روايات

إنصاف القدر بقلم سوما العربي الجزء الثانى جميع الفصول

تحدثت وهو مازال على جلسته :رايحه فين؟

مليكه:زى ما حضرتك سمعت وعارف ان كل سنه بعد عيد ميلادى بسافر اسكندرية لخالتو.

ابتسم نصف ابتسامه وقال بثبات :ده كان قبل كده… من هنا ورايح فى نظام جديد.. من بعد امبارح.

قالها يقصد بها الكثير الذى لا يعرفه غيره هو وهى.

تدخلت ناهد تقول :ايه يا عامر فى ايه… سيبها على راحتها.. ماهى كل سنه متعوده تروح ليه التحكمات دى وبعدين هو ايه اللي حصل امبارح.

عامر بلا مبالاه :الى حصل انها كبرت سنه.. بقت انسه… ماينفعش تروح تبات فى شقه فيها شاب كبير كده.

ناهد :ده ابن خالتها ومتربيين سوا وخطيب صاحبتها.

عامر :ابن خالتها.. مش اخوها.

مليكه:ثانية ثانيه بس يعني اعذروني… هو حضرتك بتتحكم كده على اساس ايه مش فاهمة؟!!

قادره على استحضار شياطينه ببراعه.. مرهقه  مرهقه مرهقه.

وقف عن مقعده يقبض على يدها يسحبها معه داخل مكتبه.

ناهد :عامر… رايح فين بالبنت؟

قال وهو يسير بها :مش عايز ازعقلها قدام حد يا امى.. هفهمها واجى.

تقدم بها وهى تتماشى مع خطواته.. لا تعلم لما تطاوعه قدماها.

أغلق الباب خلفه ينطر لها بغضب ولكنها هى من بادرت تقول بعصبيه:ايه الى انت بتعمله دى… مش من حقك تتحكم فيا كده.

عامر :لا بصى.. انا سكتلك كتير… وعديتلك كتير. قولت عيله… قولت مش مستوعبه.. انت بردو مضايقها.. لكن توصل للى عملتيه امبارح ده؟.. كنتى بترديهالى؟ كل ده شايفنى زى باباكى او اخوكى الكبير ومشاعر مراهقة؟

مليكه :انا مش بردلك حاجة.. دى الحقيقة.

اغتاظ كثيرآ من ذلك العناد فهو يرى اهتزاز مقلتيها جيدا.

اقترب منها اكثر يقول :كدابه.. وأكبر دليلا.. قلبى الى انتى لسه معلقاه فى رقبتك وانا ملبسهولك بأيدي.

نظرت له بغيظ.. تسب وتلعن نفسها.

بالفعل صعب عليها كثيرا ان تتخلى عن سلساله المميز هذا وظلت مرتديه اياه كما البسه لها بيده.

ابتعد عنها بعدما زلزلها كليا وقال :من هنا ورايح فى نظام جديد عشان انا شكلى دلعتك بزيادة.. ومافيش ولا سفر ولا خروج غير بأذنى.. واعتبريها زى ماتعتبريها… اصل انا راجل ظالم.

نظرت له قائله :مش من حقك هو انت اشترتنى.

عامر :اه اشتريتك… ايه رأيك بقا.. انتى الى وصلتى بينا لهنا…انتى السبب فى كل الى بيحصل.

مليكه :احلى حاجة فيك انك مش بتعرف تشوف نفسك… ولا عمايلك ومش شايف انك انت الى وصلتنا لهنا وللنقطه دى… هتفضل شايف نفسك صح لامتى.

نظر لها يكابر اى شئ وقال:اه انا صح وانتى الى غلط.. وسفر مافيش.. لو عايزة تروحى لخالتك استنى يوم نسافر فيه كلنا وابقى روحى قضى معاها اليوم لكن بيات هناك لا.

هاجت ثورتها تتحدث بانفعال:انت بتتحكم فيا بتاع ايه ولا بأماره ايه… بأماره مانت رايح تخطب هديل.. انا مش هسيبك تتحكم فيا ولا تعمل اى حاجة من الكلام ده.. عايز تخطب.. تتجوز انت حر… حر في نفسك بس مش حر فيا.

عامر بغضب :ماتعليش صووتك.

مليكه :انا حره هعلى واعلى واع… قاطعها بنفاذ صبر.. لقد اشتاقها رغم كل شئ.. ابتلع كلمتها فى فمه وهو يضمها له يقبلها.

بعد مرور ثوانى بطيئه على كلاهما فصلت قبلته ينظر كل منهما بعجز للأخر.

عجز امام عند كل منهما… امام الظروف.. وفارق العمر.. والقرارات الخاطئه.

افلتت نفسها من بين ذراعيه تهرب لغرفتها سريعا… مايحدث غير مقبول وغير طبيعي او حتى منطقى.

هل مازالت تحبه.. أم ستكمل مع غيره.. مع شخص يستحقها.. هل لقصتهم نهاية سعيدة؟ هل سيخطب هديل حقا.

افكار كثيره ومشاعر مخطلته.. لا تعلم لما نفذت حديثه ولم تذهب للاسكندريه.

بعد ساعه من القيادة فى الشوارع… لم يذهب لعمله ككل يوم.

وجد حاله يتوقف امام قسم الشرطة الذى يعمل به كارم.

صف سيارته وذهب اليه.

وآلان بعد أن أنهى حديثه مع قهوته يجلس كارم فى مقابله ينظر له بصمت واستغراب.

عامر :بتبصلى كده ليه انا مش فايقلك.

كارم :انت ياض حمار…ولا اهبل… ولا عندك ربع ضارب.

اغمض عينيه يصطك على أسنانه.

بارع فى إثارة غضبه مثلها :ماتلم لسانك ده بدل ما اقل ادبى عليك.

كارم:لا بس ابلع ريقك كده وأهدى على نفسك عشان انت مبهدل الدنيا… انا عايز اعرف ايه العك الى انت بتعكه فى حياتك ده… ولما انت مش عارف تبعد عنها ولا تشيلها من بالك وعمال تفرض تحكمات وأوامر عليها كده رايح تتسحب من لسانك وتقول هتخطب بنت خالتك ليه ياقفل مصدى انت.

انفجر به كالقنبله:مش عارف.. مش عارف… طيرتلى برج من نفوخى.. حاسس انى… مش عارف بس متعصب على متغاظ على زن من امى ومحمد.. واهتمام هديل الى واضح للكل.. كذا حاجة كذا حاجة.

كارم :لا هو انت بس عامل زى الى واخذ خبطه فوق نفوخه وعمال يضبش.. بتلوش هنا وهنا.. انت عايز تضايقها بس ياعامر وترد علي الى هى عملته امبارح… بس كده غلط… انت داخل فى خطوبه ومش من اى حد دى بنت خالتك الى زى ما بتقول بنفسك انها طيبه وكويسه وانك لسه مش عارف تخرج مليكه من حياتك.. طيب براحه كده بقا وواحدة واحده.. دلوقتي انت هتخطب بنت خالتك لمجرد شويه عند فى دماغك الى هما فى الاخر هيلبسوك فى حيته عارف ليه… لأنك لسه عايز مليكه ليك ومش هترضا تسيبها لحد كمان رايح تخطب بنت خالتك طيب هتكمل وتتجوزها وتخسر مليكه للأبد ولا كمان شوية وبدون أسباب تفسخ خطوبتك من البنت وتخسر خالتك وبنتها… انت مدرك انت رايح على فين؟

ارجع رأسه للوراء… يغمض عينيه بتعب.. انه يخطئ بكل تلك التصرفات الهوجاء.. لازال طعم شفتيها عالق بشفتيه.. إحساس لا يوصف ولا ينسى.

عاد للبيت تدور برأسه صراعات كثيره.

انت في الصفحة 25 من 48 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل