منوعات

لم يكن قلبي لها الثانى

18

لم يكن قلبى لها

الفصل الثامن عشر

كان مراد يجلس بمنزله مع زوجته وابنته ، وكان للتو عائدا من عمله ، ويتناول طعامه ، ليدق جرس الباب ، لتذهب دعاء لتفتح الباب ، وما ان فتخته حتى وقفت ما بين الدهشة والغضب ، تنظر اليه فى صمت ملئ بالنفور

مراد من الداخل : مين يادودو

دعاء باستنكار : تعالى شوف بنفسك

ليذهب مراد ليتفاجئ بسليم يقف امامه بخجل قائلا : انا اسف انى جيتلكم من غير ميعاد ، بس انتو اقرب ناس لاخواتى ….. وليحيى ، ارجوك يامراد انا محتاج اتكلم معاكم

لينزاح مراد من امام الباب وهو يشير له بالدخول دون ان ينبس ببنت شفة وهو ينظر الى دعاء بتحذير لها ان تتحكم بلسانها قبل اعصابها ، فيجدها تشير له بيدها على عنقها بعلامة القتل ، ليدلفا خلف سليم الى غرفة الصالون

مراد : تشرب ايه ياسليم

سليم وهو يستدير ويعتدل ليجلس وهو يداعب شهد الصغيرة : لا ، اعذرونى مش هقدر

دعاء بترصد : نورت ياسليم …..خير

لينظر مراد لدعاء بتوعد : خير ياسليم ، اؤمرنى

سليم بخجل : عاوزكم تحكولى اللى حصل لسلمى بالظبط قبل ماتتجوز يحيى

دعاء بغضب : وانت لسه فاكر انك تيجى تسأل دلوقت ! بعد ايه ؟ بعد الهبل اللى هبلته ، بعد ماقضيت على سمية ، بعد ماهديت فريدة وقهرت قلب يحيى ع البنت الوحيدة اللى حبها طول عمره ! تصدق ؟ على قد ما انا طول عمرى كنت بحسد سمية عليك واغير من علاقتك بيها ، وكنت حزينة انى ماليش اخوات من كتر ماكنت بشوفك بتتعامل معاها ازاى ، على قد ماحمدت ربنا بعد اللى عملته فيها انى وحيدة لا اخ ولا اخت من صدمتى فيك وفى قذ

مراد محذرا : دعاء …. وبعدين ، ماتنسيش ان سليم ضيف عندك

دعاء : عندك حق ، لاول مرة تدخل بيتى ياسليم وانت ضيف ، قبل كده كنت دايما صاحب بيت لكن دلوقتى ……… ياخسارة ، فعلا ياخسارة

لتجلس دعاء وهى تتلقف انفاسها من شدة الغضب فهى دائما ما كانت تعتبر سلمى توأمها ومن بعدها عملت على تقوية علاقتها بسمية ومحاولة تعويض بعضهما عن فقدهما لسلمى .

وكان سليم يجلس وهو منكس الرأس ، وكان مراد يشعر بالحرج من موقف دعاء ، فحاول ان يزيح الحرج عنهم

مراد : معلش ياسليم ، انت عارف دعاء بتعز اخواتك ازاى

ليرفع سليم رأسه لينصدم مراد ودعاء من وجهه الملئ بالدموع وملامحه المرسوم عليها الغضب والحزن والاسى لينخرط فجأة فى البكاء كالطفل الصغير قائلا : عندك حق فى كل كلمة قلتيها يادعاء ، عندك حق فى اكتر من كده ، كان نفسى يونس يبقى عايش ، رغم انه ماكانش هيبقى فخور بيا ابدا ، بس ع الاقل كان ادانى قلم فوقنى ، رغم ان يحيى ضربنى وكلامه وجعنى وقتها ، لكن كنت فعلا محتاج يونس ، يونس كان هيضربنى ، بس ماكانش هيقاطعنى ، كان هيفضل ورايا لحد مايشيل الغمامة من على عينى ، لكن يحيى قاطعنى وفريدة كرافتنى ، حتى انتو قاطعتونى وبعدتوا عنى ، ماحدش فيكم حاول يفوقنى ، كلكم ماصدقتوا كرافتونى وقفلتوا الباب

دعاء بغضب مكبوت : يعنى فى الاخر احنا اللى غلطانين ، كان المفروض نعمل ايه بقى ان شاء الله

سليم بضعف : تنجدونى يادعاء ، تنقذونى ، انتو سيبتونى اغرق عشان تعاقبونى ، انتو كنتم عارفين ان سهيل…. كنتوا عارفين انها وحشة وانها هتأذينى ، واما لقيتونى ماسك فيها زى العيل اللى فرحان بلعبته الجديدة ، دورتوا وشكم وسيبتونى اغرق …. نظام اشرب بقى

مراد : الكلام ده لو انت كنت بتسمع لحد ياسليم ، انت كنت عامى عنيك وسادد ودانك عن الكل ، ولما كان حد بيصمم يفهمك ، كنت بتقاطعه وتخاصمه ، ما اديتش فرصة لروحك انك تبقى عادل فى تقييم اللى بيحصل حواليك ، انت كنت دايما بتستشهد بنصيحة يحيى انك دايما تحط احتمال

١٪ ع الاقل انك ممكن تكون غلط واللى قدامك صح ، لكن المرة دى انت ماعملتش كده ياسليم ، اعتبرتنا كلنا اعدائك

اعتقدت ان كلنا غيرانين منك ، طب ماسألتش روحك لو انا ويحيى غيرانين منك هنبقى غيرانين ليه ! ثم قال وهو يركز على عينى سليم : هل مثلا كنا عاوزين سهيلة لنفسنا لكن هى فضلتك علينا ، لينكس سليم رأسه فيضحك مراد عاليا وهو يقول : اقسملك ان انا ويحيى كنا متاكدين انها مفهماك كده بس انت اللى كنت مصمم تلبس الغمامة على عينيك ، ماتقدرش تنكر اننا حاولنا كتير نشيلهالك ، لكن انت اللى كنت بترفض بتعنت رهيب

ليتنهد مراد وهو يجلس بجانب سليم ويضع كف يده على قدم سليم قائلا : بس انا شايف ان الغمامة وقعت …… ياترى انا كده فهمت صح ؟

سليم متهكما : ياريتها وقعت ، دى ولعت وهى على وشى ….حرقتنى وولعت فيا

مراد بشفقة : مالك ياسليم ، احكيلىنا ايه اللى حصل

سليم : احكيلى انت الاول يامراد واوعدك ….اوعدكم انى هحكيلكم كل حاجة ، بس لازم افهم الصح الاول على الاقل عشان اعرف غلطتى وصلت لحد فين يمكن اقدر اصلحها

ليتنهد سليم ويبدأ فى سرد جميع ماحدث لسلمى حتى زواجها من يحيى وعندما فرغ من حديثه تفاجئ بسليم يهتف بغضب : حقير …. انا بنى آدم حقير ، لا…. بنى ادم ايه ! ده انا اللى دمرت توأمى وماحستش باختى التانية وهى بتموت ، انا مااستاهلش ابقى بنى آدم ، ماستهلش غير كل اللى الحقيرة التانية عملته فيا

مراد محاولا تهدئته : طب ماتهدى كده واسنعيذ بالله من الشيطان الرچيم واحكيلى هى عملت ايه

سليم بغيظ : استعيلتنى

لينظر اليه مراد ودعاء باستغراب ، ليكمل وهو يهز رأسه ، ايوة زى مابقلكم كده بالظبط ……. استعيلتنى …… ، طبعا انتو عارفين انها اكبر منى ب اربع سنين وانا كنت مبسوط وعامل روحى الراجل المتحضر المثقف اللى مابيفرقش معاه الكلام ده وكنت فخور بروحى اوى اكنى فاتح عكا ، هههه …..واتاريها كانت مستعيلانى وبتتعامل معايا زى الطفل الصغير اللى بتحكيله كل يوم حدوتة ، وانا زى الاهبل اغمض عينيا وانام واحلم باللى قالتهولى واشوفه حقيقة

دخلت عليا الاول بانها معجبة بيا وبرجولتى ، واد ايه ان انا وسيم وچان ومتحضر ، زرعت فيا الغرور والعنجهية ، حسستنى ان مافيش منى ، وصرحتلى بحبها وقد ايه انها مرغوب فيها من رجالة كتير حواليها ، ثم قال بلجلجة : ومن…منهم ي.يحيى …و وانت كمان كنتم دايما تعبرولها عن اعجابكم بيها وبجمالها بس هى مش شايفة قدامها راجل غيرى

وابتدت تغزى ده جوايا لما الكل رفض علاقتى بيها ، بانكم رافضينها لانها هى رفضتكم الاول

ثم قال بخجل : حتى كانت مفهمانى ان يحيى حاول معاها كتير حتى من قبل سلمى الله يرحمها ما تتوفى

كانت بتعمل حاجات تخلينى مستحيل اتخيل انها مابتحبنيش ، كانت دايما بتدعمنى فى شغلى وفى القوافل اللى كنت بطلع فيها

لحد ما ابتدت تخلينى ابعد عن يحيى ، كانت دايما تقلقنى على مستقبل سمية معاه ، ف الاول اقنعتنى ان يحيى مش بيحبها ، وانه عاوزها بس عشان يكوش على ورث ابويا ، او انه عاوزها عشان تربيله آدم ، ولما عرفت ان سمية وافقت اتجننت ، وبقت عاوزانى اتخانق مع سمية باى طريقة ، حتى بعد مااتجوزنا ، بقت عمالة تقنعنى اننا بعد مانرجع من القافلة نخلى سمية تطلب الطلاق لان سبب الجواز خلاص انتهى ، وبقت هتتجنن من قعدة سمية مع يحيى فى نفس البيت

ولما سمية صممت تتمم الجواز ابتدت تلعبها بشيطنة

الاول جابتلى تحاليل لسلمى تثبت حملها بتاريخ قبل تاريخ جوازهم اللى اعرفه ، طبعا انتو عارفين ان يونس شغلنى يوم فرحهم وفهمنى انهم كتبوا الكتاب قبل مايروحوا القاعة اللى كان زارعنى فيها طول اليوم انا وسمية بحجة اننا نتابع التجهيزات ، لكن طبعا كان عشان مانعرفش انهم كتبوا كتابهم اصلا من قبلها بشهرين

المهم اما جابتلى التحاليل واتاكدت من صحتها وانها من معمل من معامل اسكندرية ، قالتلى ادى مولانا يحيى اتجوز اختك عشان يصلح غلطته

وقالتلى كمان انها قالت لسمية عشان تحرص من يحيى ، لانها كانت شاكة فى اخلاقه عشان ….. عشان حاول انه …يتحرش بيها قبل كده

دعاء و مراد فى نفس الوقت : الواطية…. منحطة

وقتها افتكرت حزن سلمى ويونس وان دايما فى عز ضحكتهم كانت عينهم مغيمة ومدمعة ، وكمان علاقة سلمى ويحيى ماكانتش زى اى علاقة راجل ومراته ، لكن لاخر لحظة كان عندى امل ان بحيى برئ ، وانه ممكن يكون سلمى حصللها اعتداء وحد اغت*صبها ويحيى اتستر عليها فعملت دى ان ايه اثبتلى ان ادم يبقى ابن يحيى فعلا وقتها اتجننت يامراد ، وقعدت تدوى فى ودانى انه ممكن يكون عمل ف سمية نفس اللى عمله ف سلمى ، وعشان كده سمية مصرة على الجواز رغم معرفتها بحمل سلمى اللى قبل الجواز ، طب قولولى لو حد تانى ف مكانى كان فكر ايه

ثم بندم واضح على نبرته : بس اتجننت ع الاخر لما اتفاجئت بسمية بتقوللى انها عارفة وان يحيى بنفسه وعمتى اكدولها نفس الكلام

ماحستش بروحى غير وانا بعمل اللى بعمله ، بس لما يحيى ضربنى ، الكلام اللى قالهولى رغم انه كان فى عز غلى وحقدى عليهم ، بس خلانى وقفت مع روحى لحظة ، لحظة واحدة ، افتكرت فيهم اننا كلنا تربية يونس وفريدة اللى عرفونا الحلال والحرام قبل العيب واللى يصح واللى مايصحش

اما يحيى قاللى انى شكيت فى اخواتى وسلمت ودانى للحية ، حسيت نفسى تايه ، وتهت اكتر لمانزلت ولقيتها واقفة بكل غل وتشفى من اللى عملته ف سمية ، لكن ماهمهاش انى نازل متخرشم ، ورغم كل ده لقيت ان همها الاكبر انى ازاى اسيبله سمية برضة يتجوزها ، رغم انها شافت الاسعاف وهى نازلة بسمية

حسيت ساعتها انى كنت مدروخ وحد رش على وشى شوية ماية

فقررت انى اكتشف كل حاجة من اول وجديد بس بعيد عنها ، وياريتنى كنت عملت كده من بدرى

والى اللقاء فى الفصل التاسع عشر

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل