
21
لم يكن قلبى لها
الفصل الحادى والعشرين
مراد : بعد الحادثة يحيى كان واحد تانى
سمية : احكيلى كان عامل ازاى
مراد : حزين ، مهموم ، كان حاسس باليتم اللى ماحسوش طول عمره ، كان حاسس بالحزن على سلمى اللى كانت حزينة ومكسورة من كسرة قلبها قبل مرضها ، كان حاسس بالعجز انه ماقدرش يشيل الكسرة دى من قلبها لانه ببساطه هو كمان قلبه كان مكسور ، كان عنده نفس الاحساس بالغدر ، بس هى اتغدر بيها من البنى آدم اللى سلمته قلبها ، لكن هو …..كان حاسس بالغدر من روحه ……هو بنفسه اتخلى عن قلبه ياسمية لمجرد انه مايشوفش دمعة فى عنين يونس او سلمى …… اللى كان عارف ان دمعهم غالى اوى عليه …….وعليكى
ايوة ياسمية …..انتى كنتى من الاسباب اللى خلت يحيى يدفن قلبه بايده ويوافق ع ارتباطه بسلمى…….كان عارف انك هتتوجعى لوجعها ولوجع يونس
ورغم كل الوجع اللى عاشه وقتها الا ان وجعه بموتهم كان اكبر …. وجعه بموت سلمى صاحبته اللى لا كان له ولا هيكونله زيها فى قلبه …. ووجعه بموت يونس ابوه اللى عمره ماعرفله اب غيره …….. ووجعه عليكى
وقت ماعرفنا باللى حصل فى الحادثة ، جرينا ع المستشفى ، وكان عندنا امل ان الموضوع يبقى بسيط ، بس انصدمنا من اللى حصل ، يومها يحيى لاول مرة ف حياتى اشوفه بيترمى ف حضنى وبيبكى زى الطفل الصغير …..كان بيبكى صاحبته وابوه …..ووجع حبيبته
رغم انه كان اخد عهد على روحه انه يدفن احساسه بيكى …… لكن اللى حصل يومها كان فوق احتماله ……. كان بيبكى فى حضنى وهو عمال يقوللى ….هتتوجع يامراد …هتتوجع …مش هتتتحمل …. يعملوا اى حاحة وياخدوا منها الوجع ويدووهولى
لتهبط عبرات سمية ومراد فى نفس التوقيت ثم يكمل قائلا : اخد سليم ف حضنه يواسيه ويواسى روحه ، ولما شاف انهيار سليم وبخه وقالله هنواسيها ازاى واحنا عاوزين اللى يواسينا ، كانت فريدة على قد وجعها وقتها ، الا انى كنت شايف ف عينيها وجعها على يحيى ، كان عامل زى المجنون وهو رايح جاى قدام سريرك مستنيكى تفوقى ، ولما فوقتى ومااخدتيش رد الفعل الطبيعى … كان هيتجنن كان بيتخانق معايا ويقوللى ….اتصرف ….رودلى روحى يامراد انا بتخنق
ولما ابتديتى تتعافى بقى عامل زى العيل الصغير اللى فرحان بلعبة جابهاله ابوه
ليعتدل مراد جالسا وهو يقول : كنتى بالنسبة له الحياة والموت ، ولسه بالنسبة له برضة الحياة والموت …… ليه عاوزة تتخلى عنه ….ليه عاوزة تقتليه …. وتقتلى روحك معاه
سمية بنشيج : مش هقدر يا آبية … مش هقدر ….. هيفضل سليم بينى وبينه
مراد : ولو مشكلة سليم اتحلت
سمية بتمعن : تقصد ايه
مراد : اقصد لو سليم عرف الحقيقة والموضوع اتحل
لتظهر الكآبة على محياها : وتفتكر ان يحيى ممكن يسامحه ، او انى ممكن انساله اللى عمله واللى قاله ……… مش سهل ابدا يا آبية ، مستحيل
مراد : بس ده توأمك اللى طول عمرك بتصلحى وراه انتى ويحيى ، واللا نسيتى
سمية بأسى : ماهو المشكلة انى مانسيتش ، مانسيتش كل اللى عملناه مع بعض ، ولا كل اللى داريناه عشان بعض …… تفتكر ممكن انسى اللى عمله
سليم رشق خنجر جوايا وفضل يشيله ويغرزه ويشيله ويغرزه لحد ماشوهنى ، سليم شوهنى من جوايا يا آبية ، مابقيتش انفع ولا ليحيى ولا لغيره
مراد : انتى كده بتحكمى على يحيى بالهلاك ياسمية …. قلبك هيطاوعك
لتنخرط سمية فى نشيجها مرة اخرى وهى تقول : وحشنى ….. وحشنى اوى … اوى
مراد ببعض الامل : وهو كمان ياسمية يكاد يموت اشتياقا …على رأى الشاعر ، ههههه
تعرفى انى دلوقتى بعالجكم انتم الاتنين ، لتنظر اليه سمية فى دهشة قائلة : تقصد مين
مراد : يحيى طبعا ، انتى مفكرة ان بحالته اللى حاولت اوصفهالك دى كان ممكن يعيش عادى كده ، يحيى دفن نفسه بالحيا بمعنى الكلمة ، كان بيروح المستشفى يعمل عملياته ولو امكن عمليات زمايله بالمرة ، بيروح البيت بس عشان يغير هدومه وينام مش اكتر من اربع او بالكتير اوى خمس ساعات
كان داخل على انهيار عصبى لحد ماديتله الامل ف اننا نرجعك للدنيا من تانى لما
سمية : لما ايه … ايه اللى حصل انا ماعرفوش
ليدير مراد ظهره الى سمية بعض الوقت وهو يفكر فى شئ ما ثم يستدير فجأة الى سمية
مراد : بصى ياسمية ، انتى تعتبرى دلوقتى خفيتى بنسبة كبيرة جدا ، مش محتاجين بس غير شوية رتوش صغيرة ، وطبيعى انك تبقى على علم باللى بيحصل برة
سمية : ماتتكلم على طول يا آبية ، ايه اللى حصل ، ثم نهضت لتقول بانزعاج ؟ فى حد حصلله حاجة
مراد بتركيز شديد على ملامحها وهو يضع كفيه بجيبه : سليم
لتبهت سمية وترتمى على مقعدها : ماله سليم ، حصلله ايه
مراد باهمال : وهو يفرق معاكى
سمية بتعجب : انت بتقول ايه ، يعنى ايه يفرق معايا
مراد وهو يلوى شفتيه بامتعاض : يعنى ياسمية بعد اللى عمله معاكى وقاله
سمية بغضب : بس هيفضل اخويا …توأمى ، وده مافيش حاجة ابدا ممكن تغيره
مراد : يعنى لو كان طلب منك السماح قبل ما
لتقول سمية بمبادئ بكاء : اوعى ، اوعاك تقول ان هو كمان راح
مراد : اعتقد انه راح من ساعة اللى حصل
سمية وهى تهز رأسها يمينا ويسارا : بس كان لسه عندى امل
مراد : امل فى ايه بالظبط
سمية : نرجع من تانى ف حضن بعض ، انا وهو ويحيى
مراد : ازاى بعد اللى حصل بس ياسمية ، انتى كنتى بتقولى انه واقف بينك انتى ويحيى
سمية : شوية بس ، شوية ، واكيد كنا هنرجع تانى …. يحيى ماكانش هيرضى نفضل كده …. ولا فريدة كانت هتوافق ابدا …كانت هتفضل تحارب لحد ماتلمنا من تانى تحت جناحها
مراد وهو يسحب تليفونه المحمول من احد جيوبه ويضغط على بعض ازراره : تقصدى ان لو سليم بخير كان ممكن تسامحيه
سمية بنشيح : ده اخويا …… روحى ….. اااااااااااه ياسليم
لينفتح الباب ويدخل سليم وهو ينشج بالبكاء تماما كسمية ليضمها بين احضانه قبل ان ترفع رأسها لترى من فعل ذلك لتصرخ باسمه قبل ان تغيب عن الوعى
والى اللقاء فى الفصل الثانى والعشرين