منوعات

رواية بقلم سارة الحلفاوى الثالث

أخرج السيجار من فمُه يقول بإبتسامة:
– يــاه .. تاهت عني إزاي دي!! هو أنا مقولتلكيش يا عمتي إني كنت بسجلِّك، شكلك مخدتيش بالك و إنتِ بتحكي إني شغلت التسجيل على تليفوني و بدأت أسجل وساختك .. يلا معلش يا عمتي الكَبر .. والخرَف بيعملوا أكتر من كدا!!!

لطمت على وجهها تنظر له مصدومة، لتلتفت حول نفسها لا تعلم ماذا ستفعل، حتى ركضت ناحبة نور التي كانت جالسة على الدرج بشرودٍ، تمسّكت بكتفيها تقول راجية إياها:
– نور!!! أبوس إبدك يا بنتي قوليلُه حاجه!!

نظرت لها نور دون أن تتحدث، لتتابع نرجس بنبرة حاولت بها جذب عاطفتها:
– و حياة أغلى حلجة عندك قوليله بلاش السجن!!!

– السجن هيبقى أرحم عليكِ من اللي ممكن أعملُه فيكِ!!!
قالتها نور بكل هدوءٍ، فـ إبتسم هو على تلك التي لا تضعف و لا تخضع و لا تترك حقها يذهب هدرًا، بينما صرخت بها نرجس:
– حتى إنتِ يا زبالة!!! ده لمِك من الشوارع و جابك تعيشي هنا و تبرطعي في بيتُه يا لمامة الشارع يا عِرة البنات!!!

ظلت نور تناظرها ببرودٍ و لكن إبتسامة أغاظت نرجس أكثر ظهرت على وجهها، لم يتحكم فريد في أعصابه فنهض متجهًا لها يسحبها من ذراعها بعنف بعيدًا عن نور، صوت سرينة الشرطة أوقفتهم جميعًا، فـ هاتف حُراسه يخبرهم أن يسمحوا للشرطة بالدخول، و بالفعل دلفوا للڤيلا فـ ترك هو نرجس و إتجه لهم يُجري معهم محادثة قصيرة عن طبيعة الوضع يخبرهم بـ هويتُه، فقال الضابط على الفور:
– تحت أمرك يا فريد بيه!!! هاتوهم!

و في ثوانٍ كان يجذبهم العساكر وسط صرخات نرجس و نيرة التي لازالت لا تصدق ما يحدث لها، أخبره الضابط بعد خروجهم:
– هنحتاج سيادتك تيجي القسم عشان نعمل المحضر، هنتحفظ عليهم النهاردة لكن بكرة وجود حضرتك هيبقى مهم جدًا!!

– أكيد بإذن الله بكرة هبقى عندكوا!!
قال فريد بهدوءٍ، ثم ظل معه حتى غادر و عاد إلى نور، التي ظلت على حالها جالسة على الدرج تنظر بشرودٍ غريب أمامها، إتجه ناحيتها مقتربًا منها، ثم مال عليها و حملها بين ذراعيه يقول بصوته العالي:
– جهزوا أكل و طلّعوه جناحي!!!

تشبثت بعنقه تريح رأسها على صدرُه مغمضة عيناها بإرهاقٍ، دلف بها للجناح و أغلق الباب خلفه، و من ثم لـ الغرفة، وضعها على الفراش ثم همّ بالإعتدال و تركها لكنها أمسكت بـ تلابيب قميصُه تهمس بوهن:
– خليك معايا!!

– تعالى!
قالتها و هي تبتعد لتترك له مساحة لكي يجلس، فعل هو و جلس جوارها دون نقاشٍ، فـ نامت أعلى فخذُه الأيسر تحاوط قدمه مُغمضة عيناها مسح فوق خصلاتها بحنان، ثم مسح فوق كتفها المُغطى بـ منامية أخرى شتوية بعد أن إستحمت، ثم يعود و يغلغل أنامله بخصلاتها بلُطفٍ، فتحت عيناها التي أخذت تذرف الدمعات، لتغمغم بخفوتٍ و صوتٍ ظهر بالكاد:
– شكرًا .. إنك موجود!

تابعت تتشبث بقدمه أكثر بألم ظهر في بحّة صوتها:
– كُنت هعمل إيه لو مكُنتش في حياتي!!

ثم نهض تثني ركبتيها أسفلها تقول بـ حُزن و هو يبعد خصلاتها عن وجهها لكي يرى ملامحها التي تأسرُه:
– أنا بحبك أوي! مقدرش أعيش من غيرك!!
ألقت بنفسها بأحضانُه تحاوط عنقه بقوةٍ تضم جسدها على جسدُه شبه جالسة فوق قدمُه، تقول وسط نحيب بكائها الخفيف:
– متسيبنيش يا فريد!! متتخلّاش عني أبدًا زي ما كلُه عمل!

ضمها لصدرُه يغمض عيناه يستنشق عبير خصلاتها و رائحة جسدها الفاتنة يُهدئ من روعها مُربتًا فوق ظهرها يقول بعشقٍ:
– و أنا بم,ت فيكِ!! و عُمري ما هسيبك بلاش هبل! إنتِ نَفسي و نفَسي .. أسيبك و أروح فين؟

عانقته أكثر تسند رأسها موضع أذنها فوق كتفُه تمسح على آخر خُصلاته من الخلف، ثم إبتعدت عنه بعد دقائق، حاوطت وجنتيه تتأمل ملامحُه التي باتت هائمة بها، عجزت عن التعبير فـ ألصقت جبينها بـ جبينه تتنهد فقط فـ تدخل أنفاسها لرئتيه، إبتسم يسمح بدخول أنفاسها العطرة لـ قفصُه الصدري .. و لو كان بإمكانه لـ شقّ صدرُه و أدخلها به يجعلها بداخلُه للأبد، إبتعدت عنه ثم قالت بـ رجاءٍ:
– نام جنبي .. هتقوم تروح فين؟

مسح بكفيه فوق خصلاتها الساقطة على وجنتيها يقول:
– هغير هدومي و آجي يا عُمري كلُه!!!

حررت أزرار قميصُه واحدًا تلو الآخر، ثم نزعته عن جسدُه تقول ببراءة:
– و آدي القميص و قلعتُه، نام بالبنطلون مش مهم!!
إبتسم و قال و هو يجذبها لأحضانه، يضمها لصدره و يستلقى فـ تريح رأسها على صدرُه، أغلق أنوار الغرفة بـ جهاز التحكم و أخذ يمسح على خصلاتها حتى نامت، لكن هو لم يغمض له جفنًا، ظل مُستفيقًا لا يستطيع أن ينام، أسند رأسها على الوسادة و طلّ عليها بمنكبيه، مال يلتقط قُبلة من وجنتها، يدفن أنفُه في عنقها هامسًا بصوته الرجولي و لكن بخفوتٍ:
– مش قادر أنسى و لا أتخطى فكرة إن كُل ده إتعمل فيكِ، حاسس بحجر على قلبي كُل ما بتخيلك بتحاول تدافعي عن نفسك من كل القرف اللي شوفتيه من أول أمك اللي متستاهلش يبقى عندها بنت زيك .. في حد يبقى عندُه بنت زيك و يفرط فيها؟ في حد عاقل تبقي إنتِ بنتُه و يرميكِ يا روح قلب فريد!
و الو** التاني اللي كان معيِّشك في عذاب .. أكيد كُنتِ خايفة طول الوقت رغم إنك كُنتِ في بيتك، أكيد كنت بتبقي مرعوبة لَيدخل عليكِ كإنك قاعدة في الشارع، كُنت بتقفلي على نفسك أوضتك عشان ميدخلش عليكِ و إنتِ نايمة .. يا حبيبتي .. عيشتي كُل ده لوحدك، جيتي هنا و بردو مسلِمتيش من شر اللي المفروض تبقى عمتي، أنا أسف .. مش بس بالنيابة عنها، ده أنا أسف على كل جرح و وجع في قلبك أيًا كان مين سببُه، و أوعدك إني بنفسي هعالج جروحك .. و هطيب وجعك و محدش هيقدر يلمس منك شعرة و لا يإذيكِ بكلمة واحدة!!
قبّل عُنقها و نهض ليستحم و يبدل ثيابُه، ثم عاد جوارها يأخذها بين ذراعيه و ينام بعد عناء!

• • • • •

انت في الصفحة 8 من 12 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل