منوعات

حب تحت الرمال ( جارتى الصغيرة ) الثالث

الفصل السادس عشر
¤ و غادرها الأمان ¤
——————————————————-
سافر يحيى و غادر معه الامان الذي حظيت به في الايام القليله الماضيه خاصه بعد سماعها صوت نوف المضطرب على الهاتف …
قالت فاتن : يا بنتي اهدي و فهميني حصل ايه بس !
نوف : مش هينفع فالتليفون ، لازم اقابلك عشان انتي الوحيده اللي تقدري تساعديني ، انا معرفش الشوارع و لا اروح و لا اجي هنا لوحدي..
فاتن : بس ده يحيى محرج عليا مخرجش فغيابه..
نوف : ما انا هاجي مع تركي و اخدك معايا و هافهمك كل حاجه
عضت فاتن على شفتيها من الاحراج ، لن تستطيع اخبار نوف برفض يحيى بخروجها برفقة تركي ، و لكن في نفس الوقت لن تستطيع التخلي عن اختها في وضعها الحرج ..
فاتن : طب هتيجوا امتى عشان احضر نفسي..؟
_
نوف بلهفه : دلوقتي لو ينفع ..
احست فاتن بالخطب الجلل الذي حل بنوف ، لذا اسرعت بالقول : اوك ، معنديش مانع..
انهت فاتن المكالمه و اسرعت بارتداء ملابسها ، لم يكن لديها الوقت الكافي لاختيار ملابس مناسبه مع التزامها الحالي بالحجاب ، و الحاجيات التي وضعتها والدتها في الحقيبه لا تفي بالغرض ، ارادت استعاره بعض القطع من ليلى و لكن لا وقت لديها للقياس و التجريب خاصه ان ليلى تفوقها طولا …
انهت ارتداء ملابسها و خرجت باحثه عن اهل المنزل ، وجدت خديجه في المطبخ ، حيتها و اخبرتها بضرورة خروجها في مشوار مهم..
قالت خديجه بلامبالاه : براحتك ، انتي مش محتاجه تاخدي اذني ..
فاتن بضيق : انا هاخرج مع اخـ….
قاطعتها خديجه بتهكم : مامتك اهي جنبنا ، الاولى تعدي عليها و تاخدي اذنها ..
رن هاتفها ، لتقول فاتن بضيق: انا مضطره امشي دلوقت
خديجه بتهكم : مع السلامه و القلب داعيلك..
ازاحت فاتن تكدرها من معاملة والدة يحيى جانبا ، و انطلقت مهروله لمساعدة نوف و التي انتظرتها على بوابة البنايه برفقة زوجها تركي الجالس على مقود احدى السيارات الفارهه
_
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
وقفت خديجه على شرفة الشقه مناديه بصوت غاضب : يا حاج ، يا حاج ، تعال شوف بعنيك …
هرع عبدالرحمن الى الشرفه قائلا : اشوف ايه ؟
خديجه : السُهنه اللي اسمها فاتن ، شايف راكبه مع مين ؟
ألقى عبدالرحمن نظره الي الاسفل حيث شاهد احدى السيارات الفارهه مصطفه امام البنايه خاصتهم ، و على المقود يجلس رجلا يرتدي الزي الخليجي و بجانبه امراه ، لتركب فاتن في المقعد الخلفي ..
انطلقت السياره ، لتقول خديجه : شايف ، ده اكيد زبون عندها و بتاخد منه الشيء الفلاني ..
عبدالرحمن بتردد : ان بعض الظن اثم ….
خديجه : ظن ايه يا راجل ، مش شايف لبسه ، ده خليجي …ايه بقى هتكون علاقتها بواحد خليجي ، اخوها فالرضاعه مثلا ، انت ناسي امها مين !
عبدالرحمن بتافف : ربنا يسامحك يا يحيى عالي عملته فينا
خديجه : انت دلوقت و حالا تكلمه ، و تبلغه باللي شفناه و نخلص ..
_
عبدالرحمن : يعني هاعكنن عليه فسفره ، خليه يعرف يركز فشغله و لما يجي يحلها الحلال
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
قالت نوف بعد ان اوقف تركي السياره : معلش تركي خليني اعد مع فاتن شوي قبل ما نكمل البروجرام ، وايد وحشتني ..
تركي مبتسما : اه مين لقى احبابه .. طب انا هانزل عالجيم ، اريض جسمي شوي و لما تشبعوا من بعض كلموني ..
سألت فاتن بقلق ، بعد أن جلست مع نوف في الجناح الخاص بالفندق : قلقتيني عليكي ، ايه اللي حصل ، تركي مدايقك فحاجه ..؟
تنهدت نوف و قالت بحسره : تركي ده هدية ربنا ليا ، بس انا مستهلش حد زيه يا فاتن ..
فاتن بحنان : ليه بس بتقولي كده ، ده انتي اطيب و ارق و احن اخت فالدنيا
قالت نوف بحسره : اسمعي مفيش وقت ، زمانه تركي هيرجع ، ده مش بيفارقني لحظه من ليلة الفرح ، انا عملت مصيبه فنفسي و دلوقتي بدفع التمن…
روت نوف ما حدث مع انس و كيف تطورت علاقتهم و كيف وصل بها الحال الان …
قالت فاتن بصالفرحةه : يا نهار اسود ، و انتي ايش ضمنلك لو دفعتي الفلوس مش يرجع يهددك تاني و تالت
_
نوف بتوتر : معرفش معرفش ، بس ده بقاله مده ملاحقني بمكالمات و رسايل ، و انا اعصابي تعبت و معدتش قادره استحمل ، يمكن لو خاد قرشين ضميره يصحى و يحل عن الفرحةاغي ، مش قادره اتخيل اني هاتفضح ادام تركي ، انا بحبه اوي يا فاتن …
قالت فاتن بعينين دامعتين : طيب يعني هتديه الفلوس امتى و ازاي، تركي ممكن ياخد باله و تبقى مصيبه
نوف بتوتر : انا اصلا ممعيش المبلغ ده دلوقت، الفلوس اللي كانت فحسابي سلفتهاله اخر مره زي ما حكتلك
فاتن بحيره : امال ناويه تعملي ايه؟
نوف : انا مضطره ابيع جزء من شبكتي ، تركي جبلي دهب كتير و كام حته الماظ ، و انا مش بلبسهم كلهم اكيد مش هياخد باله و لما نرجع هاستلف من بابا و ابقى اشتري زيهم
فاتن : طيب انا عندي فكره احسن
نوف : الحقيني بيها
فاتن : بصي ايه رايك لو نكلمه و تسجليله و نقالفرحة فيه بلاغ للبوليس
نوف بعصبيه : انتي بتهرجي ، بوليس يعني تحقيق و استدعاء و تركي اكيد هايعرف و مش بعيد انس ينتقم مني و يبعتله الصور و الفيديو..
فاتن بتردد : بس انا مش مرتاحه يا نوف ..
_
نوف : مفيش وقت معايا للتردد ، دلوقتي هنزل و نقابل تركي ، و عايزاكي ضروري تطلبي نروح اماكن فيها محلات للدهب او اي حته اقدر اتصرف و ابيع و لو جزء انهارده من دهبي ..
فاتن : طب تركي مش هياخد باله ؟
نوف : مش عارفه مقداميش حل تاني …
فاتن : اسمعي انتي اديني الدهب و انا ان شاء الله هاروح عندالصايغ بتاع ماما و بكره تيجي و تاخدي الفلوس
نوف بتاثر : ربنا يخليكي ليا يا فاتن ، بس انتي تقدري تروحي لوحدك
فاتن : متقلقيش …اانا…هادبر اموري
هتفت شيرين : يخرب عقلك جبت صورها منين ؟
أنس : قولتلك مش هي ، دي اختها ، بس هما بيشبهوا بعض اوي ، بس نوف شعرها اسود و مناخيرها طويله حبتين
شيرين : طول عمرك خبير الفوتوشوب بتاع الشله ، بس مكنتش متصوره انك حريف اوي كده ، تقريبا مفيش فرق خالص ، أكنها هي تمام ..
انس : طيب هنقضيها رغي ، مش ايدك عالخمسه بتوعي
_
شيرين : اوك ، بس اشوف باقي الصور ..
انس : عنيا ، اهو شوفي و ملي عنيكي..
شيرين بعد ان طالعت جميع الصور : عظيم ، بس على الله سلوى تقتنع ..
انس : تقتنع بايه ، احنا مش مفروض نفرج يحيى عالصور دي..
شيرين : لا لا احنا مالنا ، انا عندي تكتيك احسن
انس : اللي هو !
شيرين : مش خدت فلوسك ، اطلع انت منها بقى
انس : ماشي ماشي ، بقينا محترفين لوحدنا اهو
ابتسمت شيرين ، و توجهت حيث تنكب سلوى على العمل في مكتب مالك الغائب ، دخلت المكتب حامله بيدها الفلاشه الموجوده بها الصور..
قالت شيرين بعد ان لاحظت سلوى وجودها : سلوى احنا محتاجين نتكلم فموضوع يخص يحيى
_
سلوى : خير ماله يحيى ؟
شيرين : انتي فاكره البنت اللي جابها معاه عالندوه ..؟
اومأت سلوى ، لتقول شيرين : اهي هي دي اللي بيحبها و مرتبط بيها دلوقتى
تكدرت سلوى ، لتقول شيرين : ده شكله هيتجوزها يا سلوى ، و البنت دي مش كويسه و ليها علاقات مع ولاد و حتى و هي مرتبطه بيحيى علاقاتها لسه مستمره
سلوى باضطراب : و انتي عرفتي ازاي..؟
شيرين : انا هاوريكي عرفت ازاي..
وضعت شيرين الفلاشه في الحاسوب و شغلتها ، لتفتح الصور ، صوره تلو الاخرى
قالت سلوى : جبت صورها دي منين..!
شيرين : انتي عايزه الحق ، دي مش صورها ، دول بتوع اختها ، بس هي و اختها من نفس البيئه
سلوى : يعني ايه ؟
_
شيرين : يعني حرام يحيى يرتبط بواحده زي دي ، حرام تسيبيه يا سلوى مخدوع فيها بالشكل ده
سلوى : بس انت بتقولي دول بتوع اختها ..!
شيرين : طيب واحده اختها كده ، هتطلع هي ايه مثلا !
سلوى : احنا مالنا ..
شيرين : دي فرصتك يا سلوى ، فرصتك تقربي من يحيى ، صدقيني دلوقت اكتر من اي وقت هو محتاجلك جنبه ، شوفي ازاي بيعتمد عليكي فالشركه فكل حاجه ، مع انه كان ممكن يوكل انس شريكه بحاجات كتير ، بس فضلك انتي ، عشان ابتدى يحس بيكي و اكيد بيقارن بين اخلاقك و بين سوء اخلاقها ، بس كفتها هي الي راجحه لغاية دلوقت ، عارفه ليه…؟
سلوى : ارجوكي يا شيرين…
قاطعتها شيرين : عشان هي فاتحاها عالبحري معاه و مهما كان هو لسه شاب و اكيد بيتأثر بالحاجات دي زي كل الرجاله ، لكن لو شاف الصور دي اكيد اكيد نظرته ليها هتتغير …هايفهم انها سلعه للكل مش بس له و اللي بتعمله وياه بتعمل العن منه مع غيره…
سلوى : يعني هاعمل ايه ، مش بلسانك قولتي دي صور اختها ..
شيرين : يا بنتي اختها و لا هي مش هتفرق كتير ، المهم انك تنقذي يحيى من المستنقع ده ، و تكسبي ثواب بنفسك بالمره !
و تابعت : انا هاسيبلك الصور و انتي و ضميرك ، لو تقبلي انه يرتبط بواحده بالاخلاق دي و تخسري حب عمرك عشانها ، انتي حره ، بس هايبقى حرام عليكي نفسك و يحيى …
_
خرجت شيرين امله ان تقتنع سلوى بفكرتها ، و التي لم تستطع هي شخصيا الاقدام عليها ، فتلك الصور لا تخص تلك الفتاه رفيقه يحيى ، و لم تشأ شيرين ان تتحمل عبء الذنب ان اقنعت يحيى بذلك ، اما سلوى فلديها الدافع الاكبر ، و هو حبها ليحيى ، فاحيانا الحب يعطينا جراءه لفعل اشياء يعجز ضميرنا عن استساغتها و لكن ياتي بلسم الحب ليضمد جراح الضمير..
حسنا ، ان لم تقتنع سلوى بافكارها ، هنالك انس ، صحيح ان ذلك المستغل سيطالب بباقي المبلغ المتفق عليه ، و لكن لا يهم ، عليها المواصله فالطريق الذي اختطته ، كل شيء جائز في الحب و الحرب…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بذلت فاتن جهدا مضنيا في التنقل بين محلات الذهب ، لتحصل على سعرا جيدا لمجوهرات نوف، و لكن النتيجه كانت مرضيه فلقد حصلت على المبلغ المطلوب.
وصلت الى الشقه حيث فتحت لها ليلي الباب ، و التي سألت بفضول : كنتي فين ؟
أجابت فاتن باضطراب : بشتري شوية حاجات ..
ليلى : انا بس كنت قلقانه عليكي عشان اتاخرتي جدا
قالت خديجه الواقفه بباب المطبخ : ليلى تعالي ساعديني جوه
توجهت ليلى لمساعدة والدتها ، لتدلف فاتن الى الغرفه التي تقيم فيها مع ليلى ، وضعت حقيبتها الثقيله على الفرحة ، لتأتي خديجه قائله : انا تعبت من شغل البيت ، يا ريت تروحي تساعدي ليلى فالمطبخ
فاتن بابتسامه متعبه : حاضر يا طنط ، انا رايحه اهو
_
خرجت فاتن من الغرفه ، لتستغل خديجه تلك الفرصه للتفتيش في حقيبة فاتن بعد أن لاحظت انتفاخ حقيبتها و بشده ، عكس هذا الصباح عنالفرحةا خرجت كانت تبدو خفيفه للغايه ، مما أثار فضولها بشكل كبير.
فتحت الحقيبه بسرعه شديده ، لتشهق متفاجئه من كم النقود المحشوره في تلك الحقيبه الصغيره
تمتمت خديجه : يا نهاري ، هو الشغل البطّال بيكسب كده !
أغلقت خديجه الحقيبه بسرعه كبيره ، ثم عرجت إلى المطبخ موكلة فاتن بمهام كثيره تبقيها مشغوله ريثما تخبر عبدالرحمن بما بصرته قبل قليل ليتأكد بأم عينه..
في غرفة المعيشه وجدت زوجها يقرأ ما تيسر له من القران الكريم ، لتلطم خديجه على وجهها بحسره و حزن…
التفت عبدالرحمن على اثر سماعه لطم خديجه ، ليقول الفرحة : ايه اللي بتعمليه ده ..!
خديجه : بلطم على وكستنا ، على الراجل اللي ربى ولاده على قال الله و قال الرسول ، ودلوقتي بيته بقى مضيفه لحتة بت *******..
هتف عبدالرحمن : هنعيده تاني ، استنى لما يوصل يحيى بالسلامه..
قاطعته خديجه : استنى ايه ، انت دلوقت تيجي و تشوف بعينك ان كلامي الصبح مكنش ظن ، عشان متجيش بعد كده و تقولي ظلمتيها..
عبدالرحمن : آجي فين ..؟
_
تقالفرحةت خديجه و امسكت بذراعه قائله : تعال يا حاج …تعال بس..
تبعها عبدالرحمن الى غرفة ليلى ، دلفا سويه ، لتقول خديجه بعد أن فتحت حقيبه فاتن : بص يا حاج ، بص ، عشان متقوليش ظن تاني ، ادي تمن الخروجه بتاعت انهارده …
تمتم عبدالرحمن : استغفر الله ، استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ، بقى دي اخرتها يا يحيى !
خديجه : انت هتعد تندب ، اتصرف ، اطردها مالبيت و خلينا نخلص
عبدالرحمن :مش هينفع يا خديجه مش هينفع ، لازم الاول نثبت ليحيى حقيقتها ..
خديجه الفرحة : يا نهار اسود ، كل ده ولسه هانثبت..
عبدالرحمن : اما يجي اما يجي يا خديجه ، بس دلوقت خلي عنيكي مفنجله عليها ، دي يتخاف منها على ليلى ، ده غير لؤي ربنا يهديه ، من امبارح و انا ملاحظ انه قاطرها فالرايحه و الجايه..
خديجه : ما تخليها تغور من هنا و تريح قلبي يا حاج ، و يحيى اكيد مش هيكدّبنا..!
قال عبدالرحمن بأسى : شكلك متعلمتيش الدرس يا خديجه ..!
تذكرت خديجه بأسى أحداثا مره كانت دفنتها منذ فتره بعيده لتقول : معاك حق ، كنت صدقت انت !
_
عبدالرحمن : عشان كده لازم يقتنع الاول ، فاهمه يا خديجه ، و دلوقت خلي عنيكي وسط راسك ، لغاية اما الغُمه دي تنزاح …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤

السابقانت في الصفحة 1 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل