منوعات

رواية بقلم سارة الحلفاوى الرابع والاخير

نفت برأسها تقول بحنان:
– ماليس دعوة إزاي يا فريد، و الله ماينفع الدكتور مانع أي مجهود عليك!! عشان خاطري إسمع كلامي و يومين تلاتة لما تتحسن ساعتها هنبقى نتكلم!!

إنفلتت أعصابُه فـ أبعدها برفق عنه يقول بحدة:
– متحسسينيش إني عاجز يا نور!!!

تلك النقطة التي لم تكُن تريد الوصول لها من البداية، فـ قررت التعامل معه بحذر شديد تثول بضيق:
– ليه بتقول كدا يا فريد بعد الشر عليك من العجَز، يا حبيبي و الله أنا كمان عايزة أكون معاك بس أنا خايفة تتعب!، ليه على طول بتفهمني غلط؟ أنا هقوم!!

همّت بالنهوض لولا يدُه التي ثبتتها يتنهد قائلًا مزيحًا خصلاتها عن وجهها:
– لاء متقوميش، حقك عليا يا حبيبتي بس أنا بجد مش طايق نفسي!!

قالت بهدوء:
– حصل خير .. يلا عشان ننام!
ثم إبتعدت عنه تغلق الأنوار و تعود لتستلقى جواره، أعطاها ظهره من شدة ضيقُه فهجمت عليه من الخلف تحاوط خصره تُداعب قدميه بقدميها قائلة بطفولية:
– لولا بس إنك تعبان كان زماني عاقبتك على حركة زي دي!!

تنهد و إلتفت لها، ليأخذها بأحضانه فتغمر وجهها بصدرُه، يتحسس خصلاتها الناعمة و يمسد فوقها حتى شعر بها نامت، فـ نام هو الآخر يحاول كتم تلك الأصوات المزعجة من عقلُه!

• • • • • •

مرّ شهرٌ كامل، شهر كانت معه في كل شيء، لم تذهب لعملها فقط كي تكُن جواره و تخدمه بعيناها، حتى تعافى إلى حدٍ كبير و أصبح يسير بمُفرده دون مساعدتها مع العلاج الطبيعي الذي ساعده كثيرًا، حتى أن ذراعه المجبور بات يحركه بحرية، و في أحد الأيام، كانت نائمة بأحضانُه تحاول إقناعه بأنها لن تستطيع ترك العمل، تقول برجاء:
– يا فريد .. والله ما هقدر أقعد من غير شغل خلاص أدمنتُه!!!

قال بحدةٍ:
– أبو الشغل في الأرض، مافيش شغل خلاص ده كان زمان!!

– طب ليه!! قول سبب مقنع!
قالت بحدةٍ أكبر فـ هدر بها:
– مش عايز حد يؤمر مراتي و يقولها تعمل إيه و متعملش إيه!! شايفاني قُرني قدامك!!!

– طب والحل؟!!
قالت بضيق تكتف ذراعيها، فـ هتف و عيناه تسير على عبوس محياها:
– عايزة تشتغلي يبقى عندي و تحت عنيا، الشركة مليانة موظفين هشغلك فيها!!

– طيب!
قالت زامة شفتيها، فـ قال و هو يميل مُقبلًا جوار ثغرها:
– بقولك إيه بقى .. أنا بقالي شهرين .. 60 يوم مجيتش جنبك، مش كفاية كدا؟

إبتسمت قائلة:
– بصراحة إنت أنجزت!، بس بردو لسه!!
قالت آخر جملتها بجدية فـ صرخ بوجهها:
– إنسي ياما الكلام ده! أنا حاسس إني مش متجوز!

– أنا الغلطانة إني خايفة عليك يا فريد فرودة؟!!
قال ببراءة زائفة فـ هتف بحدةٍ:
– بلا فرودة بلا زفت، أنا مش بهزر دلوقتي أنا بجد عايزك!

حاوطت عنقه تقول بدلعٍ:
– م أنا معاك و في حضنك أهو!!

– متستعبطيش يا نور!!
قال بغضبٍ فـ إمتصتُه مسرعة تقول بهدوء:
– طيب خلاص، أنا معنديش مشكلة!

إبتسم فجأة فـ ضحكت على تحول تعابير وجهه المفاجئة و قالت:
– إيه الفرحة دي!!

قال و عيناه ثُبتت على شفتيها:
– طبعًا لازم أبقى فرحان، مش هتبقى في حُضني ألذ و أطعم بني آدمة في الدنيا!!

إبتسمت تحاوط وجنتُه تهمس بـ حُب:
– و أنا هبقى في حضن أحسن .. و أحلى و أحن راجل في الدُنيا!

إنهال على شفتيها يستنشق رحيقهما كـ بتلات وردٍ تفتّحت على يدُه، بجوعٍ له مبرر ينهل من كُل إنشٍ منها دون أن يشبع، و دون أن تعارضه هي!!

• • • • • •

وضعت كفها فوق شفتيها و هي تنظر لذلك الإختبار ابمنزلي للحمل، تمسكه بكفٍ يرتعش لتضمه بين كفيها و عيناها تلمع بالدمعات، تخرج من الغرفة فوجدته نائم على معدته عاري الصدر، إتجهت ناحيته و الصدمة ملئت قلبها، جلس جواره، ثم مدّت كفها تضعه على ظهره تقول بصوتٍ يرتجف:
– فريد .. فريد قوم!!

همهم بنعاسٍ و أدار وجهه لها ينام على ظهره قائلًا بصوته الناعس:
– في إيه؟ إنتِ كويسة!!

إنهمرت دمعاتها تنفجر في البكاء دون أن تتحدث، إنتفض ينهض جالسًا يحاوط وجنتها قائلًا بصوتٍ قلق:
– ششش في إيه!! مالك يا حبيبي إهدي؟!!

رفعت أمام وجهه الإختبار الطبي، نظر لها و لم يفهم، يقول و هو يلتقطه بكفه:
– ده إيه؟

– إختـ .. ـبار حـ .. حمل!!!
قال ببكاء، فـ توسعت عيناه يقول مبتسمًا:
– طلعتي حامل؟!

أومأت برأسها فـ إلتقطها بأحضانه من فرحته يصرخ بسعادة:
– و بتعيطي!!! بتعيطي يا هبلة!!!

حاوطت عنقه تبكي أكثر فـ أبعدها عنه يقول بفرحة:
– بس كفاية!! ليه العياط ده كله!!

غمغمت ببراءة وسط بكائها:
– أنا فرحانة أوي .. أوي والله متفهمنيش .. غلط أنا بعيط من كُتر م أنا مبسوطة و مش متخيل بجد إني هبقى أم!!

ضم رأسها لصدرها يقول بسعادة إن ووُزعت على العالم بأكمله ستفيض، ثم أبعدها يحاوط وجهها ساندًا برأسه فوق رأسها قائلًا بعشق:
– الحمدلله! هيبقى عندي نُسخة مُصغرة من أكتر بني آدمة بعشقها!!!

ضحكت و عانقتُه بقوة من شدة فرحتها، تريح رأسها على كتفه، لتُكتب نهاية قصة الزيات .. و هواه الذي جعل منهُ شخصًا آخر لا يهمه سوى من هواها و لا يعنيه سوى فرحها و حزنها، تلك من هواها بجوارحه بأكملها، و جعلها تتربع على عرش قلبُه دون غيرها، لتُخرج منه هواه .. هوى الزيات””

تمت للكاتبه ساره الحلفاوي

انت في الصفحة 15 من 15 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل