
الشعله الخامسه
ــــــــــــــــــــــــــــ
وقعت زينب،تشعر،بألم قوى بكاحل إحدى قدميها،حاولت الوقوف،لكن لم تستطيع الوقوف،فظلت جالسه أرضا،لكن رغم الألم التى تشعر،بها لم يكن لسانها صامت،أكملت سب.
تلهفت عليها صفاء،ليست متعجبه من سبها ل رفعت الزهار،فسابقاً لقنت طليقها درساً قوياً،يبدوا أن الطبيبه لا تهاب من أحد،أو ربما لا تعرف من رفعت الزهار:جلست صفاء لجوارها قائله:سلامتك يا دكتوره حصلك ايه.
تخلت زينب عن سبها،لرفعت وردت على صفاء قائله:معرفش كاحل رجلى بيوجعنى قوى،قالت هذا وعاودت سب رفعت مره أخرى.
بينما رفعت،سار قليلاً بالجواد،يحاول السيطره عليه الى أن تمكن من السيطره عليه،نزل سريعاً،من عليه،وتوجه الى مكان جلوس زينب، بلهفه لا يعرف سببها.
جثى على ركبتيه أمام زينب قائلاً:إنتِ السبب،شهقتك،خضت الحصان خلته عمل كده،وعالعموم متأسف وخلينى أساعدك،لو سمحتى.
قال رفعت هذا ومد يده،كى يضعها على كاحل زينب،لكن،زينب بحركه عفويه،شدت كاحلها،بيدها وبعدت يدهُ عنها،نظرت له نظره ساحقه قائله :
إنت إتجننت،إزاى تلمسنى،إبعد عنى كفايه،لأ وكمان بترمى اللوم عليا،وإنت اللى غلطان،مش بتعرف تركب حصان بتركبه ليه عاوز تدهس الخلق،وتجيب اللوم عليهم،اما إنك همجى بصحيح والحمار اللى كنت راكبه ميفرقش عنك.
تنحنحت صفاء قائله:معليشى،يا رفعت بيه الدكتوره زينب متعرفش إنت مين.
نظرت زينب ل صفاء بحِده قائله:أنتِ بتقولى أيه،أعرفه او معرفوش،ميهمنيش،ده واحد غلطان بيرمى اللوم على غيره،يبقى اقل ما يقال عنه همجى،ومش بس همجى،ده ميفرقش عن الحيوان اللى كان راكبه،وإياك تدافعى عنه يا صفاء،
قالت زينب هذا وعاودت تسب رفعت.
صمتت صفاء.
بينما،رفعت
رغم وصلة السب التى ألقتها عليه، لا يعرف لما أراد أن يضحك ، لكن حاول تمالك نفسه، حتى لا تُزيد من سبابها، ما المضحك بالنسبه له،لا يعلم سبب لذالك لو كانت غيرها من تسبه هكذا لكانوا يقرؤا الفاتحه على روحها الآن، لكن تلك تثير ضحكه، فلتت منه بسمه على محياه.
رأت زينب بسمته فقالت بحده وغيظ:
بتبتسم على أيه أما أنك همجى صحيح، واضح جداً إن رجلى إنكسرت بسببك دا انا هوديك فى ستين داهيه، علشان تبقى تشوف قدامك قبل ما تدهس فى الخلق، ساعدنى، يا صفاء أقوم أرجع الوحده، أشوف أى دكتور فى الوحده، يشوفلى فيها أيه.
رغم تعجب صفاء من بسمة رفعت وصمته وعدم رده على تهجم الدكتوره وسبها له، لكن مدت يدها، تساعد زينب، التى حين وقفت لم تستطيع الوقوف من آلم ساقها، فجلست مره أخرى.
عاود رفعت يُقدم لها المساعده مادداً يدهُ قائلاً: خلينى أساعدك، صفاء مش هتعرف تساعدك.
نظرت زينب ليدهُ الممدوده قائله إبعد عنى، حسابك معايا بس أصبر.
تبسم قائلاً: تمام هستنى حسابك، بس دلوقتي خلينى أساعدك.
ردت عليه بسخريه قائلاً: وهتساعدينى بقى إزاى هتجبسلى رجلى بأيدك اللى معرفتش تتحكم فى الحصان بيها.
تبسم قائلاً بخباثه: لأ هشيلك لحد الوحده،يمكن نلاقى دكتور هناك، يشوفلك رجلك فيها أيه.
نظرت له وقالت بغيظ: تشيلنى لحد الوحده، اللهى يشلوك مرابعه، غور من وشى.
لم يستطع كتم ضحكته أكثر من ذالك، رغم أنها تسبهُ، وتدعى عليه،،الى أنه ضحك عالياً، مما أغاظها أكثر، لو تستطيع الوقوف على ساقها، لوقفت وقامت بخنقه، لا بذبحه أفضل.
وهمها رفعت أنه إمتثل لطلبها ان يبتعد عنها وبالفعل توجه الى مكان وقوف، جوادهُ، وكاد يمتطيه، لكن قالت زينب بضيق:
موافقه تاخدنى للوحده، بس مش هتشيلنى، هركب عالحصان.
تبسم رفعت
ثم عاد لمكان جلوسها، وقال بمكر، تمام، زى ما انتى عاوزه، خلينى أساعدك تركبى الحصان.
مدت زينب يدها ل صفاء قائله: خدى بايدى المسافه اللى بينى وبين الحصان.
ندبت صفاء نفسها قائله: حطى أيدك على كتفى يا دكتوره وأسندى عليا.
قبل أن تضع زينب يدها على كتف صفاء، فوجئت برفعت حملها بين يديه، وسار بها،
شهقت زينب بخضه قائله: نزلنى، يا همجى، مين سمحلك تشيلنى.
صمت رفعت، يُخفى بسمته،
حاولت زينب التملُص منه، لكن همس رفعت، بوقاحه:
إهدى، يا زوزى، لو سيبتك من إيديا مش هيبقى كسر رجل بس، يمكن يكون كسر ضهر،ولا كسر رقبه ولا حوض،.
نظرت له بحده، قائله: وقح و همجى وحقير، وهتشوف أنا هعمل فيك أيه.
وضع رفعت زينب، على الجواد، قائلاً: هنتظر رد فعلك بعدين.
قال هذا وبسرعه كان يمتطى الجواد خلفها، يمسك اللجام بيديه.
شهقت زينب قائله: وده إسمه إيه، بقى أنزل من على الحصان.
رد رفعت: ولما انزل من على الحصان مين اللى هيوصلك للوحده.
ردت زينب: إنزل من على الحصان، وأسحبه من اللجام،وجهه لمكان الوحده
همس رفعت قائلاً: ما انا كده، سهل اوجه الحصان للوحده، وعادى جداً.
قال رفعت هذا ونظر لصفاء قائلاً:
حصلينا براحتك عالوحده، يا صفاء.
قال رفعت هذا ولم ينتظر أن تتحدث، زينب،
ضرب بساقه بطن الجواد، لينطلق، سريعاً.
للحظه شهقت زينب وخافت أن تقع، مسكت يدى رفعت بتلقائيه، وسرعان ما إنتبهت على ذالك وتركت يديه، وقالت: هدى سرعة الحصان، وإبعد شويه عنى بلاش التحرش ده.
ضحك رفعت دون ، رد
زاد غيظ زينب وقامت بضربه بكوعها، فى صدره.
ضحك أكثر
فقالت زينب: أيه مش قادر تمسك نفسك من الضحك أيه بزغزغك، صحيح وقح وهمجى.
قالت زينب هذا وصمتت، باقى الطريق الى أن وصلوا الى الوحده الصحيه.
قال رفعت:إمسكى لجام الحصان بأيدك،
فعلت زينب مثل ما قال وأمسكت اللجام
بينما رفعت، حين مسكت اللجام قفز من على الجواد، أرضاً، بخفه،وسهوله.
تعجبت زينب من ذالك، لكن أيقنت أنه مدرب على ذالك.
فجأها رفعت حين وضع يديه حول خصرها، وكان سينزلها من على الجواد
برد فعل تلقائي منها قامت بضربه على يديه، بلجام الجواد
تبسم رفعت قائلاً: أيه مش هتنزلى خليني أنزلك ولا عجبك القعاد على الحصان، أطلع تانى ناخد جوله أكبر فى البلد.
نظرت له بغيظ يشتد قائله: عارف لو مبطلتش وقاحتك دى، أنا هخنقك باللجام اللى فى إيدى ده، إدخل الوحده، نادى على أى واحده من الممرضات تجبلى كرسى متحرك، إنشاله نقاله.
تبسم قائلاً: طب وليه انا موجود وهما خطوتين بس، سبق وشيلتك،من شويه،يعنى مش أول مره،وبلاش وقفتنا دى الوحده فيها ناس كتير ويفهموا وقفتنا دى غلط.
قال هذا ولم يمهلها أن ترد وفاجئها مره أخرى يحملها ودخل بها الى أحد غرف الوحده
ثم وضعها على أحد المقاعد.
نظرت زينب له قائله:يلا غور من وشى.
إقترب رفعت من زينب وحاصرها يضع يديه على مسندا المقعد قائلاً:تعرفى أنى معرفش سبب إن ساكت على سبك ليا،ولسانك ده تلميه،شويه،ولا مفكرانى زى طليق صفاء،لأ إصحى يا دكتوره زينب صفوت السمراوى،إنت متعرفيش مين،رفعت رضوان الزهار.
إرتبكت،زينب من قُرب رفعت منها بهذا الشكل،وإبتبلعت حلقها قائله بتحدى:ومين بقى رفعت رضوان الزهار،كويس إنك قولت إسمك كامل قدامى،أكيد هحتاجهُ فى المحضر،اللى هعملوه لك،وإبعد عنى أحسنلك،متفكرش إن كسر رجلى،يمنعنى أبعدك عنى،بكل سهوله.
نظر رفعت لعين زينب،وتبسم قائلاً: أنا مروض خيول،وياما روضت خيول كانت شرسه،كان الضربه منها تموت،وطوعتها لأمرى.
كانت نظرات عيونهم مركزه فى عيون بعضهما،
زينب عيناه تنظر له بتحدى،بينما رفعت لا يفهم معنى لنظرات عيناه، سوى أنه يريد ذالك
ظلا تائهين،بأعين بعضهما،
لكن دخل أحد الأطباء للغرفه
قطع تواصل العيون بينهم
حين قال:بيقولوا الدكتوره زينب مُصابه.
ترك رفعت مسندا المقعد وإبتعد عن بنظرهُ عن زينب،ونظر للطبيب قائلاً:واضح إن فى إصابه فى رجِلها.
تحدث الطبيب قائلاً:فى فى الوحده دكتور عظام منتدب،غير فى جهاز آشعه،هخرج اقول لواحده من الممرضات،تجيب للدكتوره كرسى متحرك،وتاخدها،لأوضة الآشعه.
قال الطبيب هذا وغادر
تحدثت زينب قائله:تقدر تمشى،خلاص،بس متستناش منى،شُكر،و أقول عمل معروف وجابنى هنا للوحده،لأنك من البدايه السبب فى إصابتى بهمجيتك.
نظر رفعت لها مبتسماً بمكر،يقول:ومين اللى قالك إنى منتظر منك شُكر،أنا معاكى،تقدرى تقولى،إعمل الخير وإرميه البحر.
نظرت له زينب قائله بتهكم:بتقول خير،لأ والله ضحكتني،إنت السبب أصلاً فى إصابتى،وإتفضل إخرج بره،قبل……
لم تكمل زينب وعيدها،حين دخلت إحدى الممرضات،بمقعد متحرك،
نظرت ل رفعت،بأحترام،ثم قالت:الدكتور قالى،حضرتك يا دكتوره رجِلك مصابه،ولازم تعملى عليها آشعه.
قربت الممرضه المقعد المتحرك من مكان جلوس،زينب،التى سندت على مسند المقعد،وسارت خطوه وجلست،على المقعد المتحرك،قائله:كمان عاوزه دكتور،لأن معصم إيدى متعور،جرح كبير.
نظر رفعت لمعصمى،زينب،يبدوا بالفعل أن أحد معصمها مجروح،هنالك أثار دم على كُم كنزتها.
قامت الممرضه،بدفع، المقعد التى تجلس عليه،زينب،وخرجت من الغرفه
لكن سار خلفها،رفعت.
قالت زينب:أقفى لو سمحتى.
وقفت الممرضه
نظرت زينب لرفعت قائله:على فين يا أخ،هتجى ورايا كمان لأوضة الآشعه،لأ بقى ده كتير،إتفضل شوف طريقك.
نظر رفعت لها قائلاً:ومنين جالك إنى جاى وراكى،مش شايفه إن أوضة الآشعه جنب،باب الخروج من الوحده،وأنا وخلاص كده،عملت بأصلى،أتمنالك الشفا،ياااا دكتوره.
قال رفعت هذا وتوجه الى باب الخروج من الوحده،بينما دخلت الممرضه،ب زينب الى غرفة الآشعه،وهى تستشيط غيظاً من ذالك الهمجى،كم ودت النهوض من على المقعد المتحرك والذهاب خلفه وإلقائه بحجر كبير برأسهُ،علها تشفى غيظها منه.
….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بفناء كبير بالبلده،مجاور للوحده الوحده الزراعيه.
كان صوان العُرس المهيب، مظاهر العُرس طاغيه،
لكن هذا العُرس ومظاهرهُ ما هى الادعايه، لوالد العريس، كان من الطبيعى، إقامة العُرس، بأفخم القاعات، لكن مع إقتراب الأنتخابات البرلمانيّة، وجب عليه، اللعب، بأهالى البلده وغيرها، ويظهر بها كرجل يريد العيش والفرح وسط أهله وعزوته، كما يُقال، فى هذه المناسبات.
على مسرح كبير يجلس العريس وجواره عروسه المتضايقه كانت تريد أن تُقضى، ليلة عُرسها بأفخم القاعات، ويشاركها النُخبه فقط
النخبه اللذين بجلسون بمكان مُخصص لهم بالفناء، والعامه بمكان يفرحون ويمرحون ويهللون ببعض الأشياء البسيطه كالأطعمه المُميزه،
من بين النُخبه كانت تلك المُهره تجلس أمام أحدى الطاولات،وجوارها،كان يجلس هاشم الزهار وبالمقابل لها كان يجلس وسيم،
تفاجئت مُهره، بمن ينحنى على يديها يُقبلها قائلاً: عمتى مُهره، أجمل الجميلات هنا فى الحفله،والله أنتى أحلى من العروسه بكتير،كويس أنك قاعده بعيد عنها كانوا فكروكى العروسه،وتخذى جنب جمالك.
تبسمت مُهره قائله:رفعت الزهار،شكل ترويضك الخيل علمك البكش،وحشنى من فتره مشوفتكش،وفين رامى،هو كمان؟.
تبسم رفعت،قائلاً: رامى أهو، والله مشاغل،مشغولين فى مزرعة الخيل،بس منقدرش ننسى أحلى مُهره فى عيلة الزهار،اللى فى حضرتها يختفى القمر مالوش مكان جنبها،صح ولا أيه رأي هاشم الزهار،اللى فاز بأجمل مُهره.
نظر هاشم له بحقد قائلاً:طبعاً،مفيش حد يقدر يقول غير كده،مُهره الزهار أجمل مُهره فى مصر كلهاُ.
تحدث رامى الذى إنحنى هو الآخر يُقبل يد مُهره: مش بس أجمل مُهره فى مصر،دى الأجمل فى الكون كله،مش كنتِ،أستنتينى،ليه تكسري قلبى.
تبسمت مُهره:سلامة قلبك،ياأبن أختى،بلاش بكش ويلا أقعدوا جنب وسيم.
تبسم وسيم قائلاً:ليه عاوزاه الناس تحسدنا على شرف قُعادنا مع أجمل مُهره فى الكون على طرابيزه واحده.
تبسمت مُهره على مديحهم قائله:أنا اللى هتحسد إن قاعد معايا أحلى تلات فرسان مش بس فى الحفله،لأ فى البلد.كلها،عقبالكم،قريباً.
تبسم رفعت قائلاً بسخريه مبطنه:وهاشم الزهار،أكتر فارس محسود إنه فاز بالمهره،وشكراً لأمنيتك الجميله.
رسمت مهره بسمه طفيفه،
جلس رامى ووسيم جوار بعض،بالمقابل جلس رفعت لجوار،مُهره من الناحيه الأخرى،كانا يتهمسان بود معاً،رفعت يثير غيرة وغضب هاشم،
بينما وسيم ورامى كانا يتحدثان معاً الى أن،أضاءت شاشه هاتف وسيم،نظر الى الهاتف،ثم إبتسم ونهض واقفاً.
تبسم رامى قائلاً:أيه مين اللى بيتصل عليك،لتكون موزه أجنبيه.
تبسم وسيم قائلاً:لأ إطمن،ده صديق ليا من أيام بعثة لندن،هطلع أرد عليه بره الصوان،علشان الصوت،وأطمن أكتر أنا بشجع المنتج المصرى.
تبسم رامى قائلاً: أجمل مثال للمنتج المصرى،المُهره.
تبسم رامى،ورفعت،وقال رفعت:المُهره مفيش منها إتنين.
إغتاظ هاشم الجالس بينهم كأن على رأسه الطير،صامت،وهو يرى هؤلاء الشباب،يمدحون،بمُهره،ويتغزلون بها،وليس هم فقط،فهنالك أعين كثيره،بالحفل، كانت قديماً تتمنى فقط نظره من عين المُهره،التى مازالت تحتفظ بجمالها الآخاذ،رغم مُضى السنوات،وعين عاشق قديم،طلب الوصال،لكن كان الرفض من نصيبه،ترك البلده،وزهد النساء بعدها،لكن ربما للقدر مشيئه أن يعود الليله ليراها،لم تكبُر بنظرهُ.