
إقترب زياد من فاتن وقال إيه رأيك ياعروسه فى الشقة
خجلت فاتن وهى تقول جميله يا زياد ربنا مايحرمنى منك أبدا
قهقه زياد تحت نظرات الڠضب والغيرة من إياد وهو يقول هو أنا ياختى اللى عاملها لو عايزة تشكرى حد فاشكرى إياد ثم غمز له بمرح
شعرت فاتن وكأن هناك نيران تخرج من
وجنتيها وأن قلبها قد وصل صوت دقاته لإياد
إبتسم إياد لخجلها الشديد وقال بعشق ظاهر تونه تؤمر وأنا أنفذ ولو مش عاجبها حاجه هغيرها فورا
ضحك زياد وقال بمرح تونه وقدامى كده أمال من ورايا بتقولها إيه
إبتسم إياد بقلة حيلة وقال هو أنا بلحق أقول حاجه دانا كتبت كتابى مخصوووص عشان أتكلم معاها براحتى بس زى مانت عارف أبله فرحة عامله عليا حصار ولا أكنى هخطفها وأجرى
تحدث زياد بإمتنان إنت عارف يا إياد إن فرحة پتخاف على فاتن أكتر من فاتن نفسها وكمان فرحة هى اللى مربياها وعمرها ضاع عليهم ولا اتجوزت ولا عاشت حياتها وكمان ياسيدى كلها شهرين وانت اللى هتزهق منها وتقول تعالوا خدوها
إبتسم إياد بفرحة وقال عمرها ما تطلع منى دى فاتن هى قلبى وروحى وكمان أنا عارف إن أبله فرحة پتخاف على فاتن وأنا مقدر ده جدا بالعكس بقه أنا بحب ده منها جداا بتحسسنى إن الدنيا لسه بخير وإن فيه ناس لسه ماشيه على الدين والأصول
رن هاتف زيا فذهب للرد عليه وهنا إقترب إياد من فاتن
قهقه بشدة عليها وتمنى لو يضمها لقلبه ولكنه لم يفعلها إحتراما وتقديرا لفرحة ولوعده لها أنه لن يقربها إلا فى منزله وهى زوجته أمام الجميع
يجلس بعمله
وهو يركز وبشدة فهى تعاملات ماليه ولابد له من التركيز الشديد حتى لا يخطئ خاصة وأنه من أصغر العاملين فى مكتب البريد فهو قد إختصر تعليمه حتى لايرهق فرحة أكثر ورغم تفوقه فى المرحلة الإعداديه إلا أنه قرر دخول دبلوم البريد ومنه سيعمل فى البريد فور تخرجه وبالفعل قد حصل على مايريد وهاهو الآن يكمل تعليمه وقد قدم فى الثانوية المنزلية حتى يكمل حلمه بأن يلتحق بالجامعة وها هو الآن فى الصف الثالث الثانوى أدبى
أما عند فرحة فهى كانت تعمل بكل كد حتى شعرت بالإرهاق جلست على مكتبها بعد خروج آخر زبون لديها رن هاتفها الخلوى فوجدت أختها أمل نعم فهى لديها أخت أكبر منها بعام واحد متزوجة وعندها ثلاثة أولاد فى عمر الشباب ولدان وبنت
زفرت بشدة فهى تعلم أختها لا تتصل بها إلا عندما تريد منها شيئا وفقط وكأنها قد نسيت أن لها إخوة يجب أن تسأل عليهم ولو كل حين
إلتقطت الهاتف وهى تحاول أن تهدأ وأن ترسم إبتسامة على وجهها حتى لو كانت
—
مڠتصبة
ردت بهدوء
ألو إزيك يا أمل
إمتعض وجه فرحة وهى تستمع لكلمات أختها حتى أنها سألتها بحدة طب الأول حتى إسألى على إخواتك ولو من باب الذوق وبعدها اطلبى اللى انت عاوزاه
إستمعت لردها والذى زادها ڠضبا فقالت لها ماشى يا أمل هبقى أشوف الموضوع ده وأرد عليكى معلش بقه هسيبك عشان فيه زبون دخل المحل
أغلقت المكالمة وهى تزفر بشدة وعيناها تجمعت بها الدموع فوجدت من يربت عليها بحب وتقول قالتلك إيه المرة دى !
