روايات

إنصاف القدر بقلم سوما العربي الجزء الثانى جميع الفصول

جلست ندى وهى تضع الهاتف على اذنها.. كعادتها منذ أسبوعين.. تتحدث بالساعات مع خطيبها.. مازن.

ونجلاء تقف بالشرفه تقوم بانزال (السبت) للمعلم رجب بعدما هاتفها يطلب منها ذلك.

وكعادته منذ فتره… يحضرلها الكثير من الحلوى وأحيانا طعام جاهز.

وهى لا تعرف من اين لها كل ذلك التعود والقبول… من المفترض انه شخص غريب عنها.. باى صفه وتحت اى بند تندرج كل تصرفاتها وتصرفاته أيضاً.

لاتعلم لما تجيب كل مره يتصل بها.. ربما لأنه لا يتعدى حدوده.. ربما لأنها تستمع لصوته يحدثها بنبرة تحمل كل الاحترام بل والفخر والاعتزاز أيضا.

ذلك اللقب الذى دائما ما كانت تستغربه أصبحت مدمنه عليه.. تحب أن يناديها به.. تعلم سيقال عنها متصابيه او فى مرحلة مراهقة متأخره ولكن؛

لكن حين يقولها ويناديها بهذا اللقب رغما عنها تشعر بحالها.. انها موجودة… لها وجود وليست ام ندى فقط.. تلك السيدة التى تحيا لتربى ابنتها فقط وتزوجها وتجلس تنتظر اى مشكلة تواجه ابنتها من بعد الزواج كى تتدخل… كل هذا مسؤوليتها الأساسية وهى تعلم ومرحبه ولكن ما المانع من أن يكن لها ركن ولو صغير بحياتها يسعدها… يشعرها انها من الأحياء على هذا الكوكب.

مهلا نجلاء… الى اين وصل عقلك… إنه مجرد وسيلة للعودة الى حياتك العادية مع توفيق وابنتك… اعقلى.

تنصح نفسها بالتعقل… وبعد ثانيه واحده فقط..  ورغما عنها تولدت من جديد روح الطفله التى بداخل كل انثى وهى ترى كل تلك الحلوى التى جلبها لها بجوارها نوع القهوة المفضل لها… ولا تعلم من أين عرف.

انتفضت فجأة على صوت ندى :ايه الحاجات دى ياماما… هو ايه الحكاية.

تلعثمت لا تجد رد… وكأن الحال تبدل.. شعرت كأنها هى فتاه الثامنه عشر وندى هى ولى أمرها وهى لاتجد رد منطقى علي اسئلتها.

نجلاء :ده.. ددده. ده. ده.

رفعت ندى حاحبها تقول باستغراب :ده ده ايه… مالك كده ياماما وكمان ايه حكاية الاكل الدليفرى.. مره سى فود ومره برجر من ماك.. وحلويات وشكولاتات… وايه ده.. ده البن الى انتى بتحبيه وبتمشيلوا مسافه عشان تجيبى من عند الراجل ده بالذات…. لااااا انا عايزه اعرف ايه اللي بيحصل من ورا ضهرى… قولى… عايزه تشمتى الناس فيا… عايزاهم يقولو ايه.. ندى ماعرفتش تربى… قولى.

نجلاء بحدة تدارى بها توترها:بنت.. ايه اللي بتقوليه ده… انا الى امك على فكره.

ندى :مش ضروري…. ساعات الدنيا بيتشقلب حالها… وانا عايزه اعرف انتى ايه حكايتك.

نجلاء :ده المعلم رجب…..قاطعتها ندى :المعللم رجب… إلا قوليلى ياماما هو ايه اللي جابه هو وعم سيد قرايه فتحتى… مش غريبه شويه.

نجلاء بارتباك:ايوه غريبه… مش عارفه.

قامت ندى بمد يدها وأخذت إحدى الحلوه.. تحل وثاقها وتضعها بفمها بتلذذ تقول وهى تلكها:امممممم.. طعمه اوى… دى كمان من الغاليه… لا صارف ومكلف.

احتضنت ذلك الكيس البلاستيكى الكبير وقالت :انا هاخد الكيس الكبير ده امزمز فيه وانا بفكر الراجل ده بيعمل كده ليه.

ثم ذهبت من أمامها وهى تلك إحدى الحلوى وتفتح أخرى متمتمه:الا يخيبك يا مازن… مش عارف تبقى ربع المعلم رجب الجزار… تعالى اتعلم.

نجلاء بضيق:بنت… طب هاتى واحدة حتى.

رفعت صوتها وقالت :وكمان عايزه واحدة… انتى تدخلى اوضتك لحد ما اشوف الولد ده عايز منك ايه… انا مش نايمه على ودانى.

زمت نجلاء شفتيها بغيظ وندى تسير للداخل متمته:الا عمرى ما جالى كيس زى ده… بترسم على امى يا معلم.. ماااشى.

انت في الصفحة 7 من 48 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل