منوعات

بين احـ,ـضان الوحـ,ـش بقلم سلمى الاول

صعدت زينـة ومعها الطعام ، دلفت لتقول بإيجاز : إتفضلي ، ثم إتجهت إلي غرفتها جاذبة حقيبتها بسرعة ثم عادت تتجه إلى الباب ، بينما هتف شكري الذي خرج من غرفته بغضب : حضرتيلنا الفطار يابت أنتي ؟؟
عقدت زينـة حاجبيها وهي تهتف بغضب : بت !! ما تحترم نفسك!
صاح شكري بنبرة حادة : ما تلمي نفسك يا بت هو محدش مالي عينك ولا إيه ؟!
قالت زينة مشمئزة : أنت متكلمنيش كده ولا تعلي صوتك عليا أبدا !!
إتسعت عيناه بغضب ناري ، ليقترب منها صافعـا إياها بقسـوة جعلهـا تهبط أرضـا من شدة قوتهـا !!…

إنهمـرت العبـرات من عيني زيـنة التي وقعت علي الأرض آثر صفعـة زوج أمـها لهـا ، بينما إستمـر شكـري في سبهـا بألفاظـه البذيئة ، فـ تحاملت زينـة علي نفسـها ونهضت وهي تقول من بين شهقاتهـا : أنا بكرهك.
حاول صفعهـا مرة أخـري بشراسة إلا إنها ركضت خارجة من المنزل والدنيا ظـلام أمـام عينيها ولم تري أمـامهـا من كثـرة دموعها .
خرجت من مدخـل البنايـة وكـادت أن تصطدم في العربة الصغيرة التي تسمي ب (التوكتوك ) لتشعـر بذراعـه القوي يجذبها ويسقط بهـا علي الأرض .
لتنهض هي بسرعة شديدة وهي تصيـح به وكأنهـا تفرغ شحنة الغضب التي بداخلـها : أنت متخلف إيه الي عملته ده !!
صاح بهـا أكـرم هو الآخر بحدة : أنا برضو الي متخلف ؟؟ أنتي الي ماشية ولا شايفـة قدامك الحق عليا إني أنقذتك !! ده انتي عايزة قطع لسانك الطويل ده.
رمقتـه بنظـرات حادة ثم إنحنت تنظف ملابسهـا ولا تزال تبكـي بألم ، فقال أكرم بشئ من القلق : إنتي كويسة .. ؟
لم تجيب عليـه إنمـا سارت بصمت وهي تمسح دموعهـا ، فتنهد أكـرم بثقل وهو يقول محدثا نفسه بخفـوت : الصبر جميل يا زيـنة البنات ، بكرة تعقلي وترحمـي نفسك من الهم الي عايشـة فيه ومكانك يبقي في حـ,ـضني أنا وبس !!

Salma
رواية بين أحضان الوحش

الفصل 2

ظلت زينـة تسيـر ودموعها لم تتوقف ولو للحظة حتي إستقلت أول سيارة للأجري تمر أمامهـا لتذهـب إلي جامعـتهـا …

وفي المنزل .

قالت نجلاء بحنق : ليه كده يا شكري بطل بقي تضرب في البت عمال علي بطال !
زمجر شكري هاتفا بنبرة حادة : بقولك إيه إسكتي بدل ما أمد إيدي عليكي إنتي كمان ، دي بت قليلة الأدب وكفاية إني مستحملها في بيتي !! حد غيري كان طردها برة لكلاب السكك تنهش فيهـا ..
ردت عليه بخفوت : متنساش إن دي شقة أبوهـا يا شكري وأنا بغباوتي كتبتها بإسمك ودلوقتي بتقول أنه بيتك عيني عينك .
نهرها بشدة وهو يهتف : إمشي غوري حضري الفطار ! غوري من وشي .
إنصاعـت له وإنصرفت من أمامـه حتي تتجنب بطشه وإلا سيفعـل ما لا يحمد عقباه وإن أزادت في الكلام سيضربهـا كعادتـه معهـا دائما !!…
…………..

في منزل أكـرم .

نهضت سهـا أخيرًا بتكاسل حيث نهضت جالسة علي الفراش وهي تفرك عينيها وتتثائب بتكاسل .. نظرت حولهـا لتقول بحِنق : البيت هادي شكله نزل الورشه ، أووف راجـل خنيق ! ..
أنهـت جملتها وراحت تجذب هاتفها من علي الكومود ، ثم ضغطت أزراره ومن ثم وضعته علي أذنهـا منتظرة الرد من شخصٍ ما ..
ليأتيـها صوتا رجوليًا وهو يهمس بغزل : صباح الورد يا قلبي .
إبتسمت بدلال وهي تبادله الهمس : صباح النور ، وحشتني مش هشوفك بقي ولا إيه .. ؟!
أجابهـا بهدوء : أنا موجود في أي وقت يا جميل بس أنتي الي مبتجيش ..
ردت حانقة : مش عارفه أزوغ من أكـرم ، يومين كده وهقـوله راحة عند أختـي بس يارب يرضي وأنا أجيلك جري حبيبي
قال بمكر : قشطة يا سوسو وأنا في الإنتظـار وعلي نــاار !!
تفاجئت بالصغيـرة تفتح الباب وتدلف ثم قالت بتساؤل : بتكلمي مين يا ماما .. ؟
أغلقت الخط سريعـا ثم قالت بإرتباك : أبدا دي واحدة صاحبتي ، قوليلي فطرتي ؟
أومأت ندي : أيوة فطرت مع بابا وتيته .. ثم أكملت بمرح طفولـي : وبابا هيوديني المـلاهي بكرة يا ماما ..
سألتهـا سهـا بمـكر : هو قالك بكرة متأكدة يا نودي ؟؟
أومأت ندي مؤكدة : أيوة تعالي معانا يا ماما .
قالت سهـا متنهدة : لا يا حبيبتي روحي إنتي وإتبسطي ..
………….

في الجامعـة ..

جلست حزينـة تبكـي بصمت ، تذكرت حين توفي والدهـا منذ ثلاثة أعـوام كم كانت تحبـه وتشعر بالأمان حينهـا ، ولكن هيهات ليتركهـا ويرحل ، وتبقي هي وحيـدة ضعيفـة بدونـه ، فبعـد وفاتـه بعام تزوجت أمهـا من “شكري ” وتركتـه يفعـل بإبنتهـا ما يشـاء حيث أنهـا إمرأة سلبية إلي حد كبيـر وضعيفـة شخصية أيضـا ورغم ما يفعله تحبه!! ..
شعـرت بيد حانيـة تلمـس كتفـها ، فإلتفت لتجدها صديقتهـا “إسراء” .
إبتسمـت إسراء وهي تسألها بحنو : مالك يا زينة فيكي إيه ؟
مسحت زينـة دموعها وهي تجيبها بحـزن : مفيش حاجه يا إسراء ..
قالت إسراء بتنهيدة : برضو جوز أمك صح .. ؟
أومأت زينـة برأسهـا وتابعـت بخفوت : أيوة .
تابعت إسراء بضيق : مد إيده عليكي تاني ؟ .. استغفر الله هو الراجل ده عاوز منك إيه !!
لم تجيب عليهـا بل ظلت صامتـه بحـزن شديد ، فقالت إسراء بهدوء : ربنا يبعتلك الإنسان الي يعوضك عن كل ده يا زينة ويكون ليكي الأمان والسند .
زمجرت زينـة وهي تقول عابسة : أتجوز راجـل عشان يبيع ويشتري فيا وأشوف المرار من أول وجديد !!
تابعت إسراء بتعجب : ليه كده يا زينة مش كل الرجالة زي جوز أمـك علي فكـرة !
حركت زينـة رأسهـا بإعتراض وهتفت : أكتريتهم كده ، كلهم زي شكـري وحشين وأنانين جدا ! أنا مش عاوزة أتجوز أنا هفضل لوحـدي لحد ما أمو*ت وأرتاح .
رفعت إسراء حاجباها معا في دهشة وهي تقول بعتاب : بعد الشر عنك يا زينه ، يا حبيبتي خلي عندك امل واكبر دليل إن مش كل الرجالة زي شكري ، باباكي مش أنتي كنتي بتحبيه وبتقولي إنه حنين أوي عليكي ؟؟
إنفجرت زينـة باكية وهي تقول من بين شهقاتهـا : الله يرحمـك يا بابا
ربتت إسراء علي ظهـرهـا برفق وحنـان ، ثم قالت بتهـوين : ربنا يسعد قلبك يا زينـة .

………………

بعد مرور الوقـت .

عادت زينـة من جامعتهـا وهي تسير بحزن في الحارة الشعبيـة ، لم تنتبه إلا حين وقف أمامها مانعـا إياهـا من المشي بجسـده .
أردفت بضيق : أوعي !
قال أكـرم مبتسما : أنا عاوزك في كلمتين يا زينـة البنات تسمحيلي ؟؟
تأففت زينـة وهي ترفع رأسهـا عاليا ثم نظرت له قائلة بضيق واضح : خيـر ؟؟
رد هادئا بعد أن وضع كلتي يديه في جيب بنطاله: أنا عاوز أعـرف أنتي رفضاني ليه ؟؟؟ ..
زفرت أنفاسهـا ثم تابعت حانقة : أنا حرة ، رفضت وإنتهـي الكلام!
قال بصوت حاد : لا منتهاش ، أنا عاوزك في الحلال ورايدك يا بنت الناس !
قالت بتعجب : أنت إزاي بتكلم كده وأنت أصلا متجوز وعندك بنت !! .

رد عليها بلا مبالاه : متجوز لكن أنتي الي في القلب وبحبك وأنتي عارفة .
إنفجرت فيه قائلة بغضب : وأنا مش بحبك ، إبعد عني بقي !!
صُدمته كلمتهـا قليلًا ولكنه أردف بتصميم ونبرة جادة : تعرفي إنك عنيدة ودماغك ناشفه! وبنات المنطقة كلهم يستنوا إشارة من الوحش أنا مش عارف أنتي عاوزة ايه ؟
زينـة بتهكـم :
– عاوزاك تبعـد عني وتنساني وروح يا وحش شاور لحد غيري !!
أنهت جملتهـا وسارت تاركـه إياه يضغط على أسنانـه غيظـا ولكنه يحدث نفسه بإصرار أنها له ولن تبقي لغيـره أبدا !!

-بكرة تعقل يا صاحبي وتقع في حبك
قالها أنور صديقه وهو يربت علي كتفه بمرح..
فإبتسم أكرم وتابع: عارف يا أنور ما هي ليا يعني ليا!!!
……………

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل