أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
التفاعل مش محمس وأنا بدأت أزعل
الفصل السابع.
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بيوم الجمعة..
بقاعة لطيفة بأحد أرقى الأماكن بمدينة الإسكندرية، نزلت عطر بيد كمال ليسلمها بنفسه لنوح، وقفت ثريا تتابع الأمر أمامها بدموع أغرقت وجهها، خطأ صغير أتى بعده ألف خطأ كبير، حبها من البداية لكمال جعلها تصل هي وبناتها لحافة الهاوية.
أزالت دموعها بكف مرتجف وعادت بالذكريات للخلف، لذلك اليوم الذي تزوجت به كبير عائلة أبو الدهب..
طلقها زوجها لسبب مجهول أو كما قال حتى يأتي بالصبي من أمرأة أخرى، تركها وحيدة مع ثلاث فتيات لتبقى هي الأم والأب، اليوم أنتهت عدتها وانتهى معها آخر خيط يربط بينها وبين أبو البنات..
أعدت نفسها للذهاب للمدرسة بالصباح الباكر، وقفت أمام المرايا تمشط خصلاتها السوداء، دق باب المنزل لتقول بتعجب :
_ خير يا رب مين اللي هييجي في وقت زي ده البنات خرجت…
تركت ما بيدها وبخطوات سريعة وصلت للباب فتحته لتجد أمامها كمال أبو الدهب، سمعته معروفة بالمكان بأنه عاشق للنساء ولتكون صادقة كان دائماً معها شخص محترم حتى بعد طلاقها كان مثل الأب لبناتها، أردفت بقلق :
_ صباح الخير يا كمال بيه خير في حاجة؟!..
رد بنبرة هادئة وهو يشير بعينه للداخل :
_ ينفع أدخل الكلام مش هينفع على الباب..
ابتسمت بتوتر ثم حمحمت قبل أن تقول :
_ على عيني طبعاً أدخلك وأعمل معاك الواجب بس أنا هنا لوحدي والبنات مشيوا..
أجابها بعدما أزاحها للداخل وترك الباب مفتوح، رأى الأريكة الكبيرة الموضوعة بالصالة ليجلس عليها وضعا ساقا على الآخر براحة مردفا :
: اللي جاي لك عشانه مينفعش البنات تسمعه عشان كدة جيت لما اتأكدت أنهم مشيوا، أما بالنسبة لموضوع أننا لوحدنا تقدري تسيبي باب البيت مفتوح..
تركت باب المنزل مفتوح وهي متعجبة من حديث، لا تعلم لما بدأ القلق ينهش بداخلها لهذا الحد وكأن كارثة في الطريق إليها، اقتربت منه وجلست على المقعد الذي على بعد مسافة مناسبة منه مردفة بتوتر :
_ خير يا كمال بيه في إيه؟!.. أنا بدأت أقلق بصراحة…
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول بابتسامة هادئة :
_ هو الموضوع فعلاً مقلق بس هيبقى خير لو عرفنا نوصل مع بعض لحل مناسب..
أومأت إليه بترقب تحثه على إكمال حديثه ليكمل هو بكل أريحية :
_ قبل طلاقك بست شهور حمدي أستلف مني خمسين ألف ولما جه وقت السد رفض يدفع الفلوس بس أدى ليا حاجة تانية مكانها..
شعرت بشيء غريب من طريقته بالحديث والعجيب كانت نظراته إليها، أومأت إليه بتوتر قائلة :
_ طيب أنا مالي بالموضوع ده؟! زي ما حضرتك شايف إحنا منفصلين من تلات شهور وأكتر..
زادت ابتسامته اتساع وهو يقول بثقة :
_ أنا عارف الكلام ده وعارف إن النهاردة أخر يوم في العدة..
تحدثت بنفاذ صبر :
_ طيب لما حضرتك عارف كل ده أنا مالي بمشاكلك معاه؟!..
أخرج هاتفه وفتحه قبل أن يقوم مقتربا منها ليقف خلف المقعد الذي تجلس عليه وقدم لها الهاتف وفتح لها فيديو قائلا :
_ الفيديو ده الحاجة اللي جوزك عارضها عليا قصاد الفلوس، وقالي بالحرف الواحد لو مراتي عاجبتك هنيمها ومش هتحس بأي حاجة هتحصل، دفعت له 100 ألف غير الخمسين مقابل إنه يطلق وينسي إنه شافك في حياته صدفة..
ال ة شلت حركتها، عينيها مثبتة على الفيديو في حالة من اللاوعي، هل ما تراه حقيقي، هل زوجها صورها فيديوهات مثل تلك وهي بأوضاع خاصة بينهما فقط، سقطت دموعها بخوف، جسدها يرتجف ومعدتها تحثها على إخراج ما بها، شعور بالنفور والتقزز يكاد يأخذ روحها، أغلق كمال الهاتف مردفا بحنان :
_ أنتِ أغلى من إن دموعك تنزل على كلب زي ده، متخافيش مفيش مخلوق شاف الفيديو ده غيري..
رفعت عينيها الحمراء وهي تنظر إليه نظرة مشوشة من شدة البكاء مردفة بخوف :
_ أنت عايز مني إيه بالظبط؟!..
_ عايز أعيش معاكي اللي في الفيديو ده بالحلال يا ثريا..
انتهى الفلاش بااااك..
فاقت من بحر الذكريات الغارقة بداخله ومازالت تدفع ثمنه على تسليم كمال لابنتها لابنه نوح، خرجت منها آه محترقة وهي ترى عطر ترقص بين يديه مثل الفراشة تحلق هنا وهناك..
جاء كمال وجلس على المقعد المجاور لها مردفا :
_ الواد ده مش هيعمل شهر عسل لوحده هنسافر الليلة..
نظرت إليه بطرف عينيها مردفة بتعجب :
_ وهقول للبنات إيه مش اتفقنا نستنى على موضوع السفر ده شوية؟!..
_ لأ أنا راجل برجع في كلامي عادي، حضري نفسك هنسافر بعد ما الفرح ده يخلص..
على الصعيد الآخر بالمكان المخصص بالمرحاض خرجت هادية بعدما عدلت مكياجها لترى خاطر يقف على باب المرحاض، شهقت بفزع مردفة :
_ إيه اللي موقفك هنا أنت عايز الناس تقول علينا إيه؟!…
رد عليها وهو يحدق بها بنظرة غريبة لم تفهمها ثم أقترب خطوة لتعود هي للخلف حتى ت ظهرها بالباب خلفها، عضت على شفتيها ب ليقول بعبث :
_ مش فارق معايا الناس كل اللي فارق معايا إني بعيش تجربة جديدة وليا فيها مزاج جامد.
وضعت يدها على صدره حتى يبتعد ثم عدلت من وقفتها مردفة بغرور أنثى :
_ كدة أنت بتخسر من أول جولة وده مش صح..
ضحك قائلا :
_ الخسارة لو حبيتك لكن أنا عايزك والراجل بطبعه نفسه حلوة ممكن يأكل أي حاجة مادام بعدها هيشبع..
قدر ببراعة إخفاء الانتصار من على ملامحها وحل محله ضيق شديد، لتكون صادقة لقد ربح بالجولة الأول ولكن هذا لا يعني انتهاء الحرب، ردت ببرود :
_ ما المشكلة ان في أكلات مهما أكلت منها مستحيل تشبع فتقع في حبها وتبقى بالنسبة لك إدمان..
غمز إليها بمكر ثم قال :
_ طيب يا تسيبيني أدوق وأحكم بنفسي، يمكن أشبع ويطلع كلامك غلط..
ردت عليه بابتسامة ساحرة قبل أن تترك المكان وتذهب للحفل بالخارج :
_ الأكل الغالي مش ببلاش يا إبن أبو دهب لو جعان أوعى وعايز تسد جوعك بأي حاجة روح لبتاعت العرفي اللي كنت متجوزها..
أختفت من أمامه لي الحائط بيده، هذه الفتاة تقوده للجنون، عض على لسانه أسفل ضرسه هامسا :
_ وماله نأكل ببلاش لحد ما الغالي يرخص يا بنت ثريا..
______ شيماء سعيد _____
بالخارج كان يجلس فريد بجوار هالة، كانت تتابع الأجواء حولها بصمت، ها هي تشاهد زوجها وعينه مع غيرها، ظلت سنوات تحاول الهروب مفكرة كونها أخذته من زوجته واختفت به عن الأنظار حتى أتى أخيه الأحمق وتزوج شقيقتها، تنهدت بتعب وهو يقوم من جوارها مقبلا رأسها ثم قال قبل أن يذهب :
_ خليكي مكانك أنا هروح أقف من أصحابي شوية وبعدين أشوف نوح..
أومات إليه بصمت وهي تعلم تمام العلم أنه ذاهب لفيروز إلا أنها غصبت نفسها على الإبتسامة مردفة :
_ ماشي يا حبيبي خد راحتك أنا لو زهقت هروح أقعد مع مامي وبابي على الترابيزة بتاعتهم…
أبتعد بخطوات متلهفة لتقول بحزن على حالها :
_ كنت فاكرة انك ممكن تحبني حتى لو جوازنا كان بطريقة غلط، بس ماشي يا فريد ألعب براحتك وارجع لها كمان لو عايز بس المهم بالنسبة ليا إنك تفضل معايا وفي ي وبس..
بين الأشجار رأها تعبر من جواره بخطوات رشيقة بفستانها الأسود المصنوع من الستان، جذبها لتبقى بين يديه مردفا بعتاب :
_ وحشتيني يا فيروز، من يوم ما اتفقنا نبقى سوا وأنتِ بعيدة..
لمسته تلك تجعلها تود صفعه من أين أتى بتلك القوة حتى يكون على بعد خطوات من زوجته ويضمها بتلك الطريقة، وضعت يدها على ذراعيه قائلة بهدوء :
_ نزل إيدك دي مش من حقك تقرب مني بالشكل ده تحت أي ظرف، وبعدين إحترم نفسك مراتك عنيها لينا..
حرك رأسه بلا مبالاة مردفا:
_ مش فارق معايا غيرك، ركزي معايا يا فيروز هنتجوز أمتا؟!..
ابتسمت على لهفته تلك حتى لو تعلم غايته فيكفي رؤيتها له بتلك الحالة، رفعت يدها ومررت اياها على ذقنه هامسة :
_ طلباتي تتنفذ في نفس اليوم هكون لك..
لا يعلم لما هو حزين بهذا العرض، تمنى لو رفضت العودة إليه بتلك الطريقة، يتمنى لو يرى بها فيروز القديمة البريئة، نفض تلك الأفكار من رأسه مردفا :
_ بكرا الصبح هتبقى كل حاجة أنتِ عايزاها بأسمك بالليل تكوني أنتِ بأسمي يا فيروز..
رفعت حاجبها بتعجب قائلة :
_ بالبساطة دي هتعمل كل ده عشان نتجوز، مش خايف أحسن هالة هانم تعرف؟!..
قهقه بمرح مردفا :
_ طبعاً خايف وبترعش كمان، فوقي يا فيروز أنا فريد أبو الدهب..
أومأت إليه بهدوء :
_ تمام يا دكتور فريد نتقابل بكرا عشان كل واحد ينفذ الجزء الخاص بيه..
_____ شيماء سعيد ______
بغرفة النوم الخاصة بالعروسين، فتح نوح الباب لتدلف عطر بالكثير والكثير من التوتر، جلست على الفراش ليغلق هو الباب بلهفة قبل أن يتقدم منها بخطوات سريعة مردفا :
_ أهو ده اليوم اللي بستناه واللي بحلم بيه..
ابتسمت إليه بخجل وهي تكاد تجرح يديها من شدة الفرك بهما هامسة :
_ أنا عايزة أنام يا نوح..
رد عليها بهمجية :
_ نامت عليكي حيطة يا بت ثريا، إحنا عندنا الست مش بتنام إلا لما جوزها يموت..
