منوعات

قلب يأبي العـ,ـشق بقلم فرح طارق 2

قبلة وجنته واردفت بلهفة
– لأ والله مقصدش، حقك عليا..خلاص هاخد شاور على طول واخرج نفطر سوى.

في شقة زينب..

كانت زينب لغرفتها تجهز حقيبتها، وخرجت دينا من غرفتها وهي تحمل حقيبتها و وضعتها أمام باب الشقة، و وجدت حسن يقف أمامها.

كادت أن تذهب لغرفة والدتها لكن استوقفتها يد حسن التي قبضة على ذراعها، واستدارت دينا واردفت بغضب
– انت مجنون ! ازاي تسمح لنفسك تـ..

قاطعها حسن
– آسف والله مقصدش، بس عمال انده عليكِ مش بترضي، لاوية بوزك عليا ليه ؟

عقدت ذراعيها أمام صدرها واردفت
– لأ والله متعرفش ليه يا سي حسن ؟

استند حسن على الباب وهو يفعل نفس حركتها واردف بحنو
– معرفش والله يا قلب سي حسن.

ظفرت دينا بحنق وغضب واردفت
– وهتعرف ازاي وأنت عندك قلب أصلا !

– قلبي معاكِ بقى هنعمل ايه ؟

– حسن متعصبنيش !

– هي الحقيقة بقيت تعصب يا قلب حسن بس ؟

ضيقت عينيها واردفت بتساؤل
– كنت فين طول الاسبوعين اللي فاتوا يا حسن ؟

حك حسن رأسه واردف
– هو علشان كدة ؟
نظر لها واكمل حديثه بتبرير : والله مشغول مع عمر ف حاجات قد كدة، حتى هو طول الاسبوعين مراحش لـ ياسمين غير مرة واحدة ودي التانية، وتاني حاجة انا متخيلتش إنه هيفرق معاكِ يا دينا.

لوت فمها واردفت بسخرية
– ومش هيفرق ليه إن شاء الله ؟

– والله لو عارف مكنتش سألت يا دينا، وكنت اتخيلت ان ممكن يفرق فعلًا، بس طالما بيفرق كدة ف انا غلطان فعلًا وحقك عليا يا دينا، ولولا إنك لسة مش حلالي لـ كنت بوسة راسك كمان.

– ماشي يا حسن.

لكز ذراعها بذراعه واردف بعشق
– بحبك يا بت والله، بس الظروف الفترة دي ملطشة معايا أنا واخوكِ وحطانا ف مليون حاجة، حتى الفرح احتمال يتأجل.

أكمل حديثه بحنق
– مش لو كنتِ سمعتِ كلامي كان زمانا مكتوب الكتاب قبل السحلة اللي انا فيها دي ؟ عاجبك كدة ؟

ابتسمت دينا على غضبه واردفت بعند
– أيوة كنت عايزني اوافق اتجوز كدة بلوشي !

– بلوشي!
قالها بسخرية، واردف : لأ ياختي، اديها مبقتش جوازة خالص، ويكون ف علمك بقى عمر يخلص من اللي هو فيه وهتبقى شبكة وكتب كتاب وفرح يا دينا، وابقي اعترضي بقى.

كادت أن تتحدث ولكن قاطعهم صوت زينب
– وماله يا حسن، نخليها فرح بالمرة.

ضربت دينا الأرض بققدميها واردفت بغضب
– انتِ مع بنتك ولا معاه ؟

– انا مع الحق، الواد مستنيكِ من وانتِ لسة عيلة! بعد كل ده تتمردي عليه ؟ وافقي وارضي بنصيبك واحمدي ربك!

اختنقت بداخلها واجتمعت الدموع داخل مقلتيها، ثم اردفت وهي تمسك حقيبتها
– شكلك خلصتي يما، خلينا نمشي.

امسك حسن الحقيبة من يدها واردف
– عنك انا هشيلهم.

تركت الحقيبة وتركتهم وهبطت للاسفل، بينما نظر حسن أثرها وهو يرى تلك الدموع التي سالت من عينيها فور أن خرجت من الشقة.

نظر لـ زينب واردف بضيق لبكاء معشوقته.
– يلا يا مرات عمي.

بعد وقت في شقة عمر، كانت تجلس ياسمين بسعادة داخل أحضان زينب التي كانت تضمها وعينيها دامعة بفرحة لسماعها بحمل ياسمين.

دينا وهي تنظر للشقة حولها بانبهار
– احنا هنفضل هنا ؟

عمر بمرح
– احنا مش انتِ يا دينا.

تدخل حسن وهو ينظر لـ دينا
– لأ أنا قررت هاخد شقة لـ دينا ف الحي هنا، هو عجبها من أول ما دخلناه.

اردف عمر بتذكر
– صح يا أمي انا وحسن قررنا نبيع البيت اللي كنا ساكنين فيه.

ضربت زينب صدرها بيدها واردفت بشهقة
– يالهوي يا عمر ! هتبيع البيت اللي اتجوزت وكبرت وكبرتكم فيه يا ابني ؟ ده كل ذكرياتنا ف البيت ده!

– يا ست الكل، هتعملي ايه بيه ؟ سكن ومشينا وجينا مكان أنضف واحسن واوسع مليون مرة، ومستحيل تروحي هناك تاني!

تدخل حسن بالحديث قائلًا
– أيوة يا مرات عمي، الحارة اتملت ناس وكلهم بلطجية وبقيت حاجة كلها قرف، كلهم بيتكلموا على بعض وما بيصدقوا يلمحوا حاجة يخلوها سيرتهم وانتِ شوفتي ده مع عمر وياسمين! ف بيت ايه اللي متمسكة بيه ؟

اكمل حديثه بمرح
– البيت ده يتباع ويتكسر وراه زير كبير كدة .

دينا بتأييد
– طب والله حسن وعمر عندهم حق بيت ايه اللي زعلانة عنه يا امي ؟ انتِ فاكرة البلاوي اللي حصلتلنا فيه ؟ دا احنا نقوم نصلي ركعتين شكر إن ربنا خرجنا منه.

لوت زينب فمها بعتاب
– دلوقت بقى وحش ! مش البيت ده اللي كان لاممنا كلنا تحت سقف واحد ؟ احنا وابوكم ! خلاص بقى وحش بالنسبة ليكم ؟

قبل عمر يدها واردف
– يا ست الكل طبعًا مش قصدنا كدة، بس الموضوع كلوا ان ربنا فتحها عليها ف ليه نقول لرزق ربنا لأ ؟ وكمان حسن ليه النص ف البيت ده، وهو عايز ينقل ويبدأ شغل على نضيف ! هو قالي محوش مبلغ ويادوب هيبيع البيت يشتري شقة هنا وبالباقي هنتشارك انا وهو ف مشروع نفتحه لينا.

– طب ما أنا أرجع شقتي، وحسن يقعد ف شقته هو ودينا ويفتح مشروع بالفلوس اللي معاه ! ليه يبيع ؟

صمتت دينا بصدمة من حديث والدتها بعدما كانت ستتحدث معها، وابعدت يدها الموضوعة على ذراعها وهي تشعر بالإهانة منها للمرة الثانية ! لتلك الدرجة تراها أن عليها أن ترضى بأقل شيء ؟ هل هي قليلة ورخيصة لتلك الدرجة ؟

تركتهم وهي تنسحب منهم بهدوء شديد، ولم يلحظها أحد سوى حسن الذي شعر بها، وياسمين التي كانت صامتة وتتابع الحديث منذ البداية وشعرت بالشفقة لأجل دينا.

توقفت دينا على باب غرفتها وهي تستمع لـ صوت حسن
– لأ يا مرات عمي، دينا ليها الحق تختار هي عايزة تقعد فين وتعمل ايه وترسم حياتنا بالشكل اللي يريحها، ولو مش عايزة نبيع البيت براحتك، لو دخلت كذا شغلانة مع بعض وأجلت الفرح شوية قدام وعملنا زي ما اتفقنا خطوبة وكتب كتاب بس ف القاعة اللي هي تختارها، ف انا معنديش مانع، بس المهم نتجوز وهي تكون راضية عن الجوازة وتمشي بالشكل اللي يرضيها هي، ودينا عجبها المكان ده وانا مش هقدر أقولها لأ عليه.

ابتسمت دينا بداخلها وهي تشعر بأن روحها باتت ترفع من جديد، ودلفت للغرفة واغلقت الباب خلفها، بينما ابتسم حسن وشعور بالراحة يتغلف قلبه لرؤيتها تبتسم وهذا يعني أنها ستدخل لغرفتها ولن تبكي مثلما كانت ستفعل.

اردفت زينب بقلة حيلة
– خلاص يا حسن انت وعمر، اعملوا اللي عاوزين تعملوه.

عمر بسعادة
– يعني هنبيع البيت ؟

– بيعه يا عمر، مش هيجي اغلى من اللي راح.

قبل عمر رأسها واردف
– لأ هيجي، صدقيني هيجي، ولو أطول اجبلك الدنيا كلها تحت رجليكِ يا أمي هعمل كدة.

نهض حسن من مكانه واردف
– طيب طالما وافقت ف انا هروح أشوف مشتري للبيت، معندناش وقت يا عمر.

– ماشي يا حسن، مع السلامة.

غادر حسن واستدار عمر لوالدته واردف
– خفي على دينا شوية يا أمي، أختي مش قليلة علشان ترضى بالقليل، انا كنت هرد وهقول نفس الكلام اللي حسن قاله بس الواد مشتري اختي بالغالي ورد بالكلام ده.

لوت زينب فمها واردفت
– وانا قولت حاجة يا ابني ؟ انا قصدي الواد شاريها ف تحمد ربنا على نصيبها !

– ونصيب أختي تستاهل انه يكون افضل حاجة يا أمي، ولو مكنتيش وافقتي على حوار البيت انا كنت ساعدت حسن يجيبلها اللي هي عاوزاه، لأن اختي مش قليلة يما، دينا السويدي تستاهل الدنيا تحت رجليها وتتشرط عليها براحتها طول ما انا عايش وموجود.

– ربنا يحفظك لينا يا ابني ويخليك لينا ويديك طولة العمر.

بينما على الجانب الآخر في غرفة دينا، استمعت لـ حديث أخيها وشعور واحد يتغلف مشاعرها، هل لو عرف ما فعلته ستكون هذه نفس النظرة لها ؟ تشعر بالذنب حقًا بما فعلته !

أغمضت عينيها وهي تحسم قرارها
– كفاية تفكير انا هقول لـ عمر، مش هخبي عليه حاجة، عمر لازم يعرف، وبعدين هيحصل ايه لو حسن جه ف يوم وعملتله حاجة وفتح الموضوع ده ؟ ف عمر يعرف مني دلوقت احسن، هو ميستاهلش يتحط ف أي موقف مش حلو مع صاحبه بعد كدة.

قلب يأبى العشق
الفصل الرابع عشر.

دلف عمر لغرفته و وجد ياسمين تجلس أمام النافذة، وهي تمسك بكوب من القهوة بين يديها وتطلع أمامها للفراغ..

استند عمر برأسه على كتفها واردف بخفوت
– مش قولنا نقلل القهوة يا ياسمين ؟

– مسألتنيش الدكتورة قالتلي ايه يعني!

ظل صامتًا لم يجيبها، ليتفاجيء بها تنهض من مكانها وتضع الكوب على الطاولة واستلقت على الفراش..

– ياسمين انتِ مبسوطة إن ماما هتعيش معانا ؟

– مش ده كلامنا يا عمر.

اقترب منها وجلس أمامها واردف
– بس عاوز اعرف، مضايقة ؟

– لأ يا عمر هضايق ليه ؟ انا بحب مامتك وانت عارف ده، وهي كمان بتحبني، وشوفت انا فرحت ازاي إنها هتيجي تقعد معانا هي ودينا، ليه سؤالك ده ؟

حط رأسه بحيرة واردف
– مش عارف.

– ولا عشان لقيتني مضايقة ف قولت تسأل السؤال ده بحيث إنك تقول إني مضايقة بسببه واطلع غلطانة صح ؟

قالت كلماتها وهي تعتدل في جلستها، بينما نظر عمر لـ سقف الغرفة واردف بخفوت.
– هرمونات الحمل بدأت !

– سمعني بتقول ايه ؟

نهض من على الأريكة وجلس بجانبها على الفراش واردف
– بقول لأ يا ياسمين، سؤالي ده كان لازم يتسأل من بدري بس انا اللي اتأخرت فيه، زي ما اتأخرت بالظبط أسألك الدكتورة قالتلك ايه ؟

وضع عمر رأسه على قدميها واردف بتنهيدة منهكة
– ياسمين، صدقيني انا مش عارف بعمل ايه ؟ حاسس إني تايه ! حتى معاكِ، مش عارف اتصرف أو اعمل ايه أو حتى اللي المفروض يتعمل ايه ؟

– ايه اللي انت عايزه يا عمر ؟

– اعيش معاكِ الحياة اللي اتخيلتها من أول ما قولتيلي بحبك، وبعدها إنك حامل يا ياسمين.

– وايه اللي أنت رسمته ؟

نهض من مكانه واردف بلهفة وحماس
– رسمت حاجات كتير اوي، انا وحسن فتحنا المكتب بتاعنا واشتغلنا فيه على نضيف، بنيت أسرة وبيت وعيلة اساس وجودهم انتِ، رسمت انك معايا طول الوقت بتدعميني، رسمت ان اكبر مشاكلنا تكون خناق بسبب عيالنا، رسمت كتير اوي يا ياسمين، رسمت حاجات مش هتتحقق غير لو ساعدتيني ف ده، شجعيني يا ياسمين وبلاش خوف.

– خايفة اشجعك واكون بشجعك على حاجة هتأذيك يا عمر، خايفة أقولك آه كمل طريقك برافو بس ف النهاية..

– لأ انا محتاج تشجيعك يا ياسمين، الطريق أنا بدأت فيه خلاص، مفهوش رجوع دلوقت، عايز اجي ف آخر اليوم احط راسي على رجلك واحيكلك انا وصلت لـ ايه من غير ما احس بخوفك، بالعكس الاقيكِ فرحتي اننا قربنا خلاص.

انت في الصفحة 8 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل