
” ممكن نتكلم شوية ..”
اومأ برأسه وهو يقترب منها متسائلا بنبرة رخيمة:
” خير ..؟!”
تحدثت زينة بجدية :
” انت بجد هدد،،ت بابا عشان يخليك تاخد ماما ومريم معاك ..”
زفر زياد نفسا قويا ثم قال :
” انا حاولت معاه بالحسنى انوا يسيبهم يجوا معايا ولما رفض هد،،دتوا ..”
” ليه يا زياد ..؟! ليه عملت كده ..؟!”
سألته بنبرة ضعيفة ليرد بهدوء جلي :
” كان لازم اعمل كده ، مكانش ينفع تفضلي محرومة منهم ..”
صمتت ولم ترد ليقترب منها ويهتف بجدية :
” اللي حصل ده عشانك ، انتي لازم تدافعي عن حقك يا زينة ، إنتي مأجر،،متيش ، اللي حصل غصب عنك ..”
ردت بنبرة خافتة :
” بس الناس مش هتفهم كده ولا هيراعو ده ..”
حاول إقناعها بوجهة نظره فقال بنبرة قوية :
” زينة مش كل الناس سيئة .. ولا كل الناس هيحكموا عليكي بالظل،،م ..”
” اذا كان علي حكم عليا بالظ.،،لم ور،،فض يسمعني .. هتوقع ايه من باقي الناس ..”
قالتها بوج،،ع ما زال يسيطر عليها ليرد بحيادية :
” بردوا مش كل الناس هيظنوا السوء فيكي ..”
” يعني لو كنت مكان علي ، كنت صدقتني ..”
سؤالها جاء مفاجئا لكنه رد بسرعة وتأكيد :
” اكيد يا زينة ، انا عمري مكنت هشك فيكي ..”
” بس انت ش،،كيت انوا الطفل مش ابن علي ..؟!”
قالتها بنبرة معاتب،،ة ليقول بجدية :
” ساعتها كنت مت،عصب منك وعايز أعاقبك بأي شكل ، حطي نفسك مكاني هتعملي كده وأكتر ..”
أومأت برأسها متفهمة فهو معه الحق في كل ما فعله .. لولاها ما كان ليخ،،سر أخيه الوحيد ويظل طوال حياته يعان،،ي بسببها …ليتها لم تفعل ما فعلته .. ليتها فقط ..
……………………………………………………………………..
حل الصباح مجددا .. نهض زياد من فوق فراشه وهو يتثائب واضعا كف يده على فمه .. اتجه نحو الحم،،ام وأخذ دوشا سريعا قبل أن يخرج منه وهو يجفف شعره بالمنش،،فة …
ارتدى ملابس،،ه العمليه وسرح شعره ثم وضع عطره المفضل وخرج من غر،،فة ن،،ومه ليجد زينة في المطبخ تجهز مائدة الطعام …
” صباح الخير ..”
قالها زياد وهو يجلس على الطاولة لترد زينة عليه بإبتسامة واسعة :
” صباح النور ..”
ثم جلست أمامه وبدئا في تناول طعاميهما حينما رن هاتف زياد فجأة ليحمله فيجد منتصر يتصل به يخبره قائلا :
” زياد انت لازم تجي حالا ، أبوك سحب منك إدارة الشركة وجمد كل أرصدتك في البنوك …”
انتف،،ض زياد من مكانه غير مصدقا لما يسمعه لتنهض زينة بدورها من مكانها وتهتف به ب،،قلق :
” خير يا زياد ..؟! حصل ايه ..؟؟”
أغلق زياد الهاتف مع منتصر وقال لها :
” مفيش حاجة يا زينة ، بس لازم اروح الشركة حالا ..”
ثم خرج من الش،قة دون أن ينتظر ردا منها …
…………………………………………………………………….
في الشركة ..
دلف زياد الى مكتبه سابقا ليجد والده ورنا هناك … تقدم نحويهما بملامح تتسم بالشر وقال بلهجة ح،،ادة :
” بابا ممكن نتكلم لوحدنا شوية ..؟!”
أشار الأب الى رنا قائلا :
” سيبينا لوحدنا يا رنا ..”
” بس ..”
حاولت رنا أن تر،،فض الخروج إلا أن الأب قاطعها بحسم :
” سيبينا لوحدنا من فضلك ..”
خرجت رنا على مضض من المكان بينما التفت الأب نحو زياد قائلا :
” اقعد ، مستني ايه ..؟!”
رد زياد :
” انا مش جاي عشان اقعد ..انا جاي عشان افهم .. افهم ليه عملت كده .. ليه سحبت إدارة شركاتك مني ..؟!”
رد الأب بعدما جلس على الكرسي الذي يترأس المكتب :
” يمكن عشان أفوقك وأعرفك حجم غلطك ..”
” غلطي .. فين هو غلطي ..؟! ”
قالها زياد بغضب مكتوم ليقول الأب بجدية :
” انا سكتلك وسبتك تتصرف بمزاجك لما قررت تحميها لكن توصل انك تتجوزها فده مش هيعدي بالساهل .. انت ابني الوحيد دلوقتي ومش هسيبك تد،،مر حياتك وتد،،مرنا معاك عشان كده كان لازم أحطلك حد قبل متعمل حاجة تن،،دم عليها …”
” انا بحب زينة ، جوازي منها كان هيتم بكل الاحوال ..”
” انت ناسي دي عملت ايه ..؟!”
صر،،خ الأب بها بغض،،ب ليرد زياد :
“لا مش ناسي وانت برضوا متنساش امي عملت فيها ايه ..”
” انا مكنتش موافق عاللي عملته أمك ..”
” عارف يا بابا ..”
” بس دي كانت سبب فمو،،ت أخوك ، عايز أسمحلك تتجوزها ازاي ..؟!”
زفر زياد نفسا عميقا وقال بجدية :
” انا عارف انوا الموضوع مش سهل ، بس ..”
رد الأب بهدوء :
” انت لازم تط،،لقها ..”
” مستحيل ..”
قالها زياد بحسم ليردالأب بقوة :
” وانا مستحيل اقبل بجوازك منها …”
ابتسم زياد بمرارة قبل أن يومأ برأسه متفهما وهو يخرج من الشركة ..
…………………………………………………………………..
دخل زياد الى ش،،قته لتقفز زينة من مكانه وتتجه نحوه مسرعة تسأله بلهفة :
” ها عملت ايه ..؟!”
أجابها ببرود :
” ابويا سحب ادارة الشركات مني …”
” عشان اتجوزتني مش كده ..؟!”
قالتها زينة بحز،،ن ليومأ برأسه فتقول هي بحسم :
” طلقني يا زياد ..”
” نعم انتي بتقولي ايه ..؟!”
قالها زياد بعدم تصديق لتكمل زينة بأسى :
” انا متست،،حقش التضح،،ية الكبيرة منك يا زياد ..”
نظر إليها بعدم فهم لتهتف بما خبئته داخلها طويلا :
” زياد ، انا عارفة اني مبخلفش … انا اتجوزتك عشان انتق،،م من والدتك ورنا ..”
والص،،دمة سيطرت عليه من جميع الجوانب .. هي تعلم أنها لن تنجب ولن تصبح أما بل واست،،غلته أيضا لتحقيق انتقام،،ها ..
يتبع