
شعرت نهى بضربه على رأسها وقالت جزعه : المناقصات
سميه: ايه يعنى ايه ؟
نهى: ااقفلى دلوقتى يا سميه انا بجد دماغى هتنفجر ومش قادره هبقى اكلمك بعدين
سميه: لا اله الا الله خدى بالك من نفسك يانهى ربنا يحفظلك بيتك وجوزك وولادك ويبعد عنكم شياطين الانس والجن يارب
نهى: ااامين يارب اامين
انهت نهى محادثتها مع صديقتها وهى تشعر برعشه تسرى فى اوصالها كاد عقلها ينفجر من التفكير لم تدرى ما العمل
اخذت تستغفر الله وتذكره الى ان اطمئن قلبها
فقامت وتوضئت وصلت ركعتين لله ودون ان تشعر بدأت فى تلاوه صوره الطارق حتى وصلت للآيه الكريمه (انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا فمهل الكافرين امهلهم رويدا)
عندها بكت بحراره وسجدت فى الحال واخذت تردد (رب انى مغلوب فانتصر…….رب انى مغلوب فانتصر …….رب انى مغلوب فانتصر )
ظلت نهى ساجده بين يدى الرحمن تدعوه تضرعا وخفيه حتى شعرت بالسكينه وشعرت بأن الله معها ولن يهملها فأطمأنت ونامت قريره العين
***************************
ان ينصركم الله فلا غالب لكم
استيقظت نهى فى صباح اليوم التالى مبكرا قبل ان يستيقظ رؤوف واغتسلت وارتدت ملابس جذابه واعدت طعام الفطور
جهزت طاوله الطعام بشكل جديد استيقظ احمد تلته مى فيما كان رؤوف لا زال نائما
اتجهت نهى الى غرفه النومه لتوقظه وقفت قباله السرير تتأمل ملامحه يبدو عليه الارهاق بشده
اصعب شعور تشعره المرأه عندما يتسلل اليها الشك بأن زوجها على علاقه بغيرها
فما بالكم بمن تعرف ان زوجها قد قضى ليلته بين احضان اخرى ليعود اليها فتلملم شتاته المبعثره تعد لها غذاءا يتقوى به وملابس لتزيد طلته بهجه تزرع هى واخرى تحرث
مع ذلك توجهت اليه لتوقظه بحنو امومى : رؤوف……. رؤوف
استيقظ رؤوف ولم يدرك مامصدر تلك الرائحه الجميله والانفاس العطره عندما رأى نهى قباله ابتسم رغما عنه وقال : ياصباح الانوار ايه الريحه الحلوه دى
لم تكن تضع عطرا ولكن الغسول الذى استخدمته لوجها كان يبعث عطرا منعشا
تعجبت نهى وقالت : صباح الخير انت مش هتروح الشغل النهارده ؟الساعه داخله على عشره
لوى رؤوف شفتيه وقال : ماليش نفس للشغل
نهى: ليه كده بس؟
رؤوف: من ساعه ما خسرت المناقصه الاخيره دى وانا الصراحه مكتئب وماليش مزاج للشغل
شعرت نهى بالذنب الشديد : ربنا يخلف عليك ويعوضك وتأكد لو كان فيها خير ليك ربنا ان شاء مش هيمنعه عنك
رؤوف: كنت حاطط عليها امل كبير
قالت نهى بتأثر : ليه هوا انت بقى مماعكش فلوس
رؤوف: لاااا مش للدرجادى بس اصلى كنت صرفت مبالغ الفتره اللى فاتت وكنت عامل حسابى دى تعوض دى
نهى: اااه والفلوس صرفتها فى ايه
رؤوف: هه جرى يا نهى من امتى بتسألى صرفت ايه وخليت ايه وبعدين دى فلوسى وانا حر فيها
غضبت نهى من هجوم رؤوف عليها ولكنها الان باتت تعرف السبب فرؤوف من عادته عندما يشعر بالذنب يتخذ الهجوم وسيله للدفاع ولذلك كانت نهى لاترد عليه حتى لا تستفزه اكثر فيزيد من هجومه ولكنه لم يكن ايضا يعتذر وهذا ما كانت تقبله نهى فى الماضى طالما المركب سائره ولكن لم تعد نهى كما كانت
نهى: فعلا فلوسك عملتها قرش قرش لوحدك منغير ماحد يساعدك ولا يقف جنبك وانت حر تصرفها يمين شمال ان شالله تضيعها كلها ماحدش ليه عندك حاجه ربنا يعوض عليك يارؤوف واعرف ان ربنا سبحانه وتعالى ما منع عنك الا ليعطيك فاياريت تتمنى ان يكون عطاء كله خير
نظر لها رؤوف ولم يدري كيف يرد عليها فأذعن لردها رغما عنه : وانا بتعب وبشقى عشان خاطر مين مش عشانكم يبقى ربنا سبحانه وتعالى ان شاء الله يدينى الخير مش كده ولا ايه
نهى: الخير لاهل الخير يالا قوم واتنشط واطرد الشيطان الفطار جاهز والولاد مستنينك
تناول رؤوف طعام الافطار مع ابناءه وزوجته التى كانت تمتلك طله جديده مما جذب انتباهه رؤوف وظل ينظر لها بشده
مى: مالك يا بابا عمال تبص لماما كده ليه
احمد: كانك اول مره تشوفها
احمر وجهه نهى خجلا : جرى ايه انتو الاتنين ما تاكلو وانتو ساكتين
رؤوف : بس فعلا انت شكلك متغير
نهى: انا زى ما انا ما تغيرتش
انهى احمد افطاره واشار بخفه لاخته التى كانت لازالت تأكل لتغادر معه كانت مى لماحه واطاعته فغادرا الطاوله سويا
فيما ظل رؤوف يحملق فى زوجته الهادئه والواثقه فى نفسها على غير العاده
فى الماضى كانت نهى عندما تجلس بجواره على الطاوله كانت لا تتوقف عن الكلام وسؤال رؤوف باستمرار عما ان كان اعجبه الاكل او يريد المزيد وما يريد على طعام الغداء
اما الان تجلس امامه امرأه متزنه واثقه فى نفسها تحتسى فنجان القهوه بتلذذ واستمتاع وهى تعبث بخصلات شعرها الطويل الناعم فيما تتابع عيناها مشهد السماء من النافذه المقابله لطاوله الطعام
اخفضت نهى عيناها على غفله فرأت رؤوف يحملق بها فابتسمت ابتسامه جذابه : سرحان فى ايه ؟
رؤوف : فيكى اصلك حلوه اوى النهارده
تقبلت نهى اطراءه بثبات وقالت : ميرسى
عندها ضحك رؤوف ضحكه خفيفه : ايه رأيك ننزل نتمشى شويه على البحر الجو بدأ يدفى والشمس طالعه
لم تكد نهى تصدق اذنيها فرؤوف يدعوها لمرافقته فى نزهه على الشاطىء !!! ولكنها قالت بخفه : اوك
عبس رؤوف قليلا : بس ما تتأخريش كتير قدام المرايه
نظرت له نهى وواكتفت بنظره معاتبه : طيب ممكن تلم معيا تربيزه السفره
رؤوف : يا سلام تحت امرك المها انا لوحدى واجهزى انتى
هزت نهى رأسها وانصرفت الى غرفتها فيما اخذ رؤوف نفسا طويلا وهو يتابعها بعينيه
تنزه الزوجان سويا على الشاطىء فيما احاط ذراع رؤوف بكتف زوجته وقربها منه حتى ليظن المار بهما انهما عاشقان
كان هذا ابعد ما يكون عن الحقيقه سخرت نهى فى نفسها من واقعها الاليم
لم يكن رؤوف يدرى بالذى يدور بخلد زوجته فقد كان مشغولا هو الاخر بالتفكيير فى سوء الحظ الذى رافقه مؤخرا وجعله يخسر تلك المبالغ الطائله
وايضا ما انفقه من مال حتى ينال رضا شيري نظر الى نهى فطيله زواج عمره عشرون عاما لم يصرف عليها عشر المبالغ التى صرفها على شيري فى اقل من خمسه اشهر
مما اشعره بالذنب
نهى: تعالى نشرب حاجه فى الكافيه اللى هناك ده قعدته حلوه
رؤوف متعجبا : كافيه !! وعرفتى ان قعدته حلوه منين
نهى: رحته مره مع مى
رؤوف : طيب
توجهه رؤوف الى الكافيه فيما وقفت نهى فجأه وتذكرت انها يوم ان قابلت فيه سلوى هو نفسه اليوم الذى رأت فيه ايمن قدرا
ايعقل ان تكون تلك مصادفه تذكرت ان سميه قالت لها ان من ينقل اخبار رؤوف لسلوى رجلا
ايعقل ان يكون ايمن ؟ولكن ما مصلحه ايمن فى ان يخسر رؤوف تلك الصفقات فهو شريك له اذن فالخساره مشتركه !!
رؤوف : ايه وقفتى ليه
نهى: هه لا لا ابدا يالا بينا
دخل الزوجان الكافيه وجلسا طلب رؤوف عصيرا فيما اخذ رؤوف يراقب زوجته التى انشغل ذهنها بأمرا لم يعرف كنهه
رؤوف : ياترى مين اللى شاغل بالك
ابتسمت نهى بخفه وقالت : ابدا مافيش
رؤوف : نهى انتى لسه بتحبينى ؟
نهى: يوم ما هكرهك تأكد انى استحاله هعيش معاك
رؤوف : بقى كده بس انا لسه بحبك وعمرى ما هكرهك
نهى: بس انت بعدت يا رؤوف ماعدتش رؤوف اللى كنت اعرفه
رؤوف : وانتى يا نهى بعدتى عنى انتى كمان بقيت تهتمى بالولاد والبيت اكتر من اهتمامك بيا
نهى: ازاى تقول كده وانا كل حاجه بعملها عشانك انت ده كل حياتى كانت بتدور حواليك انت ومحور اهتمامى كله كان انت
رؤوف : كان ؟؟؟؟؟ ايه يعنى خلاص شيلتنى من اهتمامك
نهى: لاء مش بالظبط كده بس من كتر ما بقيت مهتمه بيك نسيت روحى واهملتها
رؤوف : اااه عشان كده جيبتى اللاب توب وبقيتى تخرجى كتير
نهى: انا عندى 39 سنه ولسه ماشفتش الدنيا والعمر لسه قدامى وخلاص الحمد لله مى واحمد وكبروا وانت وبقيت مشغول على طول عايزنى لسه ااقعد محبوسه فى البيت
عندها ادرك رؤوف ان زوجته لازالت صغيره وعمرها قد مر هيا الاخرى
لما يستنكر عليها محاوله العيش والتمتع بشبابها وهو من استبقها فتزوج عليها اخرى تحت نفس الشعار
ولكنه قال بأنانيه غريزيه : الست مالهاش غير بيتها ولا خلاص عشان ما احمد ومى كبروا تنسينا بقى وتنشغلى عننا
تعجبت نهى من حدته : ان مش نسياكم ولا يمكن ام تنسى ولادها لكن هو حرام ان اتمتع بحياتى
وبعدين انت يضايقك فى ايه ان اجيب لاب واقعد على النت واشوف الدنيا ماشيه ازاى
قال رؤوف بعند : النت دى تضيع وقت
ردت نهى بتهكم : ما انا اوعدك اول ما هخلص مذاكره هبقى ااقعد عليه
هزت نهى رأسها اسفا وقامت فجأه وتركت رؤوف لازال جالسا فرفع رؤوف حاجبيه عجبا ودفع الحساب سريعا وجرى ليلحق بزوجته التى غادرت الكافيه وتركته خلفها
رؤوف: انتى ازاى تمشى وتسيبينى قاعد لوحدى
نهى: ماتعليش صوتك يا رؤوف مش لازم الناس تسمع بينا
رؤوف : يا سلام ومش هامك منظرى قصاد الناس لما تسيبينى وتمشى
نهى: والناس مش عارفه انى سيبتك اصلا ولا عارفين انا قومت ليه
رؤوف : ولا انا عارف الصراحه انتى قومتى ليه
نهى: لانك زى ما انت كل همك انك تحجر عليا وتقيدنى اعملى ماتعمليش واستنى منك الاوامر دايما
وفى الاخر برضه مش عاجب فخلاص انا جربت عشرين سنه سمعت فيهم كلامك بالحرف وفى الاخر وصلنا للنهايه ديا
فمن هنا ورايح هجرب بقى طريقه تانيه انى ولو لمره واحده اعمل الحاجه بطريقتى ونشوف
رؤوف : ياسلام ولما طريقتك تفشل هقعد انا استنى بقى واشوف هتفشل ولا لاء
لا ياهانم البيت ده بتاعى وكل اللى فيه يمشوا بأمرى وانتى اولهم
نهى: لا يا رؤوف البيت ده مش بتاعك البيت ده بتاعنا انا وانت ومافيش حاجه تمشى بأمرك في حاجات تمشى باتفقنا
وان طريقتى فشلت زى طريقتك ماهى فشلت يبقى كل حى يروح لحاله لانى ماعنديش استعداد انى اضيع عمرى اكتر من كده
من حقى اعيش حياتى وحتى اجرب حظى مع غيرك
كانت نهى قد وصلت الى العماره السكنيه التى يقطنون بها فتوقفت عن الكلام واتجهت الى المصعد وصعدت بمفردها تاركه رؤوف يحملق بها بشده بعد ان شعر ان دشا باردا نزل عليه بفعل كلامتها
وخاصه الجزء الاخير “اجرب حظى مع غيرك ” عندها دق ناقوس الخطر فى رأسه فصعد الى الشقه غاضبا خاصه وانها للمره الثانيه تركته وحيدا فى اقل من نصف ساعه مما ينبأ انها قد تتركه وحيدا مجددا ولكن
الى متى ؟؟؟؟؟
يتبع..
رواية بطلة الخديعة.
بقلم / يسرا مسعد.