
في الأيام دي بدأ أبويا يتعب وتظهر عليه أعراض الشيخوخة, وفضلت حالته من سيء لأسوأ لحد ما وصلت بنتي لعمر 12 سنة, وقتها مرض أبويا أوي ووقع من طوله في حالة إعياء شديدة, وأقامت بنتي معاه شهر كامل ومكنتش بتاكل ولا بتشرب غير لما كان يفوء من تعبه ويطلب منها ده..
ومات أبويا, مات واتفاجئت بجنازة مالهاش أول من آخر اتعملت عشانه, كنت بشوف ناس غريبة في جنازته بيبكوا عليه وانا ماشي مستغرب كل المحبة دي اللي كانت في قلوب الناس تجاهه, أما بنتي اللي وقعت في دور اكتئاب ومرضت مرض غريب, لدرجة إنها كانت على وشك المـ,ـوت حرفيا..
بس مع مرور الوقت اتعافت وإن فقدت كتير من بريقها وضحكها معانا وبقت دايما ساكتة مبتتكلمش, وقتها كان لازم الحق المحل وأشغله عشان مفقدش مصدر رزقي, بس كنت هشغله بإسلوبي أنا وطريقتي أنا..
بقيت أدبح الدبيحة الصبح واشتغل عادي, اللي يجي يطلب حاجة والاقي بنتي تبصلي وكأنها بتقولي ده محتاج كنت بتجاهل نظراتها واسأله عن فلوسه, وكان بيتحرج ويمشي ومكنتش بشوفه تاني, ولما بنتي اعترضت خلتها متنزلش معايا تاني عشان الصعبانيات, انا جاي أشتغل مش أخلص اللحمة على المحتاج والفقير..
وفعلا بدأ الحال يكون أحسن والدخل يزيد معايا, واشتغلت سنة واحدة وكانت الدنيا ماشية معايا زي الفُل ووقتها اقتنعت ان ابويا كان غلط في اللي بيعمله, لحد ما مراتي حملت أخيرا بعد غياب وجه يوم الولادة وحصلها نزيف وأجهضت, ودخلت في سلسلة عمليات خدت اللي ورايا واللي قدامي انتهوا بإزالة الرحم, وخسرت كل فلوسي اللي عملتها طول السنة, وعرفت ان مراتي مش هتولد تاني..