
أخرج الطبيب الرصاصة، وقام بخياطة الجرح. تحت صراخه الذي هز المكان ولم يستطع كتمانه اكثر
انهى الدكتور عمله بعد لف مكان الاصابة بالشاش، ونظر إلى جاسر الذي كان يسند رأسه للخلف على الكنبة. كان جاسر مغمض عينيه بألم، وصدره يعلو ويهبط بعنف. كان الدكتور مستغربًا لما رفض أن يعطيه مخدرًا، ولما تحمل كل هذا الألم.
كان جاسر يشعر بألم شديد، ألم يصعب تحمله. كان يشعر وكأنه يتحمل وزنًا ثقيلًا على صدره، وكل نفس يأخذه يزيد الألم. كان يشعر وكأنه يتحمل نارًا تشتعل في جسده، نارًا لا يمكن إطفاؤها.
لكن جاسر كان يتحمل كل هذا الألم من أجلها. لا يريد أن تغفل عينيه لحظة واحدة، يريد أن يتابع كل شيء. لن يرتاح ولن يطمئن إلا وهي في حضنه وأمام عينيه. لا يريد إضاعة وقته، يستطيع تحمل أي شيء لكن لن يتحمل خسارتها.
كان الدكتور يراقب جاسر بقلق، كان يرى الألم يظهر على وجهه، وكان يسمع صوت تنفسه الثقيل. والعرق يتصبب علي جبينه
كان يقف اشرف ينظر لـ صديقه بحزن وألم عليه… نهض الطبيب واعطى اشرف روشته وقال: ياخد الدوا دا في وقته
اخذ اشرف الروشته منه وشكره… غادر الطبيب نظر اشرف الي صديقه ثم جلس بجانبه وقال: انت كويس
هز رأسه بتعب وإرهاق شديد… دخل سالم نظر له جاسر فقال سالم: الراجل اللي بيراقب جاسم وامه خلود بلغني بأخبار جديده
نظر جاسر له لم يكن يريد سماع اي شئ الا عنها يعرف اي شئ يوصله لها هتف بتعب وضيق وقال: قول
سالم: بلغني انهم راحوا دلوقتي علي المقابر
اعتدل جاسر في جلسته وامسك زراعه بألم وقال بشده: المقابر… راحوا ليه
سالم: بيقول انهم دلوقتي واقفين عند مقبرة هشام باشا الله يرحمه بس ميعرفش السبب
سكت جاسر يفكر انهم في المقابر وفي هذا الوقت… هل لهم علاقه في إختطاف شربات… هل هم من وراء كل ما حصل لهم…… انه ليس متأكد جاسم ليس بهذه القوه ليفكر بهذه الطريقه اذا ماذا يفعلون هناك
نظر إلى سالم وقال: خليه يفضل يراقبهم ويراقب المكان كله ويبلغنا اذا في حد غيرهم هناك ولا لا و يعرف هما هناك ليه
هز رأسه بالطاعه وغادر…. نهض جاسر واخذ قميصه وحاول ان يرتديه نهض اشرف وساعده وهوا يقول: انت لازم ترتاح شويه مش هينفع اللي انت بتعمله ده… وبعدين فهمني ايه اللي حصل
قفل جاسر ازرار القميص بصعوبه شديدة وقال: هقولك علي كل حاجه بس بعدين
…………
دخلت بوسي ونظرت الي تلك المرهقه المقيده بالحبال نظرت لها شربات بضيق وضعف من ألم بطنها الذي يذداد
جلست بوسي امامها ونظرت لها بخبث وقالت: مالك وشك اصفر كدا ليه…. ولا المكان مش عاجبك… هوا قديم شويه يليق بيكي لان مكانك هنا مش معاه… انتي فهماني
لم تكن شربات قادره علي التحدث بسبب اللاصق الذي علي فمها لكنها اكتفت بنظرتها الساخره لها
نهضت بوسي واقتربت منها ونظرت لها للحظات تتأمل ملامحه ثم قالت بسخريه: ايه اللي الحلو فيكي… انا احلي منك (اضافت بسخريه اكبر) سمعت انه مقربش منك وكان عايز يطلقك… عنده حق هيقرب من واحده بيئه زيك ليه
نظرت لها شربات بسخريه فهيا تعلم انها تغير منها لذالك تقول هذا لها
بينما كانت تتحدث بوسي عن نفسها وجمالها بتكبر و غرور كانت شربات تحاول فك قيود يدها التي خلف ظهرها…. برغم انها كانت تتألم ومكان الحبل احمر من قوته الا انها كانت تعافر بكل جهدها فكه.
وبعد معاناه استطاعت فك يدها دون ان تشعر بوسي بذالك…. استدارت بوسي واعطتها ظهرها وقالت بغرور: انتي متجيش حتي تمن جزمتي
حررت يدها ثم فكت قدمها بسرعه قبل ان تراها بوسي…. لكن استدارت بوسي وانصدمت عندما وجدتها حررت نفسها اقتربت منها وحاولت إمساكها
دفعتها شربات بعيد عنها بكل قوتها ثم نهضت وركدت للخارج مسرعه وهيا تضع يدها علي بطنها بألم شديد وتنظر خلفها بخوف
ركدت بوسي خلفها بسرعه كي تمسك بها…. توقفت شربات ونظرت حولها لتعرف الي اين ستذهب… كانت داخل عماره قديمه لا يسكنها احد وكانت في الدور الرابع
امسكت سور السلم وهيا تستند عليه فلم يعد باستطاعتها الركد اكثر…. لكن فجأه شعرت بيد خلفها دفعتها بقوة فسقطت من علي ادراج السلم
نظرت لها بوسي بخبث وهيا تراها تسقط امامها….. سقطت علي الارض بقوة وبدات تنزف من رأسها بغزاره… اغمضت عينيها ببطئ وهيا تهمس بضعف: جاسر
جاء عاصي لينصدم من منظر شربات امامه نظر إلى بوسي التي نزلت ونظرت لها بإنتصار وقال بغضب: انتي عملتي ايه
بوسي ببرائه مصتنعه: انا مليش دعوه هيا اللي كانت بتحاول تهرب ووقعت وحدها من علي السلم
نظر لها بشك ثم نظر الي شربات… جلس علي ركبتيه وضه يده اسفل رأسها فـ امتلئت بدمائها
لينصدم أيضاً بدماء تسيل اسفل قدميها… نهض واخرج هاتفه نظرت بوسي له وقالت بشده: انت بتعمل ايه
نظر لها بحده وقال: مش هنسيبها تموت يبقا كده كل اللي عملناه راح علي الفاضي
اتصل على دكتور خاص يعرفه من طرفه واخبره ان يأتي بسرعه و اعطاه العنوان
………
رن هاتف جاسر رد عليه بسرعه وقال: في جديد
: انا كنت براقب بوسي زي ما حضرتك امرتني
جاسر بنفاذ صبر: هااا وصلت لحاجه
: انا من الاول خالص كنت براقبها لحد ما لقيتها راحت لـ فيلا كان عليها حراسه كتيره فضلت مستني شويه لحد ما طلعت وكان معاها عاصي وكمان كان معاهم مرات حضرتك وكان باين انهم رايحين لمكان تاني فضلت ماشي وراهم وانا دلوقتي قدام العماره اللي هما فيها
جاسر بانفعال وعصبيه: مبلغتنيش من الاول ليه
: عارف اني كان لازم ابلغك بس قولت مشغلش نفسي بحاجه و يتوهوا مني
جاسر بعصبيه: ابعتلي العنوان بسرعه
وقفل معاه.. دقيقه وبعت له العنوان.. وقف اشرف جنبه وقال: عرفت حاجه
لم يرد عليه وذهب مسرعا الي السياره دفع الحارس الذي امامه بقوة وهوا يسحب المسدس منه وركب السياره وانطلق بسرعه الي العنوان
نظر اشرف له بخوف شديد عليه وقال بأمر لرجال جاسر: بسرعه لازم نلحقه
وركبوا ومشيوا وراه بسرعه شديدة
………..
خرج الدكتور بعد ان فحص شربات وقال: لازم تروح المستشفى بسرعه
عاصي بشده: مستشفي ليه هيا حالتها خطيره للدرجادي
الدكتور: طبعا دي نزفت كتير و دماغها اتفتحت دا غير الاجهاض اللي حصلها
بوسي بصدمه: إجهاض
الدكتور: اه لانها كانت حامل
#يتبع
#١٨
خرج الدكتور بعد ان فحص شربات وقال: لازم تروح المستشفى بسرعه
عاصي بشده: مستشفي ليه هيا حالتها خط*يره للدرجادي
الدكتور: طبعا دي نز*فت كتير و دما*غها اتفت*حت دا غير الاجها*ض اللي حصلها
بوسي بصدمه: إجها*ض
الدكتور: اه لانها كانت حامل
نظر عاصي و بوسي لبعضهم بصدمه.. عاد عاصي ونظر للدكتور وقال: لازم مستشفي يعني مينفعش اللي يتعمل في المستشفى يتعمل هنا
هز رأسه بهدوء وقال: صعب جدا
……..
توقف جاسر بسيارته بالقرب من تلك العماره وهوا يراقب المكان امامه كان يوجد الكثير من الحرس حولها
سمع طرق علي زجاج سيارته نظر وكان الشخص الذي يراقب بوسي.. فتح له الباب دخل واغلقه خلفه وقال: من لما دخلوا العماره محدش فيهم طلع بس في واحد جي وكان باين عليه دكتور دخل ولسه لحد دلوقتي مخرجش
انقب*ض قلبه بخوف شديد عليه دكتور لما ماذا فعلوا بها… هل هيا بخير
وقف اشرف ومعه رجال جاسر.. نزل وذهب واقترب من جاسر الذي نزل من سيارته وهوا ينظر للعماره بتفكير
اشرف: انت هتعمل ايه
نظر له وقال: اهتم انت والرجاله بالحرس اللي برا وانا ههتم باللي جوه
وقبل ان يتفوه اشرف بكلمه تركه جاسر وذهب وهوا يقترب من العماره بكل قوه وثقه… رفع سلا*حه لأعلي واطلق رصاصه في الهواء معلنا بداية الحرب
وجههوا الحراس اسلحت*هم عليه وبدأو بإطلاق النار…. رد رجال جاسر الطلاقات لهم بمهاره واشرف معهم… استغل جاسر انشغالهم ودخل الي العماره
سمع عاصي صوت طلقات الرصاص في الخارج نظرت له بوسي بخوف وقالت: هوا فيه ايه
كان سيرد لكنه سكت وهوا ينظر امامه بصدمه… استغربت بوسي ونظرت الي المكان الذي ينظر اليه لتتسع عينيها هيا الاخري بصدمه
كان يقف جاسر امامهم وهوا يرفع سلا*حه عليهم بوجه خالي من التعابير وقال: مراتي فين
ابتسم عاصي بإندهاش وقال: لأ بجد ذكي… عجبتني بصراحه
جاسر بنبره مُريبه: عشان تعرف بس ان الاغبياء اللي زيك مينفعش يلعبوا مع اللي اكبر منهم…. هتقلولي مراتي فين ولا اعرف مكانها لوحدي
بوسي بخوف شديد منه وصوت مرتعش: ج.. جاسر.. ا.. انا والله مليش دعوه بكل دا هوا.. هوا اللي خطط لكل حاجه.. انا مليش دعوه
نظر عاصي لها بشده وقالت بغض*ب شديد: دلوقتي انا اللي كنت بخطط لكل حاجه اومال مين اللي جي لحد عندي وطلب مني اني احميه منه هااا.. ومين اللي جي عندي وقالي جاسر عايز يدمرك وانتي بنفسك اللي كنتي متفقه معايا علي كل حاجه
نظرت له بوسي وقالت بغضب: انت كداب انا معملتش حاجه انت اللي خطط لكل حاجه
كان جاسر يراقبهم بابتسامه ساخره ثم قال بحده وضيق منهم: كــفـــايــــفه
وجه سلا*حه عليهم وقال بحده وإنتقام: انتوا الاتنين هتدفعوا تمن اللي عملتوه
خرج الدكتور ونظر الي جاسر والي السلا*ح الذي في يده بخوف… نظر جاسر اليه وقال: انت بتعمل ايه هنا
نظر له بخوف دون رد صرخ به بانفعال وقال: بتــعمــل ايـــــه
رد بنبرة صوت مرتعشه: في واحده جوه بت*نزف وحالتها حرجه وانا بتابعها
نظر له بشده هل يقصدها هيا… دفعه بعيد عن وجهه ودخل مسرعا.. نظر لها بصدمه شديد وهوا يراها امام عينيه غارقه في دما*ئها… اقترب منها وضع سلا*حه جانبها علي الفراش… نظر لها بحزن شديد وقلبه ينز*ف بألم وو*جع عليها.. حاوط وجهها الشاحب بيده وقال بصوت ضعيف: حبيبتي قومي….. قومي ردي عليا
في تلك اللحظة تذكر والدته وهيا بين يديه وغارقه في دما*ئها… هز رأسه بالنفي وقال بحزن وألم: اوعي تسبيني زيها وتمشي…. متسبنيش لوحدي
ضمها لحضنه بقوة واغمض عينيه بألم شديد وقال بحزن ووجع: حقك عليا انا السبب انا السبب في كل اللي حصلك
نظر عاصي حوله وهوا يفكر بالفرار بعد ان عرف انه هزيمته محسومه.. لكن قبل ان يغادر ظهر امامه اشرف وهوا يرفع سلا*حه في وجهه وقال بغضب شديد: رايح علي فين
ادخل يده خلف ملابسه كي يخرج سلا*حه لكن تلقي طلقه في زراعه من الخلف فصرخ بقوة
صرخت بوسي بخوف شديد.. ونظرت الي جاسر الذي اطلق علي عاصي وملامح الغضب ونار الانتقام تشتعل داخل عينيه…. وملابسه ملط*خه بد*ماء حبيبته التي يحملها بين ذراعيه
نظر له اشرف بصدمه والي شربات التي كالأ*موات بين يديه… نظر إليه جاسر وقال بأمر وحده: خد الكلاب دول… روقوهم كويس لحد ما ارجعلهم مفهوم
هز رأسه وقال: حاضر
اخذ جاسر شربات وخرج بها مسرعا وضعها في سيارته في الكرسي الامامي ثم ذهب وركب مكان القياده… ادار المحرك وذهب مسرعا الي اقرب مستشفي وهوا ينظر لها بخوف ورعب حقيقي… ضمها لصده وهوا يضع يده خلف رأسها ليمنع نزي*فها اكثر و دموعه تنزل من فرط خوفه من ان يخسرها كما خسر والدته
أمر اشرف الراجل بأن يمسكوا بهم ويفعلوا معهم اللازم… اومأوا له وسحبوهم تحت صراخ بوسي بأن يتركوها وتحلف كذب انها لا علاقه لها بما حصل لـ شربات…. وبينما عاصي يمسك بزراعه الذي ينزف بألم وصراخ شديد بعد ان اخذوا منه سلاحه
……….
ذهبت سلمي لتفتح الباب لتنصدم بـ عبير امامها نظرت لها بغضب وقالت: جايه وعايزه ايه
زقتها عبير ودخلت وقالت: عايزه بنتي ومش هخرج من هنا إلا وهيا معايا
نظرت لها سلمي بسخريه وقالت: هوا انتي فاكره ان اشرف هيسمحلك انك تشوفيها تاني
نظرت لها عبير بضيق وقالت بثقه: اه هاخده غصب عنك وعنه هوا كمان
استغربت سلمي ثقتها تلك وقالت: واللي هوا ازاي بقاا
عبير بخبث: لانها بنتي انا مش بنته هوا
سلمي بعدم فهم: يعني ايه مش بنته