
انا بقى و لا اخترعتلها حكايات و لا هربتها من جوزها و لا كنت عارفة مكانها و بتصل بيها و بزورها كمان طول ما كانت هربانة
عابد بحدة : انتى بتبيعينى يا ليلى
ليلى بحزم : متهيالى سبق و عملتها قبلى و طلقتنى و روحت اتجوزت عيلة اصغر من عيالك ، فما تجيش تتوضى و تصلى و تسبح قدامى يا عابد ، و قلتهالك و انت حر.. انزل من الطيارة الاقيك مستنينى و عامل حسابك فى مبلغ محترم اقدر انزل فى اوتيل كويس و يبقى معايا مصاريفى .. و الا هنزل من الطيارة على بيت ابنى و اهنى و ابارك برجوع مراته و بنته بالسلامة و هطلع من كل حاجة و هسيبك منك لسهام .. قلت ايه يا عابد
عابد بضيق : قلت هستناكى يا ليلى .. مع السلامة
سالى بغضب : هى هترجع تنطلنا من تانى بقى و اللا ايه ، و فلوس ايه دى اللى هى عاوزاها .. هى فاكرة انها هتلوى دراعك .. ماهى كانت معاك فى كل حاجة
عابد بغيظ : بس رنيم لا شفتها و لا سمعت منها حاجة ، الكلام كله كان منى انا و بس
سالى : طب و هى سهام بتهد.دكم ليه و عاوزة منكم ايه
عابد : اما ابقى اشوفها بكرة .. هفهم كل حاجة
سالى : طب و رجوع رنيم فجأة بالشكل ده و من غير كمان ما تجيبلك اى سيرة ، تفتكر ليه ، ده انت كنت لسه عندها من كام يوم و ماجابتلكش سيرة اى حاجة ، تفتكر عرفت حاجة
عابد بتفكير : مش عارف
اما بفيلا المنشاوى .. فقد عاد داوود و رنيم بصحبة صغيرتهما من الخارج ، و امر هاجر بتحضير العشاء و ارساله لغرفتهم ، ثم اتجهوا الى الاعلى .. ليضع داوود الصغيرة بالفراش و هى غار.قة فى النوم ، و يعود و يغلق الباب بالمفتاح كما فعل بالامس ، و يتجه لتغيير ملابسه دون اى كلمة ، و عندما انتهى .. نظر الى رنيم و قال بجمود : اظن آن الاوان اننا نتكلم شوية .. و اللا ايه رأيك
رنيم بهرو.ب : انا جعانة
داوود : روحى غيرى على ما الاكل ييجى ، عشان تاكلى و نتكلم
ظلت رنيم تأكل ببطء و كأنها تتمنى لو ذهب داوود فى النوم قبل ان تنتهى ، و ظلت تأكل حتى شعرت بانها تكاد لا تستطيع التنفس ، لترفع عيناها الى داوود لتجده يبتسم بسخرية و يقول : لو عاوزة تكملى الصينية كلها براحتك .. بس برضة هنتكلم الليلة دى
رنيم بامتعاض : عاوز تتكلم فى ايه ، متهيالى خلصنا كل الكلام من اكتر من تلت سنين فاتوا
داوود : اما مشيتى من هنا .. روحتى فين
رنيم : المنصورة
داوود باستغراب : طب اشمعنى المنصورة
رنيم ببعض التردد : يعنى .. كان فيها فرصة شغل كويسة بمرتب معقول
داوود : و هو انتى كنتى محتاجة شغل و اللا مرتب
رنيم : اومال كنت هعيش ازاى
داوود بدهشة : يعنى ايه تعيشى ازاى ، هو انتى فقيرة و اللا محتاجة
رنيم بامتعاض : ما هو ماكانش ينفع اسحب فلوس من حسابى عشان ماحدش يعرف مكانى
داوود بسخرية : كنتى مأمنة نفسك يعنى
و عندما لم ترد .. اكمل قائلا : طب و لما انتى رتبتى حياتك و عيشتك فى المنصورة .. ايه اللى وداكى اسيوط بعد كده و بعدين رجعتى تانى على المنصورة
رنيم باستنكار : انا عمرى ما روحت اسيوط
داوود بتحذير : احنا هنكد.ب من اولها
رنيم بحدة : انت عارف كويس اوى انى لا بكد.ب و لا بحب الكد.ب
داوود ببعض الغضب : طب لما انتى ما رحتيش اسيوط اصلا .. ممكن اعرف ازاي ولدتي البنت في اسيوط
رنبم باستيعاب : انت تقصد شهاده الميلاد
داوود : ايوة ، هو انتي فاكره ان انا ما حاولتش ادور عليكى طول السنين اللي فاتت دي كلها ، اول خيط قلت ان انا ممكن استغله عشان اقدر اوصل لمكانكم كان اني ادور على اسم بنتي في السجلات لحد ما لقيت اسم البنت فعلا بشهاده ميلاد طالعه من اسيوط وقلبت عليكم اسيوط جحر جحر ما لقيتكمش
رنيم : ما لقيتناش لان بكل بساطه انا ما رحتش اسيوط من الاساس
داوود باستنكار : اومال ازاي شهاده الميلاد طالعه من هناك
رنيم : طلعت من هناك عشان ابعد تفكيرك عن المنصوره لاني كنت عارفه ان انت هتعمل كده
داوود : ومين بقى اللي راح لحد اسيوط وطلع لك شهاده الميلاد من هناك
رنيم و هى تدير عينيها بعيدا : متهيألي مفيش داعي لتفاصيل مش هتفيدك بحاجه
داوود : مين اللي قال انها مش هتفيدني مش على الاقل اعرف مين اللي كان بيساعد مراتي انها تبعد عني طول الوقت ده
رنيم باصرار : حاول تعرف اللي حصل من غير ما تحاول تدخل في التفاصيل ، التفاصيل مش هتفيدك ولا هتعرف منها حاجه غير ان انت هتربي عداوات مع ناس مش هتستفيد من عداوتك معاهم حاجه
داوود : ومين قال لك بقى ان انا هعاديهم ، مش يمكن اشكرهم أنهم كانوا بيساعدوكي وبيخلوا بالهم منك
رنيم : لو فضلت مصمم ان انت تتكلم في النقطه دي انا هضطر اسيبك واقوم انام
داوود : مصممه تحمي مين يا رنيم بعيد عني
رنيم : مش حكايه بحمي حد ، بس ليه ما تقولش ان انا مش عايزه ااذي حد ساعدني في يوم من الايام
داوود : ماشي يا رنيم .. انا هحاول اتغاضى عن الحكاية دى دلوقتي .. لكن تأكدى انى مش هنساها
بس عاوزه اسالك سؤال مباشر .. ما جاش على بالك ولا يوم انك ترجعي ، ما عداش عليكى ولا لحظه حسيتي فيها انك ندمتي انك عملتى كده
رنيم بترصد : ويا ترى انت ندمت يا داوود
داوود : ندمت يا رنيم ، اعترفت بغلطتى و ندمت ، اعترفت انى كنت غبى و ندمت ، و بعترفلك دلوقتى انى ندمت .. رغم ان كل اللي حواليا او بلاش كلهم هقول معظمهم كانوا شايفين ان انتى افورتي في رد فعلك ، بس لاخر لحظه كنت فاكر انك هتبعدي اسبوعين ثلاثه ولا حتى شهرين ثلاثه وهترجعي ، حسيت انك عايزه تقرصي ودني ، وتقوليلي انا اهم من اي عقود ومن اي مشاريع ومن اي فلوس ورغم ذلك عملت لك كل اللي انتى كنتى عايزاه .. فسخت العقود واتحملت الشروط الجزائيه ودفعت التعويض ، حتى كمان سهام قطعت رجلها من المصنع كله وقطعت كل علاقه ليا بيها اللي ما كانتش اصلا موجوده من البدايه وقلت انك لما هتعرفي هترجعي وهترجع حياتنا زي ما كانت وتفرحيني بحملك وبنتنا هتتولد على ايدى وتفتح عينيها علينا احنا اتنين مع بعض ، لكن لقيت الايام بتجري و هى ساحبة وراها اسابيع وشهور و سنين
وكل ما افكر اني قربت منك خلاص وهبتدي انى اعرف مكانك الاقي نفسي عمال الف في دايره مفرغه لاني مش عارف اوصل لحاجه
اول مره في حياتي احس بالفشل فشلت اني اقدر اعرف مكانك فين وفشلت انى اخليكي تثقي فيا بطريقه كفايه زي ما انا كنت واثق فيكى و لسه بحاول احافظ على ثقتى فيكى لحد دلوقتى بعد كل اللى عملتيه فيا
رنيم بتهكم : انت عايز تفهمني ان علاقتك بسهام ما كانتش اكثر من الكام عقد اللي جابتهم لك وانت وافقت عليهم