
الحلقة 16
كم هو مؤلم غدر الصديق
ركب رؤوف سيارته وهو لا يعرف الى اين يتجه تحديدا الى صديقه الخائن الذى راود زوجته عن نفسها
ام الى الراقصه التى تزوجها وخدعته وكذبت عليه وكان دخولها حياته ايمن ذلك الثعبان هو من كان سببا فيه
قاد سيارته بسرعه جنونيه متناسبه مع سرعه دقات قلبه
اتجه فورا الى المكتب الهندسى
وتوجهه الى غرفه مكتب ايمن فى الحال ولكن لم يجده
فخرج وسأل الساعى عن مكان ايمن
انزعج الساعى العجوز بشده عندما رأى وجهه مكفهرا وقال : خير يا باشمهندس استاذ ايمن فى مكتب العلاقات العامه”
عندها لمعت عينا رؤوف بالانتقام شيري وايمن سويا هذا ما كان يتمناه دخل الى مكتب العلاقات العامه وجد ايمن يجلس على المكتب بينما تجلس شيري على سطحه
بهت الاثنان لدى رؤيته وقالت شيري : رؤوف ….ايه اللى رجعك بدرى؟
قال رؤوف بعصبيه : ايه ماكنتيش عيزانى ارجع ؟
قام ايمن بسرعه واقترب من رؤوف
ايمن :خير يا رؤوف مالك ؟
عندها امسكه رؤوف من عنقه ودفعه بقوه شديده الى الحائط
اخذه على حين غره منه لم يدرك ايمن ما الذى يفعله صديقه ولا سبب فعلته
ايمن صارخا: ايه مالك يارؤوف انت اتجننت
عندها لكمه رؤوف بقوه فى وجهه واخذ يكيل له اللكمات الواحده تلو الاخرى
حاولت شيري ان تبعده عن جسد ايمن فدفعها رؤوف بعيدا فسقطت على الارض عندها ضربه ايمن فى وجهه واسقطه ارضا واخذ الاثنان يتعاركان
خرجت شيري مسرعه من المكتب وتجمع بقيه الموظفون لفض الاثنان وتهدئتهم ولكن لم ينجحوا البته فخرج الاثنان يتعاركان خارج المكتب
قال رؤوف غاضبا يكاد لا يستجمع كلاماته : انا وثقت فيك…… شاركتك؟؟؟؟ فتحتلك بيتى …..مراتى ياكلب……. مراتى وعايز تاخد كل حاجه لكن ده بعدك هيكون آخر يوم فى عمرك
ايمن : انت اللى جبان ومش راجل اصلا جريت وره واحده من الشارع وجى دلوقتى تلومنى
ضربه رؤوف حتى شعر بقواه تنهار وخار جسده من التعب وغاب عن الوعى عندها انقض بعضا من موظفى المكتب على ايمن لانقاذ جسد رؤوف المتهالك
وحملوه الى داخل مكتبه ولكن ظل رؤوف غائبا عن الوعى لفتره طويله
غادر ايمن المكتب سريعا وترك رؤوف خلفه لا يعلم حيا كان ام ميتا
اما نهى فجلست تبكى بصمت فى غرفه نومها لا تقوى على تعبئه الحقيبه ببقيه الملابس فأغلقتها عندها سمعت طرقا شديدا على الباب دخل احمد : ماما بابا تعب اووى ونقلوه على المستشفى
صرخت نهى بجزع : ايه ؟ حصله ايه ؟
احمد : مش عارف يا ماما بس قالو انه اتخانق مع عمو ايمن وضربوا بعض وتعب بعدها ونقلوه على المستشفى
نهى : يالا بينا مستشفى ايه تعالى بسرعه
ما كانت الا نصف ساعه من الزمن حتى كانت نهى تقف برفقه ابناءها مع بعض العاملين امام غرفه العنايه المركزه
خرج الطبيب بعد قليل ليخبرهم انها ذبحه صدريه بسبب الانفعال الزائد ووقد منعت عنه الزياره حتى يفيق
شعرت نهى ان الارض تميد تحت قدمها هى الاخرى وغابت عن الوعى
فاقت بعد قليل لتجد مى واحمد وخالتهم نرمين يحيطون بها
نهى : رؤوف فين ؟
نرمين : فى العنايه المركزه والدكتور الحمد لله طمنا عليه وقال ان شاء الله حالته تستقر
حاولت نهى النهوض عندها عارضها احمد : استنى يا ماما رايحه فين بس
نهى: لابوك
مى باكيه : ياماما مانعين عنه الزياره
نهى : هروحله وسعوا من سكتى انا بقيت كويسه
رضخ لها الابناء تحت اصرارها فاتجهت الى غرفه العنايه المركزه ودخلتها
واتجهت الى السرير الذى يرقد عليه رؤوف الذى كان لازال غائبا عن الوعى
بكت نهى كثيرا عند رؤيه وجهه الشاحب
فهى لم تكن لتظن ان يحدث ذلك له شعرت بالذنب الشديد تجاهه ملست على جبهته وشعره
وجلست الى جواره لا تحرك ساكنا
دخل الطبيب المعالج وقال : ارجوكى يامدام ماينفعش حضرتك تقعدى هنا فى مرضى تانين
نهى : لاء انا هفضل جنبه ومش هعمل اى صوت
الطبيب : طيب مش الاحسن تروحى ترتاحى وتيجو بكره يكون فاق
قالت نهى وهى جزعه : هوا هيفضل كده لبكره؟
الطبيب: لاء ان شاء الله يفوق كمان ساعه كده بس مش هيقدر يتكلم ممنوع الكلام
نهى : يبقى خلاص هقعد استناه ومش هتكلم معاه
هز الطبيب رأسه ولكنه كان متفهما فكثيرا مرت عليه حالات مشابهه يغلب فيها الطابع الانسانى عليه فيضطر على الموافقه بما يخالف تعليمات المستشفى
فقال بنبره حازمه تحذريه: طيب بس ممنوع الكلام لو اتكلمتى معاه انا آسف ساعتها هنطلعك بره
هزت نهى رأسها موافقه وانصرف الطبيب بعدما اعطى تعليمات للمرضه بمتابعه المريض عن كثب
مرت الساعه ثقيله على نهى كانت فقط ترغب فى ان يفتح رؤوف عينيه تطمئن عليه فقط انه سيفتح عيناه مجددا
اخذت تقرا ما كانت تحفظه من كتاب الله عن ظهر قلب وتستغفر الله كثيرا عسى الله ان يخرج زوجها من ازمته الصحيه الطارئه
واخيرا فتح رؤوف عيناه وما ان رأى نهى حتى شعر بالاطمئنان مد لها يده المرتعشه فامسكتها نهى بقوه وقبلتها وقامت فقبلت جبينه واخذت تطبطب على كتفه فشعر رؤوف بالامان والامتنان الشديدين
لاحظت الممرضه ان رؤوف قد عاد مجددا الى وعيه فاقتربت منه وقالت : حمدلله على سلامتك يظهر انك غالى اووى المدام فضلت قاعده جنبك ومرضيتش تقوم ابدا
قال رؤوف بصوت ضعيف : هيا والله كمان غاليه اووى
حضر الطبيب بعد قليل فأطمئن على حاله رؤوف
وطمأن نهى وقال : اهوه بقى كويس اظن بقى حضرتك تروحى وتيجوا بكره هننقله ان شاء الله اوضه عاديه بكره او بعده بالكتير بس نطمن ان حالته استقرت
نهى : طيب ااقعد شويه كمان
الممرضه : ماينفعش يامدام عشان الاجهاد حتى لو ذهنى غلط عليه
عندها اذعنت نهى لامر الطبيب واقتربت من رؤوف وقبلت جبهته مره اخيره : بكره الصبح هنكون انا والولاد عندك ماتقلقش من حاجه .ماشى
اومأ رؤوف برأسه وامسه بيديها واستبقها فتره بين كفه ثم قبلها برفق
انصرفت بعدها نهى فخرجت ووجدت ابناءها وخالتهم ينتظرون بقلق وما ان رأوها حتى قامو من مجلسهم واتجهوا قبالها فطمأنتهم نهى بسرعه وقالت : فاق الحمد لله فاق
ردد الجميع فى صوت واحد : الحمد لله
نرمين : طيب يالا بقى روحوا مش معقول هتفضلو قاعدين لامتى
نهى : فعلا يالا بينا
مى : وهنسيب بابا هنا لوحده
نرمين : ياحبيبتى الادويه اللى هيدهالو هتخليه ينام غصب عنه وبعدين انتى عندك امتحان بكره
نهى : ااه يامى ركزى ياحبيبتى الله يخليكى انتى واخوكى ماتضيعوش تعب السنه
احمد: ماتقلقيش علينا يا ماما انا ان شاء الله مستبشر خير
قاطعتهم نرمين : اجى ابات معاكى يانهى
نهى : لاا يانرمين كتر خيرك كفايه عليكى ولادك وبعدين سلمى بكره هيا كمان عندها امتحان وولادك هتسيبيهم ازاى وبلاش تجيبى سيره لماما دلوقتى عشان ماتقلقش
نرمين : لاء ما تقلقيش مش هقولها
انصرف الاناء برفقه امهم وانصرفت الاخت الى بيتها
فيما بقى رؤوف وحيدا يفكر بما صنعه وكيف له ان جرح زوجته الطيبه هذا الجرح فتساقطت عبره ساخنه من مقلتيه شعر بعدها بالتعب والنوم من جديد يدغدغ عينيه فاستجاب له رغما عنه
عادت نهى الى منزلها دخلت غرفتها ونظرت الى حقيبه زوجها والتى اعدتها له وعلى الرغم من تعبها وارهاق جسدها البليغ الا انها قامت واعادت كل شىء كل قطعه الى مكانها وهى تشعر بالندم الشديد تلوم نفسها على تسرعها
فلولا ان قالت لرؤوف ما كان ذهب الى المكتب وتشاجر مع ايمن ومرض وجلس حبيسا فراشه فى المستشفى فيما بقى ايمن اللعين ينعم بصحته عكس زوجها
توضئت بعدها نهى وصلت ودعت ربها كثيرا ان ينقذ الله زوجها ويتم شفاؤه وينتقم ممن مكر به وبأسرتها اجمعين
قد يتخذ البعض فى لحظه الغضب قرارات كثيره بقوه تصميم هائله قد تتناسب مع الموقف وقد لا تتناسب معه ولكن الشاهد الوحيد انه بعد هدوء العاصفه ومراجعه الاحداث التاليه بعد لحظه الغضب هذه
لايبقى الا الندم
فها هو رؤوف ذهب فى لحظه غضب الى شريكه الثعبان ما نال منه شىء الا ان اخرج طاقه الغضب التى كانت بداخله فارتدت عليه اضعافا مضاعفه
اما نهى على الرغم من تماسكها من قبل فقد شعرت بالغضب هذا ما دفعها لطرد زوجها دون النظر الى ماسوف يحدث بعدها فلم تهتم
فبعد الجرح الغائر الذى اصاب قلبها لم يعد فى تفكيرها سوى ان تنتقم لكرامتها التى اهدرها زوجها لوقت طويل