منوعات

قلب يأبي العـ,ـشق بقلم فرح طارق 2

– لأن مينفعش انت تظهر ف الصورة، لازم يكون من بعيد، طرف مجهول خالص هو اللي يقوم بـ كدة، وده اقتراح لو عندك شخص أفضل واثق فيه تعملوا التوكيل دي شركتك وبردوا هساعدك ف التانية اكيد.

– خلاص يا عمر انا موافق هنبدأ امتى ؟

نظر عمر لساعة يده واردف
– العقار دلوقت زمانه اتقفل، بكرة نروح تعملي التوكيل ده، ودلوقت هروح أشوف موقع كويس وشركة تكون جاهزة ومبنية مش محتاجة تاخد وقت.

– تمام يا عمر.

كاد عمر أن يرحل لكنه استدار مرة أخرى واردف بتذكر
– فاكر شركة كمال الهاشمي ؟ الشركة مقفولة متهدتش ولا حد خدها، واظن الشركة كانت متصممة بشكل هايل، ودي فرصة كويسة لينا.

إبراهيم بتفكير
– تصدق صح ! طب خلاص ظبط الموضوع ونشتري الشركة ف أسرع وقت.

– والفلوس ؟ انت بتقول خسرت كتير هيكون معاك تمنها ؟

– مش عارف يا عمر !

– تدخل شريك معاك موثوق فيه ؟

– هو مين ؟

– هو مين دي سيبها عليا ولا مش بتثق فيا ؟

إبراهيم بتسرع
– لأ طبعًا بثق فيك، خلاص شوفه وكلمني يا عمر بس ف أسرع وقت الشركة التانية كأنها بتحدف صواريخ علينا !

– متقلقش كل ده هيتحل، عن اذنك.

غادر عمر وابتسامة ترتسم على شفتيه وهو يغلق جاكيت بدلته وغادر الشركة بأكملها.

قبل عام مضى..

عمر بصدمة
– حضرتك بتقول ايه ؟ ازاي هتكتبلي الشركة كلها بإسمي ؟

كمال بجدية
– أيوة يا عمر، شركتي ف مصر هتتكتب بإسمك، وهتفضل لحد ما تكون قادر ترجع مصر وتفتح شغلك الخاص بيه.

ابتعد عمر واردف بعدم تصديق
– حضرتك بتهزر اكيد !

وضع كمال الملف بين يديه واردف
– مش بهزر، الشركة اتنقلت بإسمك فعلًا، من كام يوم خدت توقيعك لإتمام التصميم اللي عملته، وقتها كان توقيع للشركة يا عمر، مبروك عليك.

– كمال بيه ارجوك متهزرش ! شركة ايه اللي تكون بإسمي ؟ طب خليها بإسم ياسمين ؟

– ياسمين بنتي مش هتقدر تديرها، وأنا مش هعيش طول العمر يا عمر، ياسمين لو اتعرف إن الشركة بإسمها هي هتتحط ف شبكات صيد مش هتقدر تطلع منها.

– أنا آسف بس مش هقدر صدقني!

اقترب منه وهو يضع يده على كتفه
– انا واثق فيك يا عمر، واثق إنك ف يوم هتوصل فعلًا، يوم ما تحقق اللي عاوزه وتفتح بدل الشركة اتنين وقتها فلوس الشركة حطها بإسم ياسمين ف البنك، قولت ايه ؟

نظر عمر للملف بتردد ونظر لـ كمال مرة أخرى الذي اردف
– متفكرش يا عمر، دي فرصتك.

– بس عمري ما أقبل إن فرصتي تكون على حساب نصيب غيري يا كمال بيه !

– عمر انا مش هعيش طول العمر، لو جرالي حاجة ياسمين العيون هتبقى عليها.

– طب اكتبها بإسمها وخليني وكيل ليها.

تنهد كمال بقلة حيلة
– هكتب الشركة بإسم ياسمين بس هخليك انت اللي ليك حرية التصرف ف الشركة.

– وليه تلغي حقها ؟

– ما هي بإسمها يا ابني ! لغيته فين ؟ ولا انت ناوي تاكل عليها الأرباح ؟

– لأ طبعًا مش ده القصد !

– يبقى تاخد الملف والشركة بقيت بإسمك وكل سنة هتطله أرباح ياسمين من الشركة وتحطها بإسمها ف البنك، حلو كدة ؟

تنهد عمر وهو ينظر للملف، لحلم حياته الذي أصبح بين يديه، هو بالتأكيد لن يأخذ حق ياسمين، سيفعل كل شيء بما يُرضي ربه !

عودة للحاضر..

ترجل عمر من سيارته عند إحدى المباني، ليجد حسن يقف بانتظاره..

تقدم عمر منه واردف
– اتأخرت عليه ؟

حسن بسخرية
– لأ هما ساعتين بس.

ابتسم عمر مبررًا
– معلش يا حسن حقك عليا، المهم دلوقت.

– ايه يا صاحبي ؟

– احنا مش هنبيع البيت، والفلوس اللي انت عايزها انا هديهالك يا حسن.

– لأ طبعًا ده على جثتي يا عمر !

– طيب خلاص خدهم سلف ! ايه رأيك ؟ استلف مني واتجوز ولما تظبط امورك وتنزل شغلك ونخلص من كل الحوارات دي، هنقسم المبلغ وكل شهر تديني منه حاجة لحد ما يخلص، قولت ايه ؟

حسن بتفكير..
– أدام هرجعهم ليك ف ماشي يا عمر.

ربت عمر على كتف صديقه واردف
– حلو، يلا بينا بقى زوزا عاملة غدا وعزماك تاكل معانا.

بعد وقت كان يجلس الجميع على مائدة الطعام، يتناولوا في جوٍ عائلي يروق الجميع عدا ياسمين..

همس عمر بجانب أذنها بتعجب من حالها
– مالك يا ياسمين ؟

انتبهت لهُ ياسمين من شرودها
– ها لأ مليش.

أشار للصحن الخاص بها واردف
– طيب كلي وبطلي لعب ف الأكل.

– حاضر.

أكمل تناول طعامه وهو ينظر لها بين الحين والآخر متعجبًا من شرودها المستمر، وحالتها الصامتة.. هل عرفت بأمر خطوبته من ريم وذاك هو رد فعلها ؟ نفض الفكرة من نظره قائلًا : لأ أكيد لو عرفت كانت قلبت الدنيا.

بعد وقت كان حسن يقف بالشرفة، و وقفت دينا خلفه واردفت
– اتفضل يا حسن، قهوتك.

استدار حسن وأخذها منها بإبتسامة بينما اردفت هي
– على فكرة أنا قولت لـ عمر.

ابتلع حسن ريقه بتوتر واردف
– على ايه ؟

– على كل اللي حصل يا حسن..
ثم أكملت والإبتسامة ترتسم على شفتيها : بس متقلقش وتتوتر اوي كدة، فيه حاجة مقولتهاش ليه، بس لو مجرد تفكير أو محاولة لأنك تكررها ف اكيد هقوله.

– قولتيله ليه يا دينا ؟

تنهدت دينا واردفت براحة وابتسامة مرتسمة على شفتيها
– عشان متعودتش أعمل حاجة واخبيها على عمر، حتى لو حاجة غلط يا حسن، غلطة غلطها واتعلمت منها آه بس كنت حاسة كأن هم كبير على قلبي وانا طول الوقت بكلم عمر ومخبية عليه حاجة.

ابتسم حسن وهو يشعر بالفخر بها، كم تأخذ قلبه تلك الفتاة دائمًا، ويشعر بفخر ناحية قلبه لأنه اختارها وأحبها هي قط.

طالعته دينا بتعجب من تلك النظرة التي يتطلع بها لها، واردفت
– فيه ايه ؟

– فيه إنك دايمًا بتخليني احبك واعشقك يا دينا كل شوية.

استدارت دينا وهي ترحل بخجل بينما ضحك حسن على خجلها، ليستدير على صفعة عمر لهُ خلف رأسه، واردف مقلدًا إياه
– فيه إنك دايمًا بتخليني احبك واعشقك يا دينا كل شوية.

أكمل حديثه بجدية وحزم
– اتلم بدل ما الغي فرح وجواز والليلة كلها.

– يا عم كلمة من نفسي ! انت مش قريت الفاتحة معايا ؟ يعني ف حكم خطيبتي !

– لأ قريت الفاتحة بس متفقتش معاك على كدة.

– نعم يا روح أمك !

عمر بجدية
– انا قولتلك يا حسن، قريت فاتحة بس بردوا فيه حدود، لحد ما يتكتب كتابكم واكيد مش هدخل ايه بينكم.

– ماشي يا عمر.

– ماشي يا صاحبي.

في المساء، انتهى اليوم ورحل حسن..

دلفت ياسمين لغرفتها واستلقت على الفراش بانهاك وتعب، بينما دلف عمر خلفها بقلق لأجلها وجلس بجانبها واردف وهو يتلمس جبينها
– ياسمين، انتِ كويسة ؟

– آه يا عمر، مالي ؟

– مش عارف عشان كدة بسألك، بس اللي عارفه إنك فيه حاجة، ايه هي ؟

– لأ يا عمر مفيش.

سحبها عمر من على الفراش وهو يأخذها بين أحضانه
– بتخبي عني يا ياسمين ؟ مش اتفقنا مش هنخبي حاجة عن بعض ؟

– بس انت خبيت.

تجمد جسده وتوقفت يده عن التربيت على ظهرها، واردف بتوتر
– خبيت ايه ؟

– مش عارفة، بس انت مخبي عني حاجة يا عمر، و واثقة من كدة، بحسك طول الوقت معايا متوتر..مش على بعضك، وأنك مخبي حاجة عليا طول الوقت.

– يا حبيبتي بس كل ما الوقت بيعدي وبقرب من الهدف اكتر بتوتر وانا قولتلك إنه بس شوية وقت وخلاص صدقيني، وكمان انا قربت..قربت اوي كمان يا ياسمين، قدامي خطوتين هعملهم وكل حاجة هتخلص خالص.

ابتعدت عن أحضانه واردفت بلهفة وهي تحتضن وجهه
– بجد يا عمر ؟

– بجد يا قلب عمر.

قلب يأبى العشق
الفصل السابع عشر.

أيام تتلوها الأخرى وعمر يقع كل تركيزه على الشركة وبناء إسمها أمام السوق، لتكُن لائقة بقدر كافٍ أن تنافس أكبر شركتين داخل السوق، شركة إبراهيم الشافعي، والأخرى التي صاحبها مجهولًا عن الجميع..

أصبح عمر لديه حق بالتصرف بأي شيء داخل شركة إبراهيم، وبالوقت ذاته تقع الخسائر بشكل مستمر على الشركة، من جهة شركة عمر، والأخرى الشركة مجهولة الهوية..

ياسمين كل يوم يمر قلقها يزداد عن ذي قبل، ويقينها يزيد بأن هناك شيء كبير يخفيه عمر عن قلبها، ف لما لا تشعر بذلك وهي تعشقه ؟ ثلاث سنوات قضتهم من عمرها تراقب عمر فقط ! كرست ثلاث سنوات لأن تعرف من هو عمر، بطل تفاصيل حياتها، ف كيف لها بألا تشعر ؟

بينما كان حسن يقع تركيزه داخل شركة ناجي التي أصبح عمر قليل الذهاب لها، ليبقى حسن أعين لـ عمر داخل الشركة يراقب كل صغيرة وكبيرة تحدث بداخلها.

دلف إبراهيم لمكتب عمر واردف بغضب
– ممكن أعرف سيادتك بتعمل ايه ؟ انا شركتي وقعت خالص ! اسمها قرب ينتهي من السوق ؟ كل ما اكلمك تقولي مسألة وقت يا ابراهيم بيه ! عايز اعرف ف دماغك ايه دلوقت يا عمر.

انت في الصفحة 13 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل