منوعات

لم تشعر

قبل قليل
بالصيدليه التى تعمل بها ليلى
دخل ذالك الشاب.

قالت ليلى بتهجم:على ما افتكرت تجى الصيدلية،أيه اللى أخرك الساعه بقت تسعه وربع،والمفروض تستلم ورديتك بالصيدليه،الساعه سبعه ونص،تمانيه بالكتير.

تبسم لها قائلاً:كنت فى الفرح روحت أروح عن نفسى شويه،وكمان إتعشيت هناك،معليش بقى،ما انام كمان كل يوم باجى قبل سبعه ونص إستلم منك الصيدليه،إتأخرت يوم من نفسى.

ردت ليلى بتهجم: آه يا طفس،ماشى أنا همشى بقى،سلام.

خرجت ليلى من الصيدليه،تعجبت قائله:هى البلد ماتت ولا أيه مفيش أى حس فيها،كده ليه،آه أكيد كلهم فى الفرح،علشان يتعشوا،اما أخف رجلى، ماما من شويه إتصلت عليا،بلاش أقلقها.

سارت ليلى،بضع خطوات،لكن فجأه فى تقاطع شارع،ظهر خيال أمامها هنالك من يسير خلفها،إرتعبت وبدأت تُسرع بخطواتها،الى أن إقتربت من خلف ذالك الصوان،ولسوء حظها كان هنالك نُقرة مياه ضحله،حاولت تفاديها،والتجنب منها،لكن تعثرت بأحدى الأحجار الصغيره،وكادت تقع،لولا أن أمسكت بها يد،
إرتجفت،ونظرت له،رأت الشر بعينيه،حاولت جذب يدها من يدهُ،بقوه،لكن الآخر كان يطبق،يدهُ على يدها بقوه،ليس هذا فقط،بل سحبها خلفه،صرخت ليلى،لكن بسبب أصوات الموسيقى العاليه بالمكان،لم يكُن يسمعها أحد
كانت تحاول التملُص من ذالك الوغد،الذى قال:
من شويه جيتلك الصيدليه،وقولتلك عاوز علاج مرضتيش تدينى،وقولتى مش بيتصرف غير،بروشته،أنا بقى خرمان،يا حلوه،وهعدل مزاجى الليله بيكى،البلد كلها جوه فى صوان الفرح ومحدش هيسمعك،مهما تصرخى.

لم يقول هذا فقط،بل أخرج من سُترته،مديه قائلاً:لو سمعت صوتك هشُق حنجرتك،وبرضو هاخد اللى يعدل مزاجى،يبقى تنكتمى

نزلت دموع ليلى تقول بأستجداء:حرام عليك،صدقنى اللى بتعمله ده ممكن يضيع مستقبلك،معندكش أخوات بنات تخاف عليهم،أعتبرنى زى أختك.

رد الوغد:لا معنديش أخوات بنات،وبلاش كلام كتير،
قال هذا وجذب ليلى من ذراعها الذى يكاد ينخلع من جسدها،،بسبب محاولاتها شد ذراعها من يدي ذالك الوغد،إبتعدا قليلاً عن مكان العُرس،لمكان بأضاءه خافته،صرخت ليلى،مازالت تستنجد ربما أحداً يسمعها،

بمكان صغير وضيق،تابع لتلك الوحده الزراعيه،ألقى ذالك الوغد ليلى،على بقايا القش، المكان عبارة عن غرفه قديمه،شبه مهجوره بظهر الوحده الزراعيه،تبدوا انها مكان تُلقى به المخلفات ،
كل ذره بجسد ليلى ترتجف،لكن صوتها كان يستغيث،ربما يرسل لها الله من ينقذها من ذالك الوغد الآثم،

قبل أن تنهض ليلى،أقترب منها ذالك الوغد،ووضع حبه بفمه،
إبتلعها بدون جرعة ماء،نظر لليلى بأستمتاع،هى أصبحت بين براثنهُ،بدأ فى خلع ثيابه،جزء خلف أخر،أصبح لا يسترهُ سوى شورت فقط.

صرخت ليلى صرخه مدويه،شعرت بانشقاق صوتها،مع تلك الصرخه،التى كانت بالنسبه لها صرخة نجاه.

قبل لحظات خرج من الصوان،وسيم،ونظر للهاتف، الذى فجأه، فصلت شاشتهُ يبدوا أنه فصل شحن،
ضرب وسيم بيدهُ على راسه قائلاً:نسيت أشحن التليفون قبل ما أخرج،
فكر أن يعود للزفاف مره أخرى،ويقوم بشحن الهاتف،حين يعود للمنزل،
لكن قال:
ممكن أما أروح للبيت أنسى أحط الموبايل عالشحن،معايا فى العربيه شاحن،هروح أحط الموبايل فيه،وأرجع تانى للزفاف،أهو يشحن شويه على ما أروح للبيت،أبقى أكمل شحنه.

بالفعل ذهب وسيم،الى مكان وقوف سيارته،بمكان قريب من تلك الغرفه المهجوره،بظهر الوحده الزراعيه،
سمع أصوات،صُراخ،وإستغاثه،ثم صوت صرخه قويه،تتبعها صرخات متتاليه
سار خلف ذالك الصراخ،الى أن وقف أمام تلك الغرفه،
راى شاب،شبه عارى،من ظهره،وهنالك من تتوسل إليه،أن يتركها،لكن هو يترنح بأستمتاع،كأن يتلذذ بصراخها وإخافتها..

دخل الى تلك الغرفه،وضع يدهُ على أنفه،بسبب تلك الرائحه الكريهه،
رأى فتاه مُلقاه أرضًا،تعطى لذالك المتسكع ظهرها،كاد ذالك الوقت أن يتهجم عليها،
لكن قبل أن يضع يدهُ على جسدها،كان لا يشعر بتلك الضربه العنيفه التى أخذها بأنفه،ولا يشعر بأنفه الذى ينزف الدماء بغزاره،، رغم ذالك كان يترنح، من أثر تلك الضربه هو تحت تأثير المخدر الذى تناول منه حبه قبل قليل.

سَب ذالك الوغد المتسكع،وسيم بألفاظ نابيه،ناوله وسيم بعض اللكمات،ولكن ذُهل حين رفعت الفتاه وجهها،تنظر أمامها،قائلاً:
ليلى!

بدموع وضياع،لفظت ليلى إسمه،بصعوبه قائله: دكتور وسيم!،قالت هذا ولم يعد عقلها التحمُل،إختار الإنسحاب من الواقع المرير،التى مرت به.

لا يعلم وسيم سبب لتلك الرجفه الذى شعر بها فى قلبه،حين،رأى ليلى تُغمض عيناها،فقام،بضرب ذالك الوغد،ضربات متتاليه وقويه،أعدمته الحركه،ووقع أرضاً،فاقدً للوعى.

بصق وسيم عليه وتوجه،الى ليلى المُغمى عليها،رفع رأسها،وضرب بخفه على وجهها كى تفيق،لكن لم تفيق،تنحى عقله،وقام بحمل ليلى،من ذالك المكان الموبوء،وسار بها،ووضع جسدها على مقدمة السياره، ثم فتح باب سيارته وأتى بقنينة عطر كانت معه بالسياره،وقام برش رذاذ منها على وجه ليلى،التى بدأت تفيق وهى تهزى،برعب وهلع،حتى أنها صرخت .

مسك وسيم كتفيها قائلاً:ليلى إهدى،ومتخافيش.

لكن ليلى مازالت تُغمض عيناها، عقلها مازال يصور لها أن من أمامها ذالك الوغد المتسكع، وانهامازالت تحاول التملُص منه وتترجاه أن يتركها .

شعر وسيم بوخزه قويه بقلبه،وهو يراها بكل هذا الضعف،أمامه،تحدث قائلاً:
ليلى إفتحى عيونك،خلاص الوغد بعد عنك.

بدأ عقلها يستجيب لتعود الى رُشدها،فتحت عيناها،رأت،وسيم،قال عقلها،هى تتخيل ذالك،ليست حقيقه،
لكن قام وسيم،برش رذاذ من قنينة العطر على وجها قائلاً:ليلى،ليلى.

أغمضت ليلى عيناها،ثم فتحتها،مره أخرى،هى لا تتخيل،بالفعل وسيم أمامها،بتلقائيه منها،كانت ترمى بنفسها بين يديه،تعانقهُ.

تفاجئ وسيم فى البدايه،ولكن ربما هو رد فعل تلقائي منها،بوقت صعب كانت على شفى الضياع.

بلُطف،قام وسيم،بأبعاد ليلى عنه،
هنا شعرت ليلى على حالها،فابتعدت،وخجلت من فعلتها،وقالت،بتعثُر:
أنا آسفه،يا دكتور وسيم.

نظر وسيم لوجه ليلى التى تحولت كل ملامحها الى زرقاء اللون،ذهب الى داخل السياره،وأتى بزجاجة مياه،واعطاها لها قائلاً:
خدى إشربى شوية ميه.

أخذت ليلى منه زجاجة المياه بيد مرتعشه،لم تقدر على رفع يدها بالزجاجه،نحو فمها،سكبت المياه على ملابسها،دون شعور منها.

تنهد وسيم،وقام بمسك يدها التى تمسك الزجاجه،ورفعها نحو فمها،تجرعت ليلى المياه،كانها كانت تشعر بجفاف،مند أمد من الزمن،ثم تركت القليل فى الزجاجه،
وتركت يدها من حولها،مسك وسيم الزجاجه قائلاً:إغسلى وشك،بالميه علشان تفوقى.

قال هذا وسيم،وسكب بعض المياه على يد ليلى التى،بدأت تغسل وجهها،مره خلف أخرى.

نظر لها وسيم قائلاً:بقيتى أحسن دلوقتي.

أومأت ليلى رأسها،وقالت بخفوت:الحمد لله،شكراً لك،ربنا بعتك ليا علشان تنقذنى.

رد وسيم:وأيه اللى مخليكى خارج بيت أهلك،لدلوقتى،أكيد كنتِ فى الزفاف،مش المفروض بنت زيك تبقى بره بيت أهلها لدوقتى،الساعه،داخله على عشره ونص،ودى بلد أرياف،والطقس،مايل لسه للشتا،يعنى الناس بتنام بدرى.

ردت ليلى:بس أنا مكنتش فى الزفاف،وووو…

رد وسيم مقاطعاً:مكنتيش فى الزفاف،أمال إيه اللى جاب المكان ده،عالعموم،مش وقت تبرير،إتفضلى معايا خلينى أوصلك لحد باب بيت أهلك.

قبل أن تتفوه ليلى،قال وسيم:قولت يلا،بلاش الوقت بدأ يتأخر،إخلصى.

صمتت ليلى،هى بالاساس غير قادره على التنهد،لا المناهده والتبرير،
لكن حين حاولت أن تسير،كادت أن تتعثر وتقع،لاحظ وسيم ذالك،فأمسك يدها،الى أن جلست،بداخل السياره.

قال وسيم:بيت أهلك من أى إتجاه؟

أشارت ليلى له على إتجاه منزلها،
سار بالسياره،كانت ليلى صامته،تود أن تصل الى منزلها فقط،تحتمى بحيطانه،رغم ان الطقس يعتبر،ربيعياً،لكن تشعر ببروده شديده،وضعت يديها حول كتفيها تمسد بهم،علها تشعر،بالدفئ.

تحدثت قائله:خلاص وصلت،بيتى اللى هناك،ده.

نظر وسيم الى ذالك المنزل التى أشارت إليه ليلى،هو منزل بسيط من دور واحد،وسور فوقه،توقف وسيم بالسياره،
لم تستطع ليلى التحرك من مكانها،كأنها إلتصقت،بالسياره.

تنهد وسيم،ونزل من السياره،وذهب للباب الآخر وقام بفتحه،ومد يدهُ لليلى قائلاً:خلينى أساعدك.

مدت ليلى،يدها له فقام بجذبها،برفق،تجاوبت معه ونزلت من السياره،وقالت له:بشكرك يا دكتور وسيم،أنت أنقذت حياتى.

رد وسيم قائلاً:ياريت تتعظى،وبعد كده بلاش تروحى أفراح،وتتأخرى،أهو انت شوفتى بنفسك،كان بينك وبين الاغتصاب او يمكن القتل خطوه.

رغم أن ليلى تعلم أن هذا ليس صحيح،هى لم تكن بذالك الزفاف،لكن غير قادره على التبرير الآن،ربما فى وقت،لاحق،كل ما تريده الآن هو الدخول الى منزلها والذهاب الى فراشها،والنوم فقط.

قالت ليلى قبل أن تسير تتجه لمنزلها:شكراً لك وتصبح على خير.

ظل وسيم واقفاً،ينظر لليلى،الى أن فتحت باب منزلها ودخلت إليه،ثم عاد لسيارتهُ مغادراً.

بينما،ليلى فتحت باب المنزل،ودخلت وأغلقت خلفها الباب،وإنهارت أرضاً،لدقائق،تشعر برجفه وألم بكل جسدها، كل ذره به تؤلمها،ثم تحاملت على نفسها،ودخلت الى داخل المنزل.
وجدت والداتها واقفه،كانت ترتدى ملابس للخروج،تلهفت حين رأت ليلى وقالت بلهفه:
ليلى إيه اللى أخرك الليله كده فى الصيدليه،مش متصله عليكى من ساعه،وقولتى،خلاص هتيجى.

ردت ليلى بكذب:دخلت إتفرجت شويه على،زفاف أبن عضو مجلس الشعب.

إقتربت فاديه باسمه من ليلى وقبل ان تتحدث،وضعت يدها على كتف ليلى،شعرت برعشة جسدها
فقالت بخيفه:ليلى مالك بترتعشى ليه،الجو مش برد علشان ترتعشى كده.

ردت ليلى:يظهر أخدت دور برد،وفعلاً انا بردانه قوى.

ضمتها فاديه،لجسدها،لكن إشتمت،تلك الرائحه الكريهه،العالقه بثياب ليلى وقالت:
أيه الريحه النتنه اللى على هدومك دى،أنتى كنتى فين؟

ردت ليلى:أنا زى ما قولتلك كنت فى الفرح،بس وانا ماشيه وقعت فى نُقرة ميه،يمكن،مطرح بلاعة صرف صحى.
ردت فاديه:يمكن ده اللى محسسك بالبرد تعالى معايا،خديلك دُش ميه دافيه،وهعملك شاى بلمون ونعناع،يدفوكى،شويه.

ردت ليلى:لا متعمليش حاجه يا ماما،انا هاخد قرصين مضاد حيوى مع مجموعة برد وهنام وهصحى بكره كويسه.

ردت فاديه:
طيب هحضرلك لقمه تاكليها.

ردت ليلى:لأ مش جعانه،يا ماما كنت جبت سندوتشات وأنا فى الصيدليه وأكلت،انا عاوزه أنام،أمال مروه وهبه ناموا ولا إيه.

ردت فاديه:أه هبه هلكانه طول اليوم من درس،لدرس تانى ما بتصدق،تدخل المغرب،وتقول فين السرير،ومروه،كمان بتصحى بدرى،نامت،يلا على ما تقلعى هدومك فى الحمام هجيللك غيار نظيف.

تركت ليلى والداتها وتوجهت الى الحمام،خلعت ثيابها،ونزلت أسفل المياه،البارده،تسيل المياه مع دموعها،كلما أغمضت عيناها،ترى الجحيم التى عاشته من قبل دقائق،ورأفة الله بها حين سترها من هلاك،كان من الممكن أن يتسبب لها ولاختيها فى فضحيه،تؤثر عليهن.

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل