
سليم بتهكم : كمان عاوزة تدفعينا تمن قعادنا و لقمتنا
سالى : انا مش عاوزة حاجة ، انا بس بفهمك انا بعمل ايه معاك عشان تقدر
سليم بجمود : ماشى يا سالى .. هقدر ، هقدر اوى كمان
اما داوود .. فاصر على وجود الصغيرة بصحبته و عدم التواجد مع رنبم عند الصعود لرغدة حتى لا تفزع من الملابس السوداء و البكاء ، فامر رنيم بالصعود وحدها حتى يبعث لاستدعائها للرحيل ، و ظل هو بصحبة الصغيرة بالسيارة بعد ان حدث رأفت و شرح له الامر
اما بمنزل فاتن .. فكان يتجمع بعض الجيران و الاصدقاء للعزاء .. عندما دخلت رنيم و تقدمت من رغدة و علية ، و حيتهما و جلست بجانب رغدة و هى تتجنب النظر لاى من كان ، و قالت لرغدة و هى تربت على قدمها : عاملة ايه النهاردة حبيبتى
رغدة : هعمل ايه .. خلاص ، مابقاش فى حاجة تتعمل
رنيم : انا حاسة بيكى و بكل اللى جواكى ، بس عاوزاكى تحاولي تتماسكى شوية عشان خاطر ولادك .. هم فين
رغدة : فى بيت حبيب ، يقين سايباهم مع ولادها و مع الدادة بتاعتهم هناك
رنيم : كده افضل
ثم ترفع رنبم عينيها بحذر .. لتصطدم عينيها بعينا يقين التى كانت تجلس امامها هى و سيلا ، فاخفضت رنبم عينيها سريعا .. فهى لا زالت تتذكر حديث يقين بالامس و شعرت بجفائها و كلماتها الحا.دة ، ففضلت الصمت حتى وجدت بعض السيدات يتقدمن من رغدة و يواسونها مستأذنين بالانصراف حتى بات المكان لا يضم احدا من الغرباء ، فانضمت سيلا الى جوار رنيم و ربتت على كتفها و قالت : عاملة ايه يا رنيم .. وحشتينى ، انتى كويسة
رنيم : الحمدلله يا حبيبتى .. انا بخير ما تقلقيش
سيلا بحذر : و داوود .. اتصافيتو
رنيم بجمود : الحكاية اكبر من اللى انتو شايفينه و عارفينه ، و عشان كده مش سهل ابدا اننا نرجع زى ما كنا يا سيلا
سيلا : اى خلاف ممكن ينتهى بالتفاهم
رنيم : بس انا و داوود مش مختلفين يا سيلا ، و عموما مش وقته الكلام فى الحكاية دى
يقين بهدوء : اومال وقته امتى يا رنيم
لتنظر رنيم الى يقين و تقول : مش عارفة .. بس احنا فى ايه و اللا فى ايه دلوقتى
علية : اسمحيلى يا رنيم يا بنتى .. مافيس حاجة ابدا بتتعالج بالهروب .. و انتى هربتى
رنيم : انا ما هربتش .. انا حذرته قبل ما امشى
علية : التحذير اللى بيبقى قبل ضر.ب النا.ر يا بنتى ما بيمنعش الالم و لا المو*ت
يقين : طول التلت سنين دى .. ماحسيتيش و لا حتى مرة واحدة ان حد فينا وحشك ، مافكرتيش مرة واحدة احنا عاملين ايه ، ما فكرتيش جوزك ده عايش و اللا مات من قهرته على اللى عملتيه
ليفيض الكيل من رنبم و تقول بحدة : و انتى يا يقين ، مهما كان زعلك .. مافكرتيش انك اخر الليل بايتة فى حضن جوزك و ولادك
و ان اخوكى رغم انى بعدت عنه ، الا ان كلكم حواليه و انا اللى لوحدى
ده انتى اول واحدة عرفت بداية اللى حصل و زعلتى من اخوكى وقتها و اللا نسيتى ، و اللا عشان هو اللى اخوكى مش انا .. انا اللى كنتى دايما تقولى داوود اخويا و رنيم اختى
يقين بدموع : انتى عارفة ان ده مش حقيقى
رنيم : اللى انا شايفاه يقول انه حقيقى يا يقين ، اللى انا شايفاه بيقول انك زعلتى على زعل اخوكى و بس .. رغم ان بداية الغدر كانت من عنده هو ، كنت فاكرة انك اول ما هتشوفينى هتاخدينى فى حضنك و تطمنى عليا ، مش انك تترصديلى و تسمعينى الكلام اللى قلتيه امبارح
يقين : زعلى منك عشان مافكرتيش مرة واحدة تكلمينى تطمنينى عليكى ، و كمان زعلانة على داوود اللى كنت شايفاه بيمو*ت كل يوم بسبب بعدك عنه ، كنت فاكراكى هتغيبى شوية و ترجعى ، ما اعتقدتش ابدا انك هتختفى بالشكل ده
علية : انتو كلكم اخوات مع بعض ، و محتاجين تقعدوا و تسمعوا لبعض ، الحكاية ما تتاخدش كده ابدا
يقين : انا عاوزاها بس تفهم ان زعلى منها بسبب ان بعد كل ده الا ان رجوعها ماكانش بارادتها ، رجوعها كان بالصدفة البحتة
رنيم : فى حاجات كتير اوى انتى ماتعرفيش عنها حاجة يا يقين
يقين : كل الحاجات خلصت وقت ما داوود اعترف بغلطته و فسخ العقود اللى كانت مزعلاكى و كمان منع الز.فتة اللى اسمعا سهام دى من دخول المصنع ، اى نعم مايمسحش زعلك وقت اللى حصل ، بس خلاص .. ماينفعش نعاقب بعض طول عمرنا على اخطائنا .. و خصوصا لو مش مقصود منها غدر و لا وجع .. احنا بشر مش آلهة
ليعتلى الوجوم ملامح رنيم .. فتلك هى المرة الثانية خلال ساعات قليلة تستمع الى تلك الكلمات عن فسخ العقود و منع دخول سهام الى المصنع .. لتشعر ان هناك هوة كبيرة بين ربط الاحداث و بعضها البعض
و عندما لاحظ الجميع صمت رنبم .. قالت رغدة و هى تربت على قدم رنيم : انا عارفة ان رجوعك كان عشان خاطر ماما الله يرحمها ، لكن رغم ان كلنا كنا زعلانين من بعدك عننا زى بقين كده ، الا ان ممكن كل ده ينتهى و يتحل عشان خاطر بنتك يا رنيم