
10
لم يكن قلبى لها
الفصل العاشر
دخل يحيى الى الشقة الاخرى ، فكان بابها مفتوحا ، فتجول بعينيه ، حيث انه لم يدخلها منذ زمن طويل ، وكان لا يعرف ايهم غرفة سمية ، ولكنه لمح ضوءا منبعثا من خلف احد الابواب وسمع صوت نشيج سمية وهى تبكى بحرقة ووجع ، فذهب الى باب الغرفة ودفعه ببطء ليجد سمية ترتمى على الفراش وتتخذ وضع الجنين فى بكائها ، فابتسم فى خفوت حيث تذكرها وهى طفلة عندما كانت تتخذ دائما نفس الوضعية عند غضبها او بكائها ، ومشى حتى سار عند فراشها وجلس بجوارها وهو يناديها برقة
يحيى : سمية
لتنتفض سمية جالسة وهى تمسح عبراتها وتحاول السيطرة على نشيجها : انا اسفة يا آبية
يحيى بعبوس : آسفة على ايه بالظبط ياسمية
سمية : انى ورطتك بجوازك منى بموافقتى قدام سليم
يحيى بحذر : وياترى انتى شايفة انك ورطتينى واللا ورطتى روحك
لترفع سمية رأسها بعدم فهم، ليكمل يحيى حواره بحنان : يعنى ، لو انتى مفكرة انك ورطتينى بموافقتك ، فده مش حقيقى بالمرة ، بالعكس ، بكرة الزمن هيثبتلك ان الكلام ده على العكس تماما وانى بتمناه من سنين طويلة، لكن لو شايفة ان انتى اللى اتورطتى ،…. يبقى فيها كلام تانى
سمية بلجلجة : م ممم مش فاهمة
ليتنهد يحيى قائلا : يعنى انتى يوم المنى يوم ماتوافقى على انك تربطى اسمك بيا ، لكن لو انتى حاسة انك اتسرعتى ، او انك كنتى مجرد بتردى القلم لسليم عشان موضوع سهيلة زى ماهو قال ، وانك ماتخيلتيش انه يقلب بجد ، صارحينى وماتخجليش منى انا معاكى مهما كان قرارك
يحيى بخوف : سمية … انتى فى حد فى حياتك ؟
سمية : حد ! حد ازاى يعنى ؟
يحيى : يعنى معجبة بحد ، بتحبى حد ، صارحينى ياسمية
سمية وهى تتورد خجلا : مانت عارف يا آبية ، عمرى ماكان ليا علاقة بحد
يحيى مبتسما : انا ماقلتش انك على علاقة بحد ، انا بقول معجبة بحد
سمية : عمرى مانجذبت لحد ، مانت عارف ، دايما كنت بتمنى حد زيك او زى يونس الله يرحمه ، لكن عمرى ماقابلت الشخصية دى
يحيى بسعادة تملا عينيه : يبقى اتفقنا
سمية : اتفقنا على ايه
يحيى : اسمعى ياسمية ، يمكن ماجاتش فرصة انى اقوللك الكلام ده قبل كده ، لكن اهوه جات مناسبته ، انتى كنتى بتتمنى مواصفاتى فى شريك حياتك و ده انا عارفه من زمان لكن اللى انتى ماتعرفيهوش ، ان انا كمان كان عندى مواصفات لشريكة حياتى ، وطول عمرى كنت شايفك انتى قدامى بكل صفاتك وملامحك ، وكل حاجة فيكى ، من زمان اوى ياسمية ، اوى
سمية باستغراب : من زمان ! ازاى ! طب وسلمى ؟!
يحيى : اوعدك ان بعد كتب الكتاب هفهمك وهحكيلك على كل حاجة ، ممكن ياسمية ، ده لو انتى موافقة انك ترتبطى بيا
سمية بتيه : طب ممكن تدينى فرصة لبكرة ، هعمل صلاة استخارة ، وهرد عليك اول ما اصحى من النوم .
يحيى مبتسما : احلى قرار ممكن تاخديه دلوقتى ، ان شاء الله ربنا يكتبلنا اللى فيه الخير ، وانا كمان هنزل اعمل صلاة استخارة ، تصبحى على خير
سمية : وانت من اهله
ليتجه يحيى الى الباب ثم يلتفت اليها مرة اخرى قائلا : ممكن تقومى تصلى على طول وماتعيطيش تانى
سمية وهى تنظر للارض : حاضر
صباحا ، يجلس يحيى وفريدة وسليم على مائدة الطعام ، وكان يحيى يبدو عليه التوتر
سليم : هى سمية مش هتفطر ولا هتروح الصيدلية واللا ايه
وقبل ان تهم فريدة بالاجابة ، اذا بسمية تدخل عليهم
سمية : صباح الخير
ليرد عليها الجميع صباحها ، ولكن يحيى كان يثبت نظرته على عينيها وهو يحاول ان يستشف قرارها ولكنه لم يستطع بسبب تنكيسها لراسها عند الجلوس ، ولكنها تعاود رفع رأسها لتنظر الى سليم قائلة : عاوزاك تقعد مع عمتى ويحيى وتحددوا هتعملوا ايه ، انا عاوزة كتب الكتاب هنا فى البيت ، فى شقة يونس ياسليم ، مكان ماهعيش طول عمرى ، عمرى ماهسيب بيت يونس ابدا ، انا رايحة الصيدلية ولما ارجع ان شاء الله ابقوا بلغونى بالترتيبات
لتنهض وتتركهم ذاهبة للخارج وسط حزن سليم وفرحة فريدة ، وسعادة بعيون يحيى لا تقدر بثمن حتى ان من يراه يعتقد ان عيناه تتراقص مع خطوات سمية وهى تتجه للخارج
ومضت الايام سراعا حتى تم كل شئ وانتهى الحفل وذهب كل المدعوون الا سهيلة وسليم اللذان عقدا قرانهما هما الاخران مع يحيى وسمية ، ولكن سهيلة ارتدت رداء ابيض مما يعنى انه ايضا يوم زفافها ، على عكس سمية التى اهداها يحيى رداءا من الكشمير والتى اعتبرته سمية حزنا واحتراما لذكرى سلمى ، ولكنها لم تجد اهتماما بداخلها لهذا الامر .
وقف سليم امام سمية وقام بتقبيل جبهتها قائلا : مبروك ياسمية ، بتمنى لك كل سعادة ، زى مابتمنى انك تكونى اخدتى القرار الصحيح اللى بنيتى عليه مستقبلك .
لتدمع عينى سمية قائلة : ماتقلقش عليا ياسليم عمرك ماهتلاقى حد يحبنى ولا يخاف عليا قد يحيى ، ….. ااه ومبروك عليك انت كمان وبرضة بتمنالك نفس اللى اتمنتهولى
قالتها وهى تنظر لسهيلة ببرود ، مما جعل سهيلة تتحرك باتجاههم ، وهى تدعى السعادة : مبروك ياسمية ، بتمنى لك السعادة من كل قلبى
سليم : ياللا بينا ياسهيلة
سهيلة حاضر ياحبيبى ، وادعت انها تقبل سمية مودعة اياها ، ولكنها همست لها ، ممكن تبقى تسألى يحيى ازاى سلمى كانت حامل من قبل فرحهم ، ثم ابتسمت بخبث وهى تتجه سريعا لتتأبط ذراع سليم ليتجهوا الى الخارج فى حين ان سمية كانت تقف مذهولة …… واجمة ….. غاضبة ….. لا تدرى كيف سمحت لها بالانصراف بعد ما قالته ، لتنظر الى يحيى فى تساؤل وهى عاقدة مابين حاجبيها
ليتنهد يحيى بعمق ، وكأنه يعلم مابخته من سم فى أذن سمية ، ثم يمد يده الى سمية قائلا : تعالى ياسمية ، انا وعدتك انى هحكيلك على كل حاجة بعد كتب الكتاب وده حقك ، بس على شرط
لتنظر له سمية فى تساؤل
يحيى : الكلام اللى هقولهولك ده ماحدش يعرفه غيرى انا وفريدة ومراد ودعاء ، وطبعا سلمى ويونس الله يرحمهم ، والسر ده اندفن معاهم ، لكن انا هقولهولك لانى شايف ان ده من حقك بعد مابقيتى مراتى
لتنظر سمية الى فريدة التى تجرى عبراتها على وجهها وهى تجلس محتضنة آدم الى صدرها
لتقول لها : روحى معاه ياسمية واسمعيه يابنتى
والى اللقاء فى الفصل الحادى عشر