روايات

إنصاف القدر بقلم سوما العربي الجزء الثانى جميع الفصول

ابتسمت قائله:حاضر.

أخيراً تنهد بارتياح وقال:طيب ممكن نقعد مع بعض شويه… احكيلى الفتره اللي فاتت عدت ازاى بقالك شهر بعيد عني.

هزت رأسها بالإيجاب… أخذها باحضانه التى جعلتها تتخدر كليا.. راحته المهيبه وجسده الضخم.. كل ذلك امتزج ليعطيها شعور بالفخر بحالها… هى من حظت باحضانه.

شعور الراحه مع الإمان والأمل بغد افضل لجوار حبيبها كذلك كونها باحضانه هو حولها طيف رائحته جعلها تتحدث بأريحية وحماس.. تخبره كل شئ.. عن عضبها من ندى بسبب انشغالها بمازن أكثر منها.. صداقتها الجديدة مع جودى… استعدادها للجامعة. تعلمها القيادة.. كل شئ.. كل شئ وهو فقط يستمع لها ويبتسم.. بات يعشق ثرثرتها تلك حتى لو كانت بلا هدف…

___________________

بعد مرور شهرين

كان الحال أكثر من مستقر وممتع بين عامر وحبيبته… مليكه.. مليكه مكرم الخطيب تلك الصغيرة التى احبها.. يعشق كل تفاصيلها… ويعشقها هى.. هى جميله جدا.. جمالها طبيعي وساحر.. يعشق النظر داخل عينيها… يحب شعرها الجميل هذا. بشرتها البيضاء… جسدها الملفوف… كل شئ.. كل شئ بها يحبه. إلا شئ واحد. مرحها.. يكره ذلك المرح الذى يجذب إليها الأنظار.. مرحها مع محمد.. نادر أصبح شئ خارج عن طاقة تحمله.

اليوم هو موعد قدوم فادى للبيت… فهو كان ينقصه فادى أيضاً ليكتمل الشلل الرباعى.

دلف فادى بمرح:وحشتونى وحشتونى وحشتونى اووى.

ركض تجاه الفت يقول :تيتا.. وحشتينى اووى… عامله ايه.

ضمته الفت اليها تحتضنه بحب شديد تهز رأسها له.

سلم على الجميع وتقدم ناحية مليكه يقول :ميكا… وحشانى مووت عامله ايه.

همت تجيب عليه بحماس لكن أجاب ذلك الإمبراطور:الحمدلله كويسه. اقعد يافادى كده وخد نفسك انت جاى من سفر مالحقتش يعنى.

ناهد :اطلع ياحبيبي خد دش وانزل عملالك الأكل الى بتحبه.

فادى:اوكى عشان عايزكوا فى موضوع مهم.

صعد فادى لغرفته وعامر ينظر تجاه مليكه بنظرات مشتلعه جعلتها تتململ فى جلستها.

وهو يحذرها بعينيه عن اى تصرف اهوج

على سفرة طعام ممتلئه بكل أصناف الطعام الفاخر.

جلست ناهد بحماس تقول :اما انا عملالك سفره يا واد يا فادى هتاكل صوابعك وراها.. تلاقيك هفتان وماكنتش بتاكل كويس.

فادى:هو ده اكل ولا انتو شوفتوا اكل… ده أنا كان بيجيلى يوماتى ملوخيه فلاحى يالهوووى… ريحتها لوحدها تجيب تخمه… ولا البيض بالسمنة البلدى.. بيسيحوا السمنه كده من غير حساب ويحطو عليها البيض ياميييىى.

محمد :وده مين اللي كان مهتم بيك كل الاهتمام ده.

فادى مبتسما بسماجه:حماتى.

انتبه الجميع يقولون بصوت واحد :ايه.

فادى :اتعرفت هناك على بنت إنما ايه.. مش عارف تقولكوا ايه… تتحط على الجرح يلتهب. لسانها ده طولو مترين… البت بتفطر شتيمه وتتغذى شتيمه ماشاءالله.. حاجه استغفر الله العظيم ما تتوصفش.. بس قمر قمر قمر.. انا ماكنتش اعرف ان فى الأرياف في بنات حلوه كده لا ومتعلمه ومتخرجه كمان وبتشتغل.. ده غير انها شيك اوى فى نفسها… الفلاحين اتقدموا اوى.. قال واحنا الى بنقول عليهم ارياف.. طب والله احنا الى ارياف.. انا قولت هروح الاقى شوارع ضيقه.. ترعه. حمير بهايم.. يالهوووى.. الشوارع هناك نضيفه… كافيهات.. مطاعم.. سوبر ماركتز.. وفى القرى جوا نضاف كمان والناس بتنضف قدام بينها مش هنا زباله في كل حته.

محمد:خلصت… عمال تحكى وتتحاكى.. غفلتنا كده يعنى؟ انت ايه الى عمال تقولو بقا ده… ومليكه… مش المفروض انكوا في حكم المخطوبين.

فادى:انا ومليكه اتفقتا اننا نبقى اخوات وولاد عم وبس… انتى ما قولتيلهمش يا مليكه.

ابتسمت تجاه عامر قائله:قولت لأبيه عامر.

بينما عامر يكاد يطير فرحا من كل شئ… حبيبته معه.. لم تبتعد… فادى أعلن بوضوح ارتباطه بأخرى… وهى الان تخبر الكل ان عامر هو الأقرب إليها وتخبره بكل شئ وبأدق تفاصيلها.

تحدث اخيرا وقال :ايوة قالتلى بس كنت مستنى انت تقول يا فادى.. على العموم الف مبروك المهم تكون مبسوط ومرتاح.

ابتسم فادى براحه ولكن قاطعه محمد يحتج بعنف:مبسوط ايه وهباب ايه عاة على دماغه… انت هتسيب مليكه الى مننا وزينا وبنت عمنا وتروح تتجوز واحده تانيه.

مليكه :وفيها ايه يا محمد… انا مش بحبه ولاهو بيحبنى.. سيب كل واحد يرتبط بالى بيحبه.

. قالت الاخيره تنظر بعيينى عامر تخصه بها فانشرح قلبه أكثر وأكثر.

محمد:الى بيحصل ده جنان ومش مقبول… مين دى ولا عندها ايه عشان تروح تتجوزها… الواحد يتجوز جوازه ترفعه مش تقل منه.

وقفت كارما تنظر له بزهول… لأول مرة ترى ذلك الجانب من محمد.

غادرت دون قول اى شئ.. غافله عن نادر وهو ينظر لها باستياء وعلى الوضع الذى ارتضت بوضع نفسها فيه مع ذلك الجشع.

لكنه عاود العبث بصمت في صحنه.

بينما هدى تلكز هديل بكتفها كى تزيد من جرعة الاهتمام.

اغمضت هديل عينيها… لقد سئمت ذلك الوضع.. لكن لا مفر او خيار امامها.

اكمل فادى الرد على اخيه بقوه:انا واعى وكبير كفاية انى اخد قرار زى ده لوحدي وانا مش عويل يا محمد عشان ابقى بدور على جوازه ترفعني وياعالم هعيش مرتاح ولا لأ.. انا حفيد الخطيب يعنى عندى الى يكفى عيال عيالى.

نظر محمد حوله وجد انه الوحيد تقريبا المعترض فقال :ايه؟! كله موافق؟ هتسكتوا على المهزله دى.

ناهد:فى ايه يا محمد.. انا كأنى اول مره اشوفك… من امتى وانت كده وبتفكر كده… ماتسيب كل واحد لحاله.

القى بمقعده خلفه وخرج من المكان سريعاً بغضب.

بعد انتهاء الطعام

جلست مليكه وبيدها وعاء متوسط تضع به حبات الفراوله الذيذه… فاكهتها المفضله.

تأكل منها بنهم وتلذذ تضع كل واحده على اول فمها ثم تلتهمها ببطئ واستمتاع… وهناك يجلس هو من ينظر لها وهو منعزل تقريباً عن الجميع.

فقط ينظر لفاتنته  والى كل حبة فراوله تقف عند اول شفتيها ثم تدخل فهمها… هممم كم هى محظوظة تلك الفراوله…على آخر الزمان أتى اليوم الذي يتمنى به لو كان حبة فراوله.

تقدمت هديل تحمل قهوته بعدما صنعتها اتقاء لشر امها.

جلست لجواره بهدوء تبتسم قائله :عامر. القهوه بتاعتك… ظبطهالك بايدى.

عينه لم تتحرك من على قطعه الفراوله التى توقفت عند أول شفتيها تنظر لهم بغيظ.

وهو حرفياً بعالم آخر… استمعت لصوت كارما تناديها فتركت الوعاء وهى تزجره بغضب وذهبت لها.

لكنه كان فعلاً بعالم آخر والدليل على ذلك أنه وقف من مقعده وتقدم نحو الوعاء يحمل تلك الحبه التى قطمت نصفها يريد التلذذ بها… لكنه وجد الفت تخرجه من أحلامه تشير إليه بالحاح.

عامر :حاضر….هخلى حد يجبلك.

.. اشارت له من جديد وبالحاح اشد.. إنها تريد تلك القطعه بالذات.

نظر لها بشر.. يقسم تلك السيدة تعلم كل شئ وتعانده بالتأكيد.

عامر :اتفضلى يامرات عمى.. اهم حاجه تكونى ارتاحتى… اتفضلى بالهنا والشفا… اصل خلاص الفراوله خلصت من البيت والأسواق ووقفت على دى.

خرج بسخط كأنه طفل صغير وهى وضعت باقى الحبه بفمها تأكلها بشماته وفرحه لايعلم بها او سببها احد.

انت في الصفحة 11 من 48 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل