
قلب يأبى العشق
الفصل السادس عشر.
مر الأسبوع على الجميع، مر على ياسمين وهي كل يوم تتأكد عن ذي قبل بأن هناك شيء ما يحدث عمر يخفيه عنها، ودينا شعرت براحة داخلها واصبحت تتحدث وتضحك مع ياسمين بخفة لعلها تزيل أفكارها..
بينما حسن ينفذ جميع تعليمات عمر في البحث خلف ناجي بشكل دائم..
في حفلة خُطبة عمر وريم..
وضع عمر الدبلة في اصبع ريم، وفعلت ريم بالمثل وصفق الجميع لهم، لتمر الحفلة في جوٍ مرح على الجميع عدا عمر الذي كان يتذكر ياسمين، وحديثها طوال الأسبوع بأنه يفعل شيء يخفيه عنها..
مرت الحفلة وعاد عمر للمنزل، وفتح باب الشقة ودلف للداخل، ليجد ياسمين جالسة على الأرض تحمل صورة بين يديها تتطلع لها..
اقترب عمر منها وكلما اقتربت قدميه كان يشعر باقترابه من نهايته حتمًا..
هوى على قدميه بجانبها ليحدث ما توقعه، ياسمين تحمل صورة لـ عمر وهو يضع الدبلة بـ يد ريم.
رفعت ياسمين نظرها نحو عمر وعينيها منتفخة من كثرة البكاء، واردفت بصوت خافت
– ليه كدة ؟ طب طالما بتحبها ليه مثلت كل ده عليا ؟ ليه ضحكت عليا يا عمر ؟
ابتلع عمر ريقه بتوتر
– لأ صدقيني مش كدة، دي خطوبة صوري بس قدام الناس، لكن عمري ما هتجوزها يا ياسمين، عمري ما هقدر اهد بيتي بالطريقة دي! انا مش وحش للدرجة دي يا ياسمين!
– أمال إيه ؟ بتنتقم منها علشان سابتك ؟ معقول شغلاك للدرجة دي ؟
– لأ صدقيني لا، ريم لو يوم كنت افكر انتقم منها كان يكفي ابصلها من فوق بس ! مجرد بصة يا ياسمين، بس هي مش شغلاني للدرجة دي !
وضعت الصورة أمام عينيه واردفت بصراخ
– أمال ايه دي ؟ ها..رد قولي !
صمتت ونظرت للصورة مرة أخرى ونظرت لعمر واردفت بترجي
– طيب هي مش صح ؟ يعني الصورة متركبة صح يا عمر ؟ انت بتحبني والصورة دي متركبة .
ظلت تكرر جملتها وهي تقطع الصورة، ليتجمد جسدها على صوت عمر
– انا بحبك بس الصورة حقيقية، بس والله بحبك يا ياسمين.
– طيب بتحبني، الخطوبة صوري زي ما بتقول، ليه ؟ اكيد عشان تنتقم منها يا عمر ! وجعت قلبك للدرجة دي ؟ لسة جرحها جواك لحد دلوقت ؟ لدرجة أنك تخطبها وتقرر تعمل نفس الحاجة ؟
– صدقيني لأ.
تركته ونهضت من مكانها واردفت بنبرة جامدة
– طلقني يا عمر.
ظل صامت وهو ينظر لها، لتصرخ ياسمين به
– بقولك طلقني ودلوقت..
– انتِ طالق يا ياسمين.
انتفض عمر من أفكاره ليجد نفسه واقفًا أمام باب الشقة، بعدما غادر حفلة خطوبته هو وريم..
كل ما حدث للتو من وحيّ عقله الباطن فقط ! ياسمين لم تعرف شيء حتى الآن ولن تعرف شيء، يجب إنهاء كل شيء يحدث حوله باسرع وقت..
دلف للشقة و وجد الجو هاديء حوله، ليتجه لغرفته وفتح الباب ليجد ياسمين نائمة بمنتصف الفراش..
ابتسم عمر وشرع بخلع ملابسه ودلف للمرحاض أخذ شاورًا دافئًا لعله يزيل أحداث اليوم.
خرج عمر من المرحاض واتجه نحو الفراش ليستلقي عليه وأخذ ياسمين داخل أحضانه..لتضمه هي الأخرى وهي تنكمش بجسدها لتلتصق بجسد عمر..
في صباح اليوم التالي…
استيقظ عمر من نومه ليجد ياسمين نائمة بجانبه وهي تضع قدميها الإثنين فوقه، وتفرد ذراعيها على الفراش ورأسها بعيدة عنه كل البعد..!
ضحك بخفة عليها ف تلك هي نومتها متحررة على الفراش بأمر عجيب بالنسبةٍ له ! ف هو ينام ويستيقظ بنفس مكانه، لكنها ليست هكذا ! أوقات يجد رأسها عند قدميه وتضع قدميها عند رأسه، أوقات أخرى يجدها تنام بـ عرض الفراش وليس بـ طوله كـ بقية البشر ! أوقات أخرى يجدها نائمة فوقه..! والآن يجد تلك النومة الغريبة التي تنام عليها، لا يعرف إن كانت نائمة بـ عرض الفراش أم بـ طوله !
خرج من الغرفة بعدما أخد شاور وياسمين لازالت نائمة، و وجد والدته فقط من تجلس بالخارج..
جلس بجانبها على الأريكة واردف بتساؤل
– أمال دينا فين ؟
– نايمة.
– اكيد اتعلمت الكسل من ياسمين.
ضحكت والدته على قوله، واردفت
– يعني هيصحوا يعملوا ايه ! بيفضلوا قاعدين الأول مراتك قبل ما تحمل كانوا بيشغلوا أغاني ويرقصوا دلوقت بقيت حامل، ودينا خلاص اتخرجت من جامعتها ومعندهاش حاجة تعملها، ف بيصحوا بعد الضهر كدة.
– ربنا يخليكِ ليهم يا ست الكل.
تركها عمر ونهض من مكانه ودلف لغرفته مرة أخرى حتى يرتدي ملابسه ويذهب للشركة وسؤال واحد يدور داخل عقله ( كيف لم تخبره ياسمين من قبل بأنها تجيد الرقص ؟)
أغلق عمر الخزانة وهو يحادث نفسه
– لازم تبدأ تتعاقب احسن بدأت تخبي عليا حاجات قد كدة.
بعد وقت ليس بقصير، داخل مكتب عمر..
كان يجلس داخل مكتبه يباشر بعض الأعمال ليقاطعه رنين هاتفه ليجد رقم إبراهيم..
– عمر..شوفت الشركة اللي دخلت السوق جديد ؟
عقد عمر حاجبيه بعدم فهم
– شركة ايه ؟
– مش عارف شركة ايه ! شركة صاحبها مجهول بقيت فاجئة منافسة لشركتي متخيل ؟ اصحى ف يوم وليلة ألاقي كل أرباح شركتي نزلت للنص ؟
– طيب اهدى شوية يا ابراهيم بيه، لازم الأول تعرف مين صاحب الشركة دي، وتتكلم معاه وتعرفوا انكم مينفعش يكون بينكم عداوة كدة خاصة إنه لسة ظاهر ف السوق!
بس ثواني..
اكمل حديثه بتفكير
– اشمعنا نافسك انت ؟ وليه بالقوة دي كدة ؟ انت ليك أعداء واصلة للدرجة دي ؟
– ليا يا عمر اكيد، بس مش للدرجة بتاعت الشركة دي ! بقولك ف يوم وليلة خسرتني نص ارباح الشركة ! متخيل ؟
– طيب انا جايلك دلوقت ونتكلم بهدوء ونشوف حل للموضوع وبإذن الله نوصل لـ حل.
خرج عمر من مكتبه ليجد حسن أمامه الذي أردف بتعجب
– رايح فين مستعجل كدة ؟,
قص عليه عمر ما حدث لـ يردف حسن بدهشة
– غريبة دي !, طب روح شوف الدنيا فيها ايه هناك وحاول توصل لـ حاجة.
– ما أنا هعمل كدة فعلًا، يلا سلام.
بعد وقت وصل عمر لـ شركة إبراهيم الشافعي، وصعد لمكتبه و وجده يجلس بانتظاره..
نهض إبراهيم بلهفة قائلًا
– شوفت االي حصل ! انا هتجنن يا عمر !
– انا عندي الحل.
– الحقني بيه.
جلس عمر أمامه واردف بهدوء
– هنعمل شركة تانية قصادها، وعشان تكبر بالسرعة الممكنة هنحتاج لشيء، هتعملي توكيل للشركة دي، وعن طريق التوكيل هعمل شركة تانية هتنافسك وتنافس الشركة اللي بتنافسك دلوقت، وبعد وقت تضم الاتنين على البعض والرِبح يكون ليك، قولت ايه ؟
إبراهيم بتردد
– مفيش حل غير ده ؟
– فيه عادي، بس الفكرة ف إن ده هينفعك انت ف المستقبل، فكر من جميع النواحي، انت ف محنة دلوقت استغلها للأفضل.
– بس..
قاطعه عمر وهو ينهض من مكانه
– فكر يا إبراهيم بيه بس أتمنى ف أسرع وقت لأن كدة شركتك بتقع.
– طب اشمعنا هعمل ليك توكيل ؟