
– أهدء دانيال .. الأن أنا أسد فقط ..أريد أن أجلس معك .. وأحتسي بعض المشروب وأتحدث عن كل ما بداخلي لصديق حقيقي .. يشاركني ذلك الألم الذي يكاد #خوفاً على كل من أحب.
قال أسد وهو يقف بجانب دانيال يستند على السيارة ليقول دانيال بأبتسامه صغيرة
– أنت تقوم بكل ما تستطيع فعله من أجل العشيرة و من أجل عائلتك .. وأعتقد أن هذا شيء كبير
أبتسم أسد ببعض الألم وهو يقول
– هل تعتقد ذلك دانيال؟ إذاً لماذا أنا أشعر بالخوف .. وأشعر بالتقصير
عاد دانيال ليجلس أرضًا كما كان وبدء في صب المشروب ورفع يده بالكأس لأسد الذي جلس بجانبه بعد أن تناول الكأس من يده وقال
– قادة العشيرة قادمون .. أشعر بهم .. الحرب التي كنت أحاول تفاديها منذ أصبحت ألفا
أخذ نفس عميق ثم أكمل بهمس
– دائماً كان يخبرني أن هناك أعداء لنا داخل العشيرة .. أكثر من الذئاب .. دائماً كان يقول لي أحذر من عدوك مره ومن صديقك ألف مره .
– هل تقصد سيدى البارون؟
سأله دانيال بأهتمام .. ليومئ أسد بنعم وأكمل قائلاً
– لكي تستمر هذه العشيرة في سلام لابد أن يحدث أنقلاب .. أن تعاد صياغة القوانين أن تتبدل قادة العشيرة اللذين يجلسون في تلك المغاره البعيدة .. يتحكمون بنا بنفس عقولهم الحجريه التي لم ولن تتغير أبدا
أعتدل دانيال جالسا على ركبتيه وهو يقول
– سيدي جميعنا خلفك .. ورهن أشارتك .. وعلى أستعداد للتضحيه بكل ما نملك من أجلك
ليضع أسد يده على كتفه وقال بأمر يحمل الكثير من الرجاء
– أريدك أن تحمي أمي وجاكلين مهما كلف الأمر .. هل أستطيع أن أثق بك؟
أحنى دانيال رأسه بأحترام وقال بثقه
– أفديهم بحياتي سيدي ولن يمسهم سوء قبل أن يمر هذا السوء من فوق جسدي.
أخذ أسد نفس عميق ببعض الراحه وهو يهمس لنفسه
وأنا سوف أحمي هانيبال .. وبنجاتها نجونا جميعاً.. ومن الجيد أن لا أحد يعلم من هي؟ أو من تكون.
******************
تجلس على سريرها تنظر إلى السماء الملبده بالغيوم .. وعقلها يعيد حديثها مع يعقوب .. أخذت نفس عميق وصوته يتردد داخل أًذنها
– ماذا حدث جوزال؟
صمتت لثوانِ ثم قالت
– أبني في خطر كبير يعقوب .. أنا بحاجه إليك لابد أن نغلق أبواب الخلاف والأختلاف
كانت تتحدث وكل ما حدث قديماً يمر أمام عينيها كأنها تراه الأن يحدث .. حقيقة مجسمه .. أنتبهت من أفكارها على صوته وهو يقول
– من أجلك جوزال أقيم الحروب و أنهي العالم .. و# كل من يقف أمامك.
– لم تخيب ظني بك يومًا يعقوب
قالتها بصوت هامس لكنه صادق وصل إلى قلبه الذي نبض بقلبها قديمًا ولم يتوقف يومًا عن ذلك الحب .. حتى أنه قبل بقوانين قبيلته وعشيرتها .. ووافق على أن يبقوا بعيدين تمامًا .. حتى إذا قابل أحدهم الأخر من #الثاني أولا يصبح بطل كبير في مجتمعه
أنهى المحادثه معها قائلاً
– أريد أن أراكِ جوزال .. لابد أن أفهم ماذا يحدث؟ متى يناسبك؟
– غداً .. في تمام العاشرة صباحًا .. في مكاننا القديم
أجابته كما كان يتمنى ليبتسم إبتسامة جانبيه جذابه وقال
سأكون في أنتظارك سيدتي جوزال .. إلى اللقاء
– إلى اللقاء يعقوب
أجابته وأغلقت الهاتف وهي تجلس على طرف السرير كأنها تريد إلتقاط أنفاسها بعد سير طويل دون أنقطاع.
أما هو فكان يشعر بسعاده لا يستطيع أحد وصفها .. ومن جديد عاد قلبه الذي كان توقف منذ زمن .. عاد يضخ الدماء في عروقه ينعش حياته بنسمات تعينه على شقاء سنواته في فراقها .. والحكم القاسي الذي قسم قلبه إلى نصفين .. نصف تركه معها والأخر معه حتى يظل على قيد الحياة .. و كأنه كان ينتظر هذة اللحظة منذ سنوات .. أن تحتاج له .. أن تتصل به كما تعاهدا .. أن تتصل به حين تحتاجه دون لحظه تردد .. وهو أبدا لن يخذلها.
الفصل الثامن
فتحت عيونها بتثاقل تتمنى أن كل ما حدث معها يكون مجرد كابوس بشع وأنتهى لكنها صدمت حين وجدت جدران الغرفة المغطاه بأوراق حمراء اللون وسقفها المنقوش بالأسود لطيور جارحه تحمل بين منقارها أشياء تقطر دمًا
أنتفض جسدها وهي تعتدل جالسه لتجد فتاة رقيقه الملامح رغم ألوان زينتها التي تميل إلى الأسود تنظر إليها وتبتسم
ظلت صامته لا تعلم ماذا عليها أن تقول أو تفعل لتقترب منها جاكلين وهي تقول
– مراقبتك خلال نومك أمر حقًا ممتع
لتقطب هانيبال حاجبيها بأندهاش لتجلس جاكلين على طرف السرير
– أعلم إنكِ تشعرين بالصدمه، و الذهول، وأيضًا تشعرين بالخوف وكأن العالم بأثره أنقلب وتحول، لكن أريدك أن تعلمي شيء هام جدًا
وضعت يديها فوق ساق هانيبال وربتت عليه بود وأكملت
– أنتِ تنتمين لهذا البيت، أنتِ تنتمين لهذة العشيرة هانيبال لا تشعري بالغُربه أو الضياع أكتشفي ذاتك وقدراتك وأنتبهي إننا جميعًا بحاجتك وأولنا أسد
كانت تستمع لكلمات جاكلين وهي تحاول إستيعاب كلماتها لكن كيف تكون بكل تلك الأهمية بالنسبه لهم إعتدلت جالسه على ركبتيها وهي تقول
– أريد أن أفهم كل شيء، كيف أكون بهذه الأهمية لكم، وكيف أساعدكم؟
أبتسمت جاكلين وهي تقول بود
– أستمعي إذًا لتاريخ العشيرة وتعرفي على هانيبال الجديدة
~~~~~
بمفرده وبدون رجاله توجه لمنزل ريان الذي لا يجيب على هاتفه، هو لا يفهم هل هذا وقت الإختفاء؟ ومنذ متى يحتاج إليه ولا يجده؟
أوقف السيارة أمام بيته و ترجل منها وبمفتاحه الخاص فتح الباب ودلف إلى البيت ليصدم بما يراه أمامه
ريان يجلس أرضًا أسفل قدمي شيراز يستند بظهرة للكرسي المجاور للأريكة عيونه ثابته عليها أقترب بخطوات ثابته وقوية يصدح صداها في المنزل لكن ذلك السارح لم يشعر به أو يسمعه
أقترب منه وربت على كتفه وهو يقول
– ماذا حدث ريان؟
رفع ريان عيونه إلى أسد والصدمه تبدوا واضحه عليه ليقف سريعًا وأنحنى بأحترام وقال
– سيدي … أعتذر منك … أنا ..
ليقاطعه أسد وهو يقول بقلق
– أخبرني ما حدث ريان وماذا حدث لشيراز؟
كان ينظر في إتجاهها حين نطق إسمها ليلاحظ آثار أنياب ريان على ذراعيها و أثر بسيط لجرح عند بداية معصمها لينظر إليه من جديد بأستفهام صامت ليقول ريان وهو يجلس على ركبتيه أمام أسد
– لقد خرقت القوانين يا سيدي لكنني لم أستطع أن أتحمل خسارتها
– أخبرني ماذا فعلت؟
سأله وهو يمسك كتفيه ليخبره بما أقدمت عليه وما فعله ليقول له بغضب شديد
– أنها بحاجه الي دمائك حتى يتم تحولها وتعود للحياة
لتجحظ عيون ريان بصدمه، كيف نسي هذا الأمر وركض إلى المطبخ وأحضر #وشق معصمه وقربه من فمها يقطر بداخله قطرات دمه في البدايه تجمعت الدماء داخل فمها لكن بعد عدة لحظات بدأت في إبتلاع الدماء فحلقها بدء يتحرك ليبتسم وهو يقرب معصمه من فمها أكثر وأسد يراقب ما يحدث وعقله لا يتوقف عن التفكير
لكنه أنتبه بكل حواسه حين لاحظ إنضمام فكيها على ذراع ريان وبدأت هي في مص الدماء منه وريان غائب في إستعادتها لوعيها ولم يلاحظ أنها شربت الكثير من الدماء ليقترب منهم وأمسك معصمه وحاول جذبه من فمها لكنها أصبحت تغرز أسنانها به بقوه جعلته يستمجع كل قوته حتى يبعدها عنه وإلا سيخسر صديقه إلي الأبد وحين مد يده الاخرى حتى يمسك رأسها فتحت عيونها ليصدم بالغضب الساكن بهم والذي يجعل لونهم الأحمر يتوهج وكأنه نار مشتعله لكنه قال وهو ينظر في عمق عينيها
– أتركيه سوف #.
مرت عدة ثوانِ دون جديد وقرر أن يتدخل بالفعل دون أي مساحه للمشاعر فصديقه أهم منها لديه بكل تأكيد لكنها تركته
وبحركه واحده كانت تقف أمامهم تنظر إليهم بغضب و تحفز ليسقط ريان أرضًا يشعر بالهزال ولا يستطيع رفع حتى عينيه لهم لكنها قالت بصوت أجش أثر الدماء التي تملىء معدتها وحلقها و تشوه ملامح وجهها الملائكي
– ماذا فعلتم بي؟
قرر أسد إستخدام قدارته في تلك اللحظة لتظهر أنيابه و عاد لون عينيه إلى طبيعتهم الخاطفه للأنفاس بلونها الأحمر التي تتوسطها نجمه ذهبيه وبدء جسده في التمدد قليلاً حتى أصبحت ترفع رأسها بشده حتى ترى وجهه وقال
– أنا ألفا سيدك الأن أنحنى بأحترام و عليكي أن تقسمي بالعهد القديم و بدماء الأسلاف على الطاعه والخضوع وإلا أصبحتِ عدو لدود ولن أشفق عليكِ حين أشرب كل دمائك حتى آخر قطرة.
ظلت عيونها شاخصه إلى الأعلى لكن جسدها إستجاب لطبيعتها الجديدة الذي استسلم بالكامل أمام ألفا وحين أخفضت عيونها وجدت ريان ورغم هزلان جسده يجلس على ركبتيه أسفل أقدام أسد ينحني بأحترام لتفعل مثله وكأنها أصبحت مغيبة العقل
أبتسم أسد بأنتصار وهو يتراجع خطوه للخلف ليصبح الإثنان أمامه في وضعية الركوع بأحترام لقائد العشيرة ورغم أن تلك القوانين الذي يبغضها بشده كونها تجعل من صديقه المقرب مجرد خادم أسفل قدميه إلا أنها الأن ساعدته في إنقاذ صديقه و إنقاذه هو الأخر ، فتلك الفتاة ورغم صغر حجمها إلا أنها قادرة على الفتك بهم الأن كونها مولده جديده وها هو إختراق جديد للقوانين.
~~~~~~~