
ليلى بتردد : و انا مالى ، هو اى حد اعرفه عليها تروح باى معاه كده من غير ماتفكر فى اهلها
داوود : قصر الكلام يا ماما .. من فضلك مش عاوز سيرة الموضوع ده تيجى مرة تانية و لا حتى بينك و بين نفسك ، و ياريت نراعى الحالة النفسية بتاعة جدى قبل العملية
اما بغرفة المكتب فكان المنشاوى يقول لرنيم : انتى عارفة ان خالك مابيفكرش غير فى الشغل ، يمكن يكون شايل عنى كتير و كتير اوى كمان ، لكن فى حاجات تانية ماحدش بيعرف يعملها غير داوود
رنيم : حاجات زى ايه يعنى
المنشاوى : حاجات كتير يا بنتى هتفهميها شوية بشوية ، لكن اهم حاجة دلوقتى هى الحماية
رنيم باستغراب : دى تانى مرة تقوللى الكلمة دى ، حماية من مين بس انا مش فاهمة
المنشاوى : من الكل يا رونى ، انتى مطمع لناس كتير متلجمين و واقفين بعيد لمجرد خوفهم منى و من داوود ، و الدليل على كده ان معتز حاول يخليكى تبعدى عننا عشان يستفرد بيكى
رنيم : ممكن بلاش السيرة دى دلوقتى
المنشاوى : حاضر يا بنتى ، بس لازم تفهمى انك مش قليلة ابدا ، بالعكس انتى مطمع لناس كتير ممكن ماتتخيليش اصلا انهم ممكن يطمعوا فيكى
ناس تقابلك و تظهرلك الحب و الود و هى من جواها ماليها الحقد و الطمع
رنيم : ليه يا جدو ، هو انا ماتحبش للدرجة دى
المنشاوى ضاحكا : انتى .. ده انتى تتفرش لك قلوب الفرسان على الارض
رنيم بحيرة : اومال ايه كلامك ده
المنشاوى بحب : كلامى ده عشان تاخدى بالك و حذرك ، و تقدرى تفرقى بين الناس اللى بتحبك بجد ، و الناس اللى قربها منك مش اكتر من مصلحة و بس
و مهما روحتى و اللا جيتى .. مش هتلاقى حد يحبك بعدى زى داوود
رنيم بسخرية : داوود مابيحبش حد
المنشاوى : طب ازاى بتقولى كده و هو بيعمل كل اللى بيعمله ده عشانا كلنا
رنيم : انا عارفة انه بيحبك و اكتر واحد بياخد باله منك .. حتى اكتر منى كمان ، بس …
المنشاوى مقاطعا : بس انتى مش مدياله فرصة ابدا انه يوريكى هو بيحبك اد ايه
لتبتسم رنيم بتهكم ، ليقول المنشاوى مرة اخرى : طب لو هو زى ما بتقولى كده .. تقدرى تقولى ليه عمل كل اللى عمله ده عشان يحميكى من معتز
رنيم باحباط : مش قلت لحضرتك بلاش السيرة دى دلوقتى
المنشاوى : طب ممكن قبل ما اقفل السيرة دى نهائى اسالك سؤال و تجاوبينى عليه بصراحة
رنيم : سؤال ايه
المنشاوى : كنتى هتقدرى تتجوزى فعلا من غير موافقتنا كلنا ، كنتى هتقدرى تبعدى عننا زى ما هو كان عاوز ، كنتى مصدقاه للدرجة دى و هو ماحاولش ولا مرة انه حتى ييجى يتقدملك رسمى ، ازاى صدقتيه بالشكل ده
رنيم باستنكار : دى سلسلة اسئلة يا جدو مش سؤال واحد
المنشاوى : لو كنتى سافرتى و مو*تت و انتى بعيدة عنى كنتى هتعملى ايه
لترتمى رنيم باحضان جدها مرتعدة قائلة : لا يا جدو .. بلاش تقول كده مرة تانية ، الف بعد الشر عليك ، ده انا كنت امو*ت معاك
المنشاوى : و ده سبب تانى انى اجوزك لداوود امبارح
رنيم : مش فاهمة
المنشاوى : خفت عنادك يخليكى تبعدى عنى و امو*ت و انتى بعيدة ، و تفضلى عايشة الباقي من عمرك و انتى بتلومى نفسك على بعدك عنى
رنيم بجزع : بعد الشر عليك ، ان شاء الله هتقوم بالف سلامة
ليضغط المنشاوى على كفها و يقول : داوود لو طال يجيب لك لبن العصفور هيجيبهولك ، و هو برضة اللى هيقدر يقف فى ضهرك قدام الكل وقت ما اسيبك و ارجع لربنا
رنيم برهبة : تانى ياجدو
المنشاوى : يابنتى اسمعى كلامى
بعدم اقتناع : ايوة يا جدو .. بس داوود …
المنشاوى : ماتكملى .. ماله داوود
رنيم بتردد : يعنى يا جدو ، علاقاته كتير و …
المنشاوى : طب ماهو لازم تبقى علاقاته كتير جوة و برة كمان ، انتى ناسية مركزه و شغلنا بيخلينا نقابل مين و نعرف مين
رنيم بامتعاض : ياجدو مش ده قصدى
المنشاوى : طب قوليلى قصدك
رنيم و هى تنظر بعيدا : اقصد علاقات نسائية
المنشاوى بذهول : مين ده .. داوود ، انتى جيبتى الكلام الفارغ ده منين
رنيم بامتعاض يعتليه لمحة من الحزن : مش كلام فارغ ابدا ، و ياما شفته بعينى و هو سهران مع ستات و بنات و فى منهم اجانب كمان
المنشاوى : اكيد عملا عندنا و بيبقى عشاء عمل
رنيم : و عشاء العمل ده يسمحله انه يرقص معاهاهم و يحضنهم و كمان …..
المنشاوى بفضول : سكتتى ليه ماتكملى .. ايه اللى بيحصل تانى
رنيم و هى تطحن ضروسها : و يبوسهم يا جدو
المنشاوى : لا طبعا مايصحش ، لكن ممكن يكونوا احرجوه مثلا
رنيم : انت علمتنى ان الكلام ده مافيهوش احراج ، و اللا يعنى عشان هو راجل و انا بنت
المنشاوى : لا يا بنتى ، الحلال و الحرام مافيهوش راجل و ست ، بس برضة لازم نسمع منه
رنبم بشهقة : اوعى تقول له انى قلتلك حاجة
المنشاوى و هو يطمئنها و يربت على كف يدها بحنان : لا ياحبيبتى ماتخافيش ، انا هتصرف بطريقتى .. ماتقلقيش ابدا
بس برضة الحكاية دى مالهاش علاقة باللى قلته لك
رنيم : انا مش فاهمة حضرتك خايف عليا من ايه و اللا من مين بالظبط
ليصمت الشناوى قليلا ثم يتنهد و يقول : خايف عليكى من كل اللى حواليكى يا بنتى ، و من الدنيا بحالها ، خايف عليكى من طيبتك الزيادة اللى بتخلى الناس تطمع فيكى
خايف من بعد ابوكى عنك ، و يمكن اخاف اكتر من قربه
رنيم : تخاف عليا من قربه ازاى يعنى ياجدو ، انا مش فاهمة حاجة خالص
المنشاوى : مش هقدر اوضحلك اكتر من كده دلوقتى ، لكن عاوزك دايما تبقى فى ضهر داوود و تدعميه فى كل قرار ياخده بخصوصك حتى لو شفتى وقتها انه مجرد تحكم او انه حاجة مش مهمة
لتنظر له رنيم فى صمت و هى لا تعى سبب لكل هذا الحديث ، لتجده يقول بتشبث : اوعدينى تنفذى كل اللى قلتلك عليه
رنيم : انفذ ايه بس يا جدو انا مش فاهمة اى حاجة اصلا
لينهض الشناوى من جلسته قائلا : اوعدك انك هتفهمى كل حاجة لوحدك
ليسمعا دقا على الباب ليسمح المنشاوى للطارق بالدخول .. فيجده عابد الذى اطل برأسه قائلا : كنت محتاج اعرض عليك شوية حاجات قبل ما اطلع على المصنع
المنشاوى : تعالى يا عابد ، و روحى انتى افطرى يا رنيم .. انتى مافطرتيش لسه و ما اتعشيتيش كمان امبارح
رنيم : هو حضرتك مش خارج النهاردة
المنشاوى : لأ .. انا هريح النهاردة و داوود و خالك هم اللى هيروحوا المصنع
عابد : داوود مشى من حوالى نص ساعة و قال انه هيكلمك من هناك ، و اما هيخلص شغل ، هيروح على طول عشان يجيب يقين
رنيم بدهشة : هى يقين جاية النهاردة
عابد : ايوة .. بتقول الرحلة ماعجبتهاش ، فقررت ترجع
رنيم : حد برضة يقطع رحلة للساحل فى الجو ده
عابد بمرح : مانتى عارفة صاحبتك مجنونة
المنشاوى : و هى راجعة لوحدها
عابد : لا .. معاها اتنين من صاحباتها
رنيم : طب انا هروح افطر
المنشاوى : و خليهم يبعتولنا قهوة من فضلك
رنيم : حاضر يا جدو
لتعود رنيم الى الخارج لتطلب افطارها من احدى الخادمات قائلة : معلش يا هاجر مالحقتش افطر ، لو ممكن تعمليلى سندوتش و النسكافية بتاعى ، و جدو و خالو فى المكتب عاوزين قهوة
و بعد انصراف الخادمة تنجه الى التراس لتشتم بعض الهواء لتجد ليلى تجلس هناك هى الاخرى ، و قبل ان تهم للعودة مرة اخرى الى الداخل تسمع ليلى و هى تقول لها : ايه يا رنيم .. رجعتي ليه لما لقيتينى هنا
رنيم بحرج : ابدا يا طنط ، بس حبيت اسيبك براحتك
ليلى : لا ماتقلقيش .. مش هتضايق ، الا لو كنتى انتى اللى مش حابة تقعدى معايا
لتقترب رنيم من مقعد امام ليلى و تجلس وهى ترسم ابتسامة باهتة على وجهها لتباغتها ليلى بقولها : يا ترى عرفتى ان معتز اتجوز
رنيم بجمود : ايوة
ليلى : عرفتى امتى
رنيم : امبارح بالليل
ليلى : يارب تكونى فهمتى انه ولد لعبى و كان بيلعب بيكى
رنيم : ماكنتش اعرف انه كده
ليلى : النادى كله عارف سمعته من زمان
رنيم بترصد : و لما حضرتك عارفة عنه كل ده .. ليه عرفتينى عليه و فضلتى تقوليلى فيه اشعار وقتها
ليلى : مجاملة مش اكتر
رنيم بتهكم : دلوقتى بقت مجاملة ، ثم المجاملة دى المفروض تبقى قدامه مش بينى و بينك كمان
ليلى : تقصدى ايه بكلامك ده
رنيم : اقصد ان حضرتك فضلتى فترة كل ماتشوفينى تقوليلى فيه اشعار و شجعتينى كمان انى اقرب منه لانى هتعلم منه حاجات كتير على حسب تعبيرك .. يا ترى كلامك ده كمان كان مجاملة
ليلى ببعض الحدة : و انا هيبقى ايه مصلحتى انى اقربك منه و هو ولد مش كويس
رنيم و هى تنهض من جلستها : الحقيقة ده سؤال مسيرى هعرف اجابته بنفسى .. بعد اذنك يا طنط
لتتركها رنيم و هى تعود الى الداخل لتجد هاجر امامها و هى تحمل لها افطارها مرفق بمشروبها المفضل ، فتتناوله من يدها و هى تقول : انا برة فى الجنينة يا هاجر لو جدو سال عليا
هاجر : حاضر يا انسة رنيم
اما باليونان فكان سليم والد رنيم يجلس بمنزل فخم للغاية و هو يتناول طعامه بصحبة زوجته نانسى و ابنتيه سيلا و سالى ، و كانت نانسى تقول : انا مش موافقة ابدا على اللى انت بتعمله ده ، نفسى افهم ليه كل مابتشترى حاجة بتشتريها باسم رنيم
سليم بعدم اهتمام : لان رنيم معروف مين جدها و وزنه ايه و ثروته ايه ، و ماحدش ابدا هييجى فى باله ان دى فلوسى انا
نانسى : ماتفرقش ابدا
سليم و هو يترك مقعده : تفرق كتير اوى ، انتى بس اللى مش عاوزة تفهمى
و عند ابتعاده تلحق به نانسى قائلة : طب ماتفهمنى
ليمسكها سليم من ذراعها ببعض الحدة و هو يقول بتوعد : كام مرة نبهت عليكى انك ماتتكلميش فى الحاجات دى قدام سالى و سيلا
لتنفض نانسى ذراعها من بين اصابعه قائلة بتهكم : انت كمان مش مركز و لا شايف ، ماهم حاطين الهاند فرى على ودانهم و مش معانا من اساسه
سليم بتحذير : و لو ، حتى لو اللى بتقوليه ده مظبوط ، برضة لازم تنتبهى
نانسى بامتعاض : المرة الجاية هاخد بالى ، ممكن بقى تفهمنى
سليم : انتى عارفة كويس اوى ان مرتبى من الوظيفة مايسمحش ابدا انى اشتري كل الارض دى ، و ان لو حد انتبه للحكاية دى هيبقى سين و جيم
نانسى : طب مانا قلتلك مافيش احسن من بنوك سويسرا
سليم : و انا مش هفضل عمرى كله بتنقل من بلد لبلد ، ثم الارض سعرها بييتضاعف ، انما البنوك .. مانتى فاهمة
نانسى : طب و اخواتها و انا ، ازاى يعنى التفرقة دى
سليم : انا مفهم رنيم كل حاجة ، و هى عارفة كويس ان الاراضى كلها مجرد امانة عندها
نانسى بتهكم : و انت بقى تضمن منين انها لو اتجوزت .. جوزها مايطمعش فى كل حاجة و يشيل الجمل بما حمل ، و تلاقى نفسك فى الاخر يا مولاى كما خلقتنى
سليم : و انتى يعنى شايفاها قايمة تنجوز الصبح ، يوم مايحصل حاجة زى دى اكيد هاخد ضماناتى
نانسى : انت لازم تنزل مصر يا سليم ، و تمضيها على عقود بالبيع و الشرا ، انا مش فاهمة ازاى لحد دلوقتى مش مخليها تعمل لك توكيل رسمى
سليم بسخرية : و انتى بقى فاكرة المنشاوى اهبل و هيوافق على حاجة زى دى
نانسى : و هو ماله .. ده انت ابوها
سليم : ده انا لما لمحتله بس بالحكاية دى عشان اعرف اشتريلها الحاجات اللى بشتريهالها ورانى وشه التانى و قالى فيما معناه .. العب غيرها ، و ان اى حاجة عاوز اشتريهالها .. اكلم المحامى بتاعه و هو يتصرف
و بينى و بينك لقيتها اسلم و اامن ، لانها بالطريقة دى هيبان ان المنشاوى هو بنفسه اللى اشترى كل الارض دى لرنيم مش انا