
سيلا : طب هى حالتها العامة عاملة ايه
الطبيب : احنا نقدر نقول ان لسه قدامها شوية على ما عضم الجمجمة بتاعها يلتئم من اثر الوقعة و العملية ، و اعتقد ان كتفها ممكن يخف قبل كده ان شاء الله
سيلا بتردد : طب و عنيها
الطبيب : مش هقدر اخبى عليكى .. دكتور العيون وقت الكونسلتو ماكانش كلامه يطمن ، لكن تقدروا تتواصلوا معاه و تفهموا منه اكتر
رنيم: انا اتواصلت معاه .. شكرا يا دكتور
الطبيب قبل انصرافه : تحت امركم
ليدخل الجميع الى غرفة سالى و هم يتابعون بعيونهم رأسها الملفوف بالاربطة الطبية و عينيها المغطاه ايضا ، و كتفها المعلق فوق صدرها و هى تنام بسكينة بائسة
لتلتفت سيلا الى رنيم بفضول قائلة : لما كلمتى دكتور العيون قال لك ايه
رنيم بصوت هادئ : قال انها ممكن ماتقدرش تشوف من تانى
سامر : بس فى حالات ممكن تعمل عملية و ترجع تشوف من تانى و اللا ايه
رنيم : بيبقى ليها نسبة نجاح تختلف من حالة للتانية
داوود : طب بما ان مافيش جديد .. ياللا بينا و اللا ايه
رنيم : ياللا .. قعادنا مامنوش لزوم
لتمر الايام على وتيرة واحدة .. لم يظهر عابد مرة اخرى ، و لم يحاول احد ان يعلم عنه شئ
اما سليم .. فقد دخل فى حالة اكتئاب حادة .. ليمتنع تماما عن الطعام ، فاضطر الاطباء ان يقوموا بتغذيته عن طريق المحاليل الطبية البديلة ، ليستسلم لهم سليم تماما و كأنه فاقد لاهليته و هويته ، و لم يكن يتحدث تماما
ليتم نقله الى احدى دور الرعاية بصحبة زائرة صحية مقيمة استأجرتها رنيم .. لتقوم على رعايته بالكامل تحت اشراف طبى و مهنى
اما سالى فظلت فى غيبوبتها الى ما يقرب من الخمسة اشهر .. و كانت رنيم و سيلا خلال تلك الفترة يتناوبان على معاودتها على فترات قريبة للوقوف على تطوراتها
حتى كان يوما استقبلت رنيم مكالمة هاتفية من المشفى تستدعيها للحضور فورا على وجه الاهمية ، و عند وصولها بصحبة داوود .. علمت بأن سالى تم نقلها لغرفة العمليات مرة اخرى صباح اليوم
و عند خروج الطبيب من غرفة العمليات قال لهم بعملية شديدة : الحقيقة مدام سالى اتعرضت لسكتة دماغية
رنيم : ممكن اعرف ده حصل ليه
الطبيب : الحقيقة النزيف الداخلى اللى كان فى المخ و رغم اننا قدرنا نسيطر على نسبة كبيرة منه و كان المفروض ان التصفيات اللى باقية تخرج عن طريق الدرنقة ، لكن للاسف رغم طول الفترة دى الا ان النزيف ما وقفش ، و دى حالات بتبقى نسبتها قليلة الحقيقة ، و النهاردة بعد الفجر اتعرضت لسكتة دماغية ، و الحقيقة حاولنا تسعفها لكن .. كان فات الاوان ، البقاء لله
رنيم بصدمة : ماتت
الطبيب قبل انصرافه : شدوا حيلكم
رنيم ببعض التيه : ماتت يا داوود .. سالى ماتت
داوود و هو يضمها تحت جناحه : البقاء لله يا حبيبتى .. ادعيلها
ليمر عاما كاملا بعد مو*ت سالى و الذى لحق بها سليم بعد اسابيع معدودة نتيجة تدهور حالته الصحية و ضعفه الشديد لامتناعه التام عن الطعام مما ادى لفشل معظم الاجهزة الحيوية لجسده ليرحل عن الحياة مصطحبا معه شيطانه دون ان يعلم بمو*ت سالى ، فقد اتفق الجميع على عدم ابلاغه بخبر وفاتها
اما ليلى فقد انقطعت جميع اخبارها تماما ، و لم تحاول الاتصال باى منهم ، و لكن داوود كان يتابع اخبارها عن بعد ليعلم انها ضا.ربت بالبورصة بكل ما تملك من مال ، لتخسر اموالها بالكامل ، لينتهى بها المطاف كعاملة باحدى صالات القما.ر ، ثم تنقطع بعد ذلك اخبارها تماما
و لكن .. كانت المفاجأة عند العثور على عابد و التعرف عليه بواسطة احد العاملين بالمصنع .. عندما اصطدم به اثناء هروبه عندما لمح احد رجال الشرطة يقترب من مكانه حيث كان يجلس بين المتسولين ، رث الثياب و المظهر
ليقول العامل بذهول : عابد بية .. ايه اللى عمل فيك كده
عابد كالمجذوب و هو يتلفت حوله : ششش .. بس لا يسمعك و يروح يقول له
العامل بدهشة : هو مين ده اللى يسمعنى و هيروح يقول لمين
ليقترب عابد من اذن العامل و يقول و هو يتلفت حوله بعدم اتزان : العسكرى .. هيروح يقول لابويا على مكانى و ييجى ياخد منى الفلوس كلها اللى جمعتها من الخردة
العامل : لا حول و لا قوة الا بالله .. طب تعالى معايا
عابد بحدة : هتودينى فين ، انت جاى تاخدنى عنده ، لأ.. انا مش هروحله
العامل ببعض المسايسة : ابدا ما تخافش ، ده انا هاخدك البيت عندى تاكل معايا لقمة حلوة و تستحمى و تغير هدومك دى
عابد بتوجس : انهى بيت ده
العامل : بيتى ، زمان البنات عملوا الغدا و مستنيينى عشان نتغدى سوا
عابد و هو يتلمظ بلسانه و شفتيه بجوع : اكل كتير ، و فراخ و لحمة
العامل : و كل اللى نفسك فيه ، ياللا بينا قبل ما الاكل يبرد
ليظل العامل يحايله كطفل صغير حتى وصل به الى منزله ، و وضع امامه الطعام ليأكل بنهم شديد اثناء اتصال العامل بداوود و اخباره بعنوان سكنه و بان والده لديه
و عندما عرض داوود ابيه على طبيب مختص قرر انه قد اصيب بلوثة قد لا يكون منها شفاء ، ليضعه داوود بمصحة خاصة بالامراض النفسية و العقلية
و اليوم كان قرار المحكمة بأن داوود هو الوصى على مصالح ابيه حيث انه غير مؤهل للتصرف فى ممتلكاته
و كانت فيلا المنشاوى يجتمع فيها ما تبقى من الاوفياء
فقد دعت رنيم شقيقتها سيلا و زوجها و يقين و زوجها و ايضا رغدة و زوجها ، و اثناء تبادل الأحاديث .. قال داوود : ناوية تعملى ايه فى المنتجع يا سيلا
سيلا : و انا مالى بالمنتجع اصلا
داوود : ازاى بقى .. انتى و رنبم الورثة الشرعيين لسالى ، و بقيتوا الملاك الفعليين ليه
رنيم : انا مش عاوزة حاجة .. هتنازل عن حقى كله لسيلا
سيلا : طب و اذا كنت انا تفسى مش عاوزة حاجة من المنتجع ده ، دى فلوسه كلها حرام
رأفت : انتو لازم تتفقوا على حل ، المنتجع موجود و شغال و مليان موظفين و عمال ، فلازم تلاقوا حل ليه ، ايه رايك يا سامر
سامر : اللى سيلا شايفاه صح .. انا معاها فيه
سيلا : انتو ناسيين ان نص المنتجع ده فى الاصل بتاع باباك يا داوود ، و سالى لما اخدته .. كانت واخداه بالاحتيال ، يعنى المفروض يرجعلك انت و يقين
حبيب بحمحمة : المنتجع محتاج حد يروح يبص عليه و يشوفه ماشى بانهى طريقة و لو فيه حاجات غلط لازم تتلغى او تتعدل على الاقل
يقين : اول حاجة لازم تتلغى من هناك الخمور اللى بتتقدم
داوود : عندك حق ، بس بعد ما نلغيها هنعمل ايه
رنيم : لو كلكم وافقتونى على كلامى انا مستعدة انفذ من دلوقتى
سيلا : كلام ايه
رنيم : الحاجة الوحيدة اللى حلال فى المنتجع ده .. هى الارض ، لانها كانت ارض جدو الله يرحمه ، انا كان نفسى نزيل كل الانشاءات اللى على الارض دى و نبنيها من اول و جديد كلنا مع بعض بالحلال ، بس لقيت اننا ممكن نستغلها استغلال تانى
يقين : و انا معاكى و موافقة على اللى هتقولى عليه
رنيم : ايه رأيكم لو نتبرع بالمنتجع لوزارة الصحة ، ممكن يتحول لمستشفى كبيرة جدا تنفع ناس كتير
حبيب : طب و الموظفين و العمال هتعملوا فيهم ايه
سيلا : نبيع الارض الباقية بتاعة بابا و نعوضهم كلهم
رنيم : و انا موافقة ، اهم حاجة اننا مش عاوزين قرش واحد من الفلوس دى تدخل جيبنا
رافت : ايه رايك يا داوود