منوعات

قلب يأبي العـ,ـشق بقلم فرح طارق 2

– حاضر يا عمر.
قالتها وهي تبتسم لهُ وتعيد رأسه على قدميها ويدها تعبث بخصلات شعره، واردفت.
– عملت ايه لحد دلوقت ؟ .

– هدخل بينهم، انا دلوقت مع ناجي، عايز احسسه إني بدأت اشيل موضوع موت كمال بيه من دماغي، واني بس كل هدفي اكبر ف الشغل وابقى ليا شغلي الخاص مهما كان التمن، عايز احسسه تفكيري هو نفس تفكيره.

– وهتبدأ تعمل ده امتى ؟

– من بكرة، هدخل الشركة واحكي ليه اللي حصل ف الحفلة وكإني مشوفتهوش، وف ضمن الكلام هقوله حمايا خلاص مات واتدفن، المهم دلوقت أآمن مستقبلي لـ بيتي وبس، و واحدة واحدة اوريله إني فعلًا عايز كدة، لحد ما هو بنفسه يدخلني بينهم

ابتسمت ياسمين بإعجاب لتفكيره واردفت
– عارف يا عمر ؟ انا بحب تفكيرك اوي، دايمًا بشوفك بتفكر صح مهما كان الموضوع مُعقد حواليك، حتى بابا لما كنت بقوله اشمعنا عمر ؟ كان يقولي شخص طموح، مش بيحلم وخلاص ! لأ بيحلم الحلم ويرسمه على الواقع، عارف هو بيفكر ف ايه ونتيجة اللي بيفكر فيه ده هيكون ايه، ودي اكتر حاجة مخلياني واثقة إنك قد اللي قولته دلوقت، هتعمل ده زي ما بتقول بالظبط ويمكن كمان بصورة أحسن وأفضل، بحب علاقتك بكل اللي حواليك، خاصةً دينا، بحب تقديرك ليها طول الوقت وعلاقتك بيها كـ أخ، بحب حبك لمامتك اللي حببني فيها، وبحبك انت اكتر من كل ده.

نهض عمر وجلس أمامها واردف وهو يحتضن وجهها
– وأنا بحبك انتِ يا ياسمين، بحبك فوق ما تتخيلي

– بجد يا عمر ؟ ولا بتقولها عشان ملقتش رد على كلامي ؟

– وهو ينفع كلمة بحبك تتقال مجاملة ؟

– لأ

– يبقى ازاي هقولها كدة، ويوم ما هجامل فيها هتكون لـ مراتي ؟

اندفعت بين أحضانه واردفت بسعادة.
– أنا بقى بعشقك يا عمر.

في صباح يوم جديد..

دلف عمر لمكتب ناجي بعدما أخذ الإذن بذلك، وجلس على المقعد واردف وهو يرجع رأسه للخلف
– عرفت اللي حصل امبارح ؟

طالعه ناجي بعدم فهم مصطنع قائلا
– ايه اللي حصل ؟

قص عليه عمر ما حدث بالأمس وانهى حديثه قائلًا
– انا فكرت ف الموضوع كلوا يا ناجي، حتى ياسمين فضلت تعيط وتقولي نفس الكلام.

– وايه اللي فكرت فيه وياسمين اتفقت عليه ؟

– إني أفكر ف بيتي وبس حمايا خلاص مات، والشر ملهوش رجلين مسيره ف يوم يوقع.

اعتدل ناجي في جلسته وهو لا يصدق ما يسمعه واردف
– وياسمين عادي وافقت ؟ وهتفكر ف بيتك بس ازاي ؟

– ياسمين وافقت لأن انت عارف، هي دلوقت ملهاش حد غيري وانا حكيتلك امبارح أمها عملت ايه !
ثانيًا بيتي أهم وأولى بكل حاجة، هشتغل معاك ف الشركة وف نفس الوقت هحقق حلمي وافتح مشروعي بأي تمن كان ايه هو، المهم إن حلمي يتحقق وإني أآمن مستقبلي.

ناجي بتفكير في حديثه
– عظيم يا عمر، تفكيرك عجبني جدًا.

وضع عمر قدم فوق الأخرى واردف
– ها قولي بقى، إبراهيم الشافعي كان عاوزني أروح الموقع واشوفه ع الحقيقة ؟

– انت رفضت ده ناسي ولا ايه ؟

– وناسي كلامي دلوقت ولا ايه ؟ قولتلك المهم احقق حلمي وهسيب كل حاجة تانية دلوقت يا ناجي.

أحضر ناجي الملف من إحدى أدراج مكتبه واعطاه لـ عمر بفرحة من قراره
– أهو الملف، وجوة الملف رقم إبراهيم، ادرس الملف كويس بحيث تروح هنا تعرف الدنيا ماشية ازاي وليه، واتصل بيه و قولوا قرارك بأنك هتمسك المشروع ده بنفسك.

أخذ عمر الملف وغادر المكتب، وذهب لمكتبه واستدعى حسن وجلس الإثنان بدراسة الملف ف هما اتفقا على أن يتم العمل وهما معًا.

بعد وقت من دراسة الإثنان للملف، اردف حسن
– المشروع كلوا فيه حاجة غلط ! وحاجة كبيرة اوي كمان يا عمر ؟

ارتشف عمر من فنجان القهوة واردف
– ما انا عارف، وايه هي الحاجة دي هعرفها لما اقدر اكسب ثقة ابراهيم فيا.

– وانت اشمعنا إبراهيم ؟ يعني هو ملهوش..

– إبراهيم فرض من مجموعتهم، و وقوعه هيكون شيء مهم بالنسبة ليا يا حسن، الناس دي عندهم مبدأ واحد وهو البقاء للاقوى وبس.

– عمر..اوعى تكون عينك على ابراهيم عشان تنتقم لـ اللي عمله هو وريم فيك زمان ؟

ضحك عمر ضحكة جانبية ساخرة
– وفكرك إني هحطهم ف دماغي بسبب حاجة زي دي ؟ ريم دي آخرها عندي بس نظرة من فوق كدة وانا راكب عربيتي ! دي كفيلة تق..تلها وهي واقفة .

– ماشي يا صاحبي انا بس حبيت أفهم.

– تمام يا حسن روح مكتبك وكدة انا هكلم إبراهيم ونشوف هنعمل ايه.

نهض حسن وغادر المكتب لتمر دقائق ويجد عمر ريم تولج للمكتب..

دلفت ريم للداخل والقت السلام عليه بدلع، واتجهت نحوه وجلست على قدميه، وسط دهشة وذهول عمر مما حدث للتو !

عانقت ريم رقبته واردفت بدلع
– وحشتني يا عمر.

حاول عمر ابعادها عنه واردف
– وانتِ كمان يا ريم.

– لأ لو وحشتك كنت جيت امبارح سهرت معايا يا عمر، مش عارفة انت رافض ده ليه !

– وانا مش عارف انتِ ازاي شايفة الحاجة دي عادية بالنسبالك كدة !

حركت كتفيها واردفت بلا مبالاة
– لأني مطلقة يا عمر، ف عادي يعني الأمر مش هيعمل حاجة !

دفعها عمر بخفة من على قدميه ونهض من مكانه واردف
– لأ يا حبيبتي الأمر ده حاجة وحاجة كبيرة أوي كمان، لأنه زنا يا ريم، حتى لو حصل النهاردة و روحت اتجوزتك بكرة هيفضل هو هو نفس الشيء والذنب علينا..

شعر بحدة حديثه ليكمل حديثه بنبرة حاول بها تلطيف الأمر
– وكمان انا عايزك ف الحلال، انتِ بالنسبة ليا مش واحدة رخيصة أو سهلة إني أعمل معاها كدة ! لأ انتِ ريم حبيبتي اللي لو حد بس بصلها اخرم عينيه.

ابتسمت ريم وهي تشعر بالرضا داخلها من كلماته، ثم اردفت
– طيب تعالى نروح نسهر ف مطعم سوى، ايه رأيك ؟

– يا ريت لأني فيه حاجة مهمة عايز اقولها لك يا ريم.

صفقت ريم بحماس وهي تتخيل أنه سيعرض عليها الزواج ثم اردفت
– ماشي يا عمر، نتقابل بليل يا حبيبي.

غادرت المكتب بينما جلس عمر مكانه وهو يأخذ أنفاسه وكإن أحدًا كان يخنقه للتو !

امسك هاتفه ليُهاتف إبراهيم الشافعي، و وجد صورة ياسمين التي وضعها خلفية للهاتف..

ابتسم عمر واردف بندم
– عارف انك اتقبلتي كل حاجة بس ريم لو عرفتي اللي بعمله معاها عمرك ما هتقبلي ده، ولا انا قابل ده وطول الوقت حاسس إني بخونك بس اوعدك ف أقرب وقت كل حاجة هتنتهي يا ياسمين.

تنهد عمر وهو يضع الهاتف على أذنه بانتظار إجابة إبراهيم عليه..
– إبراهيم بيه اهلًا بيك، انا باشمهندس عمر.

– اهلًا يا عمر، ايه سر المكالمة ؟

– الحقيقة ناجي بيه كلمني النهاردة تاني عن المشروع، وللحقيقة انا قررت اشتغل فيه معاك، فكرت ولقيت مكسبه هيكون حلو بالنسبة ليا .

– ده شيء ممتاز يا عمر إنك فكرت ف المكسب وسيبتك من كل حاجة تانية، صدقني مفيش حاجة هتنفعك غير الفلوس.

ابتسم عمر بتهكم واردف
– انت هتقولي يا ابراهيم بيه ؟ الفلوس كل حاجة عند كل الناس لدرجة أنها بقيت بالنسبة ليا أهم حاجة بردوا .

– ياه يا عمر انت لسة فاكر ؟ قلبك ابيض بقى يا ابني، وبعدين صح انا سمعت انك اتجوزت، صورك منشورة ف كل الجرايد من الصبح، ده صحيح ؟

– أيوة صحيح، اتجوزت ويمكن ده اكبر سبب مخليني افكر ف الفلوس دلوقت، اصلي بعيد عنك بفكر اتجوز تاني.

إبراهيم بضحك
– لأ بعيد عني ايه، ادعي يقرب مني يا عمر، ع العموم مبسوط لقرارك ده، وكدة كدة ايه يعني ؟ شرعك محلل ليك بدل الواحدة أربعة، ومعاك فلوس تقدر تفتح بيوت الأربعة ف ليه لأ ؟

– عندك حق يا ابراهيم بيه، هنتقابل امتى ونروح الموقع ؟ عايز اعاين المكان عملي.

– نتقابل دلوقت لو تحب.

– تمام انا فاضي.

– خلاص هبعتلك لوكيشن الموقع، وهستناك هناك بعد ساعة، مع السلامة.

أغلق عمر معه، ونظر للهاتف بتقزز، و وجد إبراهيم أرسل له عنوان الموقع، واردف عمر
– يا دوب المكان من هنا لـ هناك ساعة بس.

في شقة عمر..

نهضت ياسمين من مكانها وهي تشعر بدوار يجتاح جسدها بأكمله..حاولت النهوض ولكنها لا تقدر على ذلك، امسكت هاتفها لـ تتصل بـ دينا التي هرولت اليها مسرعة فور أن رن هاتفها بإسم ياسمين..

دلفت دينا للغرفة واردفت بقلق
– فيه حاجة يا ياسمين ؟

أمسكت ياسمين رأسها بتعب شديد
– مش عارفة حاسة الدنيا كلها بتلف بيا.

جاءت والدة دينا على نداء ابنتها، واردفت
– ايه يا بنتي ؟

– مش عارفة ياسمين بتقولي دايخة وبصي وشها أصفر ازاي ؟ نوديها مستشفى طيب ؟

انت في الصفحة 9 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل