منوعات

قلب يأبي العـ,ـشق بقلم فرح طارق 2

في صباح يوم جديد في شركة ناجي.

دلف عمر لمكتب ناجي واردف بغضب
– ياسمين هربت! دورت عليها كتير مش لاقيها !

نهض ناجي من مكانه واردف وهو يحاول تهدئته
– اهدى يا عمر، هتروح فين يعني ؟ اكيد هنلاقيها.

– هنلاقيها ازاي ؟ اختفت خالص! هربت امبارح من الفيلة وسابت جواب لمامتها، كلمتني وجت عندي فكرت إنها ف بيتي.

– طيب اهدى وهنلاقيها متقلقش.

– بقولك مراتي هربت يا ناجي، تقولي اهدى ؟

جلس ناجي خلف مكتبه ومرة أخرى واردف بجدية
– هتعمل ايه يعني ؟ هنوقف كل حاجة لحد ما ترجع! دور عليها وف نفس الوقت مشي حياتك بشكل طبيعي متنساش اننا مش عايزين نثير شك اللي حوالينا.

– ماشي يا ناجي، انا رايح مكتبي.

خرج عمر من المكتب وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه، واتجه لمكتبه ليمُر وقت قليل، ويجد ريم تقتحم مكتبه بكبريائها المعتاد .

ابتسم عمر بسخرية واردف
– اهلًا ريم هانم، اتفضلي واقفة ليه ؟ اوعي تقولي محتاجة إذن بأنك تقعدي! حضرتك حتى مخدتيش الإذن علشان تدخلي!

أنهى كلماته وهو يلوي فمه بسخرية، لتجلس ريم بحنق على المقعد، بينما استند عمر بكلتا يديه على المكتب واردف
– خير يا ريم هانم ؟ التصميم فيه حاجة ؟

– لأ يا عمر، مش جاية بخصوص التصميم، جاية عشانك انت.

أشار عمر لنفسه بتعجب
– عشاني انا ! ليه يا ريم ؟
قصدي ريم هانم.

– عمر انا..

قاطعها عمر بحدة
– باشمهندس عمر..
ثم أكمل بهدوء : ريم هانم وباشمهندس عمر، تمام ؟ كملي يا ريم هانم.

نهضت ريم من مكانها واتجهت نحو عمر لتميل عليه وهي تحاوط رقبته
– عمر انت عارف إني كنت بحبك، ومازلت بحبك يا عمر، انا سيبتك تحت تهديد من بابا..

انهمرت دموعها واكملت
– هددني إنه لو اتجوزتك مش هيخليك تقدر تشتغل ف مكان، وانت عارف سُلطة بابا يا عمر ويقدر يعمل ايه، خوفت عليك، واللي يثبت إني لسة بحبك إني متجوزتش بعدك يا عمر، مقدرتش أشوف راجل غيرك ف حياتي، ولما بابا غصبني على ابن صديق ليه متحملتش، اتجوزته واطلقت منه، كنت طول الوقت شايفة إنه انت يا عمر، مقدرتش أشوف غيرك.

امسك عمر يديها واردف
– ليه يا ريم ؟ ليه مقولتليش ده ؟ كنتِ قولي مش يمكن كنت قدرت اتصرف!

وضعت رأسها على صدره ودموعها تنهمر
– مقدرتش يا عمر، خوفي عليك سيطر عليا ومقدرتش افكر غير ف إني أبعد عنك واخليك تبعد عني، متخيلتش هتعب اوي كدة يا عمر، بس سلامتك عندي كانت أهم صدقني.

ظل عمر يربط على ظهرها وهو يحاول تهدئتها
– طيب اهدي يا ريم، اللي حصل حصل خلاص مش هنقدر نغيره مهما كان، الأهم دلوقت نصلح اللي جاي يا ريم ومنكررش غلطنا تاني.

ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها واردفت بسعادة
– بجد يا عمر ؟ بجد سامحتني ؟ هتديني فرصة تاني ؟

– انتِ عارفة إني كنت بعشقك يا ريم، ومقدرتش انساكِ، للأسف معرفتش، حاولت اخرجك من جوايا بس كنت بلاقي قلبي اتمسك بيكِ وحبك اكتر يا ريم.

– وانا كمان يا عمر، صدقني وانا كمان، مقدرتش اخرجك من جوايا.

أكملت حديثها بحماس
– هنعمل ايه دلوقت ؟ تكلم بابا ونتخطب ايه رأيك ؟

ضحك عمر على سرعتها بالأمر واردف
– حيلك حيلك، لسة يا ريم، عايزين ناخد وقت شوية لينا..

مد أنامله وهو يرجع خصلات شعرها للخلف، ويهمس بجانب أذنها
– يعني نتقرب لبعض تاني، اكيد كل واحد فينا حاجات كتير جواه اتغيرت، عايزين نعرف بعض تاني ونعرفها اكتر من الأول.

ريم بخفوت من أثر لمسته لها
– أيوة عندك حق.

ابتسم لها عمر بسخرية وهو يرى حقارتها معه، لتتحول ابتسامته الساخرة وهو يراها تنظر لهُ
– خلاص نرتبط فترة، نعرف بيها بعض ونقرب لبعض اكتر وبعدين تكلم بابا، اتفقنا ؟

– اتفقنا.

تركها واقفة مكانها، وجلس خلف مكتبه مرة أخرى
– يلا شوفي شغلك دلوقت لأني عندي شغل محتاج اخلصه.

– طيب هنتقابل بليل ؟

– احتمال مش اكيد، سبيلي الكارت بتاعك لأن رقمك اتمسح من عندي، وهتصل بيكِ لو اكيد.

تركت ريم الكارت الخاص بها، وقبلة عمر من وجنته وهمست بجانب أذنه
– وحشتني يا عمر.

وقفت مرة أخرى وتركته وغادرت المكتب بأكمله..

بينما رجع عمر برأسه للخلف واردف بوعيد
– هندمكم يا شوية كلاب، صدقوني كلكم هتندموا..

قلب يأبى العشق
الفصل الحادي عشر.

مرت الأيام وعمر يبحث خلف جميع من حوله، يحاول جمع الأدلة، وإيجاد الأجهزة الناقصة لدى كمال، هناك خطب ما بكل شيء يحدث حوله، بـ أوقات يشعر وأن الأمر شبه مستحيل معه ولكنه فور أن يتذكر ياسمين واخبارها بثقتها به، يرجع عن تفكيره مرة أخرى وهو يحاول لملمة شتات نفسه للصمود أمامها..

انتهى يوم عمل آخر لديه وكل يوم يمر معه وهو يشعر باختناق أكثر من ذي قبل، خاصةً وإنه مر أسبوعًا ولم يراها ! يحادثها على الهاتف قط! أسبوعًا أوقن عند مروره أنه حقًا بات يعتاد على وجودها معه لدرجة أنه طوال تلك المدة يشعر بالاختناق لمجرد التفكير بأنها ليست معه.

فتح عمر باب الشقة، ودلف بهدوء وهو يجد الظلام يملأ المكان بأكمله، والشقة هادئة بقدر كبير، تسرب القلق لـ قلبه، ثم دلف للداخل قائلًا بصوت مرتفع
– ياسمين..

لم يأتيه الرد منها لـ يدلف لغرفتها ويشعل الضوء ليجدها تنام على الفراش وتضم جسدها بشدة حولها.

اقترب عمر منها وأخذ يتلمس جبينها ليجد حرارتها مرتفعة لدرجة كبيرة، وذهب ليحضر إناء بهِ ماء باردة وجلس بجانبها يقوم ببعض الكدمات بعد أن هاتف صيدلية قريبة منهم أن تحضر لها بعض الأدوية..ف هو قد مر مع شقيقته و والدته بتلك الأمور كثيرًا..

مر الليل عليهم وغفى عمر بجانبها واستيقظ عند شعوره بطلوع النهار، انتفض من مكانه ونظر لـ ياسمين وجدها لازالت نائمة أثر الدواء الذي أعطاه لها، ليقيس حرارتها ويجدها رجعت لـ درجتها الطبيعية..

نهض عمر من مكانه وذهب للمرحاض، و وقف أمام المرآة بالداخل وشيئًا واحدًا يتكرر داخل عقله (ماذا لو لم يأتي بها ؟ ماذا كان حدث بها) لقد أتى وهي كانت شبه فاقدة للوعي!

زفر بضيق وهو يلقي المياه على وجهه لعله ينفض أفكاره وشيئًا يقول بداخله (لكنك جئت )

كاد أن يخرج ولكن لفت انتباهه شيء صغير على حوض المياه، وامسكه لـ يجده إختبار حمل نتيجته إيجابية!

ظل لدقائق يستوعب ما يراه.
هل ياسمين تحمل طفله بداخلها الآن ؟ منذ متى تعرف ؟ من الواضح أن الإختبار كان في وقت قريب ! هل مرضت بسبب معرفتها بالحمل ؟

تذكر الدواء الذي أعطاه لها بالأمس ليهاتف الصيدلية ويعرف منهم إن كان خطرًا على امرأة حامل، ليجيبه الطبيب بأنها كانت حقنة لخفض الحرارة قط ليس لها أي آثار وأن الأمر الأكثر خطرًا هو استمرار إرتفاع الحرارة..

أغلق معه وخرج من المرحاض ليجد ياسمين جالسة على الفراش شاردة بأمر ما..

ابتسم عمر وتقدم منها وهو يجلس بجانبها، واردف
– عاملة ايه دلوقت ؟

– الحمدلله.

اقترب منها وهو يضمها بين ذراعيه واردف بإشتياق صادقة
– وحشتيني اوي يا ياسمين.

دفعته بعيدًا عنها واردفت باختناق
– لو وحشتك كنت جيت طول الأسبوع اللي فات .

نهضت من مكانها لتشعر بدوار شديد فور وقوفها وكادت أن تقع لـ يلحق عمر بها ويجلسها مرة أخرى..
– عايزة تروحي فين ؟

– ادخل الـ حمام.

حملها عمر بين ذراعيه لتشهق ياسمين قائلة
– انت بتعمل ايه !

– هدخل مراتي الحمام!

قال جملته وهو ينزلها بمنتصف المرحاض واردف بمرح وهو يقرص ارنبة فمها بخفة
– ها عاوزة ايه ؟

– تطلع برة عشان أخد شاور.

اقترب عمر منها وهمس ببعض الكلمات بجانب أذنها لتشهق ياسمين وهي تدفعه بعيدًا عنها قائلة بصدمة
– تصدق انت مش محترم ! فيه واحد محترم يقول اللي قولته دلوقت ؟

رفع عمر حاجبيه وهو يحاول كبت ضحكاته
– فيه، لكن قد ايه مش عارف لأن المتجوزين كتير اوي.

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل