منوعات

بقلم سارة حسن الثانى

الفصل الساد
– يعني انت مش معارضني يا جدي، راجعني يمكن اكون غلطان

كلمات قالها صقر في غرفه جده، في جلسه خاصه بينهما، من بين جلساتهم المتكررة .
_ عداك العيب يا صقر، بس اللي اقدر اقولو ليك خليك لين حتي في عقابك

قضب حاجبيه قائلا: لين في العقاب؟

اوما له عتمان موضحآ: ايوة امال، يعني مثلا كان ممكن تعاقب عيد لو كان ابوه هو اللي ضربه كده انت رضيت فراج و في نفس الوقت يبقي اب بيربي ابنه

تحدث صقر موضحآ: هو ما وقعش ابوة و لا سبه، اللي اتغلط في حقه هو الي يضربه مش ابوة

_ يابني فراج راجل غلبان ، ممكن عيد و ابوة يحطوة في دماغهم و يرازوة و انت ماتكونش عالم

اتسعت عينيه في وعيد : مش هايحصل ياجدي و لو حصل لكون جايب فراج يرزعه قلمين تلاته كمان

ضحك عتمان و قال: طول عمرك دماغك يابسه ياابن رحيم، ابوك قلبه لين و قليل المرجوعه ، إنما انت طالعلي في شبابي و اكتر

قبل صقر يدة و قال: يبقي ماجبتوش من برة يا جدي، ربنا يباركلنا فيك
،،،،،،،،،،،،،

جلست ايناس بجانب زهرة متسائله بفضول: امال فين ست كارما هانم مش باينه ليه
رغم ضيقها من نبرة الاستخفاف الواضحه اجابتها زهرة : فوق في اوضتها
تسائلت ايناس مجددا: الا ايه سبب مشكله امبارح و الخناقه قدام الدار

حركت زهرة كتفيها و قالت: وانا اعرف منين
_صقر ما قلكيش

نفخت زهرة من اسالتها المستمرة: ومن امتي صقر بيكلمني في مشاكل المندرة
لوت ايناس فمها قائله: طيب ياختي

_ انا جاهزة

كلمه قالتها كارما بابتسامه متحمسة
اثنت عليها زهرة بأعجاب : ايه الجمال ده، انتي جايه تقطعي علينا ولا ايه
ابتسمت كارما مستفمه: اقطع ايه؟؟
ضحكت زهرة و قالت : و لا حاجه هاجيب حجابي و اجي علي طول .

لم ترتاح كارما لنظرات ايناس التي تشملها من اعلي لاسفل باستخفاف ظاهري و نار تحترق بداخلها
بادرت كارما و قالت : ايناس تعالي معانا
رفعت ايناس احدي حاجبيها : اجي معاكم فين؟

تشجعت كارما علي بداية الحديث معها: انا و زهرة خارجين تفرجني علي البلد
_ و الله و انتوا قررتوا ده من دماغكم كده
عبست كارما من نبرتها المستهزءة بها: انتي ليه متضايقه مني كده دي اول مرة تشوفيني من يومين، مافتكرش اني لحقت اعمل حاجه تضايقك.
ربعت ايناس يديها علي صدرها و تركت العنان لما بداخلها يرتسم علي ملامحها : انتي ماتعرفيش تضايقني، و مين هايسمحلك، اوعي تفتكري عشان بيعاملوكي كويس حبتين انك خلاص كوشتي علي الكل ، لا
انتي روحتي و لا جيتي غريبه مالكيش اي ذكريات او تفاصيل هنا، انما انا، تربيت كل اللي هنا و ماحدش منهم يستحمل شوكه بس تشكني.

ابتلعت كارما تلك الغصه و قالت: انا مش جايه اخد مكان حد يا ايناس … و همست و كانها تذكرها بما تناسته عن عمد: انا اختك

_ ماتقوليش اختك.. فاهمه و لا لا
ارتدت كارما للخلف و كأنها صفعتها للتو، صوتها خرج قاسيآ و حادآ و هي تلقي عليها قطرات من كرهآ بداخلها لسنوات.

شحب وجهها و بهتت ملامحها، و هي تتذوق احساس الغربه الحقيقه ، و كأنه كالعلقم من مرارته، شعرت بالاختناق من تلك الاجواء و لم تستمع للمزيد و هي تتركها و تصعد لاعلي.
،،،،،،
خرج صقر من غرفه الجد متوجها لاسفل، التفت لزهرة التي تنزل علي الدرج ركضآ مستوقفها : بتجري كده ليه الدنيا هاتطير
اجابته بحماس : نازله لكارما عش
و قبل ان تكمل حديثها، اندفعت كارما لاعلي وو ققت قبالة زهرة قائله بأختناق: يالا يا زهرة عايزة امشي

تسائل صقر و لم يعجبه تجاهل الاثنان له: يالا فين انتي و هي
اجابته زهرة بوضوح: انا و كارما خارجين، هافرجها الاراضي و

_والله عال، و انتي قررتي كده من دماغك تخرجي من غير استأذان

و جاءة رد كارما منفعلا: انا اللي طلبت من زهرة ده
رفع حاجبيه غير راضيآ ابدا عن حدة حديثها معه : طب انتي و لسه جديده مش عارفه العوايد، انما انتي ياست زهرة من امتي بتتصرفي من دماغك كده
تراجعت زهرة خطوة للخلف و قالت بصوتآ مرتبك: لا والله يا صقر انا مش

خرج صوت كارما مقاطعآ: و ايه المشكله انا مش فاهمه

_ حُكمنا كده، ماعندناش حريم تمشي لحالها

اندفعت في قولها بأنفعال يزيد هو من اشتعاله، و هي الان كل ما تحتاجه بعد حديث شقيقتها السام هو الخروج لبعض الوقت ليس اكثر، و لكنها تشعر و كأنها مقيدة!!!
-لا، حضرتك تحكم علي حريمك براحتك، إنما انا…. لا

اتسعت عينيه و خرج صوته قويآ جعلها تنتفض مكانها: كلامي يمشي عليكي و يمشي علي اتخن تخين في البلد، انتي مش عارفه انتي بتكلمي مين و لا ايه

قالت زهرة برجاء : خلاص يا صقر حقك عليا

تبخترت ايناس في صعودها قائله بصوتآ ناعمآ: معلش يا صقر، اصل الخواجات مش بتوع تحكمات

رفعت كارما إصبعها اتجاه ايناس قائله بحده: لو سمحتي ماتدخليش.. خليكي في حالك

تمايلت بوقفتها و قالت: انا اعمل اللي انا عايزاه و مش انتي اللي هاتعلميني الكلام ازاي
قاطعهما صقر بغضب و صوتآ جهوريآ: صوتكم انتو الاثنين ما يعلاش و انا واقف
واكمل حديثه الموجه لتلك التي تجاهد الا تزرف عبراتها امامهم: و زي ما قولت مافيش خروج من هنا الا بأوامري
عضت علي شفتيها و لمعت عينيها بالعبرات دون القدرة علي الاستمرار في الجدال اكثر.
عينيه ثابته عليها لا تحيد، رأي تلك الدموع المتجمعة بعينيها و تحاول هي وئدها، غض الطرف عنها و شعر بالضيق من حدوث موقف كهذا في اول ايامها وسط العائله.
اندفعت كارما من امامهم الي غرفتها دون ان تلتفت للخلف، دون ان تلتفت لذلك الذي نظر في اثرها بضيق.

نفخ صقر متمتا بالاستغفار و تحرك لخارج الدار، تتبعته ايناس ركضآ و بيدها شاله الخاص، لم يتوقف صقر و تحرك بسيارته.
،،،،،،،، ، ،، ،
فتحت الباب للطارق ، التي ما ابصرتها قالت زهرة : ماتزعليش يا كارما صقر مايقصدش
تركتها و جلست علي الفراش هاتفه بها بضيق : انا مش فاهمه هو عامل في نفسه كد ليه
ابتسمت زهرة و جلست بجانبها قائله: صقر حاد شويه بس قلبه ابيض
ارتسمت علي محياها ابتسامه تهكمية: اه فعلا….لا بقي ده انسان مغرور و متكبر
نفت زهرة برأسها مؤكده: بالعكس هو بس شديد اكمنه مسك كل حاجه تخص العيله من صغرة

_ و انتو كلكم بتسمعوا كلامه كدة ، ده فاكر نفسه الحاكم بأمره

_ صقر كبير العيله من بعد جدي ربنا يديه طولة العمر، و الكل عارف كده و بيتعاملوا معاه انه الكبير ، ابن رحيم الجارحي و حفيد عتمان الجارحي

لم تجيبها كارما و انصب تفكيرها ب ايناس و حدتها اتجاها، لم تكن تتوقع ابدا ان يكون ذلك شعورها اتجاها، توقعت شقيقه تحمل دم و اسم نفس الاب حتي لو لم تكن تربطهم ذكريات طفوله، بالتأكيد صلة الدم لا يمكن تجاهلها.
كارما كارما
انتبهت لها و اجابتها كارما بذهن شارد:بتقولي حاجه يا زهرة
ضحكت زهرة و قالت : لا ده شكل زعلك من صقر مخليكي مش مركزة في حاجه … اقولك اشتكيه لجدي و بالمناسبة هو اصلا كان باعتني ليكي

اومات كارما برأسها و قالت: طيب يالا نروحله.. بصراحه اكتر مكانين بحب اكون فيهم في البلكونه دي و اوضه جدي
،،،،،،،
_ و صلني ان الجميل زعلان.. مين مزعلك
تلك كانت الابتسامه الحقيقيه لكارما من بداية اليوم اجابته بمرح: و لو قولتلك يا جدو هاتعمل ايه
ضحك عتمان و جاراها قائلا: اللي انتي عايزاه
وقفت كارما و اشارت بيدها : كنت عايزة اخرج انا و زهرة، فجاءه ظهر حفيدك من تحت الارض ، و قال لا مافيش خروج الا بأوامري و حضرته فاكر نفسه السلطان صقر و مافيش خروج الحريم الا بأذني

تطلع عتمان خلفها و كتم ابتسامه مكملا مجاراتها: لا مالوش حق، بس انتي برضو يا كارما كنتي المفروض تقولي انك عايزة تخرجي
اجابته موضحه : كنت جايالك استاذنك انا و زهرة ، بس حفيدك المتكبر المغرور رفض و من طرف مناخيرة كمان
تعالت ضحكات عتمان عاليآ و اشار لما خلفها، فا ضيقت حاجبيها متسائله بترقب : جدو… اوعي يكون اللي في بالي
و التفتت ببطئ و جدته متكئ بجانب الباب و يظهر انه متواجد منذ فترة، عضت علي شفتيها بخجل، ثم ركضت و مرت من جانبه لاعلي.
نظر لاثرها و رغم ضيقه من نعته باالمتكبر و المغرور، الا انه لم يستطع كتم ضحكته علي اتساع عينيها و حمرة وجهها عندما ابصرته بعينيها، تنحنح و اجلي حنجرته و عاد لجلب ما نسيه من اوراق في الصباح، و لكن القدر اعادة ليسمع رأي ابنت عمه به.
فهل سيتغير يوما ما!!
يتبع

السابقانت في الصفحة 1 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل