منوعات

بقلم سارة حسن الثالث

طرقت باب مكتبه و آذن لها بالدخول، ابتسمت ايناس و قالت : ممكن ادخل يا صقر
رفع عينيه عن الاوراق بين يديه و قال : اتفضلي يا ايناس
بخطوات هادئه و عينين ترسل لها الاف الاشارت و يتجاهلها هو كعادته، قالت ما ان جلست : سألت علي عريس زهرة
نظر لها و قال صقر : و انتي جايه لحد هنا عشان تسآلي عن عريس زهرة
اجابته علي الفور : مش بنت خالتي و عايزة اطمن عليها، انت ماتعرفش غلاوتها في قلبي قد ايه
ثم تنهدت و قالت بحزن مصطنع: مع اني زعلانه منها و اخده علي خاطري منها
تسائل و قد القي بالقلم على سطح مكتبه محاولا اظهار اهتمامه و معرفة غرضها من القدوم: ليه
_ من وقت ما جات كارما و هي واخده جمب مني، طول النهار معاها، حتي لما نزلوا السوق محدش منهم كلف نفسه يقولي و اروح معاهم، حتي كارما اللي قولت اختي و هاتبقي جمبي بتتجاهلني و مش حاسة انها بتحبني خالص و خايفه تكون بتكره زهرة فيا.
مسح علي وجهه بتعب ووقال: ماتكبريش المواضيع يا ايناس، زهرة بتحبك و اختك بكرة تقربوا من بعض ، و ياستي علي خروج السوق ابقي روحي معاهم المرة الجايه
تساقطت عبراتها بتمثيل مقنع و قالت: حاسه اني لوحدي يا صقر، كل واحد في دنيته ، محدش بيفكر فيا
استقام و اتجه اليها و قال بهدوء: ابدا يا ايناس كلنا هنا بنحبك
وقفت قبالته بلهفة و قالت : بجد يا صقر
عاد خطوة للخلف و قاال موضحًا: طبعا، انتي عندي غلاوتك من غلاوة زهرة
تساقطت دموعها بصدق هذه المرة و قال بخفوت: مش عايزاك تحبني زي زهرة يا صقر، انا مش زهرة، انت مش اخويا
ظهر الضيق علي ملامحه من وضوح حديثها المحرج و قال : ايناس اطلعي علي اوضتك
اخفضت عينيها ارضًا و اادار هو بظهرة للنافذه و ضيق حاجبيه لرؤية كارما المتجه الاستطبل.
تخشب مكانه عندما استمع لصوتها قائله: انا بحبك يا صقر
التفت اليها و اشار لها بأصبعه بغضب : انتي اتجنيتي و لا ايه، اتحشمي يا ايناس
حركت رأسها بالرفض و قالت بأنفعال: ايوة بحبك، هاتفضل لامتي مش واخد بالك او عامل نفسك مش واخد بالك
هدر بها بأنفعال غاضب: علي اوضتك حالا…. يالا
انتفضت اثر صرخته بها و ركضت لاعلي تاركه اياه يمسح علي وجهه بغضب منها و من جرأت حديثها ، ثم تذكر تلك التي خرجت من دون علمه و كأنه لا وجوده له في الدار.
تحرك بخطوات غاضبه متجهًا الاستطبل.
و في منتصف طريقه و جدها عائده ، منت نفسها بجلسه مع الخيول لكن الظلام المحيط بها جعل الخوف يتسلل اليها و عادت مرة أخري..

كانت تسير واضعه يديها في جيبي الچاكت ، ناظرة لأسفل غير منتبه لوجود بعد.
_ انتي استأذنتي قبل ما تخرجي
انتفضت اثر صوته المفاجئ و الغاضب و ظهورة فجاءه امامها
اجابته كارما و قد شعرت ببوادر نقاش محتد بينهما : اللي عرفته اني استأذن لو خرجت برة بوابة البيت ، لكن انا ماخرجتش، الاستطبل في محيط البيت
هتف بها صقر أمرًا: تستأذني برضو و ماينفعش تخرجي بالليل كده لوحدك
هتفت به في ضيق و صوتًا مرتفع: يووة انت كل ما تشوفني يا تتجاهلني خالص يا تكون متعصب و تديني في أوامر كده، يا سيدي لو مش طايق وجودي انت كمان ارجع انا ما طرح ما كنت
قال من بين اسنانه بغضب: اياكي صوتك يعلي عليا تاني، احمدي ربنا انك ست ، لو كنتي راجل كنت عرفته ازاي يتكلم معاياا
صرخت به لطريقته المتسلطة و المستفزة: هاتعمل ايه يعني، هاتضربني مثلا، اصدق انك تعملها ما اللي زيك ممكن يمد ايده علي بنت عادي
قبض علي يديه بقوة و برزت عروق رقبته بغضبًا: اللي زي لو ماكنش يعرف الاصول كنت ادبتك من أول و جديد
اتسعت عينيها و هدرت به : انا مسمحلكش، انا متربيه كويس اوي
هتف بها بغضب : و المتربيه تخرج من غير ما تعرف حد من اللي موجودين، و في الليل كمان و لوحدها، لو عمي ما عرفش يربيكي انا ها ربيكي
اتسعت عينيها و ترقرت بهم العبرات غير قادرة علي الرد عليه، و رغم غضبه و ضيقه الا انه ندم انه تطرق لتلك النقطه بتهور منه.
تساقطت دموعها و قاانت له بصوتٍ مختنق: لو ابويا كان عايش ماكنش هايسمحلك تكلمني كده
انقبض قلبه من صورتها الباكيه و ظهر علي وجهه إمارات الندم.
في مكان قريب منهم للغايه ، هناك من يترصد بفوهة سلاحه بين الاشجار الكثيفه مصوبًا علي اتجاه بعينه منتظرًا الوقت المناسب لاطلاق رصاصته.
تحركت من امامه عائده للبيت غير قادرة علي كتم نشيجها الذي استمعه و انظارة عليها من خلفها، و في لحظه كان صوت العيار الناري يدوي بصوتآ عاليًا و صوت ارتطام قوي بالارض، التفت بسرعه للخلف وجدته ملقي علي الارض و تلك البقعة الحمراء تزداد , ثم صرخت بأسمه و هي تركض اليه : صقر..
،،، يتبع

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل