
داوود : اللى رنيم عاوزاه لو الكل موافق عليه انا ماعنديش مانع
يقين : و انا كمان ماعنديش مانع ، يمكن فعلا لو اتحول لمستشفى يخفف شوية من ذنوب اهالينا
بعد عدة اشهر
كان داوود متجها الى غرفة نومه بعد ان مر على صغيرته و اطمأن انها ذهبت فى نوم عميق ، و ما ان دلف من الباب .. حتى وجد رنيم تجلس بالشرفة و يبدو على ملامحها الشرود ، فجلس امامها قائلا بفضول : ايه السرحان ده كله
لتنظر له رنيم بانتباه و تتنهد و هى تمد له يدها بشئ ما جعل داوود ينظر اليها بتساؤل و قال : ايه ده
رنيم : اختبار حمل
داوود : مانا واخد بالى ، بس ده جديد ، انتى شاكة انك حامل
رنيم بإيماءة بسيطة : ايوة
داوود بشغف : طب ما تقومي تجربى خلينا نعرف
رنيم بفضول : لو طلعت حامل هتنبسط
داوود بعتاب ضمنى : عاوز اجرب احساسى بيكى و انتى جواكى حتة منى
رنيم بخجل : مانا عشان كده مارضيتش اعمل الاختبار غير و انت معايا ، حسيت انى مش هينفع اتخطاك من تانى
داوود بتشجيع : طب ياللا .. مستنية ايه
رنيم : المفروض يبقى الصبح اول ما اصحى من النوم
داوود بخيبة امل : يعنى لسه هنستنى للصبح ، قومى اعمليه دلوقتى و ابقى اعمليه تانى الصبح
رنيم ضاحكة : مالك قلبت على خوخة كده لما بتبقى عاوزة تعمل حاجة و مش صابرة
داوود بتشجيع : ياللا بس قومى
رنيم بتسليم : ماشى .. امرى لله
لتخرج من الحمام بعد عدة دقائق و هى تشير الى العلامات الحمراء الموجودة بوضوح على الاختبار ليضمها داوود بقوة و هو يقول بسعادة : الف مبروك يا رونى .. مبروك يا حبيبتى ، قوليلى نفسك فى ايه اجيبهولك
رنيم ضاحكة : نفسى تعقل يا حبيبى ، لسه بدرى اوى على الكلام ده
داوود : مانتى عارفة .. ماليش سوابق فى الحكاية دى
رنيم : تعرف .. وقت ما كنت حامل فى خوخة .. كنت اوقات كتير اوى بسال روحى .. ياترى لو كنت عرفت بحملى و انا معاك كان هيبقى رد فعلك ايه ، و كنت كل ما احس بتعب .. كان زعلى منك يزيد اكتر لانك مش معايا
و بعد ماعرفت انى للاسف سلمت دماغى لخالو و حرمت روحى من حضنك و حنيتك طول الوقت ده ، بزعل من نفسى اوى انى غلطت الغلطة دى
داوود : احنا الاتنين غلطنا ، بس اكبر غلطة اننا كنا عارفين ان الديابة محاوطانا و متكالبة علينا من كل ناحية ، و رغم ذلك امنالهم و اديناهم ضهرنا واحنا متطمنين
رنيم : عندك حق
داوود : المهم دلوقتى تحضرى نفسك يوم الخميس الجاى ان شاء الله عشان عندنا فرح
رنيم بفضول : فرح مين
داوود : سهام بنت مصطفى درويش
رنيم بذهول : ايه ده ، معقول ، و مين العريس يا ترى
داوود بسخرية : مش هتصدقى .. مدير مكتب مصطقى بية
رنيم بصدمة : مش معقول .. و سهام وافقت بسهولة كده
داوود : الحقيقة ما حاولتش اعرف ، بس اللى وصللى انها شبه مختفية من الحياة العامة من وقت اللى حصل ، و خصوصا بعد ما عرفت بمو*ت سالى
رنيم : ربنا يهديها
عندما ينمو الحب فى القلوب .. يجب ان تكون الثقة و الصراحة المتبادلة ذات اساس متين من الدعائم الرابطة بين العلاقات و بعضها البعض
و غياب الثقة يخلف من ورائه اضطراب تلك الدعائم و انهيارها
فقد يتمسك الاطراف بوجهة نظرهم و رأيهم و يتمسكون بصحة تصرفاتهم دون محاولة فهم منظور الطرف الاخر الذى قد يكون ايضا على حق من وجهة نظره
فقد أخطئ داوود عندما انقاد لمغريات الربح الكبير الذى قدمته له سهام بحجة انه يجب الفصل بين العمل و المشاعر الخاصة ، و اخطئ مرة اخرى عندما لم يتمكن من ارضاء غرور الانثى بداخل رنيم التى قدمت له افتراضية الاختيار بينها و بين الصفقة
و لكن .. كانت رنيم صاحبة الخطأ الاكبر عندما سلمت وسواسها لكلمات عابد لتسمح له بالوقيعة الكبرى بينها و بين داوود ، و نسيت ان داوود و ان كان لم يرضى غرور دواخلها الا انه لم يكذب عليها قط ، فكان يجب عليها قبل اتخاذ ذلك القرار ان تتذكر ثقتهما المتبادلة ، و ان تواجهه بما علمت حتى و لو كان الواشى هو خالها
و لكنها اتبعت هوى الشيطان و هربت بعيدا لتحرم نفسها و زوجها من حياة كان بالاولى ان تكون سعيدة
و فى كثير من الاحيان تولد الذئاب من رحم الغنم ، لتنمو و تترعرع باحضانها دون ان يدور بخلدها سوى مخططات افتراسها
قد يتسائل الكثير عن اسباب طمع عابد و سليم و هما لا يفتقران ابدا الى المال و الثروة لنجد ان نسبة غير قليلة ممن يتصفون بتلك الصفات .. هم ممن يملكون ثروة ليست بالقليلة ، و لكن خوفهم من نقص تلك الثروة يصيبهم بهوس المال
قال تعالى فى كتابه الحكيم فى سورة الشورى ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر ما يشاء إنه بعباده خبير بصير )
صدق الله العظيم ، و سبحانه جل شأنه اعلى و اعلم بشئون عباده
و لكن هناك من يسعى لاكثار ماله بما حلل له الله و البعض الاخر لا يفرق بين حلالا و حراما و هو يتغافل عن ان المال الحرام يكتسح فى طريقه كل ما اختلط به حلالا و حراما
فلم يتمتع اى من مالكى الحرام بمالهم ، و لم يستطع اى منهم الاستفادة به على الاطلاق ، و ما كان الا ان احتال محتال جديد على المحتالين الاساسيين ، و كأن لسان حالهم يقول يمهل و لا يهمل ، و من جاء من الحرام يصبح كالهشيم تذروه الرياح
و عندما نتحدث عن الام و التى تكون غالبا لا تتمنى سوى سعادة ابنائها ، الا ان لكل قاعدة شوا.ذ
و شوا.ذ القاعدة ها هنا هى ليلى .. التى انعدم ضمير الام بداخلها و هى لا ترى سوى المال و المال فقط ، لتقضى ما بقى من عمرها وحيدة منبوذة من الجميع
و لكن دائما نجد امامنا نماذج لبعض الفاسدين من صلب انقياء كما كان عابد من صلب المنشاوى
و ايضا نجد انقياء من صلب الفاسدين كما كانت سيلا من صلب سليم ، فلا بجب ان نحكم على شخص بانه يجب ان يكون صورة من ذويه ، فليس كل كتاب يدل عنوانه على مكنون صفحاته
و لكننا دوما فى نهاية المطاف نجد ان العدل الالهى هو الابقى و الاكثر ارضاءا للضمائر النقية
و انه مهما طالت حقبة الاحقا.د و الطغا.ئن ، الا ان الحب يبقى دائما بوجه الذئاب
سعدت بصحبتكم و اتمنى ان اكون قد اسعدتكم
وتكالبت عليهما الذئاب .. بقلمى .. ميمى عوالى
بحبكم فى الله
تمت .