
4
لم يكن قلبى لها
الفصل الرابع
فى منزل يحيى
فريدة بذهول : عادى كده ! من غير اى رد فعل ، ولا حتى اتعصبت
يحيى : فى الاول قالتها وهى مشدودة ، بس مجرد ثوانى ، مش اكتر من ثوانى ياماما ولقيتها رجعت لصومعتها من تانى ، بس حسيت انها بتكررلى الكلمة لمجرد التاكيد على المعلومة ، انه مات
فريدة : طب وانت ! سكتت على كده! ماحاولتش تقوللها اى حاجة ؟
يحيى : الحقيقة انا انصدمت من رد فعلها لانى كنت مجهز نفسى لموجة انهيار اول ماتيجى سيرة سليم زى ما مراد قاللى ، حتى كنت مرتب نفسى انى اطلع بيها ع المستشفى ،ههههههه قال وانا اللى كنت قافل اللوك بتاع العربية وخايف لاتعمل اى حركة متهورة
فريدة بامتعاض : انت بتضحك ! انا مابقتش فاهماك
يحيى بغضب مكبوت : عاوزانى اعمل ايه وانا مابقتش عارف حاجة ، انا حاسس انى خسرت حياتى كلها ، ومش عارف الوم مين ، الوم روحى واللا الوم سليم ، ليلتفت الى فريدة مستكملا حديثه واللا الومك يا امى
فريدة : انا يا سليم ! ليه يابنى ، انت لسه بتلومنى على جوازك من سلمى ؟
ليتنهد سليم فى الم : مش بلومك ، لان بكل بساطة كلنا مشتركين فى اللى حصل ، الله يرحمك ياسلمى ، اللى حصللها خلاها ضحية وقتها ، لكن بعد كده الضحايا كتروا ، كتروا اوى ، آدم وسمية وانا ، انا اللى مش عارف انا بعمل ايه ولا عارف هوصل لحد فين
فريدة وعينيها تتلألأ بالدموع: سامحنى يابنى ، ماكنتش اقدر اتخلى عن يونس ابدا بعد اللى حصل ، مانت عارف لولاه كان ممكن يحصللى ايه انا وانت
يحيى : عارف ياماما ، عارف ، وصدقينى ….. لو الزمن رجع بينا من تانى ماكنتش هتردد ثانية واحدة انى اكرر اللى عملته من تانى .
فريدة : طب وسمية …. ما قالتش حاجة تانى بعد ماقالت ان سليم مات ؟
يحيى : هحكيلك
فلاش باك
سمية : مات ، اخويا مات
يحيى مذهولا وهو يحاول السيطرة على انفعالاته : هو انتى كان عندك اخوات غير سلمى .
سمية بهدوؤ شديد : كان اخ واحد ومات
يحيى ،: اضايقك لو سألتك مات ازاى
سمية : فى الحادثة ………. ماتوا كلهم فى الحادثة
يحيى وهو ينظر الى زينب بذهول ليجدها تبكى فى صمت ليعود بعينيه مرة اخرى لسمية قائلا : انا كنت فاكر ان سلمى و خا…… ووالدك بس اللى راحوا ف الحادثة
سمية : الحادثة خدتهم كلهم ، راحوا كلهم
باك
فريدة : طب انت حكيت لمراد ع كل ده
يحيى : ايوة ، واتفاجئت انه عارف ، بس قاللى انه كان متوقع انها مع الوقت هتحاول تتأقلم مع الموضوع غير كده
فريدة : طب وناويين ع ايه بكرة ؟
يحيى : زى مااحنا ، بس مراد هيجيلنا معاه عند الصيدلية ، وهيفضل فى العربية تحسبا لاى رد فعل عنيف او غير متوقع وانا هعدى عليهم الصبح اخودهم معايا ، بحجة ان العربية بتاعتهم سيبناها عند الصيدلية طبعا
فريدة : ربنا يستر يابنى ويعديها على خير يارب
يحيى : يارب ياماما .. دعواتك
فى صبيحة اليوم التالى ، وبعد وصولهم الى الصيدلية وتناولهم للافطار والشاى ، واثناء مراجعة يحيى لبعض الادوية اذا بهاتف يحيى يصله اتصال
يحيى بفتور وهو يركز نظره على سمية : السلام عليكم ……..احنا موجودين من بدرى …..تمام ….فى انتظارك .
زميلى اللى قلتلك عليه قدامه دقايق وهيبقى هنا ياسمية
سمية بدون اهتمام : تمام
ليترك يحيى وزينب مابيديهم يتبادلون النظرات فى خوف واضطراب ، ليدلف بعد دقائق قليلة شاب لو اطلق لشعره العنان لاصبح نسخة اخرى من سمية مع بعض الخشونة الذكوية فى الملامح يتقدم فى هدوء مضطرب و وجل وهو يحاول الا تلتقى عينيه بعينا يحيى حتى يقف امام مكتب سمية وهو يكاد يلتهمها بعينيه شوقا وحزنا يفيض بالوجع ليلقى السلام ببحة ذكورية محببة : صباح الخير ، ارجو انى ماكونش خليتكم تنتظرونى كتير .
لتنتفض سمية من مجلسها ويبدأ جسدها فى الانتتفاض وهى تنادى زينب
زينب : انا جنبك يابنتى مابعدتش
سمية : اااانا ااانا تعبانة وعاوزة اروح
يحيى : مالك ياسمية ! مانتى كنتى كويسة
سمية : عاوزة امشى ….عاوزة اروح …. تع تع تعبانة
يحيى : سلامتك ياسمية ، انتى متضايقة من حاجة ، حصل حاجة ضايقتك
لتضع سمية كفوفها على اذنيها وهى تصرخ : لأ . لأ . لأ ..لتبدأ فى الدوران حول نفسها بعدم اتزان لتقع فجأة على الارض غائبة عن الوعى بعد ان صرخت بأعلى صوتها.. سليم ماااات
فى احدى المصحات النفسية الخاصة امام احد الابواب يقف يحيى وزينب فى حالة من الحزن والقلق وفى الجهه الخرى يجلس سليم على الارض مستندا بظهره للحائط وهو يدفن وجهه بين قدميه ليقف فجأة امام يحيى عندما استمعوا لصوت سمية صارخة باسم سليم ، ثم عاد الهدوء مرة اخرى ، وبعد بعض الوقت يفتح الباب شابا وسيما من عمر يحيى يرتدى زى الاطباء ليهرعوا اليه متسائلين
يحيى : طمنى يامراد سمية حالتها ايه دلوقت
مراد : مش عاوزكم تقلقوا ، احنا كنا متوقعين ده وعاوزينه عشان نقدر نخرجها من اللى هى فيه
يحيى : طب انت شايف ان انهيارها ده طبيعى انه يبقى بالشكل ده
مراد : يايحيى ، سمية كانت معيشة نفسها فى كدبة كبيرة ، كابوس مسيطر على عقلها الباطن ، واحنا دلوقتى دورنا اننا نحارب ده ونفوقها عشان ترجع من تانى لحياتها
يحيى بأسى : هتتعب يامراد
مراد : احيانا الوجع بيبقى اساس الشفا ، انا بس عاوزكم تصبروا عليها ومعاها ، ليتوجه بحديثه الى سليم : وانت بالذات دورك هيبقى كبير ، لو قدرت عليه ، سميه هترجع باسرع مما يكون
سليم بتمنى : عاوز اشوفها يامراد ، ارجوك
لينظر مراد الى يحيى الذى يبدو على وجهه الغضب
ليوجه سليم امنيته الى يحيى : ارجوك يايحيى ، اسمحلى اشوفها ، انا خلاص عرفت واتأكدت ان ماحدش بيحبها زيك ، بس دى توأمى يايحيى ، ارجوك
يحيى مندفعا : وانت ماكنتش تعرف انها توأمك غير النهاردة ، اقسم ان لولا مراد قال ان وجودك ضرورى لعلاجها ماكنت سمحتلك انك تشوفها طول مانا عايش
مراتد : مش وقته الكلام ده يايحيى ، احنا كل اللى يهمنا دلوقتى سمية ، وزى مانت جوزها هو اخوها
ليتوجه بنظره الى سليم : انا ممكن اسمحلك تدخللها دلوقتى ، هى تحت تأثير المخدر ، ممكن تدخللها بس هم عشر دقايق ياسليم مش اكتر لو سمحت .
ليومئ سليم برأسه ويتجه الى غرفة سمية ليدلف الى الداخل مغلقا الباب ورائه
والى اللقاء فى الفصل الخامس