
ورجعت البيت وعرفت ان الكلام كتر في المنطقة عن بنتي, اللي يقول مجنونة, واللي يقول مكانتش عذراء, واللي يقول بتمثل على جوزها عشان مش بتحبه, كلام كان بيوصلني زي السهام اللي بتطعن في قلبي..
ونمت ليلتها مغموم, مهموم, مش طايق نفسي, وعلى نص الليل سمعت صوت غريب, كأنه صوت مقص, صحيت مخضوض لقيت بنتي بتقص شعري وعمالة تاكل فيه ووشها شاحب زي الأمو,ات, اتنفضت من مكاني وسألتها بخوف:
– انتي بتعملي كدا ليه يا حبيبتي
لقيتها بترد بصوت رجولي خشن:
– مفيش أكل في البيت الح,قير ده, ولو مجبتش أكل هاكلك انت
حسيت اني اتشليت مكاني, وبالأخص لما شوفت المقص ممسوك في ايدها من المكان الحاد وايديها بتنزف دم, سابتني ومشيت وكل اللي طلبته حاجة واحدة بس, قالتلي انها عايزة عشرة كيلو لحمة يوميا وإلا هتاكل من لحم جسمها, أو اللي قال هو الصوت الرجولي اللي بيطلع منها..
وعدت الليلة وروحت المحل وشوفت في عيون كل الناس نظرات غريبة أوي, وحقيقي بقيت مكسور وسط الناس, واتحولت حياتي لجحيم, أروح يوميا بعشرة كيلو لحمة, اللي هما تقريبا مكسب تلت أيام, واصحا في نص الليل الاقي بنتي بتاكل فيهم بطريقة بشعة, وتصحا الصبح مريضة وتفضل تتألم وترجع دم..
وتفضل تستغيث بيا وتتكلم بصوت وعد, أما بالليل فكان صوتها يقلب ذكوري, وتاكل لحمة نية, وافضل أسمع ضحكها من المطبخ اللي كان بيرعبني, ولما عجزت في مرة أجيب اللحمة سمعت صراخها بالليل ولقتها بتعور نفسها وبتشرب من الد,م اللي بينزل منها..
المنطقة كلها عرفوا انها ملبوسة, وحياتي اتدمرت وسُمعة المحل اتضربت, كبرت يجي 20 سنة, وبقيت بمو,ت بالبطئ, لحد ما جتلي في يوم السوق بتضحك بهيستريا وحذرتني وسط الناس إني أرجع البيت ومش معايا اللحمة..
وقعدت على الأرض وحطيت ايدي على راسي, دعيت ربنا إني أمو,ت وبدأت أبكي زي العيل الصغير, افتكرت لما ابويا كان بيطلع أربعة كيلو تقريبا يوميا وكان الشغل مبيخلصش, انا دلوقتي مبشتغلش وبطلع عشرة كيلو, هو ده الستر اللي ابويا كان بيشتريه فعلا ؟؟