
تصقة بجسده ابتعدت مسرعة لينظر إليها باسماً بادلته نظرة غضب و قالت بضيق :
– انت يا حيوان .
آسر بدهشة :
– انا .
حور و هي تدفعه من جانبها :
– و مالك متفاجئ كدة ليه..انت ازاي تسمح اني انام جمبك انت استغليت نومي ..
ضحك و قال :
– يابنتي انتي كنتي نايمة و انا كمان لما صحيت قولت اعدلك تنامي عدل و كسلت اشيلك عشان كنت نايم علي نفسي و بعدين اش حال اني جوزك يعني .
حور بغضب :
– ما هي ديه المشكلة متجوزة كلب ستات .
امسك ذراعها بقوة و قال متماسكاً بغصبه :
– لااا بقولك ايه يا حور لمي نفسك و اعدلي لسانك عشان متعصبش عليكي .
ابعدت يده بضيق فينظر لها باسماً بأنتصار…
دخلت لمرحاض و اغتسلت جيداً خرجت من “البانيو” و هي ترتدي البورنس .
لتجد ثيابها و بينهم ورقة..
“الطقم ده حلو عليكي اللبسيه..آسر”
مزقت الورقة بضيق فكيف سمحت له نفسه بالدخول و هي تستحم تنهدت بضيق و لم تجد حل الا ارتداءه فهو بالفعل يعجبها..كان تيشيرت اسود و شورت قصير ابيض..
تزينت بالكامل و ذهبت لاعداد الفطور..
استيقظت طفلتها و سمعت صوت مداعبتها مع والدها..
– انت الي وحث .
– لا انتي الي وحثة .
– يااااي ثكلك وحث .
– شعرك وحش اصلاً يع .
امسكت بشعره بضيق ليتأوه و يبعد يدها..قائلاً بحزم :
– عيب يا بنت .
– لما تقول شعلي حلو .
– شعرك وحش .
اصر استفزازها كانت تستمع إليهم حور و اطلقت منها ضحكة رقيقة..
بعد قليل فوجئت بأحدهم يطوق خصرها و يقبل رقبتها..
اللتفتت إليه سريعاً وجدت طفلتها منشغلة بالعابها..
حور بحدة و صوت منخفض :
– آسر حركات القرعة ديه مش عليا قصر عاوز ايه .
آسر تلقائيا :
– بحبك .
حور بغضب و عصبية متجاهلة وجود سما :
– إياااك اسمع منك الكلمة ديه يا مستر آسر فاهم إيااااك..كفاية نفاق بقي..انت واحد عديم الاحساس عديم القلب كلب ستات مينفعش تتعاشر انا بقي عايزة اقولك حاجة ..
حور بصياح قهر :
– انا بكرهك و بكره اليوم الي شوفتك فيه ابعد من عني و اوعي تفكر للحظة اني هرجعلك تاني..حور القطة الطيبة لا انا كبرت و فهمت اطلع برة حياتي برةةة .
صدم من كلماتها القوية لتدفعه بقوة بحركة لا إراديه و هي تقول تصيح ببكاء :
– برة…برةةةةة .
ذهبت لغرفتها مسرعة و اغلقت باب الغرفة..
ليندهش كلا منهما..تسمرت الطفلة و تجمد آسر في مكانه..
اما هي فشرعت بالبكاء الذي لا يبتعد عن عينيها..
***
جلست بجانبه و قبلت جبهته قائلاً بحزن :
– عبدو انت زعلان مني .
صمت لتقبله ثانياً علي شعره فيقول بعد زفير طويل :
– خلاص يا مي بس مسمعش الكلمة ديه تاني ياريت .
اماءت رأسه بأطاعة ليبتسم لها بحنو..
فجأة يقاطعهم دخول احدي الممرضات و خلفها رجلين..
خمنت انهم المباحث لتقول لعبدالرحمن :
– انا هطلع برة بقي .
خرجت من غرفته ليبدء الحوار كالتالي..
رجل ذو شارب اسود و ذقن حليقة :
– معاك المحقق سيف علي مدحت .
عبدالرحمن :
– تشرفنا .
سيف بنظراته الثاقبة و المتفحصة :
– احنا هنسأل كام سؤال و ماشين و لازم يبقي بصدق عشان نعرف نجيبه .
اماء رأسه ليبدء سيف بطرح الاسأله و يجيب عبدالرحمن بصدق لكنه لم يقص شئ عن علاقة مصطفي و مي قبل الحادثة فقد اختلط حكايه انهُ عدو قديم؛محافظاً علي كرامة و عزة زوجته الحبيبة..
انتهي الحوار بقول سيف :
– متخفش هنجيبه يا استاذ عبدالرحمن .
اماء رأسه باسماً و بعدها دخلت مي فينظر لها الشابين بأنبهار و إعجاب..وقفت امامهم مطرقة الرأس..فتسمع صوته الخشوني…
عبدالرحمن بجمود و صرامة :
– تعالي هنا .
ذهبت إليه ليبتسم الشرطين و يذهبا في طريقهم..
***
– مماتش اعمل ايه انا كدة هيتقبض عليا .
– اصبررر هنعرف نخليهم يرفعوا القضية و نجيبلك الحلوة .
– ازاي يا ابو العريف .
– هو مش عندهم طفل اسمه يوسف او يونس تقريباً .
