
الممرضة بتربك و العرق يتصبب منها :
– الحقنة الي حضرتك ادتيهلنا كانت فعلاً مسمومة .
هبت مي برعب :
– ايه يعني جوزي كان هيمـ,ـوت..لاااا انا مش هطمن انا لازم امشي من هنا .
الممرضة بهدوء :
– متقلقيش حضرتك الدكتور لما عرف طلب تشديد الحراسة و خصوصاً انه يعرف استاذ آسر فتمقلقيش بس تحبي نعمل بلاغ .
مي ببكاء :
– بلاغ علي مين انا عقلي مشوش معرفش حاجة .
ربتت علي كتفها احدي الممرضات :
– خلاص اهدي حضرتك .
مي بتوسل :
– هو هيفوق صح .
رفعت كلتا كتفيها قائلة :
– معرفش .
صمتت ناظرة إليه بأسي و اكملت بكاء خائفة فقدانه..
***
استيقظ علي رنين الهاتف ليجد طفلته في حضنه و هو نائم علي فراشه..
اخذ الهاتف ليجدها نادية تزمر و اخذ الهاتف :
– ايوة يا نادية..
نادية بتعصب :
– والله جي دلوقتي كنت فين استنيتك امبارح كتير .
– اعمل ايه سما عايزاني قعد معاها .
نادية بضيق :
– سما بردو .
آسر متماسكاً :
– خلاص يا نادية انا هقوم اللبس و اجيلك اتهديتي كدة .
زفرت و قالت بضيق :
– ماشي مع اني مخصماك .
آسر باسماً :
– خلاص متزعليش يا حبيبتي انا جيلك بقي .
ودعها و اغلق معها..قام كانت مذالت في سبات عميق..
قام و توجهه لدورة المياة ارتدي ملابسه و خرج من الغرفة..
فتح باب المنزل بهدوء ليتسلل فيسمع هتاف الصغيرة :
– انت لايح فين .
نظر إليها بصدمة و قال بتربك :
– رايح الشغل .
سما بتعجب :
– بس ماما قالتلي ان انهاردة هيبقي الجمعة مفيث ثغل .
صدم اكثر لتسمع سما صوت والدتها الحزين :
– تعالي يا سمسم بابا وراه شغل انهاردة تعالي نروح نفطر .
حملتها لينظر لها آسر متشكراً فتقابله منها نظرة استحقار و اشمئزاز..
ابتلع نظرتها القاسية و خرج بدون اي رحمة تاركاً حوريته متألمة..
***
مر شهر لا تغير الا زيادة كره حور لهُ..كان يقضي اغلب اوقاته مع تلك الساقطة او بما تسمي نادية..
اما مي فلم يستفق عبدالرحمن بعد..
تنفست بقوة لتضع رأسها الصغيرة علي قلبه و يدها علي صدره اغمضت عينيها..
لتفتح هو عينه..نظر حوله ليجد كل شئ ابيض..فقد شئ ثقيل علي صدره بدأت توضح الرؤية و عودة الحياة إليه وجد الاميرة النائمة..
وضع ذراعها علي ظهرها متخذاً شكل عناق صغيرة..همت مسرعة لتنظر إليه بدهشة و اتسعت بكلتا عينيها العسلية..
مي بصياح سعادة :
– عبدو .
احتضنته بقوة متناسية الجرح ليصرخ بألم فتبتعد بسرعة :
– اسفة اسفة .
عبدالرحمن بابتسامة :
– لا تعالي .
نامت علي صدره ثانيا و طوقت عنقه بيدها وضع يده اليسري علي ظهرها كمبادلاً لعناقها..
مي ببكاء :
– انا مش مصدقة انك فوقت يارب الحمدلله .
احتضنته بشده و قالت :
– انا بحبك اوي..اوي الحمدلله .
ابتسم بسعادة لتدخل احدي الممرضات و تركض إليه ابتعدت مي بحرج و اجرت الممرضة بعض الفحوصات السريعة لتقول :
– لحظة انا هنادي الدكتور .
ذهبت إليه مي ثانياً و ضمت كفه و ظلت تقبل فيهِ..
مي بسعادة :
– حمدلله علي السلامة يا حبيبي .
ابتسم بفرح و هو يتمتم بسعادة غامرة :
– الله يسلمك .
قبلت جبهته بحنان و اسندت رأسها علي رأسه متخالطة انفساهم الحارة ببعض..
***
جلس علي مكتبه ليراجع التقراير الباقية..
تفتحت عينيه بدهشة عندما وجد ضعف العمل و عدم سرعة الانتاج شعر بخسارة كبيرة ليهب من مقعده صارخاً :
– نادولي مصطفي هو فين .
دخلت السكرتيرة مسرعة و قالت بهدوء :
– استاذ مصطفي حضرتك مختفي بقاله فترة .
❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة 18
اطعمته بيدها بسعادة ليمسك يدها و يقول باسماً بتعب :
– خلاص يا مي شبعت انا عايز انام .
مي مسرعة :
– طب نام يا حبيبي ..
قالتها بتلقائية ليقول بخبث :
– قولتي ايه .
مي بحياء :
– حبيبي..هو انت متعرفش و لة اية .
ابتسم بسعادة قائلاً :
– طب تعالي نامي جمبي زي ما كنتي عاملة ..
مي بخجل :
– لا انت هتنام مينفعش نام و لما تصحي هقعد جمبك ارتاح بس .
جذب يدها برفق لتدفع جسدها معهُ..
ابتسمت و استلقت بجانبه علي الفراش الصغير و نامت علي كتفه اسند برأسه عليها و اغمض عينيه مستسلماً لنوم بجانب عشيقته..
***
عاد لمنزل قابلته طفلته بسعادة اعطها عناق روتيني بارد..
ثم اتجهة لغرفته و ابدل ملابسه..
ذهبت سما لوالدتها التي تكوي بعض الملابس..
– مامي مامي اللحقي بسلعة في مسيبة .
حور بضحك :
– مصيبة اية يا ضايعة .
سما بحزن :
– بابي زحلان و مبسنيث في خدي خالث و مجابث ثوكولاتة .
لوت حور شفاتيها و قالت بمزاح :
– طيب هبقي اشوفه و اسأله ليه تعالي بس نشوف الاول الاكل خلص و لة اتحرق .
و قامت هاربة من سما و براءتها..
علي العشاء
وضعت علي طبقه الكثير من الطعام اللذيذ..و ذهب إليه لتجده شارداً عاقد ذراعيه علي صدره فقالت بصوتها الانوثي المتجمد :
– اتفضل كُل .
آسر بحزن :
– مليش نفس .
حور بأصطناع الا مبالة :
– عنك ما طفحت .
استدرات بجسدها و نطفت نظره إليه لتجد نظره الحزن في عينه..
اتت بعد دقائق بعصير مانجا الذي يعشقه..و مدت يدها قائلة بحنان :
– عصير مانجا مش عاوز .
اخذها من يدها و اخذ رشفة و قال بلكنة حزينة :
– شكراً .
ازاحت الخلصة البنية من شعرها خلف اذنها و قالت ببرود مصطنع :
– مالك ؟!
التفتت إليها مطاولاً ظل يفترس ملامح وجهها بعينيه الحزينة ليقول اخيراً بعد صمت دام لعشرين ثانية :
– حور ممكن حضنك ؟
اعادت بخطواط لخلف بخوف فقال مسرعاً :
– خلاص مش عايز انا اسف .
كانت ستذهب في طريقها و لكن قلبها منعها فجلست بجانبه ليفهم موافقتها اقترب واضعاً رأسه فوق صدرها..و كلتا ذراعيه ملتفين حول خصرها..
لم تبادله العناق من شدة الخوف الذي ألتهم قلبها فور احتضنها فيقول آسر بحزن :
– ضميني بأكتر ما عندك .
فيكمل بضعف :
– يا حور .
لفت يدها حوله كأنه طفلها تناست قلبها تلق الدقائق فيقول آسر بكسر :
– الشركة هتفلس و في ديون كتير عليها و العمال مطنشين انا ضعت يا حور .
شهقت بصدمة و قالت بتلقائية :
– ليه كدة..انا بفهم في شغل البيزنس لو تسمحلي اساعدك .
– حضنك ساعدني .
قالها مبتسماً لتردد بجدية :
– بكلم بجد .
– و انا كمان بكلم بجد..انا هعرف اتصرف و متخفيش هجيلك في اي مساعدة .
حور بحزن :
– ربنا معاك .
جذبها إليه اكثر ظل هكذا لنصف ساعة رن هاتفه كثيراً و لكن تجاهله حتي سمعت انتظام انفاسه معلناً عن نومه..
اغمضت عينيها و لم تود التحرك لكي لا يستيقظ ظلت تفكر حتي اخذها التفكير لنوم عميق..
بعد منتصف الليل استيقظ ليجدها مذالت بجانبه تحتضنه سعد بشده و جعلها تستلقي علي الاريكة..
استلقي بجانبها فتحت عينيها الزرقاء ليقول بصوت هادئ :
– هسسسس نامي .
احتضنها و نامت بجانبه لأول مرة يشعر بتلك السعادة الغامرة شعر بأشتياق لها و لعطرها المميز الزكي..
اغمض عينيه و اقبل علي النوم باسماً..
***
في اليوم التالي..
تنهدت مي و قالت بتربك :
– عبدو المباحث عايزة تعرف مين الي حاول يقـ,ـتلك و انت مش راضي تقولي ..
عبدالرحمن بحدة :
– سبيني انا اقولهم .
مي و هي تبتلع لعابها :
– مصطفي صح .
عبدالرحمن و هو يتفحص ملامحها :
– عرفتي منين .
مي بتربك :
– جالي و قالي سلميلي علي جوزك في نفس اليوم .
عبدالرحمن بغضب :
– عملك حاجة .
مي بخوف :
– قعد يرخم عليا و مشي من سكات .
عبدالرحمن بغضب و عصبية :
– لا كدة عذابه بقي عسير .
بكت بشراهة لينظر إليها بضيق :
– بتعيطي ليه .
مي ببكاء :
– كنت هتمـ,ـوت بسببي يارب هو..هو الي بيبعتلي رسايل تهديد ..
عبدالرحمن بدهشة :
– رسايل تهديد ايه ؟!
تجاهلت سؤاله و قالت باكية :
– عبدالرحمن هو مفيش الا الحل ده احنا لازم نطلق .
ما ان قالتها ليجذبها بقوة من شعرها الاشقر فتصرخ بتأوه..
عبدالرحمن بغضب و عصبية :
– نطلق مين ؟ ده عند ام نانو يا حيلتها مش بحب الكلمة ديه فاهمة بكرهها ..
ثم اكمل بصياح :
– فاهمة .
مي بتأوة :
– آآآآآه آآآآه شعري .
ترك شعرها بأهمال لتشهق و تقول بحزن :
– يعني اعمل ايه هة انا مش عايزاك تتأذي بسببي .
عبدالرحمن بأنفعال :
– يبقي الحل نطلق لا طبعاً انتي هتبقي علي زمتي لاخر يوم في عمري و الحيوان ابن كلب التاني ده هعرف اجيبه و اقـ,ـتله .
صمتت و انخفضت منها سيول الدموع نظر إليها بضجر و صمت..
***
استيقظت في الصباح لتجد نفسها مل