه العين هادئه الملامح
ارجع ظهره يتطلع لها بهدوء
الا ان فتحت عيناها
تقابل عيناه وتقول: عجبك الاكل
هز راسه بيأس وضحك وهو يقول: في حد ياكل مخ ف الشغل
اؤمت له بإبتاسمه وهي تقول: اه ومالو
نعمه ربنا كلها حلوه
زيه زي اي اكل
ونفسي راحتله قلت ناكل سوا
من وقت ما جيت واحنا بناكل
وأكملت برقه: ومن وقت ما جيت و انا دايما الي بتكلم
وانت بتسمع بس
مش ناوي تتكلم
ولا هفضل انا المتحدث الوحيد
ابتسمت وهي ترتشف من كوبها
وتلك المره صمتت
كعادتها في بعض الاحيان
تصمت فاجاه وتشرد
كانها تتذكر احدهم
جال بعيناه علي ملامحها السكانه
يشعر انه اصبح يحفظ سكناتها قبل حركتها
توغلت حياته
حتي اصبحت جزء منها
صمتت قليلا
قبل ان يننتزعها من شرودها وهو يقول بفضول غريب لم يعرفه يوما كانه يريد ان يعرف المزيد والمزيد :انتي ليه عايشه لوحدك
انتفضت وهي تسمتع الى سؤاله
كأنه فاجائها
ف في تلك العلاقه
كانت هي السائله دايما
نعم لم تحصل علي اجابه يوما
لكن كانت تسأل باستمرار وإصرار
وتلك المره كان دورة
وضعت فنجان الشاي وهي تقول بلهجه غريبه
كانها تنتزعها من حلقها انتزاع: مكانش ليا مكان في بلدي وسط اهلي وناسي
كنت غريبه في بيتي
كنت حاسه ان المكان مبقاش مكاني
انتهكو حقي وداسو عليها
داسو علي قلبي وكرامتي
وبقيت غريبه
وبما اني كده كده كنت غريبه في ارضي
ف قلت غربه بغربه
اجي مكان محدش يعرفني فيه
مكان علي الاقل مش هتجرح فيه
هيحتوني رغم اني غريبه عنه
يمكن الاقي الي فقدته هناك
قطب حاجباه بضيق من حديثها المبهم
وهو يقول: واهلك وافقو انك تعيشي لوحدك
ردت بلا مباله: مش فارق معاهم
عارف لم تحس انك كلك علي بعضك مش فارق
مش مهم
الي هو لو مت مش هيتبكي عليك
كانك كنت مجرد هم وانزاح
ابتلع تلك الغصه المؤلمه في حلقه
وهو يراها للمره الاولي
مختلفه
القصيره المجنونه بعينين دامعه
القصيره المجنونه تتألم
لتكمل وهي تمسح عبارتها:والدي الله يرحمه لو كان عايش مكنش هيوافق ابدا
كان شديد اوي
ومع كل شدته وعصبيته كان بيحبني
وكان حبه هو الهوا الي بتنفسه
بس هو راح خلاص وراحت معاه حاجات كثير اوي
منهم اني احس بالأمان
ادم بتساؤل : ووالدتك
رفعت عيناها تنظر له بملامح جامده وهي تقول:هنفضل نتكلم عني كثير
ظل ينظر لها لدقيقه بصمت
قبل ان يقول معترفآ: انا كمان جيت هربان
اتسعت عيناها وهي تستمتع الي حديثه
لاول مره
ليبتسم وهو يري انه استطاع ان يجذب انتباها وفضولها
لتقول:من ايه
صمت قليلا قبل ان يقول بهدوء: يمكن في يوم من الايام احكيلك
ابتسمت له بهدوء
قبل ان تقف وهي تقول : يبقي بينا موعد يوم ما اسمع حكايتك
انا همشي دلوقتي
سلام
وكادت ان تخرج
ليوقفها قائلا: وحكايتك
مش ناويه تحكهالي
ابتسمت دون ان تلتفت له وهي تقول: يمكن في يوم من الايام احكيهالك
وخرجت
وظل هو محله
يتطلع في اثرها
شاعره في تلك اللحظه
انه
انه ربما احب المكان هنا
ورفاق هذا المكان
وفي تلك اللحظه
كان غافلا عن ابتسامته الشارده
وربما عن بدايه لحكايه وروايه جديده
سيكون هو فارس الاحلام
والصغيره القصيره الاميره الهاربه
………………………….
في القاهره
تحديدا منزل احمد
كان الجميع مجتمع في سعاده لتخطيط لمشروع حنان
الا ان قاطعهم رنين هاتف احمد
امسكه يرد بهدوء: سلام عليكم
ايوه انا اتفضل
ولم يمر ثواني
وكان يقف من مكانه بملامح شاحبه
عيون لامعه ذائغه متعبه
ابت ان تحبس عبارتها اكثر
لتسقط وهو يهمس بروح تعبت ووهن: ايه
سحر بر*عب : في ايه يا احمد
احمد برتعاش: البقاء لله
شهق الجميع
وصر*خت سحر : مين مات
اغمض احمد عيناه وهو يردف بالم: محمد
صر*خت مروه بقوه
لتضمها حنان بصد*مه ور*عب وهي لا تعي الخبر حتي
وحل الصمت علي الجميع
صمت مهيب مر*عب
فمحمد
ما*ت
ما*ت ولم يترك نقطه بيضاء واحده في ذاكره احدهم
اقترب عبد الرحمن من فيروزة الواقفه بجسد متشنج وعيون متحجره يضمها لاحضانه
يهمس لها بعبارات مواسيه
يربت علي ضهرها بحنان
لتنف*جر باكيه
تشهق بقوه والم
وهناك امامها يجلس احمد
يغمض عيناه بقهر
متحسر علي شقيقه
ذاك الذي ظل كما هو حتي قبض الله روحه
كان غافلا متناسيا تلك اللحظه
غافلا انه وان كنا إحياء اليوم
ف لا ضمان ان نظل هكذا غدا
وان المو*ت ات لا محال
لكنه غفل
والان
وبعد كل ما فعل
ذهب حيث لا قوه تنفع ولا مال
………………………….
بعد مرور ثلاث اشهر
ثلاث اشهر كامله
مرو علي الجميع بحلوهم ومرهم
لكنهم مرو في كل الأحوال
ومع مرور الوقت
اخد الجميع نصيبه من السعاده او التعاسه
اخد كل منهم حصاد ما زرع
ف
“كلُّ ساقٍ سَيُسقى بما سقى، ولا يظلم ربك أحداً.”
………………………………
واخيرا
اليوم
وبعد ثلاث اشهر اعداد وتحضير
ثلاث اشهر من الحب والاهتمام
ثلاث اشهر تتوق لتلك اللحظه
ثلاث اشهر
اخيرا
حان موعد اللحظه المنتظرة وبشده
ليله حنه العروس المنتظرة
في منزل سحر واحمد
كانت سحر تركض هنا وهناك
تسارع في الانتهاء من التجهيزات اللازمه
اليوم حنه هبه
وليس كاي يوم
فهبه اصبحت اكثر من صديقه لهم
اصبحت احد افراد تلك العائله الكبيرة
واليوم مهم للغايه
سحر براحه: خلصت لف الهدايا
ردت عليها حنان من خلفها: وانا خلصت الاكل ونزلته عند هبه
التفتت سحر تنظر لها ببتسامه مشرقه
لا تصدق ان تلك المرأه الواقفه امامها هي نفسها حنان
كم تغيرت
كم اصبحت قويه وجميله ورقيقه
والاهم ناجحه
لا تصدق كيف نجح المشروع خلال الأشهر الماضيه
لكن لم يكن نجاح المشروع هو الشي الاجمل امامها
بل نجاح حنان في ان تكون شخص آخر هو النجاح الحقيقي هو ان يتغير المرء فقط لاجل صغاره ونفسه
خلال تلك الاشهر اثبتت حنان انها ام رائعه
بل أكثر من رائعه
تتقرب من الصغار يوم بعد يوم
كأنها تتعرف عليهم من جديد
علي صفتاهم رغباتهم
كل شي
اصبحت صديقه مقربه للجميع
حتي لفيروزة ومروه
اصبحت مرحه ولطيفه
تضحك وتلعب
تذاكر لهم بهدوء دون صر*اخ
الا ان تتطلب الأمر
تتحدث وتفهم
تقدر
يشاهدها الجميع منبهر
كانهم يشهادو النسخه الجديده من امهم
حتي انها اصبحت اهدى منها هي شخصيا
كانها اكتشفت ان الصر*اخ والعصبيه والعند
لم يكونا يوم حل
ظلت سنوات تبحث عن السلام
وحينما وجدت الطريق الصحيح له
تشبثت به
تطالب ببدايه جديده
والجميل انها حصلت عليها
تنهدت سحر براحه قبل ان تقول مبتسمه : تسلم ايدك
ريحه الاكل واصله لحد هنا
واكملت بضحك وتحذير: النهارده وبكرا مفيش شغل ولا اوردادرت في بس راحه وهيصه
حنان بضحك: ياه بقالي كثير مخدتش أجازه
ما شاء الله تبارك الله البيدج شغلها مش بيقف
وأكملت وهي تقترب منها: شكرا يا سحر
شكرا بجد
لولا مساعدتكم انتي واحمد مستحيل كنت هوصل هنا
كنتو دايما في ضهري
مش عارفه من غيركم كنت هعمل ايه
حاسه اني انسانه تانيه
حاسه اني اتولدت من جديد
كل يوم بيعدي بكتشف اني فعلا حصلت علي السعاده الحقيقه
دمعت عينا سحر وهي تستمتع الي حديثها
وقالت: انتي تستحقي يا حنان
من كل قلبي بتمنالك كل السعاده
حنان بتاكيد: السعاده بيكم يا سحر
بيكم وبكرم ربنا انه رزقني اخت واخ زيكم
من اول يوم وكنتي اكثر من اخت
واحمد ربنا يباركله
حتي دلوقتي
لولاكم مكنتش البيدج نجحت
احمد شايل شغل البيدج
وانتي ايدك في ايدي بنطبخ سوا
لولاكم مكنتش هبقي هنا
شددت سحر علي يدها وهي تقول: احنا دايما جمبك
وثم انتي ناسيه انك اصريتي نكون شركائك يا حنان
حنان بتاكيد: لازم تكونو شركائي
انتو دفعتو زي زيكم
وبتشتغلو زي زيكم
ده حقكم يا سحر
ابتسمت لها سحر وضمتها الي أحضانها
لكنها انتفضت علي صر*اخ احد الصغار باكيا
سحر بتعب: كرهوني في الامومه اه والله
ضحكت حنان
وهي تشدها حيث الصغيره وتردف: يلا عشان فاضل ساعتين والحنه تبداء
سارت سحر خلفها ببتسامه حانيه
فخوره بها وبشده
………………………….
في منزل فاطمه ووفاء
كانت فاطمه تجلس جوار شقيقتها علي الفراش
تمسك يدها والطبيب يفحصها بعد ان سقطت مغشي عليها منذ قليلا
انتهي طبيب وهو يقول ببتسامه: مبروك المدام حامل
دمعت عيني وفاء وهي تسمتع الي خبر حملها
قبل ان تطلق حماتها زغروطه كبيرة
فاطمه بدموع وهي تحتضنها: مبروك يا حببتي الف مليون مبروك
وفاء بدموع حزينه علي تاخر حمل شقيقتها منذ الإجهاض: الله يبارك فيكي حبيبتي
عقبالك من قلبي والله بدعيلك
ربتت فاطمه بحزن علي يدها وهي تقول:كله بامر الله
اقتربت منهم حماتها
والتي تغيرت كثير منذ مو*ت امهم
وضمتهم لصدرها وهي تقول: عقبالك يا فاطمه
ربنا يرزقك يا بنتي