منوعات

حب تحت الرمال ( جارتى الصغيرة ) الثانى

فاتن متصنعه البراءه : طب ممكن اسألك سؤال رفيع كده ؟
يحيى : طبعا
فاتن : ايه رأيك في اللي يقول حاجه و يعمل عكسها ..
_
يحيى : ده شخص اكيد مش متوازن و مش عارف هو عايز ايه
فاتن مؤنبه : طب ليه بتعمل كده ، ليه على طول مستنيلي غلطه ..
قاطعها يحيى : انا عارف اني قسيت عليكي اوي ، بس و الله غصب عني ، انتي يمكن لسه مش مستوعبه احنا مختلفين عن بعض اد ايه ، و حاجات كتير ممكن تقف فطريقنا مش وقت اقولها ، بس امبارح مكنش بس الموقف اللي تعبني ، هي حاجات بفكر فيها من يوم ما عرفتك بتقولي اننا هيكون صعب اوي نكمل ..
لتقاطعه فاتن بدورها : ياااه كل ده ، طب خلاص يا سيدي انا بعفيك من التعب ده كله و خلينا صحاب احسن..
تذمر يحيى قائلا : اهو انتي كمان لما حسيتي انه صعب اخترتي الطريق السهل و اننا نسيب بعض..
فاتن مدافعه : امال هقولك ايه ، انا جيت عكرامتي كتير اوي عشانك ، و طالما مش مستريح انا احبلك الراحه برده …
يحيى : يا ستي افهميني… افهميني ، انا بفتحلك قلبي مش بشتكيلك منك ، عايزك تفهميني و لو حصل موقف زي امبارح تقدري تستوعبي اني ممكن اتصرف او اقول حاجه مش حاسسها بس غصب عني..
أومأت فاتن : دلوقت فهمت بس يا ترى انت كمان هتفهم ..
عقد يحيى حاجبيه و قال بخيبه : تقصدي التمثيل مش كده
فاتن : ايوه ، انت كمان لازم تفهم انا هاعمل كده ليه …
_
يحيى بنظره اتهاميه : هتعملي كده ليه ؟
فاتن : هو انت لو مامتك او باباك طلب منك حاجه و الحاجه دي لو معلمتهاش ممكن يحصلهم مشاكل كتير ، هتعملها و لا لا .
يحيى : و انتي لو معملتيش المسلسل هتحصل مشاكل لمامتك ازاي يعني !
توقف الباص ، لتعض فاتن على شفتيها قائله : يي وصلنا ، بس انا ممكن ازوغ عشان نقدر نكمل كلامنا.
يحيى بحزم : لا احضري انهارده ، انتي ناسيه لازم تتابعي المحضرات اللي فاتتك ..
فاتن : انت متفاؤل اوي ، مش يمكن ميقبلوش طلبي و اكون تعبت نفسي عالفاضي ..
يحيى مبتسما : انا بقى متأكد انك هتتقبلي و يلا عشان اوصلك ..
ضحكت فاتن ، و تبعته لينزلا سويا من الباص : طب احنا لازم نكمل كلامنا
يحيى : هيحصل متقلقيش ..انا هاكلمك انهارده و نتفق..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
أومأت فاتن شاعره بثقل كبير يجثم على صدرها ، فبعد قليل ستتوجه إلى الاستديو الخاص بالمسلسل لتقف أمام الكاميرا لاول مره …و لكن على الأقل ستكون والدتها بجوارها ، سخرت فاتن من كلامتها الأخيره ، ف قط ما كانت انجي الشريف يوما بجوارها …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أغلقت نوف المحادثه مع أنس شاعره بالقرف الشديد من نفسها …و دون أن تعي تساقطت عبراتها مبلله وجنتيها ، لم تع كيف سولت لها نفسها بأن تطاوعه و تنفذ طلبه الأخير ، ان ترتكتب تلك الخطيئه بحجه امتاعه و غض بصره عن الحرام ، و كأن ما تفعله معه يندرج من ضمن الحلال ، فركت عينيها بقوه و عزمت على وضع حدود و قوانين جديده في علاقتهم ، فما حدث قبل قليل لن تكرره قط..
نهضت من فراشها حيث ارتكبت أكبر خطيئه في حياتها ، و عزمت على التوبه ، نعم ، فالله غفور رحيم و حتما سيقبل توبتها ، المهم عالفرحة العوده مره أخرى لنفس الذنب.
دلفت إلى الفرحة ، اغتسلت و توضأت لتصلي لمن يغفر الذنوب جميعا..
أنهت صلاتها ، و توجهت إلى النافذه لتناجي ربها و رفعت نظرها للسماء ، ولكن استوقفها خيال أحدهم يمشي في الحديقه ، تابعت حركته ، إنه تركي يحمل بيده سجادة الصلاه ..
ارتكزت بمعصمها على النافذه و شاهدته يصلي ، ابتسمت و في نفسها تتساءل ترى ماذا يفعل أنس الآن …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قبعت ليلى في غرفتها ، واعيه بما يدور في صالة شقتهم المتواضعه ، حيث يتفق والدها مع تميم على موعد نحرها ، عفوا زفافها ….
تنهدت ليلى شاعره باليأس الشديد ، فقصتها لن تكون كالأميرات في الأساطير ، فالأمير المنقذ ليس بيده حيله ، و الأميره النائمه ستستيقظ قريبا على واقع مرير ، حتى و إن أُذيبت فيه كل ملاعق السكر سيبقى غير مستساغا في فمها .
_
نظرت ليلى إلى جهاز حاسوبها يضيء مره تلو الأخرى برسائل كِنان ، و لكن ما الفائده المرجوه من الحديث معه ، سيعلقها بأمل من الصعب تحقيقه ، على الأقل الآن وصلت لمرحلة اللامبالاه ، فما عاد زواجها من تميم يخيفها بقدر ما تخشى أن يزرع كِنان في نفسها الأمل مره أخرى لتفيق بصالفرحةه على واقعها المرير…
همت باغلاق الحاسوب لتعود و تفتح حسابها على الفيس بوك ، لم تكلف نفسها عناء قراءة رسائله ، مالجدوى، لكن ضميرها يحتم عليها أن تريحه ولو باجابه فكتبت : كنان معدش ينفع خلاص ، أنا يئست من كل حاجه و مفيش أمل ، بلاش تضيع وقتك معايا ، شوف حالك يابن الناس، انا مش فارق معايا خلاص هاتجوزه و اللي ربنا كاتبه انا راضيه بيه
أتاها الرد سريعا : كدابه ، منتيش مش فارق معاكي ، طالما يئستي يبقى في جواكي حاجه لسه بتتحرك لسه بتعاتب و يمكن بتصرخ ، عايزه حد يحس بيها .. يقف جنبها ، و انا الحد ده يا ليلى ، انا مش هاسيبك و هنلاقي حل و مش هتتجوزي تميم و حياتنا كلها هتبقى فارقه معانا ، و ساعتها بجد اللي ربنا كاتبه هنرضي بيه لاننا مضعفناش و دافعنا عن حقنا ، و دلوقتي مش طالب الا انك تؤمني بينا شويه ، طالما مش فارق معاكي يبقى مش هتخسري حاجه ، انا خلاص نويت اخد خطوه بس محتاجك جنبي ، هديكي من هنا لبكره تفكري ، فكري كويس اوي ، دي حياتك كلها متستحقش انك تحاربي عشانها ، مستسحقش انك تلغي الالفرحة شويه ، و صدقيني اللي يزعل منك انهارده اكيد هيجي يوم و يرضي ..
أغلقت ليلى حاسوبها ، و تمددت على فراشها و كلمات كِنان تتردد في جدران عقلها ، ..” اللي يزعل انهارده هيجي يوم و يرضى…”
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أنهت فاتن تمثيل أول مشهد لها في المسلسل ، تنفست الصعداء فلم تكن التجربه بالسوء الذي توقعته…
قالت انجي : ها يا جميل ، ايه رايك ..
فاتن : مش صعب اوي …
انجي مقلده لها : مش صعب اوي … طب استعدي بقى للمشهد اللي جاي هيكون مع باباكي ..
أخذت فاتن نفساعميقا وقالت بتأثر : بابا ..
_
ربتت انجي على شعرها قائله : بابا المسلسل ، و عايزاكي بقى تستحضري اللحظه اللي فاتت و تتعاملي كأنه بباكي بجد ، اوكشن يا قمر..
هزت فاتن رأسها ، و تتبعت أوامر المخرج ، حيث ستقف الآن في ديكور الصاله …
دخلت في الكادر مع الممثل الذي سيقوم بدور والدها ، و فور سماعهم اشارة المخرج ، ابتدأ الممثل بالقاء الحوار الخاص به …
و كذلك فعلت فاتن .. لتفاجأ في نهايه المشهد باقتراب الممثل منها و احتضانها ..
تصلبت فاتن بين ذراعيه ، و حين أعلن المخرج انتهاء المشهد ، تدفقت الفرحةوعها بغزاره بعد أن أفلتها أباها المزيف …
اقتربت انجي منها قائله : الله شكلك انالفرحةجتي اوي يا حببتي تعالي نعد فالاستراحه و هاجبلك حاجه تشربيها ..
تبعت فاتن والدتها ، و جلست منتظره اياها ، لتعود بعد دقائق حامله معها كوبا من الماء ، ناولتها الكوب و قالت على عجاله : مش عايزاكي تنالفرحةجي اوي ، اصلا المشهد مكنش يستدعي انك تعيطي ، ها ..
خليكي كيوت و لذيذه و دورك البنت الشقيه مش النكديه ، متنسيش …
شعرت فاتن بخيبة كبيره ، فوالدتها لم تفهم سبب بكاءها ، و ربما لن تفهم أبدا ..
قالت محاوله توضيح موقفها : انا مكنتش عارفه انه هيالفرحةي .. انتي قولتي مش هيكون في حاجات كده
_
ارتبكت انجي و قالت : اه طبعا ، بس ده باباكي مش حبيبك يعني عادي ، الممثل ده قدير و راق جدا و المشهد مفهوش حاجه خارجه و لا عيب ، اب بيالفرحة بنته عادي يا حببتي ، متأوفريش بقى
و نهضت مسرعه : يلا بقى انا مضطره امشي عشان عندي اوردر فيلم جديد ..
فاتن بدهشه : الله ،فيلم ايه ، انتي مش قولتي معدش بيجي ادوار كتير ليكي
انجي الفرحة : و جاني دلوقت فيلم ، ايه مالك ، هتُقفيلي عالكلمه ، ده انا كنت بعمل 3 افلام فوقت واحد
فاتن : مش قصدي …بس المخرج بيقول مش هنخلص الا 2 الفجر هاروح ازاي لوحدي..
انجي مطمأنه : المنتج وعدني بعربيه مخصوص ليكي هتجيبك كل يوم و تروحك ..
فاتن : اه صحيح هو مين المنتج ؟
انجي : هيكون مين يعني ، خميس
الفصل العاشر
¤ حين يتقابل المستحيل مع الجنون ¤
_
—————————————————-
” مين الست اللي مش لابسه دي”
سألت ديما بعد أن اقتربا من المصعد ، حيث تقف سيدة أربعينيه ترتدي فستانا عاري الأكمام ، و بالكاد يغطي ركبتيها ، عدا أنه يفصل كل شبر من جسدها الممتلىء نوعا ما ..
ابتسم لؤي : دي انجي الشريف ، جارتنا النجمه …
تصنعت ديما الدهشه و قالت : انجي الشريف بتاعة فيلم “جعلوني راقصه ..”….
انفجر لؤي ضاحكا على اثر كلماتها : حرام عليكي بقى في فيلم اسمه جعلوني راقصه بردو
اقترب الاثنان من المصعد ، لتهمس ديما بغيظ : غض البصر عيب عليك
همس لؤي : بس يا مفعوصه… دي اد امي
ديما بحنق : امك … !
لكز لؤي ديما لتكف عن الحديث حين اصبحا وجها لوجه مع إنجي ، و قال محييا: ازيك يا مدام انجي و ازاي فاتن ؟
_
انجي : تمام ، بس انت ابن حلال اوي..، انا كنت عايزاك فموضوع مهم ..
لؤي : خير…
انجي : مش هينفع و احنا واقفين كده ، اتفضل عندي و هافهمك…
تدخلت ديما : يتفضل عندك فين يا ست انتي…
نهرها لؤي بشده : ديما ، عيب كده
ثم وجه حديثه لانجي : معلش اعذريها دي عيله …
ضحكت انجي و قالت : ايه يا حلوه انتي بتغيري عليه ، ده احنا هنتكلم فشغل متقلقيش ..
حاولت ديما الرد و لكن لؤي اسكتها هامسا : لونطقتي كلمه تانيه عمر لساني ما هيخاطب لسانك
سكتت ديما مغتاظه
لتقول انجي بعد أن لاحظت التوتر السائد بين لؤي و رفيقته : طب اديني الرقم بتاعك و هاكلمك اشرحلك..
_
أومأ لؤي مسجلا رقمه في هاتف انجي و قال : كلميني فاي وقت انا فالخالفرحةه
انجي : ميرسي اوي..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
احيانا تضعنا الحياه في مفترق طرق ، لا ندري أين منها نختار لنكمل مسيرنا ، فجميعها طرق شائكه بشكل او آخر ، و لكن في النهايه علينا أن نقرر ، لاذت ليلى بالصمت مستمعه لحديث والدها عن الاتفاقات التي ابرمها مع تميم بخصوص زفافهما ، و تساءلت ، هل حان وقت الاستسلام ، و عليها الان أن تعبر الطريق الذي سارت به الكثير من الفتيات و اللواتي عبرنه ظنا منهن أن رأي الاهل دوما على صواب ، حتى و إن شعرن في قرارة أنفسهن بأنه ليس الطريق الصحيح.
أنهى عبدالرحمن حديثه قائلا:انا عارف انتي بتفكري فايه ، بس انا ادرى بمصلحتك يا بنتي..!
ابتسمت ليلى مجامله والدها :ربنا يخليك لينا يا بابا..
و انصرفت إلى غرفتها متيقنة ان ساعة الاستسلام قد دقت لامحاله
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
عنالفرحةا أخبر فاتن بأنه سوف يحادثها ليكملا نقاشهما ، لم يكن يتوقع أن يكون يومه حافلا في الشركه ، حيث يستعد مالك للسفر ، مما اضطرهما إلى إعادة توزيع الأدوار في الوقت الراهن و الذي استغرق وقتا طويلا ، و مع غياب أنس تأزم الموقف ..
كانت الساعه الواحده بعد منتصف الليل حين خروجه من الشركه ، و اذا أراد محادثتها الآن سيوقظها من نوم عميق على الأرجح ، لذا اختار أن يرسل برساله يعتذر فيها لانشغاله عنها ..
_
بعث الرساله ، ثم وضع الهاتف في جيبه ، بعد لحظات ، أعلن هاتفه وصول رساله جديده ..
ابتسم مندهشا من سرعة ردها ، و أخرج هاتفه ليقرأ رسالتها …
“معلش سماح المرادي ، أصل انا كمان مشغوله برده”
بعث يحيى محتارا : ” مشغوله بايه فالوقت ده احنا 1 بليل ”
ردت فاتن بسرعه : ” شغل ”

انت في الصفحة 2 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل