منوعات

اسير دـ,ـمائها

كان يقف في إحدى الزوايا يستمع لمحدثه بتركيز شديد .. حين لاحظ نظرات تلك الفتاة التي تجلس خلف إحدى مكاتب سكرتارية أسد .. هو يلاحظها منذ زمن و بالتحديد منذ ذلك الموقف الذي جمعهم في مصعد الشركة
نسي تماماً أمر محدثه وبداء يتذكر كل ما حدث .. كانت تنتظر المصعد حين أتى هو في وقت مبكر حتى يجهز بعض الأوراق قبل حضور أسد .. كانت تقف منكمشه على نفسها .. لا يعلم هل هي طبيعتها أم أنها تخشاه هو بالتحديد
لكنه فهم حين صعدوا إلى المصعد .. وجدها تغلق عيونها بشدة .. و تضم حقيبتها إلى صدرها كأنها طفله صغيره ذاهبه إلى الروضة لأول مره
كان ينظر إليها بتأمل ملامحها رقيقه جداً بشكل مؤلم .. صغيرة كأنها فعلاً مازالت في روضة هره صغيرة في غابة الأسود .. هذا هو التشبيه الذي يليق بها
لكن لم يتوقف الأمر على هذا فقط .. توقف المصعد فجأة لتشهق بصوت عالي وهي تنظر إليه وقال
– ماذا حدث؟
– تعطل المصعد.
أجابها بهدوء يصل حد البرود لتشهق مره أخرى لكن تلك المره لعده مرات متتاليه ومدت يدها تمسك يده القريبه .. ليس هذا فقط بل أنها غرزت أظافرها في باطن يده وهي تنحني تحاول إلتقاط أنفاسها .. ليفهم أن لديها رهاب من الأماكن المغلقة ليقترب منها دعمها حتى يجلسها أرضاً ثم بدء يقول بصوت هادئ
– تنفسي بهدوء .. خذي شهيق قوي ثم زفير بهدوء .. هيا .. أنتِ الأن تقفين أمام البحر الواسع .. ألا تشعرين بهوائه العليل .. الأن تستمعين لصوت أمواجه الناعمه وهي تشاغب الشاطئ .. ها هي تلامس قدميك برقه .. تنفسي هواء البحر المنعش
بدأت تستجيب له و تلين نظراتها .. تحاول التنفس بهدوء كما أخبرها شهيق كبير و تخرج زفير بهدوء .. ليكمل كلماته
– أليس البحر جميلاً حقاً بلونه الأزرق الخلاب .. ألا تشعري بتلك النسمات التى تلامس وجنتيك .. أنتِ في أمان هنا على شاطئ البحر .. هل تحبين الصيد أم العوم؟
أبتسم إبتسامه صغيرة وهو يرى إنتظام أنفاسها أكثر .. ليكمل
– لا يهم أن الوقوف على الشاطئ من أجمل الأشياء يصفي الذهن .. أيضا يريح القلب و الروح.
في تلك اللحظة عاد الطيار الكهربائي إلى المصعد وفتح الباب ليقف وهو مازال ممسك بيدها لتقف أمامه ليقول بأبتسامه جانبيه
– لقد زال الخطر أنتِ الأن بأمان .. أيتها الهرة الصغيرة
وتركها وغادر المصعد وهي تنظر في أثره بصدمه وعدم تصديق .. هل من كان معها بالمصعد السيد ريان .. الرجل الثاني في تلك الشركة .. الرجل المخيف هي لا تصدق
وكان هو يقف في إحدى الممرات الجانبيه الخاليه يستند إلى الحائط هو يحاول السيطرة على ذلك الذي يريد الظهور .. لكنه لم يعد يستطيع ليفتح عينيه التى تحول لونها للأحمر الدامي و التي تشتعل الأن بتلك النيران الحارقه .. ليفتح النافذة وقفز منها لابد أن يعود إلى البيت عليه أن يسيطر عليه ويعطيه ما يريد وإلا العواقب ستكون وخيمه.
عاد من أفكاره ليلعق شفتيه بتلذذ ثم قال منهي الحديث مع محدثه
– أستعد للتدخل في أي وقت .. أسد لن يقبل أن يصيبها أي مكروه .. و عقابه شديد وأنت تعلم.

الفصل الثاني من أسير دمائها

كان يقف جوار السيارة شارداً .. عقله يفكر في ذلك القدر السيئ لماذا هي من وسط كل فتايات العشيرة .. كيف يحدث هذا أنه لم يسمع عن هذا الأمر من قبل .. بماذا أخطئ حتى يعاقبه القدير بذلك العذاب الكبير .. أنهم رجال أشداء .. أقوياء ولا يستطيع أحد الوقوف أمامهم أو التغلب عليهم .. لكن حين يصاب القلب بالحب .. يصبح أعتى الرجال كالهر الصغير .. يتمنى الرضا والحب فقط .. قلبه يتعذب أنه يحب جاكلين لكنه حب مستحيل .
كان لا يشعر بنظراتها له وهي تقف عند باب القصر بملابس شبابيه مميزة تناسبها بشكل يرهق القلوب .. تعلم أنه يفكر بها لكن ليس بيدها شيء .. هي أيضاً عشقته .. أنها تنتظر فقط أن يحدث ما قالته لها العرافه
(( عند أكتمال القمر الدموي وتحقيق نبؤة الدم .. سوف تختلط الدماء و يحدث الإجتماع .. و يصبح الجميع على نفس القارب .. كل شيء ممكن .. و المستحيل يصبح قريب .. لكن لابد من قربان .. والأصل أولى ))
لم تفهم كل كلماتها أو ماذا تقصد بها .. لكن لا تعلم لماذا زرعت الأمل داخلها .. لكنها أيضا لا تستطيع التحدث بما عرفت لأحد … إن هذا أيضاً من قوانين العشيرة .. ليس كل ما يقال مباح .. وليس كل ما نعلمه مشاع
أقتربت منه لينتبه لصوت خطواتها فاعتدل في وقفته وأخفض رأسه بأحترام لتقف أمامه بدلال وقالت برقه
-أريد الذهاب إلى مكاني المميز دانيال.
-أمرك سيدتي
أجابها بأحترام وتحرك يفتح لها الباب .. لتصعد وعيونها تتأمل خصلاته ان ملامحه مميزة بشكل يجعل قلبها يخفق بشدة .. أغلق الباب و صعد إلى مقعده
أدار محرك السيارة لتبتسم هي ببعض الشقاوة .. ها هي وأخيراً سوف تحظى ببعض الوقت بالنظر إلى عينيه.
**************************

انت في الصفحة 3 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل