
الحلقة 18
اللهم لا شماته
فى اليوم التالى ذهبت نهى فى الصباح الباكر الى المكتب الهندسى كان المكتب شبه خاويا فلم يكن هناك الا الساعى العجوز
الذى فور ان رآها قال : صباح الخير يا مدام نهى ازى الباشمهندس دلوقتى ؟
نهى : الحمد لله احسن ياعم …. معلش ماتعرفتش عليك قبل كده
الساعى : عبد الصمد اسمى عبد الصمد
نهى : تشرفنا ياعم عبد الصمد .هوه لسه مافيش حد جه؟
عبد الصمد: لسه والله بيجوا على تسعه كلهم
نهى : والاستاذ ايمن بيجى الساعه كام
عبد الصمد : حضرتك ماعرفتيش باللى حصل ؟
نهى : ايه خير ؟ حصل ايه؟
عبد الصمد : الاستاذ ايمن والدته تعيشى انتى تانى يوم بعد ما الاستاذ رؤوف دخل المستشفى الله يرحمها وماجاش من يومها واظن انه مش هيجى النهارده
نهى : وازاى ماحدش يبلغنا بحاجه زى كده؟ والمكتب مين بيمشيه ؟
عبد الصمد : ماتقلقيش استاذ اكرم مدير الحسابات ممشى كل حاجه والموظفين هنا بيعملوله احترام زى رؤوف بيه بالظبط
تنهدت نهى بصوت مسموع وقالت : ماشى يا عم عبد الصمد ممكن لو سمحت تجيبلى فنجان قهوه فى المكتب
عبد الصمد : من عنيا تؤمرى بحاجه تانيه
نهى :لما يجى استاذ اكرم ادينى خبر من فضلك
عبد الصمد : حاضر
انصرفت نهى الى مكتب رؤوف وهى تفكر سبحان الله فهى لم تنم ليلتها من كثره الافكار التى تزاحمت فى رأسها عما قد يفعله ايمن فى غياب رؤوف
وهاهو توفيت والدته ولم يحضر للمكتب منذ ذلك الحين
انشغلت نهى بجمع الاوراق الهامه بعدها سمعت طرقا خفيفا على الباب
نهى : ادخل
الطارق : صباح الخير مدام نهى انا الاستاذ مكرم مسئول الحسابات
نهى : صباح النور انا كنت ناويه اروح لحضرتك المكتب كويس انك جيت من نفسك
اكرم : طبعا دا انا ماصدقت ان حضرتك جيتى فى اشغال كتير متعطله وورق كتير عايز يتمضى كمان احنا آخر الشهر والراتب بتاع الموظفين متأخر
نهى : ياخبر . طيب بس نفسى افهم ليه محدش كلمنا حتى انا النهارده اول مره اعرف ان الاستاذ ايمن مابيجيش
اكرم : فى الواقع انا كنت محرج جدا انى اتكلم بس كلمت رؤوف بيه على الموبايل مغلق دايما والبيت ماحدش بيرد
نهى : فعلا فعلا ماحدش فى البيت اغلب الوقت والموبايل ما اهتمتش الصراحه ابص عليه وفكرى ان الاستاذ ايمن قايم بالشغل
اكرم : عامه دى الاوراق والمستندات اللى مطلوب توقيعها وفى شيكات محتاجين ندفعها بس الحساب فى البنك صفر
نهى : صفر !!!! ازاى ؟
اكرم: ماتقلقيش حضرتك المكتب هنا ليه حسابين حساب فيه رأس المال كله تقريبا وحساب تانى مخصوص بس لدفع المستحقات كنت دايما بعمل كشف حساب بالحاجات المطلوب مننا سدادها وبقدمها للاستاذ رؤوف او الاستاذ ايمن وهما اللى كانو بيمضوا على امر التحويل يعنى ناحيه تنظيميه فى الشغل مش اكتر عشان حساب المكتب وشركه التصدير يكونوا منفصلين
نهى : اااه انا كده فهمت خضيتنى يا استاذ مكرم
مكرم : لا اطمنى حضرتك احنا الحمد لله وضعنا مستقر وان كانت عجله الشغل مش ماشيه زي الاول بس انا واثق انه لكل حصان كبوه وان شاء الله فتره وهتعدى والمكتب يرجع يقف على رجله تانى
نهى : طيب طيب انا ممكن امضيلك على الاوراق دى ولا لازم رؤوف؟
اكرم : حضرتك لو معاكى توكيل يبقى ممكن اما اذا كان لاء يبقى لازم الاستاذ رؤوف واسمحيلى اطلب منك طلب طبعا الاستاذ رؤوف هيفضل فتره فى البيت وفى حاجات لازم الطرفين يمضوها الاستاذ ايمن والباشمهندس ومش معقول كل ورقه من ديه هنروح المستشفى او حتى البيت نمضيها ونرجع للاستاذ ايمن يمضيها فاياريت لو الباشمهندس يعملك توكيل وهيا ساعه زمن تعدى فيها حضرتك علينا هكون مجهز كل حاجه
نهى : طبعا طبعا معاك حق طيب جهز دلوقتى الاوراق المطلوب نخلصها وان شاء الله نشوف موضوع التوكيل ده قريب واهم حاجه شيكات الراتب بتاع الموظفين
اكرم : اهى دى حاجه لازم يمضيها رؤوف بيه بنفسه لانه حيسحب من حسابه فى البنك
نهى : خلاص انا هاخد الشيك معايا وخلى عم عبد الصمد يجى معايا رؤوف يمضيه وعبد الصمد يرجعهولك قبل ما البنك يقفل
اكرم : خلاص حضرتك وهو كذلك
جمعت نهى كل الاوراق الهامه من عقود ملكيه واخرى خاصه بحسابات البنك ثم خرجت من غرفه المكتب وتوجهت الى مكتب الاستاذ اكرم الذى جهز كافه الاوراق سألته نهى : هو الانسه شيري بتاعه العلاقات العامه جت ولا لسه ؟
اكرم : لاااا دى واخده اجازه مفتوحه ولما كلمتها قولتها مايصحش كده والمكتب محتاج دلوقتى كل ايد للاسف ردت عليا باسلوب غير لائق
نهى : قالتلك ايه ؟
بدا على اكرم الحرج نظرت له نهى مستفهمه عندها قال : قالتلى يولع المكتب على اللى …….
زمت نهى شفتيها وقالت : عامه ده المتوقع من واحده زيها
نهى : طيب انا رايحه دلوقتى المستشفى ادينى الشيكات وهبعتها من عم عبد الصمد
اكرم :اتفضلى حضرتك كمان حطيت معاهم شويه اوراق تانيه معلش ماكنتش عايز اتعب الباشمهندس بس حيث ان استاذ ايمن لا حس ولا خبر فأنا مضطر
نهى: هوا مجاش خالص من يومها ؟
اكرم : لاء طبعا احنا روحنا العزا وشكله كان مدمر على الاخر الله يرحمها يبدو انه كان متعلق بيها اووى كان تقريبا مش حاسس بحاجه وما اظنش انه كان مركز حتى احنا مين الصدمه والفراق كانو مأثرين فيه اووى مش ده الاستاذ ايمن اللى كنت اعرفه كان واحد تانى
اطرقت نهى برأسها : لاحول ولا قوه الا بالله انا لله وانا اليه راجعون
غادرت نهى المكتب واتجهت الى مكتب البريد المجاور للمستشفى ثم بعثت ببرقيه تعازى الى ايمن خطتها تحت اسم عائله زوجها ثم توجهت الى المستشفى بعدها وهى تشعر بخليط من المشاعر بين شعور بالواجب واضطرار له وشيئا مابين الكراهيه لايمن والشفقه عليه
صعدت نهى الى غرفه زوجها حيث كان نائما وتجلس بجواره مى ابنتهما والتى كان يبدو عليها الانزعاج
نهى : السلام عليكم خير مالك يا مى ؟
مى : بابا من شويه جاتله ازمه ولقو ضغطه على بس الحمد لله ادوله الدوا ونام وبقى احسن
نهى : ياخبر!!!طيب ليه جاتله الازمه تانى ؟
مى : الدكتور بيقول عادى ومتوقع بعد الذبحه يحصل شويه انتكاسات فى الاول لحد ما حالته تستقر عشان كده بيأكد علينا حكايه ال 3 شهور راحه دول بيقول دوول اهم مافى الموضوع دلوقتى
نهى : ربنا يستر والدكتور مشى ولا لسه قاعد
مى: قال هيخلص بقيه المرضى ويعدى تانى علينا
اتجهت نهى الى زوجها النائم وملست برفق على جبهته ففتح عينيه قليلا فابتسمت له نهى : الف سلامه عليك
قال رؤوف بصوت خفيض : الله يسلمك اتأخرتى كده ليه؟
نهى : معلش يا رؤوف سامحنى والله بس المكتب كان فيه شغل يامه
رؤوف : شفتى ايمن ؟
نهى: والدته اتوفت تانى يوم دخلت فيه المستشفى ومن ساعتها مابيجيش فاكان فى ورق وحاجات يامه ناقصه امضا
رؤوف :لا حول ولا قوه الا بالله كانت ست طيبه الله يرحمها طيب والورق جبتيه معاكى
نهى :جبتهم بس خليهم دلوقتى الدكتور قال بلاش اجهاد
رؤوف : هاتيهم ماتقلقيش دى مجرد امضا مش اكرم اللى اداكى الاوراق دى
نهى : ااه
رؤوف : يبقى اكيد فيهم كمان شيكات وتحويل رصيد فى البنك
نهى : طيب خد امضى الشيك بتاع المرتبات الاول وخلى الباقى لما تتحسن شويه وشك اصفر لسه ومش عاجبنى
رؤوف : هتروحى تودى الشيك تانى
نهى : لاء عم عبد الصمد مستنى بره هو كان عايز يدخل يسلم عليك بس هقولك انك نايم عشان ترتاح هطلع اديله الشيك واجيلك
رؤوف : ما تتأخريش عليا
مى : ايه يا بابا هوا انا مش كفايه ولا ايه يا حبيبي
رؤوف: ربنا يخليكو ليا
مضت عده ساعات حتى تحسن رؤوف وعاد اللون الطبيعى الى وجهه بعدما قضت نهى تلك الساعتين فى قلق بالغ عليه حاولت اخفاؤه على ابنتها