قاطعه مصطفي بضيق :
– اسمه سيف لخص .
– خلاص لعبتنا هتبقي علي الواد .
مصطفي بسعادة :
– يا ابن اللعيبة انت صح .
***
طرق الباب برعب و قال بقلق :
– حور طب قولي اي حاجة طمنيني عليكي .
لم يسمع رد فظل يدفع الباب بقوة انفتح بصعوبة فكان ما يعجزه عن الفتح جسد حور المستلقي علي الارض…
انحني مسرعاً و اخذ المياة ليفقيها لتفتح عينيها بعجز..
حملها برفق و وضعها علي الفراش لتقول بتعب :
– هات حباية الضغط بسرعة دماغي هتنفجر .
ركضت سما و عادت محملة بشريط..اخذ كوب مياه و اسندها لتأخذ الدواء بهدوء فهي مريضة بأرتفاع ضغط الدماء..
تنهدت ليقول بخوف :
– اوديكي لدكتور يا حور انتي تعبانة اوي .
حور بحدة خفيفة :
– اطلع انت بس و انا هستريح .
– انــ..
قاطعته بوجهها الاصفر المتعب :
– انت اطرش بقولك برة تعبانة منك .
قام بحزن و ترك المنزل بأكمله..
***
في بيت نادية..
اغمض عينيه بضيق :
– بقيت انا مصدر الخطر ليها .
نادية بغيظ :
– ما تتفلق يا حبيبي ما عاش الي يزعلك .
– اسكتي انتي..انتي مش فاهمة حاجة .
عضت علي شفتيها بغيظ و قامت..
فجأة اتصل احدهم علي هاتفهة المحمول ليرد بصوت متعب :
– ايوة يا مي .
– اسر عن اذنك انا كنت عايزاك في خدمة .
– اتفضلي .
– مينفعش علي التليفون تعالي في الكافتريا الي قدام المستشفي .
آسر و هو يلوي شفتيه :
– طب ينفع الموضوع يتأجل لبكرة انا حالياً بس تعبان .
– هو مينفعش بس مفيش مشاكل تمام سلميلي علي حور اوي .
ابتسم بوهن :
– حاضر يا مي و انتي سلميلي علي جوزك .
– عنيا .
اغلقت معهُ لتأتي نادية و تجلس بحانبه ثانياً ممسكة بطبق ملئ بـ”اللب”..
نادية بابتسامة :
– آسورة ينفع طلب صغنن .
– ايه .
نادية بعينين بريئة مصطنعة :
– عايزة اصيف ينفع يا بيبي .
صمت مفكراً ليمسك يدها و يقول :
– ينفع بس حور و سما هيطلعوا معانا .
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
(19) انـانيـة بـقلبـكـ
نادية بعينين بريئة مصطنعة :
– عايزة اصيف ينفع يا بيبي .
صمت مفكراً ليمسك يدها و يقول :
– ينفع بس حور و سما هيطلعوا معانا .
نادية بضيق :
– نعم انت بتهزر لا مش عاوزة .
آسر بلا مبالة :
– خلاص هنطلع احنا .
اغاظها بروده لتتحرك قدمها بضيق فتقول رغماً عنها :
– ماشي موافقة هطلع معاكو .
***
عاد لمنزله ليجد حور تجلس امام التلفاز و عندما سمعت انفتاح الباب اغلقته و اتجهت لغرفتها..
سبقها قبل الرصل الي غرتها ليمسك ذراعها..
آسر بتنهيدة :
– تعالي نكلم .
حور بأقتضاب :
– مش عاوزة اتكلم معاك .
آسر بغضب و قد اتك علي ذراعها :
– هو بمزاجك يلا انجري قدامي .
ذهبت معه علي مضض و جلست واضعة احدي رجليها علي الاخري امام وجهه و عاقدة ذراعيها امام صدرها..
ظهرت علي ملامحه الضيق و لكن قال بغضب :
– بطلي قلة ادب و نزلي رجلك و انتي بكلميني و اعدلي نفسك متعصبنيش علي امك .
ظهرت ضحكة بسيطة عليها و قالت ببرود :
– آسر بيه قصر كلامك انا مش فاضية .
آسر بعناد :
– بقولك لمي نفسك .
صمتت بضيق و هي تزفر بقوة ليكمل :
– احنا هنصيف في شرم الشيخ بس هنطلع مع ناديه انا حجزت يوم التلات جهزي الشنط .
همت واقفة قائلة بصياح :
– نعم يا اخوياا..بقي انا حور بنت سراج نطلع مع حته جربوعة نجسة من الشارع يا آسر يا نجس يا معفن .
لم تنهي جملتها لتلقي صفعة قوية اختلت توزنها و لكنه جذبها بقوة للاريكة و صاح :
– بقولك مش طايق نفسك و تعاليلي بقي انا اتخنقت منك .
ظل يصفعها بقوة و يضربها بحزامه و هي تصرخ بالنجدة لكنه تجاهل حتي تركها تنزف دماء وجهها استلقت علي الاريكة و هي تضم نفسها و تبكي بقوة..
بثق عليها و تركها كأنه لم يفعل شئ..
بكت بقهر و هي تشعر بألم في انحاء جسدها..
في الصباح..
كانت مذالت مستيقظة و لكن لم تتحرك ساكنة تنزف الدموع فقط..
نظرت لساعة لتجدها تشير بعقربها إلي