
الحلقة 15
سقوط الاقنعه
عادت نهى الى المنزل الخاوى فقد نزلت مى الى ابنه خالتها ولم يعد ابنها بعد فاتجهت الى غرفه المكتب واغلقت الباب باحكام ووضعت الشريط فى جهاز التسجيل واستمعت اليه
سلوى: ايوه يا بيه ازيك غطسان فين مش باين
ايمن: عايزه ايه يا سلوى انا لسه مش كنت عندك امبارح
سلوى: عايزه حقى ياحبيبى
ايمن : حقك ..حقك ايه يا ماما حقك فى ايه بالظبط
سلوى: انت كنت واعدنى ان بعد اللعبه دى ماتخلص هتدينى مليون جنيه
ايمن : اديكى قولتيها بعد ماتخلص لسه انا ورؤوف مافضناش الشراكه
سلوى: ولسه حبيبه القلب على ذمه رؤوف مش كده برضه وده اللى انت عاوزه اكتر من العشره مليون وبعدها ترمينى وتجرى وره الست نهى
بس لا ياحبيبي مش كل طير اللى يتاكل لحمه
ايمن: انتى ايه الجنان اللى عماله تخرفى بيه ده هه بقولك ايه انتى فاكره انك مراتى بجد فوقى لروحك يا ماما ده هيا حته ورقه عرفى اللى بينا وانا ممكن من دلوقتى ااقطعها وكل حى يروح لحاله وترجعى تجرى وره رؤوف زى زمان ولا فكرك انى نايم على روحى ومش عارف ماضيك الاسود
سلوى: ااه ماهو انا عشان عارفه انها حته ورقه اللى بينا وبسهوله تغدر بيا زى ما غدرت بصاحبك فمن دلوقتى عايزه حقى وتكتبلى وصل امانه بالمليون جنيه وكل حى بعدها يروح لحاله تقطع الورقه ولا حتى تبلها وتشرب ميتها مش فارقه معايا
ايمن: هههههههههه لا والله وانا ايه اللى هيضربنى على ايدى عشان اكتبلك وصل الامانه وبعدين تعالى هنا المليون جنيه دول اصلا مش حقك
سلوى: نعم يا روح ماما لا والله وانت كنت هتعرف منين ان الارض اللى عليها المخزن وشركه الاستيراد والتصدير دى دخلت فى اوقاف الدوله وسعر المتر على وبقت تسوى اكتر من عشره مليون …….مش منى
وايمن : وخلاص حته معلومه وعرفتهالى تبقى تاخدى مليون جنيه اخرك الفين تلاته مش مليون يا نصابه
وكفايه عليكى الكوميشن بتاع المناقصه اللى خسرها المكتب كله لنفسك ولا فكرك انى ماعرفش ان وليد المنجى طليقك هوا اللى كسبها يعنى اكيد الموضوع فيه ان بس انا مرضتش احفر وراكى وقلت سيبها يا واد تسترزق
سلوى: لا وانت كنت منين هتاخد الشركه من رؤوف وهتعمل روحك ياعينى مظلوم وهتضحى بس عشان رؤوف عنده بيت بعد ما المكتب الهندسى عمال يخسر مناقصه وره التانيه وتيجى بكل جبروت تقوله نفض الشركه اللى بينا تاخد انت المكتب عشان انت يا رؤوف اللى اتجوزت البت بتاعه العلاقات العامه وهيا اللى طلعت اسرار المكتب بره بعد ما تحط اوراق وعقود مزوره ليها مع منافسين الشركه
وانت تاخد شركه الاستيراد والمخزن وتبقى كمان عامل فيه جميله لانه مايعرفش بحكايه الاوقاف دى والمخزن والشركه مايجوش تمنهم 600 الف جنيه انما المكتب يسوى فوق المليون
ايمن : بقولك ايه اعلى مافى خيلك اركبيه ايه اللى ممكن تعمليه يعنى دا انتى ماعندكيش اثبات واحد على الكلام ده مجرد كلام فى كلام
سلوى: مين قالك انى ماعنديش اثبات واحد ياحبيبى كل كلمه بينا انا مسجلها
ده غير كمان انى ممكن اروح لرؤوف واقوله على حقيقه البت اللى اسمها شيرى انها فى الاصل رقاصه
حضرتك عرفتها من الكباريه
وغلست على موظفه العلاقات العامه القديمه وخليتها تسيب الشغل
عشان تيجى الرقاصه وتاخد مكانها فى المكتب وتلف على رؤوف وتوقعه ويتجوزها
لاء وياسلام لما اتخانقت معاه عشان عين شيري منغير مايرجعلك
الحمل الوديع حضرتك وانت شيخ منصر
عايز تكوش على الشركه لوحدك وتخرب بيت الراجل وتاخد بعدها مراته
بس نأبك طلع على شونه عشان انا ماعملتش اللى قولتلى عليه وماولعتش الدنيا بالعكس انا فضلت اهدى في نهى لحااااااااد آخر وقت عشان ماتخربش بيتها
وبكده انا هطلع انا الحمل الوديع انا اللى كشفت لرؤوف خطتك وحافظتله على بيته وكمان كشفتله انه متجوز رقاصه انت اللى سلطتها عليه
وزى ما رؤوف اتجوز مره على نهى ممكن يتجوز التانيه وانا كده مش خسرانه برضه وحتى لو ماعرفتش اتجوز رؤوف مش مهم يكفينى انى احرمك من العشره المليون اللى كنت هتلهفهم لوحدك ما انا قولتلك قبل كده انا عضمى ناشف ولحمى مر ومش كل طير اللى يتاكل لحمه يا استاذ ايمن احسب حسبتك وشوف 9 مليون ولا……..
عقلك فى راسك تعرف خلاصك سلام
انتهت المحادثه التليفونه بين اثنان من احقر من تعرفت عليهم نهى من جنس البشر هذا ان كان يصح عليهم تلك التسميه ويصح لهم ذاك الانتماء
جلست نهى تشعر بالصدمه القاسيه حتى كادت ان تصرخ وتسب وتلعن رفعت ابصارها واتجهت دون ان تشعر تجاه صوره زفافها يوم ان كانت عروسا يافعه فى التاسعه عشر من عمرها الى جوارها رؤوف الحالم بمستقبل مشرق وطموح جارف نظرت اليه وتأملت قسماته خاطبته وكأنه يسمعها : انت المسئول ……..انت المسئول …….انت اللى دخلته بيتنا وحياتنا ودخلتها وراه من جديد عشان تهد كل اللى بنيته معاك …….مش مسمحاك يارؤوف مش مسمحاك
اتجهت فورا الى غرفه النوم وانزلت حقيبه كبيره كانت تستقر فوق دولاب الملابس الكبير ووضعتها على السرير واخذت فى لملمه ملابس رؤوف وتعبئتها فى الحقيبه الفارغه
عاد رؤوف من عمله برفقه ابنه الذى انهى امتحانه شعرت بهم نهى ولكنها لم تخرج لالقاء التحيه عليهم فقد كانت مشغوله بأمر اكبر دخل رؤوف الغرفه وتعجب من مشهد زوجته والتى كانت تعمل بكل همه ونشاط فى تعبئه حقيبه السفر الكبيره عندها قال رؤوف بتعجب
رؤوف:بتعملى ايه يانهى؟ مش لسه بدرى شويه دا حتى الصيف لسه طالع معقول هتشيلى الصيفى وتطلعى الشتوى من دلوقتى؟
ردت نهى بهدوء دون ان تنظر اليه : وانا من امتى لما بشيلك هدومك الصيفى واطلع الشتوى او العكس بحطهم فى شنطه ده لازم الاول ابعت البدل على المغسله والقمصان اكويها واعطرها والكرفتات اغسلها على ايدى وافضل على التليفون مع الراجل بتاع المغسله اطمن انه خلص بدلك الاول كلهم مره واحده عشان مايقعدوش عنده واخاف لا يبهدلهم بعد ده كله احطهم فى دولابك وانظمهم من جديد واحط ورد مجفف وصابون وعيدان بخور فى اركان الدولاب عشان تفضل ريحتهم حلوه للموسم اللى بعده
تأثر رؤوف لدى معرفته للمجهود الذى تبذله زوجته وهذا فى شىء واحد فقط من عده اشياء اخرى كثيره تهتم لها ولكنه ظل لا يفهم ما الذى تفعله لما تلملم ملابسه
رؤوف : امال بتعملى ايه بتلمى هدومى ليه؟
نهى : عشان البيت ده ماعدتش يسعنا احنا الاتنين يا رؤوف خلاص انا وصلت معاك لخط النهايه روح للرقاصه اللى اتجوزتها عليا وعيش معاها اللى فاضل من عمرك انا هعيش هنا فى بيتى وسط عيالى وهبتدى حياتى من جديد كده خلاص انا وصلت معاك لخط النهايه
عندها رفعت نهى عيناها وواجهته بكل قوتها : طلقنى يا رؤوف طلقنى
اتسعت عينا رؤوف وقال بنفاذ صبر : ايه اللى انتى بتقوليه انتى بتخرفى رقاصه ايه وبتاع ايه ؟انتى اتجننتى ولا فى حد لاعب فى دماغك ؟
ردت نهى بهدوء : اااااااه صح صح ما هو انت ماتعرفش شيري موظفه العلاقات العامه تبقى رقاصه عرفها الاستاذ ايمن وخلاها تيجى تشتغل فى الشركه معاك وعمل نفسه بعدها مدايق انك وظفتها وخلاها تلف عليك وانت زي العيل الاهبل ضحكت عليك واتجوزتها وصارف عليها فوق المليون جنيه لحد دلوقتى
امسك رؤوف نهى من ذراعها وشدها اليه بقوه وقال : انتى جيبتى الكلام الفارغ ده منين ؟
جذبت نهى ذراعها بقوه ودفعته بعيدا : ده مش كلام فارغ دى الحقيقه يا باشمهندس ايمن شريكك اللى بتثق فيه الى دخلته بيتى نص الليل…….. اللى اعتدى عليا وكان عايز يغوينى عشان اسيبك واتجوزه هوا …عايز ياخد كل اللى وراك واللى قدامك وعشان تصدق اتفضل اسمع الشريط ده
خرجت نهى من غرفه النوم واتجهت الى غرفه المكتب دخل الغرفه بعدها رؤوف
نهى : ااقفل الباب وراك بدال ما ابنك يسمع ويعرف اد ايه ابوه طلع مغفل
اغلق رؤوف الباب وكان لازال يستطيع السيطره على نفسه وردد : ايمن اعتدى عليكى هنا؟عمل ايه معاكى انطقى …..انطقى
نهى : دلوقتى عايزنى انطق واتكلم ما كانت ااقل كلمه ااقولها عليه ماتعجبكش كنت واثق فيه وماشى وراه لحد ما جاب رجلك فى الخيه واتجوزت السافله اللى اتجوزتها
شغلت نهى جهاز التسجيل واستمع رؤوف الى المحادثه التى كانت بين ايمن وسلوى
ظل رؤوف صامتا مدهوشا فكم المعلومات التى تلقاها كانت فوق استيعابه بكثير رفع انظاره الى زوجته التى كانت تدير له ظهرها تبكى فى صمت
رؤوف : وانتى رجعتى تكلمى سلوى دى تانى امتى ؟
نهى : ده كل اللى هامك …كلمتها يوم ما رحت كارفور مع مى ماكنتش طبعا اعرف اللى بتدبره لحد ما رحتلك المكتب يوم الفالنتين فاكر اليوم ده ……يوم ما احتفلت بيه انت والهانم بتاعتك وجيبتلها خاتم الماظ ورجعتلى كالعاده وش الفجر
انهمرت دموع نهى من جديد لدى تذكرها مشهد خيانه زوجها
امتقع وجهه رؤوف وقال : انتى عارفه من يومها ؟؟؟وفضلتى طول المده دى ساكته؟
نهى : ده بس عشان ربنا بيحبنى فضلت ساكته عشان اكتشف حقيقه اللى حواليا واولهم انت لكن انت فضلت مغمى عنيك عن كل حاجه وماشى وره صاحبك الندل اللى عايز يخرب البيت عشان اتجوزه
وانت فعلا خلاص ماعودتش تهمنى يا رؤوف ولا خلاص عايزه اعيش معاك يوم واحد خد شنطه هدومك وروح بات ليلك ونهارك مع الرقاصه ولا يهمنى وابعتلى ورقه طلاقى وكفايه لحد كده سنين عمرى اللى راحت معاك
خرجت نهى من غرفه المكتب عندها قام رؤوف من مجلسه وخرج ولكن ليس ليلحق بها فقد اتجه الى خارج المنزل بأكمله