
فى احد الأحياء الشعبيه.
وقف ذلك الرجل الذي قارب على الخمسين عاما يولى ظهره لشقيق زوجته بغضب شديد فى حين يتحدث شقيقها قائلاً بغضب عاصف:انتى اكيد جرى لمخك حاجة يا نجلاء… طلاق ايه اللي عايزه تطلقيه…بعد العمر ده كله… دى بنتك ندى بقت عروسه خلاص… اعقلى وحطى عقلك فى راسك.
وقفت بغضب وقد نفذ صبرها :انا مش صغيرة وحقى اعيش العيشه الى تريحني… انا تعبت ومش مرتاحه.
صرخت بها امها تقول :اختشى قطع لسانك… هو فى زى سى الباشمندز توفيق… راجل مكفى بيته… مافيش حاجه نقصاكى… اختشى وحطى فى عينك حصوة ملح… قوليلى يابت… ايه اللي ناقصك… كل شهر بتاخدى مصرويف بيت يكفى عيلتين… تلاجتك مليانه على تومة عينها… لبس. صيغا وكافة شئ… الف واحده بتحسدك على الى انتى فيه.. واخرة المتامه عايزه تتطلقى وبنتك بقت عروسه على وش جواز.. ياختى ده البطر وحش.
صرخت بعلو صوتها :حراااااام عليكوا… حد يحس بيا بدل ما اولع فى نفسى.
وقفت امها تقول بغلطه:قوليلى.. قوليلى يابت مين الى زغلل عينك ميل دماغك عشان تبقى عايزه تتطلقى.
كل ذلك وهو يقف يوليهم ظهره بغضب شديد… وهى فقط مصدومه من كلام امها عنها…هل وصل بها الأمر كى تضغط عليها لان تشكك بها.. ماذا يحدث… وهو مازال يقف صامت وكأنه حقا مظلوم.
انفجرت فى الكل تقول :والله… حيث كده بقا هو قالكوا انو رامى عليا اليمين مرتين قبل كده.. ومن شويه كانت تالت مره… ايييه… ماتنطق يابيه.
اتجهت انظارهم له بصدمه وهو يقف مصـ,ـدوم لم يتوقع أن تقول كل شئ فقد عهدها كتومه خائفه… ظن أنه سيحل الأمر بينه وبينها.
تحدث شقيقها بصدمه وقال:وكل ده ساكت… مطلقها طلاق نهائى وساكت… كنت مستنى ايه عشان تتكلم.
استدار توفيق يقول :انا كنت ناوى احل الموضوع انا وهى يا خالد.
خالد:وده هيتحل بينكوا ازاى يا بيه… ده خلاص طلاق نهائى.. كده لازم محلل.
نجلاء:انا مش عايزه ارجعله اصلاً.
ام نجلاء:انتى اخرسى خالص اما نشوف اخرتها ايه… عايزه تخربى بيتك؟! تبلعى لسانك وماسمعش حسك لحد ما نشوف حل للمصيبه دى.
خالد:مافيش حل…لازم تتجوز واحد غيره… جواز كامل.. وده كمان مش سهل لأن صعب نلاقى حد يوافق.
نظرت لهم بجمود.. هى لا تريد حل من الاساس.. تدعو أن لا تجد من يوافق.
خرجوا سويا بعضب شديد يهمون بالمغادرة ولكن استوقفهم جزار المنطقة(المعلم رجب) بلهفة :خير ياست ام خالد.. كان فى حاجة عند ام ندى.. ايه الزعيق ده.
ام نجلاء:لا ولا حاجة يا معلم… انت عارف البيـ,ـوت ياما بيحصل فيها.. فوتك بعافيه.
رجب :الله يعافيكى.. نورتى.. نورتنا يا استاذ خالد.
خالد :تشكر يا معلم.
ذهبوا سريعا وهو مازال يريد أن يعلم ماذا حدث معها… دقائق ووجد توفيق يغادر هو الآخر بحقيبة ملابسه والغضب يعميه.
تهلل وجهه وانشرح صـ,ـدره يبدوا انه خلاف كبير بينهم…. عاود الجلوس خلف مكتـ,ـب قـ,ـذر من الخـ,ـشب وهو يلتقط مبسم الارجيله يدخن باستمتاع وشرود وشبح ابتسـ,ـامة خفيفة يلوح على وجهه.