
– عايز أسمع صوتك صريخك و أمتّع وداني بيه!
إبتعدت عنه بـ رجفةٍ فوجدته يقبض فوق خصلاتها وسط صرخاتها و يلقي بها فوق الفراش يصرخ بوجهها:
– صرّخي .. صرّخي و إترعشي كمان!!! لسه الرعش جاي!!!!
ظلت تصرخ و تحاول مقاومته بأظافرها و قدمها و هو يعلوها، ضربت ركبتها في معدته و أسفلها و إستطاعت بصعوبة تحرير كفيها فـ قبضت على خصلاته بعنف لـ تصدح صرخاته في المكان، لا تعلم القوة التي تلبستها و جعلتها تنهض تكيل له لكمات بـ وجهه و بطنه تشدد فوق خصلاته بعنف صارخة بوجهها:
– أنا هخليك ترعش ولا صافينار دلوقتي يا ابن الكــلــب!!!!
أمسكت بـ إحدى الفازات و سقطت بها فوق رأسُه فـ سقط مغشيًا عليه و الدماء تنهمر من رأسه، نظرت له بإرتعادٍ من أن تكون ق ، فـ ركضت خارج المنزل لتجد نفسها في وسط مكان يبعُد عن البشر، ظلت تركُض و هي تبكي بألم حتى وجدت الشارع الرئيسي، و لأنها في وضح النهار توقفت لها سيارة ترجلت منها فتاة في مثل سنها ترتدي مئزر أسود جلدي و بنطال من خامة الجينز، نزعت عن عيناها نظارة الشمس و إقتربت من نور التي كانت منهارة في بكائها تقول بقلق:
– إيه ده في إيه!!! بتعيطي كدا ليه .. قوليلي لو محتاجة مُساعدة!!!
نظرت لها نور لتمسك بذراعيها ترجوها:
– لو سمحتي أنا .. أنا عايزة أعمل تليفون من عندك ضروري!!!
– حاضر!!
هتفت الأخيرة بلهفة ثم أسندتها تقول برفق:
– طب تعالي .. تعالي إركبي العربية بدل وقفتك كدا بالبيچامة!!!
و بالفعل صعدت السيارة معها تحاول أخذ أنفاسها اللاهثة، ناولتها الفتاة هاتفها ذو الطراز الحديث و قالت بهدوء:
– خُدي رني على اللي عايزاه!!!
إلتقطت منها الهاتف و أسرعت تضرب أرقام هاتفُه التي حفظتها مؤخرًا عن ظهر قلب، وضعت الهاتف على أذنها تضم كفها الآخر لصدرها لا تستطيع التحكم بدقات قلبها التي تزداد مع إزدياد الرنين الي يطن بأذنيها، حتى أجاب تستمع لصوته الرجولي:
– ألو ..
إنفجرت في البكاء تشهق بقوة و هي تقول بتقطُعٍ:
– فـ .. فريد!!! تعالى خُدني يا فريد!!!
– نــــور!!
إنتفض من فوق مقعدُه الجلديّ، أسرع من خلف المكتب يغادره تمامًا يصرخ بها و كل خلية بجسده تنتفض:
– في إيــه!!! إنتِ مش في البيت؟!!
بكت أكثر تحتضن الهاتف بكفيها تقول و الدمعات أغرقت وجهها:
– فريد .. أنا .. جوز أمي!!!!
حملق بالفراغ أمامه بعدما توقف أمام سيارتُه، كاد أن يسقط الهاتف من يدُه و أسوأ السيناريوهات في عقلُه، صعد بالسيارة يقول بصوتٍ لا يحمل سوى الجمود:
– إنت فين؟!
نظرت حولها تقول بحيرة:
– مش عارفة .. مش عارفة أنا فين أنا آآآ!!!
قاطعتها الفتاة تقول و هي تربت على كتفها:
– قوليله إننا على طريق المُقطّم!!!
أسرعت نور بلهفةٍ تقول ببكاء:
– أنا على طريق المُقطم يا فريد .. متتأخرش يا فريد بالله عليك!!!
ثم أغلقت الهاتف فـ أغمض عيناه و ضرب المقود بكفُه مرتان متتاليتان من شده الألم الذي فطر قلبُه من صوتها، سار بالسيارة على سرعة مائتان لكي يصل لها، بينما جلست نور تخفي وجهها بين كفيها، فـ ناظرتها المدعوة دُنيا بـ شفقة على حالها، ربتت على كتفها تقول بلُطف:
– إهدي .. بإذن الله هييجي على طول!! هو جوزك ولا أخوكِ!
قالت وسط شهقات تلت بكائها:
– جـ .. جوزي!!!
تنهدت و قالت بحنان:
– طيب إهدي لو سمحتِ ..
ثم قالت بإبتسامةٍ تحاول التخفيف عنها:
– والله لو فضلتي تعيطي كدا هقعد أعيط جنبك و أنا أصلًا دمعتي قُريبة!
نظرت لها نور و إبتسمت قائلة بهدوء:
– أنا مش عارفة أشكُرك إزاي!!
– أشكريني بإنك تضحكي يا ستي!
همهمت بها بإبتسامة صافية، فـ أسندت نور جبينها فوق كفها، حتى رنّ هاتف دنيا فأسرعت تعطيه إلى نور التي أجابت مُسرعةً:
– إنت فين!!!
ترجل من سيارتُه و قال و هو يلتفت حولُه:
– أنا ع الطرق، شايفاني من بعيد حتى؟