
في بدايـة العـام الدراسي الجديـد، ارتدت ذلك الفستـان الذي ارسله لهـا مراد، والذي أعجبهـا كثيـرا ولكنها لم تخبـره، وهو لم يتواصل معها من يومهـا، ظلت تبحث عن المكـان المدون بجدول محضراتهـا، تبحث عن ذلك المدرج لمحاضراتها الأولي..
” صبـاح الخيـر، معاكي مالك من اتحـاد الطلاب، اتفضلي “.
شغف: دا اي دا؟!
مالك: دا اعلان رحـلة السنادي..
شغف: رحلة اي هو احنا لحقنا دي لسه السنه في أولها..
مالك: أنتي أول سنه صح!!؟
شغف: ايوا..
مالك: بصي هو احنا عادة بنحب نطلع الرحلة في اول السنه علشان قبل ما نتزنق في التسلميات، وكمان علشان نعمل واحده كمان بعد الميدتيرم..
شغف: تمـام.. شكرا..
مالك: لو حابة تطـلعي هتبعتي للرقم دا علي الواتس يقولك التفاصيل..
شغف: تمام..
……………………….
سالم: لا.. لا طبعا..
شغف: يا بابا علشان خـاطري بالله عليك وافق..
سالم: لا طبعا، عاوزة تقعدي برا البيت 3 أيام!! انتي تبقي بايته في شقتك اللي علي بعد شارعين من هنا وببقي قلقان عليكي علشان لوحدك، عاوزاني اسيبك تبعدي عني كل دا وتروحي الغردقه!!
شغف: بابا أنا عارفه انك خايف عليا، بس والله أنا السنة اللي فاتت كنت مضغوطه أوي بجد، يعني كل اللي مريت بيه كان كتير عليا ومحتاجه أوي الرحلة دي..
سالم: لا يا شغف، وبعدين جوزك مش هيرضي اصلا!
شغف بضيق: وهو مراد ماله هو قاعد معايا هنا وانا قولت عاوزة اخرج!
سالم: بردو يا شغف، لازم يبقي عارف وموافق، كلميه قوليله ونبقي نتكلم بعد كدا…
تحـركت خـارج منـزل والدها غاضبـه وعادت لشقتهـا، دلفت لغرفتـه التي اصبحت تستوطنها الآن و رمت أغراضها علي الفراش، جلست ثم أخذت هاتفهـا لتتصل بـه ثم بدون أي مقدمات اخبـرته بالأمر..
مراد: خدي أحمد معاكي، غير كدا لا..
شغف بغيظ: أحمد لسه مستلم شغل جديد، يعني مستحيـل ياخد اجازة..
مراد: خلاص يبقي مش لازم..
شغف: لا أنا عاوزة أروح.
مراد: مينفعش تطلعي رحلة مدتها كذا يوم وانتي لوحـدك، وبعدين انتي لسه متعرفيش حد في الدفعه بتاعتك، لو حصلك اي حاجه هنعرف منين!!
شغف بغضب: خلاص مش عاوزة أروح في حته، هفضل محبوسه لوحدي بين أربع حيطان.. سلام..
ألقت هاتفهـا أرضـا ثم أغلقت الأضواء وقـررت النـوم حتي تتوقف عن التفكيـر ولو قـليلا ولكنهـا لم تستطـع، اشعلت الضـوء مرة أخري واتجهـت لخزانتـه، كانت خاليـه بإستثنـاء القليل من الثيـاب والأغـراض.. انتبهت لشئ لم تراه من قبـل..
شغف بصدمة: اي دا!!؟
ويتبـع..
#آية_محمد.
#أمر_واقـع.
#الثالث
شغف بصدمة: اي دا!!؟
كـانت تلك صورتهـا معه، بيوم عقد قرآنهم منذ أربعة أعوام ونصف، كانت في الرابعة عشـر وقتهـا، وكان عمره ثلاثة وعشرون عاما، نصف الصورة لم يكن موجوده، يبدو ان صاحبها أحرقهـا ولكن لم يكتمل الأمر تـاركا حواف محروقـه…
شغف: الموضوع بالنسبـالي صعب بس بالنسبة لمـراد أصعب، انا كنت صغيـرة وقتها مكانش عندي أصلا مشكله، استصعابي للموضوع بدأ لما بدأت أكبر أكتر وأفهم، بس هو كان فاهم من البدايـة، انه مش عاوزني..
أغلضت الأضواء مره أخري وظلت جالسه علي الأرض، تستند بظهرها علي الفراش، لا تفكر بشئ فقط تستشعر بعض الصمت، قبل أن تقلب حياتها رأسا علي عقب…
بعد اسبوع من ذلك اليوم عاد والدها من عمـله وخلفه آتي أحمد، تغالظ عليها كعادته وضايقهـا ولكنها لم تنهره، ظلت صامته تبتسم له بخفـوت..
وضعت الطعام الذي حضـرته علي سفـرة الطعام..
سالم: دا اي الروقان دا!! هو مراد وافق علي الرحلة ولا اي!!؟
شغف: لا يا بابا موافقش..
سالم: علشان تعرفي اني كان عندي حق، وجوزي عنده نفس وجهة النـظر..
شغف: صح.. أنت يا بابا قولتلي زمان وانا لسه مراهقه، استغليت اعجابي بإبن عمي، اللي مكانش في حياتي واحد غيره فكان طبيعي اني اعجب بيه يعني.. قولتلي هتتجوزيه ومعترضتش…
كنت في ثانوية عامة وقولتلي فرحك بعد شهر ومعترضتش، سابني بعد اسبوعين وانت متكلمتش وانا معترضتش.. ممكن تسمعني بقي المره دي!!
أحمد بقلق: اي اللي حصل يا شغف؟
سالم: في اي يا بنتي؟ انا كل اللي عاوزة مصلحتك..
شغف بدموع: عارفه يا بابا والله، وعارفه ان محدش هيحبني قدك، انا مش بشكك في كدا والله ابدا..
سالم: طب قوليلي عاوزة اي وانا هعمله..
شغف: أنا عاوزة أطلق يا بابا..
سالم: ااي؟ ليه ايه اللي حصل؟ دا انتي مكملتيش سنـه!
شغف: لا أنا عاوزة مراد ولا هو عاوزني، جوازنا دا ملوش اي لازمه بجـد..
أحمد: وأنا بردو شايف كدا..
سالم: اي! بدل ما تعقلها هتعوم علي عومها!؟
أحمد: لا يا بابا أبدا، انا كل ما كانت شغف تقـولي انها مش عاوزة تكمل كنت بقولها لا، ادي لنفسك فرصه، انتي لسه صغيـرة بلاش طلاق، بس يا بابا معاملة مراد ليها حقيقي بقت مهينـه، بيتجاهلها و مش مهتم بيهـا ولا كأنها بقت مراته، وعلفكـرا لو انت فاكـر ان الفرح دا غير الوضع فأنت غلطـان، لأن جوازهم لسه علي ورق، بابا شغف مكانتش قافله دماغها بس كانت مستنيه الخطوة الأولي منه، دايما مستنيه الخطوة الأولي منه من وقت ما اتكتب كتابهم لحد النهـاردة، ولو أنت فاكر ان هما بيتواصلوا وبيتكلموا بردو لا يا بابا، مراد مكلمهـاش هي اللي اتصلت بيه كذا مره أو تكلموا لما نتصل كلنا سوا، غير كدا مفيش، أنت تقبلها كدا!!!
سالم بآسي: أنا مكنتش عاوز الأمور توصل لكدا أبدا، خلاص أنا هقول لعمك وهو يبلغـه ونشوف لو هيتعدل يبقي خلاص.. غير كدا يبقي كل واحد يشوف نصيبه..
شغف: لا يا بابا معلشي، انا مش بقول كدا علشان حضرتك أو عمي تجبروه يتقبلني، أنا خدت قراري وبلغوه بيه بالظبط، انا عاوزة أتطلق مش عاوزة حاجة تانيه…
سالم: الطلاق مش حاجه بسيطه كدا.. هنشوف رده ولو معجبكيش يبقي اعملي اللي انتي عاوزاه..
…………………………………….
فؤاد: كلم مراتك وشوف أنت هببت ايه يخليهـا تطلب الطلاق..
مراد بسخرية: أنا معملتش حاجه يا بابا، أنتوا اللي عملتوا، انتوا اللي ضحكتوا علي عيلة صغيـرة وجوزتوها ودلوقتي مش قادرة تتقبلني..
فؤاد بغضب: هي اللي مش قادرة تتقبلك!! لا يا مراد انت اللي مش عاوزها متحطش غلطك عليها..شوف بقي هتتنيل تطلقها ولا هتتعدل!
مراد: خلاص يا بابا، أنا أساسا نازل بعد يومين..
فؤاد: ايوا ربنا يهديك تعالا صالحها كدا ومتخلوش الشيطان يدخل بينكم..
مراد: لا يا بابا، أنا نـازل أطلقها، ياريت تجهز كل الأوراق..
بعد يـومين…
كـانت تجـلس في غرفتها، والجميع بالخـارج، ينتظرون مراد، بعضهم غاضبا والأخر حزينـا مما سيحدث…
دلف مـراد و خلفه والده الذي ذهب لإصطحـابه، اتجهت لبني لإبنهـا وضمتـه بحب واشتيـاق وكذلك فعـلت نـدي، نظر أحمد له بضيق ثم تحـرك للداخل لا يريد ان يصافحه حـتي…
مـراد: إزاي حضـرتك يا عمي..
سالم بحزن: كويس يا ابني.. الحمد لله علي سلامتك..
مـراد: شغف فين يا ماما؟!
لبني: في أوضتها..
عاد احمد غاضبا…