نظرت فرحة لصديقتها المخلصة حورية والتى لم تتركها بمحنتها وظلت بجوارها حتى أنها عملت معها بالمحل كمساعدة لها ولكن فرحة أصرت أن تعطيها راتبا مجزيا خاصة بعد أن أصبح محلها من المشهورين بمدينتها ويتوافد عليه الزبائن وذلك لرخص أسعارة وجودة خامات الملابس بالمقارنة بباقى المحلات وأن من يدخل يجد به جميع الإحتياجات التى يريدها وبأجود الخامات
ردت عليها فرحة وهى تغلق عيناها حتى لاتنزل دموعها كالعادة العادى بتاعها يعنى هيكون إيه غير إنها عايزه فلوس
صاحت حورية بغيظ دى معندهاش ډم وكمان هو جوزها بيعمل إيه مش المفروض يكفيها ولا هو طمع وخلاص
شردت فرحة بكلمات أختها وقالت بحزن ماهو عندها حق دى بتقولى هو انت يعنى هتصرفى الفلوس على مين إخواتك وكبروا واشتغلوا ومفضلش غير فاتن وانت لا اتجوزتى ولا خلفتى
ثارت حورية وقالت ياسلااام هى ناسيه انك انت كمان كنت مخطوبة زيها لما مامتك الله يرحمها اټوفت والمفروض انها هى اللى تضحى بحكم انها الكبيره بس لا طبعا فكرت فى نفسها وانت كالعادة سيبتى ماجد حب عمرك كله واخترتى اخواتك وهى معندهاش ډم وتممت جوازها من هيثم ابن عمه رغم انها كانت خطوبه عاديه
بس إزاى تضحى وفوق ده كله من جبروتها لما كنت بتزوريها وانت محملة ليها شئ وشويات قالتلك بدون تفكير فى مشاعرك ان زيارتك ليها بتسببلها مشاكل مع أهل جوزها عشان زعلانين على ماجد وعلى حالته بعد ماسيبتبه
حزنت فرحة لذكرى لم تفارقها أبدا وكيف تفارقها وهى مازالت تحتفظ بصورها مع ماجد حبيبها وخطيبها والذى لم ترد من الدنيا غيره هو ولكن تأتى ظروف ۏفاة والدتها بعد والدها بعام واحد والذى قلب دنياها رأسا على عقب فكان لابد لها من الإختيار بين آخواتها وبين عشق حياتها خاصة وهى تعلم أن أمل أختها تتصف بالأنانية الشديدة ولن يهمها أى شئ غير نفسها وقد كان
Flash back
تجلس فرحة وهى تحمل عماد الذى يبلغ عامين وبجانبها فاتن ذات الأربع سنوات كانت تطعمهم بكل حب عندما دخلت عليها أمل بخبث وهى تقول
والله يافرحة الولاد من غيرك هيضيعوا إنت ليكى صبر ليهم إنما أنا مبعرفش أتعامل معاهم خااالص دول حتى مبيحبونيش زيك
إبتسمت فرحة بحزن على حال إخواتها وقالت الأطفال على
حسب الحنيه يا أمل لو انت قربتى منهم هيحبوكى
تحدثت أمل سريعا وقالت لا مانا مش عايزاهم يتعلقوا بيا عشان كده كده هتجوز فبلاش بقه
نظرت لها فرحة وقالت دون فهم طب ولما احنا نتجوز مين اللى هياخد باله منهم ويراعيهم دول لسه أطفال وملهمش غيرنا
صاحت أمل بلؤم لا يافرحة لو انت عايزة تضحى بنفسك فده براحتك إنما أنا مش هربط نفسى بحد وحياتى تضيع من بين إيديا أنا عايزه أتجوز وأعيش وأتمتع بحياتى
وقفت فرحة پصدمة وهى تقول بعدم تصديق طب وإخواتك
أجابتها أمل بجحود وأنانية مليش فيه أنا مش ملزمة بحد وانت عارفه إنى كده كده مش هقدر أشيل مسئوليتهم
ياترى هيحصل ايه تابعوا وقولو رأيكم
الفصل الثانى
نوفيلا فرحة مکسورة
سلوى عليبه
ياليت حياتنا تمضى كذكرى نقدر على محو مانريد منها ونبتعد عما نريد ولكن حتى الذكريات تحفر بداخلنا أنهارا من الۏجع ولا نستطيع محوها
مع مرور الأيام بل تأتى مجرد كلمة فتحرك المياه الراكدة للذكرى فتؤلمنا كما لو كانت اليوم
أفاقت فرحة من ذكرياتها وهى تمسح دموعها التى نزلت ليس ندما على تضحيتها ولكن أسفا على اخت لم ينالهم منها غير الألم ولا تذكرهم إلا عند المصلحة وفقط
نادت خورية على فرحة وهى تقول بإمتعاض وهى بقه ست أمل عايزه الفلوس ليه المرة دى
أجابتها فرحة بخفوت بتقول إن مصاريف ولادها زادت خاصة ان الولدين فى الجامعه والبنت فى ثانوى
اممممممم وعايزه كام المرة دى
إبتشمت فرحة بتهكم وقالت عشرتلاف جنيه
صاحت حورية وهو تقول بإستنكار نعععععم لييه هى مش عارفه انك بتجهزي فاتن اللى فرحها كمان شهرين ده بدل ماتساعدك فى جهازها هى ناسية انها من أنانيتها خدت جهازك مع جهازها واتجوزت بيه
تكلمت فرحة بتهكم وقالت دانا لما قولتلها فى مرة انى مزنوقة فى جهاز فاتن خاصة انى مش راضية اخد حاجه من زياد حتى عماد حاول يدينى فلوس وانا مرضتش قالتلى اعتبرى انك جبتيلى طقم ولا اتنين من اللى بتجبيهم لفاتن د بدل ماتطلعيلى مصروف شهرى من المحل ماهو بيكسب وزى الفل
ردت حوريه بإستنكار أعوذ بالله د قر ده أنا مش عارفه هى أختك إزاى دى
تنهدت فرحة وقالت يالله ربنا يسهلها خلينا فى شغلنا عايزاكى تشوفى إيه اللى ناقص عشان نبعت نجيبه لأنى خلاص فصلت
وقفت حورية وقالت من عيونى بس هدخل الأول أعملك كوباية قهوة إيه معتبره
إبتسمت فرحة لصديقتها والتى أصبحت أقرب من أختها إليها
بدأت فى فتح بعض الدفاتر أمامها وهى تحاول حصر ماعليها ومالها من أموال حتى دخلت عليهة فتاة صغيرة فى العاشرة من عمرها جميلة الملامح بوجهها الأبيض الدائرى وعيناها البنية التى تذكرها بشخص واحد فقط وشعرها البنى الجميل والتى ترفعه كذيل حصان