شهقت بخوف ووقفت لتبقى أمامه واضعة يدها على صدره مرددة بلهفة :
_ بعد الشر عنك بلاش تقول كدة تاني..
لف يده حول خصرها بنعومة وهمس إليها بحنان :
_ لو سبتيني ونمتي أنا هموت مقهور يرضيكي حبيبك يموت مقهور؟!..
رغم خوفها وارتجاف جسدها الواضح تحت يده الا أنها حركت رأسها برفض، ابتسم باتساع ابتسامة خبيثة منتصرة مثل الطفل الذي ظل يدور حول والده طوال الليل والنهار حتى أتى إليه بلعبة كان يرغبها، دفنت وجهها بعنقه لتخفي ما تشعر به، رفع وجهها إليه مقتربا منها ويده توجهت بنعومة على ظهرها محركا أصابعه على سحابة الفستان ليسقط بعدها أرضا وبعد سقوطه حملت ختم ملكية نوح أبو الدهب…
_____ شيماء سعيد _____
بمنزل ثريا.
بعدما تأكدت من نوم فيروز وهادية أخذت علبة صغيرة من حقيبتها ودلفت بها المرحاض، أغلقت الباب عليها بإحكام ونظرت للعلبة المغلقة بخوف مردفة :
_ آكيد اللي في بالي مش حقيقي يمكن وصلت لسن اليأس قبل معادي قبل الهموم لكن أكيد مش حامل..
بلعت ريقها وعقلها يحاول بقدر المستطاع تأخير تلك الخطوة، بكف مثلج مرتجف أخرجت أختبار الحمل لتأخذ نفسا عميقا تخفي به خوفها قبل أن تبدأ بعمل الاختبار..
انتهت وألقت بجسدها بجوار حوض الاستحمام والاختبار بجوارها ترفض النظر اليه مرت دقيقة في الثانية في العاشرة حتى أردفت بقلة حيلة :
_بصي عليه وخلصي نفسك يا ثريا مهما كانت الحقيقة مش هتعرفي تهربي منها..
بالفعل نظرت ويا ليتها لم تفعل، أتسعت عينيها ووضعت يدها على بطنها مرددة برعب :
_ حامل من كمال؟!…
_____ شيماء سعيد _____
أستغفروا الله لعلها تكون ساعة استجابة ♥️
المواعيد بإذن الله يوم الأحد والأربعاء الساعة 9
الفصل الثامن
#الفراشة_شيماء_سعيد
#أبو_الرجالة
بصباح اليوم الثاني بسيارة كمال المتجهة لشرم الشيخ، طوال الطريق وهي صامتة شاردة تشاهد الشارع الخارجي بعيون بها الكثير من الحديث، أوقف كمال السيارة بأول أستراحة وسألها :
_ تحبي تأكلي إيه؟!..
لم تنتبه إليه، نظر إلى حالتها تلك بتعجب، لأول مرة تصمت حتى لو كانت غاضبة، حاول النظر لعينيها ليعلم ما بها إلا إنها هربت منه سريعا، رفع حاجبه ورفع يده لذقنها يحثها على النظر إليه قائلا :
_ ثريا حكايتك إيه بالظبط من الصبح مش سامع لك صوت؟!.
ماذا تقول وكيف تقول لا تعلم، نفت برأسها ثم أردفت بنبرة متحشرجة :
_ تعبانة النهاردة شوية مش أكتر، كنت عايز حاجة؟!…
شعور غريب دلف لقلبه من فكرة مرضها، مسح على خصلاتها بحنان ثم أردف :
_ طيب أنزلي كلي أي حاجة وبعدين هأخدك لأقرب دكتور يقابلنا..
طبيب؟!.. يستحيل أن تضع نفسها بموقف مثل هذا، هي إلى الآن بداخل حالة من ال ة لا تعلم ما عليها فعله، كيف ستقول له والكارثة الأكبر كيف ستقول لبناتها، هل هي قادرة على روح أو قادرة على مواجهة الجميع به؟!.. بالحقيقة هي غير قادرة على فعل أي شيء.
حاولت التحلي بالقوة وقالت بهدوء :
_ مفيش داعي للدكتور يا كمال دول شوية برد مش أكتر، يلا ننزل نأكل هبقي كويسة بعد الأكل..
رغم أن العلاقة بينهما يطلق عليها إسم ” تيكويه” الا إنه يعلمها من كلمة، من رجفة كفها، أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول :
_ أنا عارف إنك بتكذبي عليا يا ثريا بس هعمل نفسي مصدق يلا نأكل ولو تعبتي أكتر هنروح للدكتور حتى لو غصب عنك..
أومأت إليه بملامح باهتة وخرجت من السيارة، خرج هو الآخر ودلف بها لمطعم هادئ يطل على البحر، مع رائحة السمك الموجودة بالمكان أتى إليها شعور ملح من معدتها بالتقيؤ لتمسك بيده سريعاً قبل أن يجلس على المقعد مردفة :
_ أنا مش عايزة سمك يا كمال يلا بينا نروح أي مكان تاني، بس أنا نفسي في كشري إيه رأيك نجيب من على أي عربية..
من رفضها لأكلتها المفضلة وال ة الأكبر طلبها للكشري التي كانت تكره رائحته، رجل مثله وبخبرته تغلغل الشك بقلبه بقوة، قام من مكانه مردفا :
_ أنتِ شكلك تعبانة جامد ومعدتك مش مظبوطة الأفضل نروح أي صيدلية قريبة لحد ما نوصل ونروح للدكتور..
_ لأ لأ يا كمال مش عايزة حتي دي هتكون معاك بالاجبار أقولك على حاجة أنا مش أكلة أكل أنت خلينا نغور بقى..
كانت تتحدث ب وسرعة حاولت بقدر المستطاع السير بمبدأ ” خدوهم بالصوت”، رسمت على وجهه إبتسامة خالية من أي مشاعر قبل أن يجذبها من يدها ويخرج بها من المكان مردفا :
_ ال ية غلط عليكي، نأكل كشري وماله إحنا تحت أمر السلطانة ثريا..
______ شيماء سعيد ______
بمنزل نوح..
أستيقظت عطر من الصباح الباكر بابتسامة مشرقة، أعدت الفطار ووضعته على صينية متوسطة الحجم، دلفت للغرفة بخطوات بطيئة حتى لا تفعل أي صوت ييقظه من النوم، وضعت الطعام بجوار الفراش وذهبت لخزانة الملابس، حركت شفتيها بحيرة مردفة لنفسها :
_ وبعدين يا بت يا عطر عايزة أول ما يصحى من النوم يشوف قمر قدامه، أيوة هي دي تحفة وهو بيحب اللون ده..
قالت ذلك بعدما رأت منامة باللون الأزرق بنصف أكمام، جذبتها سريعاً ودلفت بها للمرحاض خرجت بعد عشر دقائق وهي بكامل أنوثتها من وجهة نظرها، أخذت نفسا عميقا تحاول التغلب به على خجلها وجلست بجواره على الفراش، أول ما وقعت عينيها عليه أخرجت قلوب وقلبها رفرف وكأنها تراه لأول مرة، مررت أحد أصابعها على ذقنه هامسة بنبرة رقيقة :
_ نوح، يلا يا حبيبي أصحى أنا عملت لك الفطار بنفسي..
رنين صوتها جعله يستيقظ بتلهف لينعم بأحضان تلك الجميلة، فتح عينيه لها بابتسامة رجولية قدرت مثل العادة على خطف روحها، ابتسمت هي الأخر إبتسامة خجولة ليقول بغزل :
_ يا صباح الطعامة.. هو في حلويات كدة يا ولاد؟!..
دفنت وجهها بداخل عنقه هامسة :
_ بس بقى يا نوح أنت عارف إني شخصية خجولة..
رفع حاجبه إليها بسخرية واضحة قبل أن يقرص أنفها مردفا :
_ بصي بقى يا قلب نوح كنت زمان بعدي موضوع الكسوف ده عشان احنا على البر أما دلوقتي لازم تعرفي اللي يريح جوزك يا حبيبتي مش كدة؟!..
أومأت إليه ببعض الريبة ليكمل هو بابتسامة واسعة :
_ شطورة عايزك بقى من هنا ورايح أول ما أدخل البيت أحس إني في كبارية النجوم بكل فقراته وعروضه..
شهقت من المفاجأة ثم ابتعدت عنه بعدما ت بكفها الصغير على صدره العاري صارخة :
_ إيه اللي أنت بتقوله ده يا وقح إياك تفكر فيا بالطريقة دي..
جذبها وضمها لصدره وهو يضحك عليها بمرح قبل أن يرد عليها ببراءة :
_ يا بت أنا بقولك كدة عشان بحبك وعايز نبقى مبسوطين مع بعض، اوعك تسمعي كلام اللي يقول قلب الراجل معدته ده حمار أنا بقولك قلبي فين وعايزك تحافظي عليا..
عضت على شفتيها من شدة خجلها، ما قاله وما عاشته ليلة أمس كان بالنسبة إليها غريب رغم كونه لذيذ، شعرت برجفة ممتعة بظهرها مع حركة يده عليه، ابتلعت لعابها وقالت ببراءة تجعله يشعر بالانتصار :
_ يعني اللي أنت عايزه ده مش عيب ولا حرام؟!..
حرك رأسه نافيا ووضع قبلة حانية على عنقها، خبير وبيده قطعة من العجين، بيده هو فقط ستتشكل كما يرغب ويحب، ابتسم بحلاوة من كم المشاعر الذي يخوضها على يديها مردفا :
_ مفيش بين أي اتنين متجوزين حاجة حرام، ربنا خلقنا لبعض عشان نبقى لبعض كل حاجة، عايز كل ما أشوفك أحس إني عيني مليانة، أصلي بصراحة بتاع ستات ونفسي استكفي بيكي..
ردت عليه بخوف مردفة :
_ طيب أنا مش بعرف أعمل حاجة..
غمز إليها بمكر وهو يجذبها لتبقى أسفل جسده، ركز عينيه على شفتيها مردفا :
_ أنا هعلمك يا حياتي أنتِ بس سيبي ليا نفسك..
____ شيماء سعيد _____
بمنزل راقي دلفت فيروز خلف فريد، دارت بعينيها بالمكان وهي متحسرة على حالها، ها هي أخذت منه كل طلباتها، العيادة، منزل، مال، يا ليته يعلم انها كانت ترغبه هو، جلست على أقرب مقعد واضعة ساق فوق الآخر قبل أن تفتح هاتفها وتفعل به شيء معين ثم رفعت رأسها عندما سمعته يقول بهدوء :
_ نفذت البند بتاعي وكل حاجة نفسك فيها بقت بأسمك فاضل بقى البند بتاعك أنتِ..
تركت هاتفها على المقعد وقامت لتقف أمامه، ظلت صامتة لمدة خمس دقائق قبل أن تقول بتردد :
_ لما كنا بنحب بعض كنت بتضحك عليا يا فريد والا كان في جواك مشاعر ليا فعلاً؟!..
من سؤال ليس له أي إجابة لديه وخصوصاً بالوقت الحالي، حاول أن يبقى هادئا كما هو وقال :
_ مش نقفل اللي فات أحسن يا فيروز؟!..
حركت رأسها برفض وهي تنظر بداخل عينيه بشكل مباشر، بداخلها شعور يرفض الإجابة على هذا السؤال مازال قلبها الأحمق مرتعب من سماع ما ي أي حبل للوصال بينهما، بللت شفتيها بطرف لسانها لتعطي لها بعض الطراوة بعد شعورها بالجفاف قائلة :
_ هنقفل اللي فات وصدقني هو مش فارق معايا في حاجة أنا بس عايزة أقفله صح وأفهم كانت الدنيا بدور من حواليا إزاي وأنا زي العبيطة..
تنهد بتعب أعصاب قبل أن يقول :